قرر أن يفتح قلبه ل"الشباك" في سلسلة الحوارات التي خصصتها اليومية وصفحة منتدى الأنصار عبد النور، هو أحد الأنصار المولعين بالصفراء الذين يتابعون كل صغيرة وكبيرة تخص النادي الحراشي، وهو رب عائلة أب لثلاثة أفراد يبلغ من العمر 45 سنة، زرناه في منزله لينقل لنا انطباعاته وآرائه في إطار ركن منتدى الأنصار.. أول شيء قاله عبد النور بأنه ومع مرور الوقت وكبر سنه لم يزده إلا تعلقا بالصفراء، الفريق الذي أكد بأنه يعشقه حد النخاع ويتابع كل صغيرة وكبيرة عن الفريق، وليس كمناصر عادي فقط، إنما كان قريبا جدا من الفريق سواء مع المسيرين أو اللاعبين. بداية عرف نفسك للجمهور الرياضي؟ أعتقد أنه لا داعي لأن أعرف نفسي للجمهور الحراشي الذي يعرفني حق المعرفة، أنا عبد النور زرايمي أقطن في حي ديسولي، أبلغ من العمر 45 ربيعا، وإذ يتذكرون جيدا فأنا أحد أقدم مناصري الحراش أو usmmc بالتسمية القديمة، على كل حال أنا مواطن عادي جدا، وكنت أعمل في بلدية الحراش في السابق. لماذا استدعيتنا لمنزلك بالضبط؟ كأي مناصر آخر، أريد الإدلاء برأيي عن فريقي المحبوب، وبالمناسبة أشكر جريدة "الشباك" على هذه المبادرة والصفحة التي خصصتها للأنصار، صراحة مبادرة وفكرة رائعة جدا وستسمح للعديد من الأشخاص مثلي للإدلاء بأفكارهم، كي لا ندور في مكان واحد لدي الكثير لأقوله عن الحراش ومحيطه. إذن تريد أن تدلي برأيك عن أمور كثيرة بخصوص فريقك المحبوب؟ نعم بالضبط هذا ما أريده، وأنا متيقن أن كل ما أقوله سيهم الكثير وعلى وجه الخصوص أنصار الكواسر الذين لا يعرفون مثل هذه الأمور خاصة الشباب والذين يعملون بنيتهم الصافية، كما أنّي واثق أن العديد يعرفونها حق المعرفة فقط فضلوا الصمت، وشخصيا لم أتمكن من ذلك، واليوم قررت أن أفتح قلبي لكل القراء ولكل مناصري الحراش خاصة والفرق الأخرى ليكتشفوا ماذا يحدث في الحراش وفي البطولة الوطنية ككل. يبدو أنك جد متأثر لما تعيشه الصفراء هذه الأيام؟ بطبيعة الحال أنا متأثر لما يحدث في الصفراء وفي البطولة الوطنية بأكملها، فالحراش مدرسة كروية كبيرة وعريقة فحب من حب وكره من كره، وربما كلامي هذا سيفطن الكثير من الذين يهتمون لأمر الصفراء، الفريق وكما نعرف جميعا هو ملك للجميع كل الحراشيين من حقهم أن يناصروه وأن يعرفوا ماذا يدور فيه فهو يمتعهم والكل يقصد مبارياته، لكن للأسف بعض الأشخاص اعتبره وسيلة لربح المال، فمثلا نتحدث عن قضية رئيس الفريق محمد العايب ورئيس اللجنة سابقا مصطفى الدومي فهي غامضة جدا والكثير لا يعرف ما ورائها. تحدثت عن قضية العايب والدومي، ماذا تعرف عنها؟ حسب المعلومات التي وصلتني من مصادر جد مقربة، فإن القضية ورائها 100 مليون التي منحتها إدارة مولودية الجزائر في نهاية الموسم المنصرم كهدية منها لإجازة التشكيلة الحراشية التي لعبت بنزاهة أمام وفاق سطيف، هذا أمر طبيعي ولا يعتبر رشوة ونفسه ما يحدث في البطولات الأوروبية الكبيرة، لكن اللغز المحيّر هو أين ذهبت ومن قبضها؟، فالجانب الآخر يقول قدمها للفريق وإدارة العايب تقول إنها لم تقبض أي شيء والدليل على ذلك أن اللاعبين لم يحصلوا على أي شيء. أتقصد أن 100 مليون هدية المولودية هي التي فرقت بينهما؟ بطبيعة الحال هي التي فرقت بين الرئيس العايب ومصطفى الدومي، ولولاها لما غادر الدومي منصبه على رأس لجنة الأنصار، وهذا بقرار من العايب الذي أبعده من الفريق ظنا منه أن مصطفى هو من قبض الأموال، على كل حال القضية وكما قلت غامضة جدا ولا أحد يعرف الحقيقة سوى العايب والدومي. ومن تظنه المخطئ في هذه القضية؟ قبل كل شيء الدومي خدم الحراش كثيرا وحتى وإن أخذ الأموال فهو لم يستفيد من أي شيء في حين العايب استحوذ على كل شيء وحسب رأيي، فالمخطئ الكبير هو جانب إدارة المولودية التي منحت 100 مليون هكذا فقط وبهذه الطريقة، وكان من المفروض أن يتم تقديمها قانونيا أي عبر رصيد النادي البنكي، هكذا كان سيتفادى كل هذه المشاكل، كما أنه سيتم سحب تلك الهدية والقيمة بطريقة قانونية وبخاتم النادي والموقع من قِبل رئيس الفريق أو الأمين العام، كما تعرفون الأموال تغري أناس عديدين وهذا هو رأيي الشخصي. ومن كان وراء اكتشاف هذه القضية؟ القضية فجرها اللاعب السابق في تشكيلة الحراش نايلي، قبل أن ينضم إلى تشكيلة شبيبة القبائل في الصائفة الماضية، وهو من استفسر عن الأموال وعن علاواته أي حقه كلاعب ساهم في تحقيق التعادل على حساب وفاق سطيف، وهي القضية التي أغضبت كثيرا نايلي الذي صرح على صفحات الصحف الوطنية ولولاه لمّا تمّ كشفها إلى يومنا هذا. تقصد أن نايلي غادر الحراش بسبب هذه الأموال؟ الكل يعرف أن اللاعب نايلي كان قد قرر مغادرة الحراش قبل مدة وقبل أن تحدث هذه المشاكل بين العايب والدومي، لكن وحسب ما استقيته من مصادري الخاصة القضية هي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وهي السب الأخير في رحيل نايلي عن الصفراء، نايلي لاعب ملتزم نوعا ما ولا يتقبل مثل هذه الأشياء ولا تهمه الأموال أو خمسة ملايين المولودية، إنما كان يريد أن يكشف المستور وماذا يحدث داخل الفريق. يبدو أنك تعرف أمورا كثيرة عن العايب... أليس كذلك؟ الرئيس العايب يعرفه الجميع العام والخاص والكل يعرف كيفية تسييره للنادي وكأنه يعمل في رزقه، ولا يبالي للأنصار، وإذ لاحظتم فهو لا يتنقل حتى إلى "لافيجري" من أجل متابعة مباريات التشكيلة وأينما تبحث عنه تجده في مكتبه، أتفهم وضعيته وأدرك جيدا أنه لا يريد الدخول في مناوشات مع الأنصار، لكن قبل كل شيء فهو رئيس للنادي وعليه أن يكون دائما بقربه مهما كانت الظروف، في الحقيقة هناك أمور أخرى كثيرة حدثت في النادي منذ العهدة الأولى للعايب أي منذ التسعينات. نعم تفضل، فالشارع الحراشي قد لا يعرفها ويرغب في سماعها؟ ربما العديد من الأنصار لا يتذكرون ماذا حدث في التسعينات، ونبدأ بالخطأ الكبير الذي ارتكبه العايب عندما "فرغ قاع الفريق"، وباع أكثر من 15 لاعبا مرة واحدة وكلهم نجوم، البداية بجعدي وكاديم اللذان التحقا بالبطولة البلجيكية لعل الكل يتذكر تلك الحادثة، وكان العايب قد باع عقديهما كاملين دون علم الأنصار مقابل حافلتين صغيرتين وكان قد قال للكواسر أن اللاعبين التحقا على شكل إعارة فقط، وبقية العناصر تم بيعها هنا في الجزائر وأيضا فالقائمة كبيرة، واللاعب الوحيد الذي بقي آنذاك هو باجي فيصل الذي تردد في أمره قبل أن يغادر إلى شباب قسنطينة وهنا القضية معقدة قليلا. وكيف ذلك؟ باجي كما تعرفون ترعرعنا في حي واحد وكنت أعرفه جيدا وهو الآخر يعرفني ويستفسرني في العديد من الأمور، وقبل أن يغادر إلى شباب قسنطينة ونفس الصائفة التي باع فيها العايب كل تعداد الصفراء، جاء إلى العايب وطلب مني إقناع باجي بإضافة موسم واحد على الأقل في الحراش آنذاك باجي لم يتعد 19 من عمره وشخصيا نصحت اللاعب بعدم البقاء، وأيام قليل فقط وصله عرضا مغريا من نادي شباب قسنطينة، لكن في تلك الفترة عملية التحويلات خارج العاصمة تتطلب شروط عديدة وباجي لم يكن يملكها وهنا بدأت مهمتي في توفير تلك الشروط وقمت بكل ما في وسعي لأحل المشكلة وأساعد باجي في التنقل إلى السياسي وقمنا بحيلة شيطانية دون الكشف عنها ونجحت الخطة والتحق باجي بالسياسي. إذن أديت دور المنقذ في هذه اللعبة؟ والله لم أقم بكل تلك الأمور من أجل الأموال، بل من أجل "وليد حومتي" وفي شبابنا "نترافدو بيناتنا" ولن أخف عنكم أن المنحة التي تحصل عليها من إدارة السياسي والمقدرة ب60 مليون في تلك الفترة بقيت عندي لأكثر من ثلاثة أسابيع، وحتى عائلته لم تكن تعلم بعملية التحويل ولا بالأموال وكان باجي لا يملك مكان ليخبئ فيه الأموال وتلك القيمة الكبيرة التي تساوي الآن حوالي 600 مليون أو أكثر. يبدو أنك لم تكن كمناصر عادي فقط بل تبدو قريبا جدا من اللاعبين والإدارة؟ في الحقيقة في شبابي كنت خفيفا نوعا ما وكنت أحب الاقتراب من عالم كرة القدم ودائما أبحث عن أمور تفوقني، وهو الشيء الذي كسبني معرفة وخبرة وكنت أعرف كل صغيرة وكبيرة تحدث داخل الفريق الحراشي، ولن أخف عنكم أن كل تنقلاتي مع الفريق خارج العاصمة كانت سواء مع أحد أعضاء الإدارة المسيرة أو مع أحد اللاعبين أو مع الفريق، وهو الشيء الذي سمح لي بمعرفة محيط الصفراء جيدا، لكن في المواسم الأخيرة ابتعدت قليلا عن تلك الأمور ولم أعد أريد المشاركة في أمور تافهة مثل السرقة والغش والكذب. لكن الأنصار لا تزال تشيد بالعايب الذي أعاد الحراش إلى قسم النخبة؟ العايب كسب خبرة كبيرة في مجال عالم كرة القدم وأصبح يعرف كيف يفوز بثقة الأنصار، خاصة عندما أعاد الفريق إلى القسم الأول وهو حلم كل الكواسر الذين ملوا في القسم الثاني، وبشهادة الجميع فإن العايب ساهم بشكل كبير في هذا الانجاز العظيم لكن بالمقابل استفاد من عدة أمور في حياته الشخصية، ولا ننسى أن الحراش هي التي فتحت له أبواب الاتحادية. بالمناسبة حدثنا قليلا عن سقوط الصفراء إلى القسم الثاني؟ سقوط الحراش إلى القسم الثاني كان في نهاية التسعينات، وكان الرئيس كابري آنذاك، هذا الأخير عمل كل ما في وسعه من أجل إنقاذ الفريق من السقوط لكن أمور كثيرة حدث لغرض إسقاط الصفراء وكان هدف من الأشخاص، وكل شيء كان "مخدوم" من المسؤولين، وإذ تتذكرون، فالمباراة الأخيرة في ذلك الموسم كانت أمام الجار إتحاد البليدة والمقررة في ملعب 5 جويلية لكنها حولت إلى ملعب حجوط، لأنها قريبة من البليدة والكل عمل على عدم إسقاط البليدة، في بداية الأمر الرئيس كابري رفض قطعا لعب اللقاء في ملعب حجوط لكن دون جدوى وتم إسقاط الحراش كما كان مخططا. بالمناسبة من هو الرئيس الذي كان نزيها على رأس النادي؟ بدون تردد الرئيس لفكي الذي جاء من أجل رفع قيمة النادي الحراشي أكثر فأكثر وجاء من أجل العمل حقيقة، وجاء معه بأموال كثيرة، لكن محيط النادي لم يتركه يعمل "وكلالوا ڤاع دراهمو" وأتذكر جيدا أنه ذات يوم قال إنه سيشتري كل نجوم البطولة الوطنية وكان يحضر لشراء دزيري ب800 مليون أو أكثر، لفكي لا يعرف أمور كثيرة عن كرة القدم وكان ينوي تنصيب أشخاص من الحراش لتسيير شؤون النادي لكن وبعد أشهر فقط اكتشف أنه وإذ استمر سيخسر كل أمواله في الحراش دون الاستفادة من أي شيء، ونفس الشيء بالنسبة لمدرب الشبان عمر لونيسي الذي اكتشف العديد من النجوم على غرار لونيسي، باجي، كاديم، باداش، مدان والظاهرة مزياني وغيرهم من اللاعبين الممتازين والذين تركوا بصماتهم في تاريخ الكرة الجزائرية وللأسف لم يتركوه يعمل. قبل أن نبدأ بالحوار تحدثت عن قضية بيع وشراء المقابلات ماذا تقول في هذه النقطة؟ هذه النقطة كبيرة وواسعة جدا، فالبطولة الوطنية كلها مخدوعة منذ زمان، الصفراء وبشهادة الجميع مدرسة كروية عريقة وتخرج منها العديد من النجوم لكن هي الأخرى ساهمت في بيع وشراء المباريات وأملك أدلة كاملة عن هذه القضية، فموسم الصعود هناك أشخاص رتبوا عدة مباريات لصالح الحراش آخرون رتبوها لصالح القبة، وهذا حقيقة حب من حب وكره من كره وعلينا أن نتقبل الواقع المر ولولا هذه الطريقة كانت الحراش لن تصعد إلى القسم الأول حتى ولو جلبت كل نجوم الفرق الأخرى إلى صفوفها، مثلا نتحدث عن خلفيات استقدام المدرب شارف إلى العارضة الفنية وإذ تتذكرون جيدا مشوار جمعية وهران في ذلك الموسم فستكتشفون كل شيء. هل لك أن توضح أكثر؟ أعتقد أن الفيلم واضحا تماما والكل فهمه، شارف ساعد الحراش عل تحقيق الصعود وسهل من أمور الصفراء قليلا، فاللقاء الذي جمع جمعية وهران وإتحاد الحراش في "بوعقل" انتهى لصالح الحراشية، وهو الشيء المتفق عليه من قبل شارف والرئيس العايب وكان هناك اتفاق بينهما عبر وساطة بعض الأشخاص وموسم وفي الصائفة الموالية نصب على رأس العارضة الفنية هل هذا دليل غير كاف، المهم ليس الحراش فقط إنما تقريبا كل الفرق تعمل بهذه الطريقة لتحقق أهدافها هي الأخرى، بالنسبة أذكركم بأحسن موسم في البطولة الوطنية وللنزيه. نعم تفضل؟ هو الموسم الذي توجت فيه إتحاد الحراش بلقب البطولة الوطنية أي موسم 97، حينها البطولة كانت فوجين والحراش كانت في فوج الشرق في حين كل الفرق العاصمية في فوج الوسط، البداية بإبعاد الصفراء كليا عن العاصمة وكانت المباراة النهائية أمام الجار إتحاد العاصمة الذي أنهى البطولة في الصف الأول وانهزمت على يد الحراشية ب3/2، أي رغم كل الصعاب إلا أن الصفراء توجت بالبطولة الحلالية. نعود بالحديث عن لقاءات المولودية والحراش هل عادة ما يتم تأجيلها؟ هذه القضية قضية سياسية وكل ما يكون الفريقان في قمة العطاء ونتائجهما جيدة، فالمباراة تؤجل إلى إشعار آخر وهذا لتفادي الطوارئ، وبالمناسبة قبل كل مباراة تجمع الناديين كنت أعلم إذ المباراة تلعب أو تؤجل وعادة ما أصيب، مثلا هذه المرة والله أقسمت أن الواجهة ستؤجل لأن الفريقان في قمة العطاء وتحصلت على هدية من أحد أصدقائي عن هذه القضية ومنحني 400 دينار جزائري، وهناك أمور أخرى تحدث وتعليمات تأتي من السلطات العليا. مثلا؟ مثلا في موسم 76 على ما أظن الحراش توّجت بكأس الجمهورية أي أنها مؤهلة للمشاركة في منافسة إفريقية وبالضبط في كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، لكن أتعرفون من عوضها؟ مولودية الجزائر هي التي شاركت فيها وهذا القرار لم يأت هكذا فقط إنما هناك أمور عديدة، وقالوا حينها إن الصفراء لا تملك الإمكانات اللازمة للمشاركة في ذلك الوقت، وأيضا... وأيضا، على كل حال الحراش من "بكري محڤورة" رغم كل اللاعبين الذين خرجتهم ودافعوا عن ألوان المنتخب الوطني. قيل إن هناك لاعبين من التشكيلة ساهموا في ترتيب اللقاءات، هل هذا وارد؟ نعم هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين الحراشيين ساهموا في ترتيب مباريات الحراش ولا يزالون يفعلون إلى يومنا هذا، لكن بطريقة أخرى وفي السراء وتحصلوا على أشياء بالمقابل، الظاهرة كانت موجودة منذ زمان طويل وفي كل موسم تتكرر العملية لأن عادة ما تكون الفرق التي بحاجة إلى ترتيب المباريات لإنقاذ نفسها من السقوط أو من أجل التتويج بلقب معين، وفي الثمانينات الرؤساء كانوا يقصدون اللاعبين وليس الحكام كما هو حاليا الآن وفي الآونة الأخيرة. ومن مثلا؟ هناك العديد من اللاعبين مروا على تشكيلة الحراش أو تخرجوا منها وعادة ما يقوم بالعملية أبناء النادي ونجوم التشكيلة، مثلا نجم الكرة الحراشية مزياني ذات مرة ساهم في تتويج شبيبة القبائل بلقب البطولة وهذا في الموسم 83 بطريقة أخرى لا أحد يتوقعها في تلك الفترة أي في وقت الغفلة والنية، حيث سهل من أمر القبائل للفوز في "لافيجري"، أتذكر جيدا تلك الحادثة حيث أخذ مكان الحارس الذي طرده الحكم وترك الكرة ضعيفة سددها أحد لاعبو الكناري لتسكن الكرة، وهو الهدف الذي تحتاج إليه الشبيبة لتتوج بلقب البطولة الوطنية في 83. تقصد نجم الكرة الحراشية مزياني الذي يدعي أنه نزيها؟ نعم نجم الكرة الحراشية مزياني ومن لا يعرفه، صحيح أنه إنسان طيب وخدم الحراش بكل نية لكن وبما أن الفريق في ذلك الموسم لا يلعب على هدف وكان قد ضيّع كل الحظوظ مبكرا وفضل أن يخدم شبيبة القبائل على ملاحة حسين داي لأنه كانت تربطه علاقة جيدة مع مسيرو الشبيبة، وكان الفريق عجز عن هزم الكناري فوق المستطيل الأخضر. وعلى ماذا تحصل بالمقابل؟ (يبتسم ويضحك قليلا) هذا سؤال مضحك صراحة، مزياني بالمقابل تحصل من قبل إدارة الكناري على سيارة من نوع "فيات زصطافا" برتقالية اللون وفي ذلك الوقت من يكسب سيارة مثل تلك التي كسبها مزياني في 83 لا يكسبها إلا القليلون. إذن خدم شبيبة القبائل على حساب نصر حسين داي؟ نعم، هذا ما كان عليه بالضبط، كانت النصرية ستتوج بلقب البطولة الوطنية في ذلك الموسم لولا الخدمة التي قدمها مزياني لشبيبة القبائل، والتعادل كان سيكون في صالح النصرية وحدث ما حدث، وأتذكر جيدا في تلك الفترة المشاكل الكبيرة التي حدثت بين النصرية والحراش بسبب هذه الحادثة وكادت أن تجعل الناديين عدوين في ليلة وضحاها، آنذاك كانت النصرية قوية وتملك نجوم في التشكيلة على غرار إيغيل مزيان، ماجر والآخرون، ويمكن القول إن مزياني هو حرمهم من التاج ذلك الموسم، وفي الموسم الموالي ردت الشبيبة الجميل للحراش. بأي طريقة؟ أعتقد أن بعد الحادثة بموسم فقط أو موسمين، جاء دور الحراش التي بحاجة إلى نقاط مباراة كانت خارج الديار أمام شبيبة بجاية لتنقذ رأسها من السقوط إلى القسم الثاني لتبدأ الاتصالات مع إدارة الكناري ليبحثوا لها عن الحلول اللازمة، وأقنعت حينها إدارة شبيبة بجاية بتسهيل الأمور على اتحاد الحراش ليفوز في بجاية، وهو ما حدث بالضبط ونجت الحراش من السقوط بخدمة من شبيبة القبائل، لذلك العلاقة بين الناديين لا تزال طبيبة ويتبادلان الخدمات. قبل مدة تحدثت عن مزيان إيغيل والاتحادية الوطنية أليس كذلك؟ نعم هذا حدث قبل حادثة الخليفة التي ورطت العديد من الأشخاص في الكرة الوطنية والتي كان ضحيتها مزيان إيغيل، هذا الأخير الذي رشح نفسه جيدا لرئاسة الاتحادية في نفس الوقت رشح نفسه محمد روراوة، وكان إيغيل هو الأقرب إلى الكرسي وكسب في ذلك شعبية كبيرة جدا وفي آخر لحظة تدخل رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي ونصحه بالانسحاب بسبب تعفن المحيط، وهو الرأي الذي خدم به إيغيل مزيان الذي انسحب من القائمة. نفهم أن حناشي هو من وقف في وجهه؟ حسب المعلومات التي وصلتني في تلك الفترة، فإن حناشي كان ينوي نصحه لا غير، وكان يريد أن يفطنه قبل فوات الأوان، لكن إيغيل أخذه مأخذ الجدية وانسحب من القائمة وتراجع عن رئاسة الاتحادية. ولماذا؟ هذه الأمور لم اكتشفها إلى حد الآن، فهناك مصادر تقول إن كل شيء مخدوم لصالح روراوة وهناك من يقول إن إيغيل سمع بأمور لا يعلم بها من قبل، على كل حال بعدها جاءت حادثة الخليفة التي أزجت بمزيان في السجن. كلمة أخيرة؟ أعتقد أنّي قلت كل شيء ولم يبق سوى القليل وإن شاء الله سأكشفه ذات يوم وأمور عديدة تخص النادي الحراشي والمسيرين، وأنا متيقن أنه سيأتي يوم سيعرف الكواسر ماذا يحدث بالضبط داخل فريقهم.