يتطرق اللاعب رياض بودبوز في هذا الحوار إلى المباراة التي جمعته السبت الماضي بفريق مونبوليي الفرنسي الذي يضم في صفوفه ثلاثة لاعبين مغاربة من بينهم الدولي بلهندة، حيث يكشف لنا بدبوز في هذا الحوار الشيق الحديث القصير الذي جمعه باللاعب المغربي قبل انطلاق المباراة، كما تطرق لحظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة، إضافة إلى رأيه في المشوار الذي أداه المنتخب المحلي في السودان. نعرف أن التعادل الذي سجلتموه أمام فريق مونبوليي يوم السبت أثر عليكم نوعا ما، أليس كذلك؟ صراحة نعم، كنا نأمل بالخروج بنتيجة إيجابية من ذلك اللقاء خاصة بعد الفوز الذي عدنا به من ميدان لانس في المباراة التي سبقته، لكن لسوء الحظ لم يحدث ذلك. لعبنا أمام فريق عرف كيف يسيّر أطوار المباراة خاصة مع الطرد المبكر لزميلي إيدي الذي أخرجه الحكم في بداية اللقاء، ولولا ذلك كنا قادرين على تقديم أمور أفضل في هذه المباراة. طرد إيدي جعلكم تتراجعون كثيرا إلى الخلف لتغطية خروجه، هل كان ذلك سببا في تراجع مستواكم البدني؟ نعم بالفعل، لا يخفى على أحد أنّ أي طرد في صفوف الفريق سيدفع بباقي اللاعبين إلى بذل جهود مضاعفة حتى يغطوا النقص الذي يخلّفه خروج زميلهم، تراجعنا إلى الخلف وبقينا ندافع عن النتيجة التي سجلناها في بداية اللقاء حتى أعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول، لكن بعد مرور الوقت أصبح من الصعب على جميع اللاعبين الحفاظ على لياقتهم البدنية. إذن هذا ما يفسّر خروجك قبل نهاية اللقاء ... هذا ما حدث بالضبط، بذلت جهودا كبيرة خلال أزيد من ساعة وبعدما فقد فريق مونبوليي لاعبا بسبب طرد أيضا تمكنا من العودة إلى الهجوم وحاولنا تهديد مرماهم في العديد من المرات، لكنني شعرت بإرهاق شديد منعني من التقدّم كثيرا إلى الأمام، وهو ما يفسّر تغييري سبع دقائق قبل نهاية اللقاء. يمكننا القول إنّ نتيجة التعادل لم تكن سلبية كما يعتقد البعض. يمكننا أن نقول ذلك، إذا عدنا قليلا إلى الخلف وحللنا أطوار اللقاء نجد أنه كان متكافئا إلى أبعد الحدود، لكنه يبقى دائما أمرا مزعجا عندما نخسر نقاطا فوق أرضية ميداننا. التعادل الذي سجلتموه لم يسمح لكم بضمان البقاء، هل يزعجكم ذلك؟ ليس هذا بالضبط، صحيح أن الفوز كان يعني إضافة ثلاث نقاط إلى رصيدنا لكن على كل حال علينا أن نقاتل إلى آخر جولة لأننا في وضعية جيدة من أجل تحقيق هدفنا المنشود وهو البقاء ضمن أندية النخبة الفرنسية، أو بمعنى آخر مصيرنا لا زال بين أيدينا. مستواك بقي منتظما في الوقت الأخير، هل تشعر أنك في لياقة تسمح لك بالمواصلة على هذا النحو؟ الأمور تسير معي بشكل جيد منذ وقت ليس بقصير وهو ما جعلني أساهم في تحقيق نتائج إيجابية لفائدة فريقي، يمكنني القول إنني سأواصل على هذا النحو لكن بشرط أن تبقى لياقتي البدنية على ما هي عليه الآن لفترة أطول. خلال مباراة السبت المنصرم واجهت لاعبا مغربيا يدعى بلهندة، هل تعرفه؟ بطبيعة الحال، بلهندة لاعب مهم في صفوف نادي مونبوليي وفي صفوف المنتخب المغربي أيضا وهو ما جعله يتمتع بشعبية لا بأس بها في الدرجة الفرنسية الأولى. وهل تحدثت معه بمناسبة المباراة التي جمعتكما؟ نعم، تحدث معه لمدة قصيرة قبل بداية اللقاء لكن بعد ذلك لم يسمح لنا الوقت بالحديث لأننا كنا مركزين على المباراة. كما تعرف اختار مؤخرا اللعب لفائدة المنتخب المغربي، هل تحدثتما عن مباراة مارس المقبلة؟ لم نتمكن من الحديث عنها نظرا للوقت الضيق، لكننا ضربنا موعدا لأنفسنا باللقاء مجددا خلال مباراة التصفيات الإفريقية. قبل شهر واحد عن موعد اللقاء هل يمكننا القول إنّ المباراة تشغل حاليا حيزا هاما من تفكيرك؟ بالطبع، من الطبيعي أن تشغل مباراة من هذا الحجم تفكيري، علينا أن نفوز فيها حتى نواصل المنافسة على تأشيرة التأهل، نريد أن نتأهل إلى كأس إفريقيا القادمة ونعرف أن هذا لن يتحقق إلا إذا حققنا فوزا أمام المغرب لأننا قررنا رفع التحدي وتشريف بلدنا. بعد تألق عدد من اللاعبين المغاربة في عدد من البطولات الأوروبية يبدو أن المهمة لن تكون سهلة، ما رأيك؟ أنا على علم بذلك، لكننا من جهتنا سنكون في الموعد، ركائز المنتخب الوطني تمكنت من كسب المزيد من الوقت وهو ما سيساعدهم قبل “الداربي” المرتقب بعد شهر من الآن، ومن جهتنا نعي أن التأهل لن يتحقق إلا إذا فزنا على المنتخب المغربي. هل اشتقت إلى أجواء المنتخب الوطني؟ نعم، تحدونا رغبة شديدة في ملاقاة المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة مرة أخرى، صحيح أنني في اتصال مستمر معه لكننا نود أن نتجمع مجددا حتى نؤكد على الروح الجماعية التي تميز منتخبنا. بطولة إفريقيا للمحليين بالسودان اختتمت، هل من كلمة حول مشوار المنتخب الوطني فيها؟ أعتقد أن النتيجة التي حققها المنتخب الوطني بوصوله إلى نصف النهائي جيدة أمام المنتخب التونسي الذي لعب على تفاصيل صغيرة، لكن أعتقد أنّ الحظ لم يكن بجانبنا خلال سلسلة الركلات الترجيحية، للأسف كنا نملك مكانا للتواجد في المباراة النهائية لكن علينا أن نهنّئ اللاعبين على النتيجة التي حققوها في السودان. هناك بعض الأسماء في هذا المنتخب مثل سوداني وجابو، هل تعتقد أنهم يستحقون التواجد في المنتخب الأول لبعث المنافسة؟ في الحقيقة ليس من صلاحياتي أن أتدخل في مثل هذه الأمور، جابو مثلا لاعب رائع وأحبه كثيرا لأنه شخص جيد لكن مثل هذا السؤال سيكون من الجيد أن يطرح على المدرب الوطني، لذلك لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال.