“جيلنا تسبب في مجيء جيل بادو زكي وبودربالة بعد ذلك“ “سألبي دعوة روراوة بحضور المباراة يوم 27 مارس“ لا يمكن أن يقترب موعد لقاء الجزائر والمغرب يوم 27 مارس الحالي، دون أن نفكر في الحديث معك وحتى أنا لا يمكن لي ألا أتحدث عن لقاء هام ينتظر بلادي الجزائر، كي أعطي رأيي وأتبادل وجهات النظر معكم ومع الأخصائيين، أنا أفتخر بأني جزائري، وأفتخر ببلادي هنا في الخارج وسط الأشقاء اللبنانيين، فرغم أن البعض اتهمني من قبل بأمور لا أساس لها من الصحة، إلا أنني مسامح ومسالم ومن يعرفني يؤكد ذلك. نريد أن نسلط الضوء على مباراة كبيرة لعبتموها من قبل أمام المغرب، فهل عرفتها أنت الذي كنت أساسيا يومها؟ أجل عرفتها، لأنك قلت مباراة كبيرة، وأكيد أنك تقصد المواجهة التي فزنا فيها عليهم بخماسية مقابل هدف وحيد في المغرب. نعم، لقد أصبت، فما الذي لازلت تذكره عن تلك المباراة، التي مضت عليها قرابة 32 سنة حتى الآن؟ بمجرد الحديث عن تلك المباراة، أتذكر أشياء كثيرة مهمّة أبرزها أننا لعبنا بتشكيلة محلية قادها مدرب محلي، وتتكون من لاعبين تخرجوا كلهم من الأندية الجزائرية، كنا كلنا محليين ولا أحد فينا يلعب خارج الوطن أو تكوّن في أوروبا، أتذكر أننا كنا نرتدي لباس “سونيتاكس” المحلي الخالص أيضا، لا لباسا مستوردا من أوروبا يحمل أكبر العلامات الرياضية، المهمّ والمفيد أننا ذهبنا إلى المغرب للتنافس معهم على ورقة التأهل إلى الألعاب الأولمبية بموسكو، وصدقني لم نشعر بأننا ذاهبون من أجل لعب مباراة في كرة القدم. ما الذي شعرتم به إذن؟ شعرنا كأننا سنقوم بعملية أو نخوض حربا ونعود، لأن الأجواء آنذاك كانت مكهربة بين البلدين، والعلاقات الدبلوماسية كانت متوترة للغاية بينهما، وأتذكر أننا قبل التوجه إلى المغرب اجتمع بنا ما لا يقل عن 18 وزيرا جزائريا، لتقديم التوجيهات وغير ذلك، وكأننا سنذهب لكي نحارب. ألم ينعكس ذلك الاهتمام من طرف السلطات الجزائرية باللقاء على تركيزكم سلبا؟ صراحة لا، لأننا كنا عازمين على العودة بالفوز رغم الظروف الصعبة وتوتر العلاقات، لاسيما أن الفرصة كانت مواتية لنا بثفتنا لاعبين محليين لإثبات ذواتنا وفرض منطقنا، تنقلنا إلى المغرب وقرر المسؤولون التربص في مدينة المحمدية القريبة من العاصمة المغربية الدارالبيضاء، وحضّرنا كما ينبغي للقاء، ولما حان موعده أذكر أنهم أسمعونا موسيقى شعبية في طريقنا إلى الملعب، وإن لم تخنّي الذاكرة استمعنا للشيخ “الهاشمي قروابي” رحمه الله، إذ أن الصمت خيّم في الحافلة وصوت الهاشمي “يدندن”. لماذا خيم ذلك الصمت، هل خوفا مما قد يعترضكم في الملعب لدى الوصول لا، لأننا كنا مركزين على المباراة، لا أحد حدّث زميله، وبقينا نستمع للشيخ ونفكر في المباراة وفقط. وكيف كانت الأجواء لدى وصولكم إلى الملعب؟ وجدنا الملعب كله مملوءا عن آخره، فحوالي 120 ألف مشجع مغربي كانوا في المدرجات، وما إن دخلنا حتى راحوا يهتفون ويرددون عبارات سياسية مثل الصحراء مغربية وغير ذلك، لكن حدث بعدها الذي حدث. ما حدث هو مهرجان كروي من الأهداف، هل توقعتموه؟ صراحة توقعنا الفوز لأن عزيمتنا كانت أقوى لكن بخماسية فلا، يومها سارت المباراة لصالحنا منذ البداية، حيث تألقنا جميعا وبرز بن ساولة بأهدافه الثلاثة الجميلة وعصاد وقمري وغيرهم، وحسمنا الأمور لصالحنا بطريقة منطقية جدا، لأننا ومن دون مبالغة كنا الأفضل، وأؤكد لك أن تلك المواجهة بقيت محفوظة بذاكرتي إلى يومنا هذا، ولا يمكنني أن أنساها لأننا شرّفنا الجزائر بتعداد تكوّن هنا في البطولة الجزائرية. كيف كان رد فعل الجمهور المغربي تجاهكم يومها؟ انقلب ضدّ منتخب بلاده، وتحوّل مجبرا بعد مردودنا الرائع إلى مناصرتنا، وراح يهتف بحياتنا ويصفق لنا عقب نهاية اللقاء، وهنا أقف لأؤكد على الروح الرياضية للجمهور المغربي، الذي وبالرغم من قساوة الهزيمة التي ألحقناها بمنتخبه، إلا أنه صفق لنا في النهاية، وهي ميزة كافة اللقاءات التي جمعتنا بالمغرب من قبل، إذ بالرغم من فتور العلاقات سياسيا، إلا أن المباريات بيننا لم تخرج يومها عن إطارها الرياضي. في العودة اكتسحتم المغرب بثلاثية وتأهلتم إلى موسكو من دون عناء التأهل حسم منطقيا في الدارالبيضاء ومباراة الجزائر كانت شكلية، ومع ذلك فزنا فيها بثلاثية نظيفة، ومنذ ذلك اليوم غيرت السلطات المغربية كل شيء في المنتخب، وانطلق جيل بادو زكي، بودربالة ورفقائهما. هل يمكن لجيلنا الجديد، أن يعيد الخماسية مثلا يوم 27 مارس الجاري؟ للحديث عن هذا الأمر، لا بد لي من حوار مطوّل آخر، وأفضل أن نرجئ أمر التطرق لذلك إلى وقت آخر (يضحك). كيف تتوقع أن تكون المباراة؟ صعبة للمنتخبين، الضغط فيها سيكون مفروضا على الجزائر، بما أننا نحتل الصف الأخير في المجموعة، لكن لا شيء مستحيل في كرة القدم، وأشبالنا قادرون على تحقيق الفوز. وهل ستلبي دعوة المسؤولين الذين قرروا تكريمك في هذه المباراة؟ بطبيعة الحال سألبيها، لاسيما وأن هذه الدعوة أتتني من صديق مثل الحاج محمد روراوة، فلو أتتني عبر وسائل الإعلام مثلا ما لبيتها، لكن أن يتصل بي صديق مثل روراوة و“يقيّمني ويكبّر” بشخصي ويدعوني للحضور فلا يمكنني أن أرفضها. متى ستكون حاضرا؟ لدي مباراة في بيروت يوم 25 مارس، وفي اليوم الموالي سأكون بالجزائر إن شاء الله. قبل الختام ما رأيك في القائمة التي وجه لها بن شيخة الدعوة للقاء المغرب؟ من سيشاركون أمام المغرب هم الذين لعبوا في السابق، أعتقد أن القائمة لم تتغير كثيرا، ما عدا تغيير عدة عناصر احتياطية، حيث أزيح بعض اللاعبين وعوضهم بآخرين سيكونون في الاحتياط، لا يهم ذلك بقدر ما يهمنا الفوز للإبقاء على حظوظ التأهل قائمة، ومن أعماق قلبي أتمنى الفوز لبلدي الجزائر وسأكون مناصرا لمنتخبنا من المدرجات إن شاء الله.