يفتح كريم زياني قلبه ل “الهداف“ كالعادة في هذا الحوار الشيق الذي يكشف فيه أسباب تهميشه في ناديه “فولفسبورغ” الألماني. ورغم أن اللاعب أراد إخفاء تأثره بالوضعية الصعبة التي يعيشها، “مستعد لأترك مكاني لمن هو أحسن مني إذا كان ذلك يساعد المنتخب” “حتى في قائمة ب 20 لاعبا لم يضعني الدرب في حساباته، لذا فهمت الرسالة وسأضاعف العمل في التدريبات” “أتمنى أن لا يكون هدف اللاعبين الذين يريدون اللعب للجزائر هو المونديال فقط دون أن يحبوا الألوان الوطنية“ “لو كانت الأسماء المقترحة تلعب لمانشستر أو برشلونة فمرحبا، لكنني لا أرى من يمكنه تعويض بوڤرة، بلحاج و عنتر يحيى” “أبقى أفتخر أنني لعبت لآمال المنتخب الجزائري وفي كثير من الأحيان لعبت برجل واحدة و تحت تهديدات مسؤولي فريقي... عندما يتعلق الأمر بالجزائر كل شيء يهون” “الخضر ليسوا في أزمة والجميع يشهد لنا أننا فريق المواعيد الكبرى” إلا أنه لم يتردد في القول إنه يحضر من الآن لكأس العالم ولا يهمّه تماما اللعب في فريقه لأنه فهم أن المدرب لا يضعه تماما ضمن خطته بعد أن وجد نفسه خارج القائمة في المباراة الأخيرة. كما يتحدث اللاعب بصراحة عما يحدث في المنتخب الوطني ومطالبة البعض بإبعاد العناصر التي لا تلعب مع أنديتها مؤكدا أنه مستعد للتنازل عن مكانته إذا كان ذلك في صالح المنتخب الجزائري. لكنه لا يفهم سر ظهور أسماء كثيرة قبل وقت قصير من إنطلاق المونديال. لم نجدك حتى مع الاحتياطيين أمام ماينز في المباراة الأخيرة، كيف هي أحوالك؟ ماذا تريدني أن أقول؟ الأمر يتعلق بخيارات المدرب الذي لم يضعني في القائمة التي كانت معنية بالمباراة وهذا رغم أنني لعبت المباراة التي سبقت ولم أكن ضعيفا. لكني لا أملك أي شيء بيدي وعلي مواصلة التدريبات فقط. و هل تحدث معك المدرب في هذا الشأن؟ لا، لم يقم بذلك. قدّم القائمة المعنية بالمباراة دون أن يوضح لي أي شيء وهذا من حقه ولو أنني لا أفهم تماما سر هذا الإبعاد من التعداد بهذه الطريقة. ألم ترد أن تتحدث مع المدرب في هذا الشأن لتطلب استفسارات؟ لا يمكنني أن أقوم بذلك لأن المدرب يرى التعداد المناسب الذي يريده وليس من حقي أن أطلب منه اللعب بالقوة، خاصة أن أمورا غير مفهومة تماما حدثث في المدة الأخيرة. ماذا تقصد؟ تصوّر أن الفريق تنقل ب 20 لاعبا وليس 18 في المباراة الأخيرة أمام ماينز ولم أكن في القائمة رغم أننا في المباراة التي سبقت تلقينا هزيمة ثقيلة فوق أرضنا ودخلت حين كنا منهزمين ب 4-1، هذا يظهر نوعا ما أن المدرب انتظر حتى قضي الأمر وأدخلن، لكن رغم ذلك فالذين شاهدوا المواجهة ربما لاحظوا أنني لم أكن ضعيفا وقدمت مردودا لا بأس به قبل أن أجد نفسي في هذا الأسبوع غير معني بالمباراة أمام ماينز وهو ما جعلني أفهم أمورا كثيرة جدا. ما هي هذه الأمور؟ أظن أن المدرب قدّم لي رسالة مفادها أنني لست معنيا تماما بكل ما له علاقة بالفريق وقد فهمت الرسالة جيدا وهمّي الوحيد الآن هو مضاعفة العمل في التدريبات لأكون جاهزا للمونديال ولا يهمّني أي أمر آخر بما أننا لا نستطيع الآن أن نغيّر في هذه الوضعية شيئا... المدرب أسقطني نهائيا من حساباته وهذا واضح بما أنني لست معنيا بالقائمة حتى عندما يكون عددها 20 لاعبا. ألهذه الدرجة أنا لاعب ضعيف؟ لا أظن، لأنني أعرف إمكاناتي جيدا و الوقت سيبرهن أنني لاعب لا يستسلم بسهولة. تبدو متأثرا لهذه الوضعية التي تعيشها؟ بطبيعة الحال، لكنني كنت سأكون أكثر تأثرا لو لم يكن لي موعد هام في نهاية الموسم و يتعلق الأمر بالمونديال. هذه المنافسة قد تجعلك تبذل جهودا إضافية للعودة للتشكيلة الأساسية قصد التحضير جيدا لكأس العالم؟ بالعكس، الآن وضعت في ذهني أن المدرب أسقطني من حساباته وحتى أنا أصبحت لا أفكر إلا في تحضير نفسي جيدا للمونديال لأنني أبذل جهودا كبيرة في التدريبات لكن ذلك لم يجعل المدرب يضع ثقته في، قبل شهر تقريبا من انتهاء المنافسة لا يمكنني أن أنتظر الكثير من هذا المدرب الذي ظهرت بوضوح خياراته. سأبقى دائما مهمشا عنده مهما أظهر في التدريبات، لذلك من الأفضل لي أن لا أفكر كثيرا في هذا الأمر وأجهز نفسي لما ينتظرني في شهر جوان. لكن، ما الذي حدث بصراحة حتى وجدت نفسك في هذه الوضعية، بالتأكيد هناك أمر غير طبيعي في الفريق؟ والله لا أعلم لماذا كل هذا التهميش! الأمور بقيت تسير على هذا النحو منذ عودتي من نهائيات كأس إفريقيا ولا أعلم السر في ذلك بكل صراحة. هل سيكون اكتفاؤك بالتدريبات إلى غاية نهائيات كأس العالم كافيا لتكون جاهزا قبل المونديال؟ ليس لي خيار آخر لكنني سأحضّر جيدا مع المنتخب الوطني لمدة شهر تقريبا بداية من منتصف شهر ماي مع إجراء مبارتين تحضيريتين قبل انطلاق دورة جنوب إفريقيا وهذا سيساعدني كثيرا لأكون جاهزا لهذه المنافسة، ثم أنني سأعمل كثيرا طيلة هذه المدة رغم علمي أن لا شيء يعوض المنافسة حيث أن إرادتي للتحضير الجيد ستكون قوية وإن شاء الله لن أخيّب الظن في. كلام كثير قيل في المدة الأخيرة عن اللاعبين الذين لا يلعبون في أنديتهم وأنت من بينهم، إلى درجة أن المدرب الوطني سيجد نفسه في ورطة قبل المونديال إذا تواصلت الأمور على هذا الشكل؟ بالنسبة لي ليس لدي أي مشكل، إذا كان هناك من هو أحسن فمرحبا به وسأكون أوّل المسرورين بتألق الجزائر معه، المشكلة أننا لا نملك بدائل كثيرة في ظل قصر الوقت وكما قلت أنا مستعد لترك مكاني لمن هو أحسن مني دون أي مشكل. سعدان صرح مؤخرا بأنه يريد لاعبين يلعبون في أنديتهم تحسبا للمونديال وإذا تواصلت الأمور هكذا قد يحوّل البعض لكرسي الاحتياط، ما رأيك؟ أظن أنه على حق في ذلك، اللاعبون الأكثر جاهزية هم الذين يلعبون المونديال وهذا يحدث في كل منتخبات العالم، لكن شرط أن نجد البدائل المناسبة. ماذا تقصد بكلامك؟ سأكون معك صريحا إلى أبعد حد، نحن حاليا نفرح عندما نسمع بأن اللاعبين الجزائريين موجدون في العديد من الأندية في أوروبا لكن هؤلاء اللاعبين لا ينشطون في أندية قوية كبرشلونة ومانشستر يونايتد أو حتى في أندية متوسطة. لا يوجد أي مشكل في جلب عناصر بارزة لكن أن نجري تغييرات من أجل التغيير فقط فأنا لست مع هذه الفكرة حتى إن كنت مع استقدام الشبان تحسبا للمستقبل لأننا يجب أن نفكر من الآن في أن نكون حاضرين في كأس العالم سنة 2014 وحتى أربع سنوات بعد هذا التاريخ وقانون كرة القدم يقول إن اللاعب الأكثر جاهزية هو الذي يلعب لكن أن يكون مستواه يسمح بذلك. نفهم من كلامك أن اللاعبين الحاليين لا يمكن تعويضهم بسهولة؟ هذا رأيي رغم أنني سأفرح كثيرا لمنتخب بلادي إذا برز في المونديال بدوني فهذا لا يطرح لي مشكلا لأنني أحب الجزائر وليس كأس العالم وأقول هذا الكلام من قلبي. ظهرت في المدة الأخيرة قائمة طويلة من اللاعبين الذين يريدون الانضمام للمنتخب الجزائري بعد أن أصبح “الخضر” في المونديال، ما رأيك هذا الأمر يقلقني كثيرا، كل يوم يظهر لنا اسم جديد يدعي أنه جزائري ويريد اللعب للمنتخب الجزائري، هذا شيء جميل لكن أتمنى أن يكون هؤلاء يريدون اللعب للجزائر والدفاع عن ألوان هذا البلد لأنهم فعلا يحبونه وليس اللعب للجزائر من أجل المشاركة في المونديال القادم، سنرى بعد كأس العالم هل سيظهر العديد من اللاعبين الذين يتحدثون عن أصولهم الجزائرية لينضموا للمنتخب الجزائري. تبدو غير متقبل لفكرة أن البعض يريد اللعب للجزائر من أجل المونديال؟ بطبيعة الحال، الأمر الأساسي هو أن تحب الألوان التي تدافع عنها وليس من اللباقة أن تستعمل الجزائر لتصنع اسما وتشارك فقط في كأس العالم. الجزائر لديها رجالها ولن تقبل بذلك وهنا يجب أن تكون الأمور واضحة... لا أتحدث هنا عن شرعية أن نلعب نحن المونديال بعدما ساهمنا في تأهل المنتخب الذي لم يستطع حتى التأهل لنهائيات كأس إفريقيا من قبل، بل أقول دائما أن الميدان هو الذي يحكم على أي لاعب والأحسن هو الذي يحق له أن يكون في الفريق، لكن هذا الأحسن يجب أن يكون في المستوى المطلوب ولا نغيّر لنغيّر فقط. لكن العديد من العناصر لا تلعب حاليا أو تعاني من إصابات، ما هو الحل حسب رأيك؟ المدرب هو صاحب القرار الأخير ويعلم جيدا ما يفعله، لكن بصفتي لاعب في الفريق أعتقد أنه يجب أن لا نستبق الأحداث كما أن المجموعة بإمكانها أن تحضّر قرابة شهر مع بعض خلال شهر ماي وبداية جوان مع إجراء مبارتين هامتين، لذا يجب أن لا نستصغر فريقنا الذي كان الجميع في كل مرة ينتظره في المنعرج وخرجنا في كل مرة فائزين في المواعيد الكبرى. هنا لابد من العودة نوعا ما للوراء فمنذ عام ونصف لم يكن أحد يسمع بالمنتخب الجزائري الذي كان يعجز حتى عن التأهل لكأس إفريقيا وأمام السنغال الجميع كان ينتظر أن ننهزم لكننا فزنا في الأخير وتأهلنا على حساب هذا المنتخب القوي ثم بعد تعادلنا مع رواندا الجميع قال إن المنتخب المصري سيفوز علينا في البليدة، لكننا لقناه درسا في كرة القدم وسجلنا عليه ثلاثة أهداف، ليحدث أن قال البعض إنها مجرد مفاجأة وسنتلقى هزيمة نكراء في زامبيا، لكننا تنقلنا لزامبيا في ظروف صعبة وفزنا هناك، لنواصل مسيرتنا بثبات إلى غاية تفوقنا على المنتخب المصري في بلد محايد هو الذي اختاره، هذا يظهر أن منتخبنا لم يخلق من العدم بل مررنا على مراحل كثيرة أوصلتنا لما نحن عليه الآن، لذا على الجميع أن لا يبحث عن المشاكل وهي ليست موجودة. هل تشعر بأن الضغط أصبح شديدا على هذه المجموعة؟ والله الضغط لا يخيفني مثلما أخشى أن يخلق لنا البعض مشاكل نحن في غنى عنها، تصور أنه بعد مباراة صربيا سارت الأمور وكأننا حضرنا لكارثة حقيقية في حين أننا لم نلعب إلا مباراة ودية مع منتخب يوجد حاليا من بين أحسن المنتخبات في العالم واللقاء هذا جرى في ظروف غير طبيعية تماما فلقد أجرينا حصة تدريبية واحدة فقط وبتواجد عدد كبير من المصابين لنلعب في اليوم الموالي وننهزم بنتيجة ثقيلة لكن أمام منتخب قوي جدا يضم في صفوفه لاعبين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية مثل تشيلزي، يكفي فقط أن نذكر أنه في ربع نهائي كأس رابطة الأبطال الأوروبية سنجد ما لا يقل عن 5 لاعبين صربيين يلعبون في الأندية التي ستنشط هذا الدور وهذا دليل على أننا لم نلعب أمام فريق ضعيف، ثم أنني أفضل أن أنهزم أمام صربيا ولا أفوز أمام التشاد بنتيجة ثقيلة وهذا حتى نحضر أنفسنا من الآن للأجواء التي سنجدها في جنوب إفريقيا، دون نسيان أننا لعبنا فوق أرضية كارثية ورغم ذلك بدأ البعض يتحدث عن أزمة داخل المنتخب الوطني وكأننا لم نصل قبل ذلك بأسابيع إلى نصف نهائي كأس إفريقيا ولم نتمكن من الفوز في تلك الدورة على منتخب كمالي وكوت ديفوار، الناس تنسى بسهولة وهمها الوحيد انتقاد المنتخب الوطني دون أي مبررات صحيحة. الذين ينسون بسهولة تناسوا اليوم أنك قبلت اللعب للمنتخب الوطني للآمال ولم تنتظر اللعب للمنتخب الفرنسي في وقت كنت مطلوبا في أكبر الأندية الفرنسية؟ “شوف خويا” أنت تعرفني جيدا وتعلم أنني لا أريد دائما أن أتحدث عن نفسي، لكنني أبقى أفتخر دائما أنني رفضت في وقت من الأوقات اللعب للنادي والتحقت بالمنتخب الوطني لأنني أحب هذا البلد وشعبه ولعبت برجل واحدة رغم تحذيرات النادي لأن اللعب لدقيقة واحدة مع الجزائر قيمتها غالية عندي دون الحديث عن تمثيل المنتخب الجزائري مع الأمال واللعب في أدغال إفريقيا في أماكن ليس فيها حتى فنادق محترمة... لا أفكر أبدا و لا أعود للوراء عندما يتعلق الأمر بالجزائر. وأنا لا أقول هذا الكلام لأبرر أي شيء، بالعكس لو هناك من هو أحسن مني مرحبا به وأنا مستعد لأترك له مكاني، لكن كما قلت لك، أتمنى أن الذين سيأتون لحمل القميص الوطني لا يقومون بذلك من أجل أن يلعبوا المونديال فقط. ألا يخيفك إصابة العديد من العناصر كبوڤرة، بلحاج ومغني إضافة لنقص المنافسة عند البعض مثل يحيى، منصوري وأنت طبعا؟ بطبيعة الحال أن هذا الأمر يقلقني. أتعتقد أنني مرتاح للوضعية التي أنا فيها؟ لكنني لا أملك أي حل ثم أن المصابين هم كذلك لم يختاروا أن يصابوا ولو أن إصابات بعضهم غير مقلقة تماما، ثم أنني مثلما قلت لك منذ قليل هل لنا عناصر بإمكانها مثلا تعويض لاعب مثل بوڤرة أو بلحاج؟ أعطيني اسما كبيرا يمكننا أن نضعه مكانهما وسأقول لك مرحبا. البحث عن اللاعبين الجدد أمر جميل، خاصة لتشبيب الفريق لكن بالنسبة للمونديال لا أرى من بإمكانهم أن يعوضوا لاعبين كبوڤرة، بلحاج أو عنتر يحيى لأنني مثلا ألعب في البطولة الألمانية وحاليا أنا خارج تعداد المدرب لكنني لو كنت ضمن صفوف أي ناد فرنسي مثل سوشو أو ناد آخر بالتأكيد أنني كنت سأكون أساسيا وربما قائدا للفريق، إذا يجب أن لا نخلط الأمور بمجرد أن لاعبا لا يلعب أو هو مصاب ظرفيا وأبقى أؤكد أن القرار الأخير يعود للمدرب الوطني الذي يعرف جيدا بالتأكيد ما يفعله في ظل هذه الظروف. هل من إضافة في الأخير للجمهور الجزائري الذي أصبح قلقا على اللاعبين الجزائريين الذين أصبحوا في المدة الأخيرة إما لا يلعبون أو مصابين؟ أقول لهم إن الجزائر دائما تملك لاعبين يرفعون التحديات فقد كنا في الموعد في المناسبات الكبيرة لذا علينا ألا نقلق، وبالنسبة لي سأبذل جهودا كبيرة جدا للتحضير الجيد رغم عدم إشراكي مع فريقي لأنني لا أريد أن لا أكون جاهزا في دورة جنوب إفريقيا.