تمكنت جمعية الشلف من تأكيد جدارتها باحتلال ريادة ترتيب البطولة المحترفة وذلك إثر فوزها على إتحاد الحراش في ملعبه وأمام أنصاره، حيث لم يكن أحد يتوقع عودة الجمعية بالفوز سوى اللاعبين، المسيرين وعدد قليل من الأنصار، خاصة أنّ الحراش هذا الموسم لم تخسر في ميدانها وأمام جمهورها بل حتى التعثرات التي لحقتها كانت بالتعادل، إلا أن رغبة "الشلفاوة" الشديدة في التألق لم تجعلهم يستسلمون لضغط "الكواسر". الشلف لم تفز في الحراش منذ زلزال الأصنام آخر فوز حققته جمعية الشلف كان مثلما سبق أن أشرنا له في عدد أمس إلى تاريخ 10 أكتوبر 1980 الذي يتذكره كثيرون بزلزال "الأصنام"، حيث لعبت الشلف في المحمدية وفازت على الحراش بهدف وحيد، لتعلم الإدارة اللاعبين بخبر الزلزال بعدها وتصاب الجمعية بنكسة وصيام عن الفوز على الحراش دام 30 عاما. ثامن نتيجة إيجابية للشلف على التوالي بغض النظر عن إقصاء الجمعية في كأس الجمهورية على يد سعيدة في الدور ثمن النهائي فإن فوز أول أمس للشلف يعد ثامن نتيجة إيجابية تحققها الجمعية على التوالي، فمنذ الجولة التاسعة لم تخسر الشلف أي لقاء وفازت في ستة لقاءات (البرج، الخروب، سطيف، تلمسان، بجاية والحراش) وتعادلت في اثنين (عنابة وإتحاد العاصمة)، وكانت آخر هزيمة تلقتها الجمعية لحساب الجولة التاسعة أمام شباب بلوزداد على ملعب هذا الأخير، وهذا ما يعني أنّ الفريق يقدم مستوى جيدا وحفاظه على سلسلة النتائج الإيجابية دليل على صلابته. أنصار الحراش اعترفوا بقوة الجمعية وقدّم أشبال إيغيل مباراة كبيرة سواء من حيث المردود أو الإنتشار الجيد في أرضية الميدان وهو ما جعل كل من حضر اللقاء يتمتع بالعروض الكروية الجميلة التي صنعها زملاء مسعود ونالت اعتراف أنصار إتحاد الحراش وجعلتهم يدركون جيدا بأنّ فريقهم لم ينهزم أمام فريق صغير وإنما فريق يضم في صفوفه غالم، سوڤار، زاوي، سوداني ومسعود، وفوق كل هؤلاء مدرب كبير وصاحب خبرة مثل إيغيل ومن خلفه رئيس كبير ومحنك بخبرته. اللاعبون فرحوا كثيرا بالإنتصار كانت فرحة اللاعبين شديدة ليس فقط بالأهداف التي سجلوها في مرمى عز الدين دوخة ولا بالأداء الجيد الذي قدموه ولا حتى بالنقاط الثلاث التي مكنتهم من تعميق الفارق عن أقرب ملاحقيهم وفاق سطيف، بل بفك عقدة لاحقة فريقهم لمدة 30 سنة، والفوز سمح للاعبين بدخول التاريخ هذا الموسم بتحقيقهم إنتصارات كبيرة ونتائج جعلت كثيرين يعترفون بأن الشلف هذا الموسم كبيرة وباستطاعتها الحفاظ على ريادة البطولة لوقت أطول. الدور على البليدة ونقاطها يجب أن تبقى في الشلف وبعد إنهاء الشلف لمباراة الحراش أول أمس لن يكون في وسع التشكيلة الراحة والحديث طويلا عما حققوه في المحمدية، بل سيعودون إلى التدريبات وسينطلقون في مرحلة التحضير للقاء الغد الذي سيجمعهم بضيفهم إتحاد البليدة في ملعب محمد بومزراڤ التي تعتبر نقاطها هامة جدا للفريق والأنصار، لأن الفوز بها يجب أن يتحقق ليؤكد به اللاعبون ما فعلوه في المحمدية. ملولي: "فوزنا على الحراش أدخلنا التاريخ" صرّح المدافع فريد ملولي بأن تغلب فريقه على الحراش يعتبر صفعة موجعة لكل من يشكك في قوة ونزاهة الشلف ورغبتها الشديدة في مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق، مضيفا: "إذا كان البعض قد شكك في قدراتنا وراوده القليل من الشك في عودتنا بالفوز من الحراش فقد أثبتنا أننا فريق قوي وبإمكانه مواصلة رفع التحدي وتحقيق نتائج كبيرة، الحمد لله أننا عدنا بالفوز ودخلنا التاريخ بعد 30 عاما لم تفز فيها الشلف في الحراش". زاوش: "علينا بالتأكيد أمام البليدة" أما محمد زاوش فقال: "لا ننكر أننا وجدنا صعوبات كبيرة أمام الحراش لأنه فريق يملك عناصر قوية ويطبق كرة نظيفة فضلا على تنويعه في طريقة اللعب، إلا أنّ الأمر الذي سمح لنا بترجيح الكفة لمصلحتنا أننا لم نتأثر بضغط أنصار الحراش ونجحنا في التسجيل مبكرا، فضلا على هذا فإننا في كل مرة كانت تحاول الحراش العودة في اللقاء سجلنا عليها سواء في هدف عبد السلام أو الهدف الثالث من مسعود، أتمنى أن نواصل على الوتيرة نفسها ونحقق أمام البليدة فوزا جديدا". مسعود: "فوزنا على الحراش لا يعني أنها ضعيفة" بينما قال مسجل الهدف الثالث محمد مسعود: "قدمنا مباراة قوية وكبيرة أمام فريق يطبّق كرة نظيفة وحديثة، أعتقد أن الطريقة التي طبقها المدرب ساهمت بقدر كبير في سيطرتنا على المباراة خاصة اعتمادنا للأسلوب الهجومي والنقل السريع للكرة فضلا على التعامل الجيد مع ضغط الأنصار، وأعتقد أننا لم نفز على فريق ضعيف بل الحراش منافس قوي وفوزنا عليه لا يعني أنه ضعيف أبدا". بن شوية: "الفوز ذكّرني بتغلبنا على الحراش في 1980" ومن جانبه صرح المدرب المساعد محمد بن شوية: "لم تكن مهمتنا سهلة أمام الحراش لأنه فريق استقبلنا على أرضه وأمام أنصاره والجميع يعرف قوة هذا الفريق داخل دياره، على كل حال عرف اللاعبون كيف يتعاملون بشكل جيد مع المنافس وفوزنا كان منطقيا وكنا نستحقه، وعن الفوز في حد ذاته أقول إنه ذكرني بالفوز الذي حققناه سنة 1980 وخلف بعدها ذكريات سيئة بعد الزلزال الذي ضرب الشلف، وبالنسبة للقاء البليدة القادم أقول إنه يتعيّن علينا وضع الأرجل على الأرض مع نسيان الحراش وأقول هنا إن اتحاد البليدة منافس جريح وتواجده في مؤخرة الترتيب مع الخسارة التي مني بها أمام البرج تعني أنه سيرمي بكل ثقله أمامنا لبعث الأمل وسط أنصاره للخروج من منطقة الخطر التي تهدّده". ==================================== بعثة الجمعية تتعرض لحادث مرور في البليدة تعرضت بعثة جمعية الشلف بعد خروجها من ملعب المحمدية وشدها الطريق نحو الشلف مساء أول أمس إلى حادث مرور في الطريق السيار الرابط بين الجزائر العاصمة ومدينة البليدة، وبالضبط عند مدخل البليدة. وتعود حيثيات الحادث إلى فقدان السائق سيطرته على المركبة، ما جعلها تصطدم بإحدى السيارات التي كانت تسبق الحافلة التي كانت تقل اللاعبين. الحادث خلف هلعا شديدا وسط اللاعبين وقد خلف الحادث حالة هلع شديدة وسط اللاعبين، لا سيما وأن الجميع كان منتشيا بالفوز المحقق على اتحاد الحراش، فيما كان البعض خالدا إلى النوم ليرتاح من المجهودات الكبيرة التي بذلها في المباراة، على غرار زاوش وسلامة، ليستفيق الجميع على صوت مكابح الحافلة ووقع الاصطدام الذي حدث لها مع سيارة أخرى في الطريق. الأضرار لحقت بالحافلة فقط ولحسن حظ بعثة الجمعية أنها لم تصب بأي أذى، بل كل ما خلفه الحادث هو بعض الأضرار التي لحقت بالحافلة على المستوى الأمامي وأيضا السيارة التي اصطدمت بها وهي من نوع "فولسفاغن" آخر طراز، بينما بالنسبة للاعبين فلم يصب ولا واحد بأي أذى، ليقوم بعدها سائق الحافلة بركن مركبته على جانب الطريق. وليقوم بإجراءات الحادث مع صاحب السيارة التي اصطدم بها، قبل أن تواصل البعثة طريقها إلى الشلف التي دخلتها في الساعة العاشرة ليلا. مدوار اطمأن على حالة لاعبيه وبمجرد أن علم الرئيس عبد الكريم مدوار بخبر الحادث، راح يتصل بالأمين العام عبد القادر وهاب وبعدد من اللاعبين ليطمئن على سلامتهم، ويطلب في نفس الوقت من سائق الحافلة السير بحذر، خاصة أن الطريق كان ما يزال طويلا بين البليدةوالشلف. للإشارة فإن الطريق وقت الحادث كان يعرف تهاطل بعض الأمطار. غالم، سوڤار، محمد رابح وملولي "سلكو منها" وإذا كان أغلب اللاعبين شدوا رحالهم إلى الشلف عبر الحافلة التي قامت الإدارة بإيجارها، فإن البعض منهم لم يتنقلوا مع الفريق، بل فضلوا التنقل عبر وسيلتهم الخاصة، مثلما حدث مع الرباعي: غالم، سوڤار، محمد رابح وملولي الذي تنقل في سيارة واحدة خاصة بمحمد رابح، لكن حينما سمعوا عن الحادث سارعوا لربط اتصالهم بزملائهم ليطمئنوا على حالاتهم. إيغيل وحاج يوسف بقيا في العاصمة كما فضل التقني الشلفي إيغيل مزيان استغلال فرصة لعب فريقه المباراة بالعاصمة ليقضي الليلة مع عائلته، قبل أن يتنقل نهار اليوم إلى الشلف ويشرف على الحصة التدريبية التي جرت على الساعة الخامسة مساء، ونفس الأمر مع مدرب الحراس الهادي حاج يوسف الذي بقي هو الآخر في القبة مسقط رأسه. ========================= مدوار: "فوزنا على الحراش تاريخي وجاء بفضل عزيمة الجميع" صرح الرئيس الشلفي عبد الكريم مدوار بشأن الفوز الذي حققه فريقه على الحراش وتعميق الجمعية للفارق إلى سبع نقاط قائلا: "أثبت اللاعبون بالفوز الذي عادوا به من المحمدية عزيمتهم في تشريف عقودهم مع الفريق، وهنا أنوه بكل المجهودات التي بذلوها، طبعا دون إغفال الدور الفعّال الذي يقوم به المدرب إيغيل ومساعدوه على رأس العارضة الفنية. أشكر الجميع على ما بذلوه من جهد، لأن الفوز على الحراش وبعد 30 سنة مثلما سبق وأن صرحت به للهدّاف يبقى تاريخيا". "لن نستبق الأحدث فيما يخص لقب البطولة" وفيما يخص البطولة، قال مدوار: "صحيح أننا عمّقنا الفارق إلى سبع نقاط عن ملاحقنا وفاق سطيف، إلا أن هذا الأمر لا يعني أننا وصلنا إلى القمة أو النقطة اللارجوع، بل ما يزال أمامنا مشوار طويل وشاق علينا أن نضع أرجلنا على الأرض ونواصل العمل بشكل جيد، وهنا أؤكد أننا لن نستبق الأحداث في بلوغ أهدافنا ولا حتى الحديث عن لقب البطولة من الآن". "الشهية تأتي مع الأكل ولقاء البليدة مفخخ" وأضاف مدوار: "المثل الفرنسي يقول الشهية تأتي مع الأكل، وهذا ينطبق علينا طالما أن فوزنا الأول كان على حساب بجاية ثم بعدها أمام الحراش، وهذا يعني أن النتائج تأتي بشكل تدريجي، ولكن على اللاعبين ألا يغتروا بما يحققوه، خاصة أن لقاء هاما وصعبا ينتظرنا أمام إتحاد البليدة، وهنا أؤكد أننا لقاء البليدة في نظري مفخخ خاصة مع الوضعية الصعبة التي يوجد عليها هذا الفريق في جدول الترتيب". "ما قاله حناشي شهادة نعتز بها" وعن التصريحات التي أدلى بها الرئيس القبائلي، محند شريف حناشي عن الجمعية وترشيحها لنيل لقب البطولة، قال مدوار: "تصريحات حناشي شهادة نعتز بها، خاصة أنها جاءت من رئيس ناد عريق له دراية واسعة وخبرة طويلة في كرة القدم. أؤكد هنا أنني سعيد بما قاله سواء في حق اللاعبين أو المدرب إيغيل، وهي شهادة أكرر أننا نعتز بها". ====================== مباراة الشلف – البليدة ستنقل في الأمازيغية سيكون أنصار الشلف خاصة منهم من يقيمون بعيدا عن عاصمة الونشريس أمام فرصة هامة لمتابعة لقاء فريقهم غدا أمام البليدة على الساعة السادسة، حيث ستكون المباراة منقولة على المباشر في القناة الرابعة الناطقة باللغة الأمازيغية. أمالو سيدير اللقاء أسندت لجنة التحكيم التابعة إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم مهمة إدارة لقاء الشلف أمام ضيفه إتحاد البليدة غدا إلى الحكم أمالو، وسيكون في مساعدته طاهير وعزرين بينما سيكون زروقي حكما رابعا