18 سنة من العمل مع أكبر الفنيين وأكبر المدارس الكروية، إلا أن هذا لم يشفع للحارس الدولي ياسين بن طلعة ليعمل في المنتخب الأول وهو الأمر الذي يحز في نفسه كثيرا، حيث يرى أنه يستحق أن تمنح له الفرصة. ما هي آخر أخبارك؟ أنا دائما في الإمارات للموسم الثامن عشر على التوالي، أدرب حراس مرمى نادي الوصل. 18 سنة كاملة يبدو أنك الوحيد الذي لم يتغيّر في هذا النادي!؟ صحيح، عملت مع خمس لجان مسيرة للفريق وحاليا مع السادسة وحوالي 15 مدربا رئيسيا من مختلف الجنسيات. من كان أهم المدربين الذين تعاملت معهم؟ كثيرون، المدرب البرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا، الفرانكو بولوني كاسبارجاك، الفرنسي إكسبرايا، مدرب المنتخب السويدي نورتن والنمساوي هنزبيرغ الذي درّب أيضا منتخب النمسا. جرت العادة أن المدربين لما يشرفون على أي ناد يستقدمون معهم طاقما كاملا، فكيف تمكنت من البقاء كل هذه الفترة؟ ما تقوله صحيح، كل المدربين الذين مروا على الوصل خلال السنوات الماضية كانوا يريدون فرض مدرب حراس آخر، لكن المسؤولين في النادي كانوا يرفضون ويصرون على استمراري معهم. لماذا؟ دون فخر، أقول إن عملي كان وراء تشبث مسؤولي الوصل بخدماتي، فقد ساهمت في وصول أغلب حراس الفريق إلى المنتخب الأول، كما هو الأمر حاليا فحارس الوصل ماجد ناصر هو الحارس الأول للمنتخب وشارك في بطولة الخليج الأخيرة، والحارس الثاني هو حارس المنتخب الأولمبي. 18 سنة في الفريق نفسه، ألم تفكر في التغيير؟ لم تكن كلها في الفريق نفسه، عملت أيضا لثلاث سنوات في نادي النصر الإماراتي وعملت أيضا لفترة مع المنتخب الأول مع الفرنسي جودار لكني لم أطل البقاء، الاستقرار غائب في المنتخب الأول. ألا تبحث عن تجارب جديدة؟ وصلتني عدة عروض محلية لكني مرتاح تماما في الإمارات ولا ينقصني أي شيء في نادي الوصل. أشعر كأنني في بيتي وعلاقاتي رائعة من الجميع هنا، فلماذا التغيير؟ ربما تحصل على أكبر أجر لمدرب حراس في الإمارات؟ لست أدري، لكن الأكيد أن المسؤولين هنا قيّموني جيدا. خلال هذه السنوات الطويلة كم من فريق جزائري واجهته؟ لم تكن كثيرة، مرة واجهت مولودية وهران في كأس العرب وهزمناهم (2-1) في لبنان، ومرة خسرنا في الدور نصف النهائي أمام وداد تلمسان في المنافسة نفسها. ما هو سجلك مع الوصل؟ حصدت كل الألقاب المحلية والإقليمية، اللقب الوحيد الذي ينقصني هو رابطة أبطال آسيا. ما هي نظرة الإماراتيين للكرة الجزائرية؟ يرون أن الكرة الجزائرية لم تعد تنجب لاعبين جيدين كما كانت في السابق. رغم كل ما تحقق خلال السنوات الأخيرة؟ قبلها الجزائر مرت بمرحلة صعبة وتراجعت في جميع المجالات، وهنا فقدت السمعة الطيبة التي كانت تحظى بها وبكل صراحة الكرة الجزائرية واللاعبون الجزائريون، ما عدا بعضهم، لا زالوا غير مطلوبين هنا. من هو اللاعب الجزائري المعروف هناك حاليا؟ هناك زياية المتألق مع ناديه ومؤخرا قدم مباراة جيدة هنا في الإمارات أمام الوحدة، لقد صار مشهورا هنا، دون أن أنسى بعض المحترفين مثل بوڤرة وغزال وحتى حاج عيسى الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإنضمام إلى الوصل قبل عامين، فقد حضر سرار إلى هنا والمفاوضات تقدمت كثيرا قبل أن تفشل في آخر لحظة، لأسباب أجهلها. هل كانوا متحمسين لضمه؟ أكيد، فهو لاعب مهاري واسم كبير هنا وكنت واثقا من أنه سينجح. هل من اسم جزائري آخر مطلوب هناك؟ عرضت قبل أسبوع على المسؤولين استقدام عبد المالك زياية تحسبا للموسم المقبل، ولمست تحمسا منهم للتعاقد معه وأنتظر حاليا الضوء الأخضر منهم حتى أتصل به. لماذا يعزف الإماراتيون على ضم اللاعبين الجزائريين مقارنة بالمغاربة مثلا؟ المغاربة مطلوبون أكثر منا، هذا لا جدال فيه، اللاعب الجزائري غير مطلوب والغريب أن أفضل لاعب محترف حسب المتتبعين في الوقت الحالي من جنسية جزائرية. من تقصد؟ كريم كركار لاعب نادي الإمارات، فحسب الكثيرين هو أفضل لاعب محترف حاليا، مهاراته عالية جدا والكل يتأسف على تقدمه في السن. وماذا عن زميله بوڤش؟ هو أحد هدافي الفريق إلى جانب المغربي الدوادي، لكنه ليس بشهرة كركار. رغم الأهداف الكثيرة التي يحرزها؟ هنا في الإمارات يحبون الأسماء الكبيرة، كركار لعب في فرنسا وانجلترا في حين أن بوڤش يبقى اسما مغمورا لا يلعب حتى للمنتخب الأول، هو يلعب في نادي الإمارات الذي يملك إمكانات جيدة ولاعبين مميزين الأمر الذي يجعله يبسط سيطرته على دوري الدرجة الثانية. هناك أيضا كروش وحكيم مزياني اللذان يلعبان في الدرجة الثانية؟ لم أسمع ب مزياني والأكيد أنهم يلعبون لنواد متواضعة في الدرجة الثانية، هي نواد الأحياء تقريبا حتى اللاعبين فيها لا يتدربون بصفة منتظمة ويغيبون باستمرار هذا ما اكتشفه بعض المدربين الجزائريين الذين عملوا في مثل هذه الأندية. مثل بن شيخة الذي درّب هناك؟ صحيح، بن شيخة درّب نادي الرمز من الدرجة الثانية. كيف استقبلوا هناك تعيينه مدربا للمنتخب الجزائري الأول؟ فرحوا كثيرا واستغلوا زيارته الأخيرة للإمارات ليقيموا حفلا على شرفه. نادي الرمز فخور جدا بأن مدربه السابق صار مدربا للمنتخب الجزائري. هل تحادثت معه؟ أكيد، بن شيخة صديق، ونحن على اتصال دائم. ألم يقترح عليك العمل في الطاقم الفني مثلا؟ لا، لم يفعل ذلك. ألا ترغب في توظيف خبرتك الطويلة في المنتخب؟ يحز في نفسي أني عملت مع أكبر المدارس الكروية، البرازيل، الأرجنتين، هولنداوفرنسا ولم أتمكن من توظيف خبرتي لفائدة بلدي، هذا مؤسف بالفعل. ولديك خبرة طويلة قبلها بما أنك كنت حارسا موندياليا ولعبت لنواد قوية في الجزائر؟ صحيح، وما يحز في نفسي أكثر أن أشخاصا لا ماضي لهم في كرة القدم الجزائرية صاروا يدربون في المنتخب الوطني بمجرد أن قاموا بتربص وتحصلوا على شهادة والقدامى سرباح، العربي وقادري وغيرهم على الهامش. هل تعرف مدرب الحراس حسان بلحاجي؟ أعرفه بالاسم، لا أعرف ماضيه حين كان حارسا. هو يقول إنه كان حارس جمعية الشلف؟ أعرف حموني والصادق، لكني لم أسمع من قبل ب بلحاجي في الشلف. في آخر تربص للمنتخب الوطني كان مع كاوة يتداولان على تدريب حراس المرمى ووصل الأمر أنهما تداولا قبل ذلك على تدريب شاوشي؟ هذه مهزلة حقيقية وسابقة لم نسمع بها من قبل. تُفضّل مبولحي أم شاوشي؟ مبولحي حارس محترف ومنضبط، وشاوشي بصدد تضييع مشواره الكروي بسبب مزاجه وعقليته على غرار ما حدث ل عبدوني من قبل الذي ضيع مشوار كبيرا، للأسف عبدوني سابقا وشاوشي حاليا لا يجد من يوجهه... هو يرتكب الأخطاء نفسها دون أن ينبهه أحد. الكل يجمع أن هناك مشكل حقيقي لحراس المرمى في الجزائر؟ هذا واضح، أنا عن نفسي تدربت على يد وشان وبرانسي اللذان أحييهما بالمناسبة واليوم كل من هب ودب وحصل على دبلوم صار مدربا لحراس المرمى في الجزائر.