انتهى لقاء “الموك” بفوز صعب وشاق للمولودية، وانتهت مغامرة القسنطينيين الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من إنهاء حلم الصعود للسعيديين، لكن حلاوة ذلك الفوز وفرحة الأنصار لم تنته بعد... فالجميع في سعيدة يعيش على وقع ما حصل أمام “الموك” ويتذكر السيناريو المجنون الذي لم يكن في الحسبان، إلى درجة أن الكثيرين لم يصدقوا بعد أن المولودية حققت الفوز في الوقت بدل الضائع، وضمنت نقاط الفوز التي ساهمت في إبقاء المولودية في الصدارة وعزّزت حظوظها في لعب ورقة الصعود. سيناريو قسنطينة مرفوض في المباريات القادمة حتى وإن ثمّن أنصار سعيدة المجهود الذي بذله رفقاء دلالو للفوز أمام “الموك”، وحتى وإن ذاق الجميع حلاوة الفوز لأنه تحقق في الوقت بدل الضائع إلا أن السيناريو الذي حصل في ذلك اللقاء أصبح مرفوضا عند السعيديين الذين عاشوا على أعصابهم طيلة التسعين دقيقة ووصل الأمر لأن تعرض الكثير منهم لحالات إغماء عقب نهاية اللقاء. فلاعبو المولودية كان بإمكانهم إنهاء اللقاء في الشوط الأول لتفادي الجحيم الذي عاشوه في الدقائق العشر الأخيرة، لذلك يجب على أبناء المدرب حموش تفادي الأخطاء التي حصلت أمام “الموك” في المباريات القادمة التي ستلعب في سعيدة. لمسة حموش أتت بثمارها للمرة الثانية بعد النتائج الايجابية التي حققتها المولودية في المباريات الأخيرة، وبعد أن استطاع لاعبوها تحصيل 10 نقاط من أصل 12 نقطة ممكنة في الجولات الأربع الماضية، يمكن القول إن المدرب حموش أعاد التوازن للفريق بعد النتائج المتذبذبة في بداية إشرافه على الفريق، والأكثر من ذلك أن لمسة صانع أفراح السعيديين قبل موسمين ظهرت جليا في المباريات الأخيرة. ففي لقاء بلعباس مثلا نجح حموش في صنع هدف الفوز بفضل إقحامه لثلاثة لاعبين كانوا بمثابة مهندسي الفوز ويتعلق الأمر بحنيدر ودلالو وتمورة، أما في لقاء “الموك” فقد أقحم مدرب المولودية المدافع معيشي والمهاجم زاوي وكان للاعبين دور فعال في تحقيق الفوز فالأول سجل هدف الفوز والثاني كان له دور في إنعاش الخط الأمامي. حموش: “الثقة أصبحت قوية بين اللاعبين والمدرب” وكان مدرب المولودية قد أجاب عن عدة تساؤلات عقب اللقاء تخص الخيارات الناجحة التي اعتمدها سواء في لقاء “الموك” الأخير والتي كان لها الفضل في الفوز، حيث قال: “أعتقد أن اللاعبين لم يقعوا في فخ السهولة، سبق لي أن قلت إننا سنركز العمل على الجانب النفسي لتجنب حدوث أي طارئ، خاصة بعد الكلام الذي قيل عن وجود مشاكل في الموك. أما بالنسبة للخيارات المعتمدة في الشوط الثاني، فإنها في كل مرة تعطي نتيجة ايجابية وأتمنى فقط التوفيق من عند الله لتتكرر مستقبلا. الآن الثقة بين اللاعبين والمدرب والطاقم الفني قوية وهذا أمر مهم للغاية حتى نحقق المزيد من النتائج الايجابية في المباريات القادمة”. “الأمسياس” تريد ضمان الصعود في العاصمة وبعد أن تخلّصت “الصادة” من “الموك” ودعّمت رصيدها بثلاث نقاط من ذهب سيكون رفقاء الحارس دحماني على موعد مع أقوى مباريات البطولة هذا الموسم، حيث ستتنقل المولودية إلى العاصمة بحثا عن ورقة الصعود عندما تحل ضيفة على بارادو، وسيكون لنقاط هذه المواجهة أهمية بالغة بالنسبة للسعيديين لأنها ستساهم في تعزيز حظوظ “الصادة” في الظفر بتأشيرة الصعود إلى القسم الأول، وهو الأمر الذي يعلمه جيدا لاعبو المولودية ومدربهم حموش، لذلك يعوّل الجميع على الخرجة القادمة لتكون بداية لانطلاق الأفراح في سعيدة. والأمر الذي سيحفز التشكيلة السعيدية على تحقيق الفوز هو المساندة التي ستجدها في ملعب بودواو من أنصار المولودية الذين يعوّلون على غزو العاصمة. بن عبد الله يغيب أمام بارادو سيغيب هداف الفريق والبطولة صالح بن عبد الله عن اللقاء القادم أمام بارادو بسبب العقوبة الآلية بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثالثة أمام “الموك”، الأمر الذي قد يصعب من مأمورية الخط الأمامي للمولودية خاصة أن اللاعب السابق لشباب بلوزداد أصبح اختصاصيا في تسجيل الأهداف منذ أن اعتمد عليه حموش في التشكيلة الأساسية في كل المباريات التي لعبت في الإياب والدليل أنه يحتل حاليا ترتيب هدافي البطولة ب 9 أهداف. زاوي في انتظار عقوبة قاسية من جهته سيكون المهاجم السعيدي زاوي غائبا هو الآخر عن لقاء بارادو المقبل، وذلك بعد أن تلقى البطاقة الحمراء في الوقت بدل الضائع من لقاء “الصادة” ب”الموك”. ومن المنتظر أن يكلف هذا الطرد اللاعب السابق لمولودية الحساسنة غاليا حيث ستسلّط عليه عقوبة قاسية قد تحرمه من المشاركة في 3 مباريات، ليدير الحظ بذلك ظهره للاعب الذي كان يتمنى أن تكون مشاركته أمام “الموك” بداية لتألقه في المباريات القادمة. شكوك حول مشاركة بلحول أمام بارادو تعرض الظهير الأيمن غالي بلحول لإصابة في الركبة حرمته من مواصلة اللعب ليترك مكانه لزميله معيشي. وينتظر أن يخضع بلحول لفحص طبي اليوم حتى يعرف إمكانية مشاركته في اللقاء القادم أمام بارادو. يذكر أن بلحول كان من بين أحسن العناصر فوق أرضية الميدان أمام “الموك” وساهم في إنعاش الخط الأمامي بفضل تغطيته المميزة للرواق الأيمن، خاصة في الشوط الأول. كما أن بلحول أكد لنا في اتصال هاتفي أن إصابته ليست خطرة وأنه سيعمل جاهدا ليكون جاهزا في اللقاء القادم. شرايطية خارج الحسابات لأول مرة فضّل المدرب حموش في لقاء “الموك” الأخير إبعاد المهاجم شرايطية من حساباته، والملفت للانتباه أن المدرب حموش لم يكتف بإبقاء لاعبه المتألق في المباريات السابقة في كرسي الاحتياط بل أبعده نهائيا عن قائمة 18.وقد سألنا المدرب حموش عقب اللقاء عن سر غياب شرايطية فأكد لنا أن ذلك راجع للخيارات التي أعتمدها، وأنه فضّل تجريب بعض الخطط التكتيكية الأخرى، يبقى الأكيد أن وجود شرايطية لأول مرة منذ انطلاق مرحلة الإياب خارج قائمة 18 لا ينقص أبدا من قيمة هذا اللاعب ولا من وزنه في تشكيلة المولودية الأساسية. حموش انفجر بالبكاء بعد هدف التعادل لم يصدق مدرب المولودية سعيد حموش ما حصل لفريقه في الدقائق العشر الأخيرة من لقاء “الموك”، فمباشرة بعد أن سجل روان هدف التعادل لفريقه حتى انفجر المدرب بالبكاء وكأنه فقد الأمل في عودة أشباله في النتيجة، لكن معيشي أعاد له البسمة بعد أن تمكن من تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع لتغمر بعدها الفرحة مدرب المولودية الذي عبّر عن سعادته بطريقة جنونية ذكّرت الجميع بالموسم الرائع الذي قضاه في سعيدة في أول موسم لها في القسم الأول. الخالدي أحدث طوارئ في المنصة الشرفية أصبح الكثير من مسيري ومحبي المولودية يتمنون فوز المولودية وصعودها إلى حظيرة الكبار، لا لشيء إلا لإراحة رئيس الفريق الحاج محمد الخالدي الذي تدهورت حالته الصحية منذ إشرافه على الفريق. ففي اللقاء الأخير مثلا كان الجميع يتخوّف من رد فعل الرئيس المريض كلما سجل القسنطينيون، ليتأتي الفرج من عند البديل معيشي الذي جعل الجميع يلتف حول الحاج الذي لم يصدق سيناريو اللقاء المجنون وبدت علامات الدهشة واضحة على ملامحه.