شهد ملعب 13 أفريل بسعيدة لقاء صعبا عاش فيه أنصار مولودية سعيدة 96 دقيقة على الأعصاب، وفاز من خلاله “الأمسياس“ على “الموك“ ب(3– 2) ليعتلي أنباء المدرب حموش صدارة الترتيب معمقين فارق النقاط عن أقرب الملاحقين إلى أربع نقاط . وجاء فوز السعيدين هذه المرة بصعوبة حيث لم يتحقق ذلك إلا في الدقائق الأخيرة من اللقاء بعد أن أحرز البديل معيشي هدف الفوز في (د92)، محررا أنصار “الصادة“ الذين لم يصدقوا أن فريقهم ضمن نقاط الفوز. المولودية فوتت فرصة قتل اللقاء في الشوط الأول دخل السعيديون اللقاء بقوة وكشفوا عن نيتهم في الفوز منذ البداية، بدليل أن رفقاء عاتق فرضوا سيطرتهم في الشوط الأول وشنوا عدة هجمات التي ضاعت بسبب غياب اللمسة الأخيرة، ومع ذلك سجل بن عبد الله الهدف الأول بعد أن باغت الحارس طوبال بقذفة قوية. مباشرة بعد ذلك أضافت المولودية أهدافا أخرى بعد الفرص التي أتيحت لها لكن المهاجم بوزياني ضيع في (د42 و45) هدفين محققين كانا كافيين لقتل اللقاء ودخول الشوط الثاني براحة. تراجع في بداية الشوط الثاني وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن تواصل المولودية ضغطها لتسجيل هدف الأمان، تراجع مردود اللاعبين في بداية الشوط الثاني الأمر الذي أعطى لرفقاء روان من جانب “الموك” الثقة في النفس وجعلهم يبحثون عن التعادل ليتسنى لهم ذلك بعد 10 دقائق من بداية المرحلة الثانية، والأكثر من ذلك أن لاعبي “الموك“ نظموا أنفسهم وسيطروا في الوسط وشنوا الكثير من الهجمات المعاكسة وكانوا الأقرب لتسجيل الهدف الثاني، لتشهد الدقائق العشرة الأخيرة استفاقة الهجوم السعيدي الذي شن عدة محاولات أثمرت عن تسجيل الهدف الثاني عن طريق بن عبد الله. دلالو ومعيشي يخرجان المولودية من عنق الزجاجة مباشرة بعدما سجل السعيديون الهدف الثاني حدث ما لم يكن يتمناه الأنصار، حيث عادل روان النتيجة بطريقة رائعة قبل 7 دقائق من نهاية اللقاء وفي هذه اللحظات شك الكثيرون في قدرة المولودية على العودة في النتيجة، لكن دلالو ومعيشي كان لهما رأي آخر فصنع الأول هدف الفوز بعد توغله في المنقطة ومرر الكرة للثاني الذي عمق الفارق في الوقت الضائع، لتخرج “الأمسياس“ من عنق الزجاجة وتعيد الأمل لأنصارها في لقاء كاد يكون شاهدا على ضياع الصعود في ملعب سعيدة. دلالو رجل الدقائق الأخيرة يبدو أن صاحب الخبرة دلالو قد تعلم في اللقاء السابق أمام “الحواتة“ الذي كان فيه خارج الإطار، بدليل أن اللاعب السابق لشبيبة بجاية ساهم بشكل كبير في النتائج الإيجابية التي حصلت عليها المولودية في المباريات الموالية، يكفي أنه كان وراء الهدف الذي سجله تمورة أمام بلعباس والذي عاني فيه السعيديون الكثير ليعود أمام “الموك“ ويهدي لزميله معيشي كرة هدف الفوز، والغريب أن لمسة دلالو تتزامن دائما مع نهاية اللقاء وهو ما جعل الكثيرين يطلقون عليه اسم رجل الدقائق الأخيرة. بن عبد الله هداف للبطولة ب 9 أهداف بالإضافة إلى مساهمته الفعالة في تحقيق الفوز أمام “الموك“ بتسجيله الهدفين الأول والثاني، رفع بن عبد الله رصيده من الأهداف إلى تسعة أهداف متصدرا ترتيب هدافي البطولة مكان مهاجم “الحواتة“ بلوفة بثمانية أهداف. من جهة أخرى فوت المهاجم بوزياني فرصة تصدر هدافي البطولة رفقة زميله بن عبد الله بعد تضييعه أكثر من هدف بسبب نقص التركيز والمنافسة، خاصة في الكرة التي اصطدمت بالقائم في (د57). بلعواد طلب استبداله وحموش يرفض شاهد أنصار المولودية كيف كان لاعب الوسط الهجومي بلعواد شبه غائب عن اللقاء، فاللاعب السابق لاتحاد البليدة لم يدخل في اللقاء كما ينبغي وضيع الكثير من الكرات السهلة الأمر الذي جعله يطالب بتغييره في الشوط الأول، لكن المدرب حموش رفض ذلك وطلب من لاعبه مواصلة اللعب. وصرح بلعواد عقب اللقاء أنه طلب التغيير بعدما تأكد أنه سيكون عبئا على زملائه وقال: “لم أفكر في مصلحتي بل فكرت في الفريق، أدرك أنني لن أقدم أي إضافة لرفقائي لذلك طلبت من المدرب التغيير لكنه رفض ذلك، ربما كان ينتظر أن يتحسن أدائي مع مرور الوقت. بلعواد: “لهذه الأسباب لم أكن في يومي وأعد الأنصار بالتدارك“ أكد لنا بلعواد بعد اللقاء عما حصل له أمام “الموك“ قائلا: “أعترف أنني لم أكن في يومي بدليل أنني طلبت التغيير في الشوط الأول، بسبب مشاكل عائلية، أعتذر من أنصار ومسيري المولودية ومن مدربي وزملائي على ما قدمته أمام الموك وأعد الجميع بأني سأعوض ما فاتني في المباريات القادمة، والمهم أننا فزنا وكنت واثقا من الفوز حتى عندما سجل الموك هدف التعادل“. المولودية تعمق الفارق عن الملاحقين جاءت نتائج الجولة الماضية مثلما تمناه أنصار المولودية ما سمح ل”الصادة“ بالانفراد بالمقدمة وتعميق الفارق عن أقرب الملاحقين، خاصة بعد هزيمة الملاحق شباب تموشنت ببجاية أمام المولودية المحلية. من جهة أخرى تخلص السعيديون من الملاحق السابق اتحاد بلعباس الذي خرج بصفة شبه مؤكدة من سباق الصعود، شأنه في ذلك شأن “السي. أس. سي“ الذي تعادل بميدانه أمام مروانة، ليبقى الظفر بالتأشيرة الوحيدة للصعود محصورا بين “الصادة“ و نادي بارادو، الذي تعادل أمام “الصام“ و“لازمو“ التي حققت الفوز أمام القبة وبدرجة أقل “الحواتة“ الذين حققوا الفوز أمام أرزيو. حموش: “فوزنا مستحق وأشكر اللاعبين على أدائهم“ “فوزنا مستحق لأننا لعبنا بوجه مغاير عن مواجهة بلعباس، حيث قدمنا عروضا جميلة خاصة في الشوط الأول، ودخلنا بنوع من التسرع في الشوط الثاني وضيعنا الكثير من الأهداف ومع ذلك أنا معجب كثيرا بالإرادة التي أظهرها لاعبو المولودية، الذين وثقوا في إمكاناتهم حتى بعد نهاية الوقت الرسمي، وأشكرهم على ما قدموه، كما أشكر الأنصار الذين ساندونا إلى الدقائق الأخيرة “ بن عبد الله: “فوزنا أكد أننا في الطريق الصحيح للصعود“ أكد مسجل الهدفين في مرمى الحارس طوبال قائلا: “وفقنا اليوم وخرجنا غانمين بنقاط اللقاء، كنا واثقين بالفوز حتى الدقيقة الأخيرة وكان لنا ما أردنا، نحن في الطريق الصحيح للصعود، وأشكر الأنصار على مساندتهم لنا وزملائي الذين أدوا كل ما عليهم ولعبوا بإرادة قوية وكرروا ما فعلوا أمام بلعباس، لقب الهداف يهمني ويهم فريقي، رغم أنني تمنيت اليوم أن يسجل زميلي بوزياني حتى يكون هو الآخر هداف الفريق والبطولة“. معيشي: “الفضل في تسجيلي هدف الفوز يعود لدلالو“ تحدث مسجل هدف الفوز عن وجوده داخل المنطقة رغم أنه مدافع وتسجيله الهدف الثالث حيث قال: “لم يكن أمامنا خيار آخر سوى الهجوم، فعندما سجل الموك الهدف الثاني أدركنا أن التعادل أو الهزيمة نفس الشيء، فقررت الصعود وفقني الله وسجلت الهدف، وأكملت العمل الكبير والرائع الذي قام به دلالو، أظن أن الفضل يعود لهذا اللاعب الذي صنع الهدف بطريقة ممتازة، كنا بحاجة للفوز خاصة بعد هزيمة بقية الملاحقين، ولو نفوز في بارادو فأظن أننا سنخطو خطوة كبيرة في تحقيق الصعود”.