بعد التعادل الذي حققته مولودية سعيدة في بسكرة، وبعد الجحيم الذي عاشه لاعبو ومسيرو الفريق، طوى السعيديون صفحة هذه المواجهة وباشرت التشكيلة تحضيراتها للقاء القادم الذي سيجمعها ب “الموك“ نهاية هذا الأسبوع بملعب 13 أفريل. وأصبح تفكير اللاعبين منصبا على كيفية الإطاحة بالقسنطينيين ومن ثمّ التنقل إلى العاصمة بمعنويات مرتفعة لدخول لقاء الموسم مع بارادو بقوة والعودة من هناك بنتيجة ايجابية. من جهة أخرى أصبحت لغة الحسابات تسيطر على تفكير أنصار المولودية، إذ يحاول الجميع في سعيدة التكهن بنتائج فريقهم المقبلة ونتائج الفرق المنافسة، ومع ذلك يبقى المناصر السعيدي متفائل بإمكانية تحقيق الصعود هذا الموسم خاصة أن الرزنامة المتبقية تبدو في صالح رفقاء بن طوشة. الفوز على “الموك“ لضرب عصفورين بحجر ضرورة الفوز على “الموك“ في اللقاء المقبل ضمن الحسابات التي لا تفارق لاعبي ومسيري وأنصار المولودية. فضمان نقاط هذا اللقاء سيجعل المولودية تضرب عصفورين بحجر واحد، من جهة ستجعل “الموك“ في وضعية حرجة للغاية وستدخلها المنطقة الحمراء لأن رصيد “الموك” سيتوقف عند 31 نقطة وهو ما سيجبر القسنطينيين على لعب آخر حظوظهم في ضمان البقاء عندما يستقبلون اتحاد بلعباس في الجولة الموالية، بمعنى أن “الموك“ ستكون مجبرة على تحقيق الفوز أمام بلعباس لضمان بقائها، وهو الأمر الذي سيخرج أبناء “المكرّة” من سباق الصعود. من جهة أخرى من الممكن جدا أن يعيد الفوز في اللقاء القادم الأمور إلى ما كانت عليه الأسبوع المقبل، وقد تتمكن المولودية من تعميق الفارق مرة أخرى إلى أربع نقاط عن أقرب الملاحقين خاصة إذا علمنا أن أغلبية فرق المقدمة ستلعب خارج ميدانها باستثناء “الصادة“ التي ستستقبل بميدانها. لقاء بسكرة شبيه بسيناريو بوسعادة “في عام الطلعة“ بمجرد أن علم السعيديون بما حصل للاعبي المولودية في بسكرة والجحيم الذي عاشوه هناك في محاولة لترهيبهم والتأثير في معنوياتهم لترك النقاط، تذكر الجميع لقاء بوسعادة في موسم الصعود إلى حظيرة القسم الأول. ففي ذلك اللقاء عانى رفقاء سوڤار الأمرّين وعاشوا الجحيم هناك ومع ذلك تمكنوا من العودة بنقطة التعادل التي كانت أحد أهم أسباب ضمان الصعود حينها، فهل سيتكرر السيناريو وتحقق المولودية صعودها هذا الموسم بفضل نقطة بسكرة؟ الأنصار يحضرون لغزو العاصمة بعد لقاء “الموك“ قد يتفق الجميع في سعيدة أن الصعود هذا الموسم سيلعب في بارادو بعد أقل من أسبوعين من اليوم، لذلك يعوّل أنصار سعيدة على التنقل بقوة إلى العاصمة وغزو ملعب بودواو لمساندة رفقاء بن طوشة خاصة أن السعيديين يدركون جيدا بأن نادي بارادو لا يملك قاعدة جماهيرية، وهو الأمر الذي جعلهم يراهنون على هذا اللقاء للعودة بالزاد كاملا من العاصمة، ومع ذلك ينتظر أنصار المولودية من اللاعبين أن يحققوا المهم أولا أمام “الموك“ وأن لا يفرطوا في أي نقطة في سعيدة لأن أي تعثر قد يفسد كل حساباتهم وقد يجعل المولودية في وضع لا تحسد عليه. الدفاع يحافظ على صلابته والهجوم في تراجع تؤكد لغة الأرقام هذا الموسم أن دفاع المولودية لا يزال الأحسن في البطولة بتلقيه ل 15 هدفا فقط، حيث لا يزال الخط الخلفي المتكوّن من بسباس، بختاوي ومعيشي ومن ورائهم كل من شويح ودحماني يواصل تألقه ويحافظ على صلابته خاصة في المباريات الثلاث الأخيرة التي تلقى فيها هدف واحد فقط في المواجهة التي جمعت المولودية ببن طلحة. أما بالنسبة للخط الأمامي، ورغم أنه لا يزال ثاني أحسن هجوم في البطولة بعد هجوم “الحواتة“، إلا أنه تراجع في المباريات الثلاث الماضية بدليل أنه تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف أمام بن طلحة ثم هدف واحد فقط أمام بلعباس ليعجز أمام بسكرة عن التسجيل. المولودية بتعداد مكتمل أمام “الموك“ حصل لاعبو المولودية خلال اللقاء الأخير على إنذارات كثيرة، حيث وجه الحكم ميال أربع بطاقات صفراء لكل من بسباس والحجاري وبن طوشة وبلعواد ومع ذلك سيكون الجميع حاضرا بملعب 13 أفريل يوم الجمعة القادم، لأن اللاعبين المعنيين في حوزتهم بطاقة صفراء واحدة ولن تطالهم العقوبة. من جهته ينتظر أن يكون لاعب الوسط الدفاعي عاتق حاضرا هو الآخر في المواجهة التي ستجمع المولودية ب “الموك“ وذلك بعدما استنفد العقوبة التي سلّطت عليه مؤخرا في لقاء بسكرة الأخير. نتائج ممتازة للفئات الصغرى أولت إدارة المولودية اهتماما بالغا بالفئات الشبانية في محاولة منها لتحسين وضعية المدرسة السعيدية التي غابت منذ مدة بسبب غياب سياسة التكوين التي كان الشيخ سعيد عمارة يولي لها أهمية بالغة، فجميع الفرق بما فيها الأشبال والأصاغر والأواسط يصنعون الحدث في مختلف البطولات، ومعظمهم يحتل صدارة الترتيب والأكثر من ذلك أن صنفي الأصاغر والأواسط تأهلا إلى الدور ربع النهائي من منافسات الكأس وهو أمر يعتبر انجازا غير مسبوق للكرة السعيدية التي سيكون لها مستقبلا زاهرا مع شبان المولودية إذا تواصل الاهتمام بها.