ستكون أنظار كل المهتمين بشؤون المنتخب الوطني الأولمبي موجهة صبيحة الغد إلى العاصمة المصرية القاهرة التي ستكون مسرحا لقرعة الدور الثمن نهائي من التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، وذلك بمقر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث ستقسم المنتخبات ال 16 المتأهلة إلى مجموعتين وفقا لترتيب كل منتخب في تصنيف “فيفا كوكاكولا” لشهر مارس، حيث ستوضع المنتخبات الثمانية الأولى في نفس الوعاء... وهو الوعاء الذي سنجد فيه المنتخب الوطني الذي ستتضاعف حظوظه أكبر في بولوغ الدورة النهائية على خلفية أنه سيتفادى الصدام المبكر مع كبار القارة، وهو ما أثلج صدور الجميع بعد تجاوز عقبة مدغشقر بسلام، وخاصة المدرب آيت جودي ورئيس الاتحادية محمد روراوة. خروج غانا، الكامرون وبوركينا فاسو خدم الخضر كثيرًا وكان المنتخب الوطني قد خاض مباراة الدور الفارط وهو مهدد بدخول غمار الجولة الثانية ضمن الأندية المصنفة في الدرجة الثانية، على خلفية أن منتخبنا تراجع كثيرا في الأشهر الأخيرة واحتل المركز العاشر في التصنيف العالمي الخاص بشهر مارس الفارط، ولكن خروج بعض المنتخبات التي دخلت التصفيات في ثوب المرشحة للوصول إلى أولمبياد 2012 والتي هي أحسن من الخضر في الترتيب العالمي وخاصة غانا، الكامرون وبوركينا فاسو، خدم المنتخب الأولمبي كثيرا وسيسمح له بدخول القرعة صبيحة الغد ضمن التصنيف الأول. هذه هي المنتخبات التي يحتمل أن يواجهها منتخبنا حملت الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة للأولمبياد العديد من المفاجآت المدوية بعد خروج العديد من المنتخبات التي كان يرشحها البعض لبلوغ الدور الثاني دون عناء، وأبرزها المنتخب الغاني، الكامرون وحتى المنتخب البوركينابي. وبالنظر إلى هوية المنتخبات المتأهلة وحسب موقعها في ترتيب الفيفا فيمكن القول أن الخضر سيواجهون أحد المنتخبات التي ستكون في الصنف الثاني ونقصد بها زامبيا، تنزانيا التي أقصت منتخب الأسود الجموحة، السنغال، السودان، المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الكونغو برازافيل، البنين. أما المنتخب الغابوني الذي يحتل المركز 11 إفريقيا فقد استفاد هو الآخر من خروج بعض المنتخبات الكبيرة ووجد نفسه في التصنيف الأول بعد احتلاله المركز الثامن في ترتيب المنتخبات المتأهلة. آيت جودي يتمنى تفادي المغرب والسودان وفي دردشة خفيفة مع المدرب عز الدين آيت جودي عقب نهاية مباراة مدغشقر أكد لنا أنه يتمنى أن يواجه أحد منتخبات وسط القارة أو جنوبها على أن يصطدم بالمنتخبين العربيين المغربي والسوداني اللذين تتضاءل أمامهما حظوظ الخضر في التأهل، ما دام أن مثل هذه الداربيات التي تكون ساخنة لا تعرف المنطق وتحسم على جزئيات صغيرة، وحتى المنتخب السوداني الذي كان بالأمس أحد المنتخبات المتواضعة في المنتخبات الشبانية قدم نفسه على أنه مرشح بارز للظفر بالتأشيرة المرهلة إلى أولمبياد لندن بعدما أقصى المنتخب الغاني. مباريات الذهاب ستعلب يوم 3، 4 أو 5 جوان القادم وحسب ما أكده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فإن تاريخ إجراء مباريات الدور الثاني قد حدد بأيام 3 أو 4 أو 5 جوان المقبل على أن تجرى مباريات الإياب بعدها بأسبوعين، وبما أن منتخبنا سينصف ضمن وعاء منتخبات الدرجة الأولى فإن هذا يعني أنه سيستفيد أيضا من أفضلية الاستقبال في الجزائر في مباراة الإياب وهو ما من شأنه أن يعزز حظوظه في التأهل إلى الدور المقبل أكثر فأكثر. خاصة أن الجهاز الفني للمنتخب سيستفيد من عودة كل الركائز وخاصة الهداف شلالي وثلاثي الشبيبة زيتي، بلكالام وخليلي. الجزائر ومصر يتنافسان على تنظيم الدورة النهائية ورغم أن المنتخب الأولمبي لم يضمن وصوله إلى الدورة النهائية إلا أنه حسب ما علمناه من مصادرنا الخاصة والمقربة من الفاف فإن الصراع داخل أروقة الكاف لأجل الحصول على شرف تنظيم الدور النهائية التي ستقسم فيها المنتخبات الثمانية المتأهلة من الدور الثاني إلى مجموعتين، قد أصبح ثنائيا بين الجزائر ومصر بعد انسحاب جنوب إفريقيا التي نالت شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة بدلا عن ليبيا، وحسب المصدر ذاته فإن روراوة يبذل جهودا حثيثة ويستغل نفوذه لأجل جلب الدورة النهائية إلى الجزائر وتعزيز حظوظ المنتخب الأولمبي في العودة إلى الأولمبياد وتحقيق الحلم الذي ينتظره الجزائريون منذ أكثر من 31 سنة تقريبا.