أكد الجهمور الجزائري مرة أخرى وفاءه غير المحدود للمنتخب الوطني حين تنقل أمس بأعداد غفيرة إلى ملعب تشاكر من أجل تشجيع أشبال المدرب حليلوزيتش في لقائهم أمام البينين رغبة خيبة الإقصاء المبكر من كأس أمم إفريقيا الأخيرة.. وعاش ملعب تشاكر أمس أجواء كبيرة أعادت الكثيرين إلى أجواء اللقاءات التي قادت "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم 2010 وكذا إلى لقاء الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى "كان 2013" أمام ليبيا، رغم أن الجماهير لم تصل إلى عدد ذلك اللقاء أين حضر حوالي 35 ألف متفرج. 25 ألفا كانوا في الملعب، غالبيتهم من أنصار البليدة وكان عدد أنصار المنتخب الوطني الذين حضروا إلى ملعب تشاكر أمس حوالي 25 ألف مناصر من بينهم 22 ألفا اقتنوا التذاكر التي طرحت للبيع 24 ساعة قبل اللقاء في وقت أن العدد المتبقي مثّل أصحاب الدعوات، ويبقى اللافت للانتباه أن الأنصار عكس اللقاءات الأخيرة كان غالبيتهم هذه المرة من سكان البليدة ولم يكن الحضور كبيرا من بقية المدن الجزائرية، كما أن ما شد انتباهنا أيضا كثرة الشبان والمراهقين وهو أمر يبقى عاديا خاصة أن اللقاء تزامن مع العطلة المدرسية الربيعية. الملعب امتلأ على 16:30 بعد ساعة ونصف من فتح أبوابه وتوافدت حشود الأنصار إلى ملعب تشاكر منذ الساعات الأولى لنهار أمس وقد انتظر كثيرون عند مدخل الملعب إلى غاية فتح الأبواب في تمام الساعة الثالثة مساء، وهنا تدفق الأنصار بقوة نحو المدرجات التي اكتظت عن آخرها ساعة ونصف بعد ذلك إذ أنه في تمام الساعة 16:30 لم يعد هناك مكان شاغر مما اضطر المسؤولين عن التنظيم إلى غلق الأبواب الرئيسية للملعب. رايات الأندية كانت قليلة والأعلام الوطنية حضرت بأعداد قياسية وقد شاهدنا أمس عدد قليلا من رايات الأندية بما فيها راية النادي المحلي اتحاد البليدة، وعلى العكس من ذلك كانت الراية الوطنية حاضرة بأعداد قياسية وبكل الأحجام وهي التي رفعها الأنصار طيلة تواجدهم في الملعب بفخر وبطريقة كانت تعطي في كل مرة رونقا وجمالا. تنظيم رائع في تشاكر على غير العادة وعكس ما كان عليه الحال في غالبية لقاءات المنتخب الوطني السابقة في البليدة خاصة أمام ليبيا شهر أكتوبر الفارط، فإنّ إدارة ملعب تشاكر نجحت في التنظيم وبعلامة امتياز في لقاء أمس، إذ أنه لم تحدث أي تجاوزات وكل الأنصار الذين كانت بحوزتهم تذاكر الدخوال إلى الملعب تمكّنوا من أخذ أماكن في المدرجات، مع الإشارة إلى أنّ جزءا من المدرجات تم تخصيصه لعناصر الجيش الشعبي الوطني. الأنصار لم يشعروا بالملل مع أغاني الشاب توفيق والبقية ولأنّ دخول كل الأنصار إلى مدرجات ملعب تشاكر كان على الساعة الرابعة والنصف مساء مما يعني أنّ آخر من دخل الملعب بقي 4 ساعات ونصف في المدرجات ينتظر موعد إنطلاق اللقاء، فإنّ لجنة التنظيم وكي تبعد الملل عن الأنصار أعدت برنامجا ترفيهيا من خلال وضع "دي. جي" بث أغاني الشاب توفيق وبعض الفنانين، وقد ألهبت الأغاني المدرجات بعد أن تفاعل الأنصار معها بقوة.