أكد الجمهور الجزائري مرة أخرى وفاءه اللاّمحدود للمنتخب الوطني، حين تنقل أمس بأعداد غفيرة إلى ملعب "تشاكر" من أجل تشجيع زملاء القائد ڤديورة في لقائهم المصيري المؤهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013. وهذا بأعداد غفيرة ووسط أجواء أعادت الجميع إلى اللقاءات التي قادت "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم 2010... حضور لم يسبق له مثيل حتى في لقاء مصر الشهير ومثلما كان متوقعا من الأول، حضر عدد قياسي أمس من الأنصار إلى ملعب "تشاكر"، وبأعداد لم يشهد مثلها الملعب منذ تأسيسه سنة 2002، وحتى في لقاء مصر الشهير شهر جوان 2009 حين تم الإبقاء على ثلاث مدرجات شاغرة في الملعب لأمور تنظيمية. فأمس ترك شاغرا مدرج وحيد لا تزيد طاقة استيعابه ألف مناصر لأنصار المنتخب الليبي الذين جلس القليل منهم فيه. في وقت أن كل المدرجات الأخرى كانت مكتظة عن آخرها. 35 ألف كانوا في الملعب وحضروا من كل أرجاء الوطن وكان عدد أنصار المنتخب الوطني الذين حضروا إلى ملعب "تشاكر" حوالي 35 ألف مناصر. وعكس اللقاءات الأخيرة حين كانت الغالبية من سكان البليدة، فإن توافد الأنصار كان هذه المرة من كل ولايات الوطن. إذ شاهدنا مناصرين تنقلوا من أقصى الشرق الجزائري مثل عنابة، الطارف، ڤالمة وأيضا من أقصى الغرب مثل وهران، مستغانم وتلمسان، بل وحتى من الجنوب كان هناك ممثلون من ورڤلة وبشار وحتما مدن أخرى. وهو أمر لم يكن غريبا عنهم لأنهم كانوا دائما سندا حقيقيا للمنتخب الوطني في السابق. رايات الأندية كانت قليلة والأعلام الوطنية حضرت بأعداد قياسية وفي صورة تؤكد تلاحم أفراد الشعب الجزائري في كل مرة يتعلق الأمر بالألوان الوطنية، فإننا شاهدنا أمس عددا قليلا من رايات الأندية، مع أن الجماهير تنقلت من كل ربوع الوطن وكل النوادي كانت ممثلة بأنصارها في المدرجات. إذ كانت الراية الوطنية حاضرة بأعداد قياسية وبكل الأحجام وهي التي رفعها الأنصار طيلة تواجدهم في الملعب بفخر كبير وبطريقة كانت تعطي في كل مرة رونقا وجمالا. إدارة الملعب وجدت صعوبات في التنظيم على غير العادة وعكس ما كان عليه الحال في لقاءات المنتخب الوطني الأخيرة في البليدة أمام "النيجر"، "رواندا" و"غامبيا"، لم يتسن لإدارة ملعب "تشاكر" التحكم تماما في الأمور التنظيمية، رغم مجهوداتها الكبيرة لإنجاح اللقاء، وهو الأمر الذي يبقى مفهوما في ظل التدفق الكبير للأنصار الذي عرفه الملعب منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، وبأعداد ربما لم يتوقّعها مسؤولو الملعب، خاصة وأنه لم يسبق وأن حضر إلى "تشاكر" عدد مماثل للأنصار مثلما كان عليه الأمر هذه المرة. الأنصار لم يشعروا بالملل مع أغاني الشاب توفيق والبقية ومع أن آخر مناصر دخل مدرجات ملعب "تشاكر" على الساعة الثانية زوالا، ما يعني أنه بقي ست ساعات ونصف ينتظر موعد انطلاق اللقاء، فإن لا أحد ممن كانوا متواجدين أمس في المدرجات شعر بالملل، خاصة مع البرنامج الترفيهي الذي أعدته إدارة الملعب، التي نشطت حفلا من إحياء الشاب توفيق وبعض الفنانين الآخرين الذين ألهبوا المدرجات بعد أن تفاعل الأنصار مع أغانيهم الممجدة للمنتخب الوطني وسط أجواء لا يمكن وصفها إلا بالرائعة. ----------------------