يعود مدرب جمعية الخروب عز الدين آيت جودي إلى الخسارة الثقيلة التي تكبدها فريقه ظهيرة الثلاثاء الماضي في الحراش بنتيجة (5-0)، حيث يحاول تفسير ما حدث وتقديم التبريرات التي كانت وراء المستوى الضعيف الذي ظهر به رفاق جيلالي في تلك المقابلة التي أثارت الاستياء في الخروب خاصة أنها جاءت مباشرة بعد هزيمة أخرى مشابهة كانت في سطيف. “المشاكل الداخلية أثّرت كثيرا“ من أهم الأسباب التي وقف عندها آيت جودي وكانت وراء الهزيمة الثقيلة هي المشاكل الداخلية التي عرفها الفريق في الأيام الماضية والمرتبطة بإشكالية المستحقات وإضراب اللاعبين، حيث قال: “لم يكن هناك ما يشجع في مقابلتنا أمام الحراش لأن ما حدث في الأيام الماضية أثر كثيرا على المجموعة، وأعتقد أن هناك الكثير من الأمور الداخلية التي لا أعرفها كانت وراء ذلك، وبالتأكيد كان من الصعب تجاوزها خاصة أن المقابلة كانت في الأسبوع نفسه الذي حدثت فيه تلك الاضطرابات“. “الغيابات الكثيرة عقّدت الأمور أكثر” وربط آيت جودي تلك المشاكل بالغيابات الكثيرة التي أعاقت فريقه على تأدية مقابلة مقبولة حيث يقول مدرب جمعية الخروب: “اضطررت إلى إحداث الكثير من التغييرات على التشكيلة الأساسية بسبب الغيابات، فبلهاني لم يكن جاهزا بسبب الإصابة، زياد كان معاقبا، عرعار لم يستطع اللعب وطلب إعفاءه وجبارات وجدت أنه من الأحسن له استبعاده عن هذه المقابلة، والأكيد أن هذه التغييرات أحدثت خللا في الأداء العام للفريق خاصة بوجود لاعبين لم يشاركوا كثيرا”. “أخطأت في إختيار بعض اللاعبين” وكان آيت جودي صريحا جدا في حديثه عن المقابلة والأداء إلى درجة أنه حمّل نفسه جزءا من المسؤولية حين قال: “أعترف أني أخطأت في إختيار بعض اللاعبين، خاصة في الدفاع، حيث إرتكبنا أخطاء لا يرتكبها الأصاغر والأشبال ويكفي مشاهدة الهدفين الأول والأخير لتتأكد أننا كنا خارج الإطار تماما، لقد تعوّدنا على اللعب ب عرعار وزياد في المحور ومعهما جبارات على الجهة اليسرى، وبصراحة لم يكن من السهل تعويضهم”. “سأستبعد البعض من حساباتي مستقبلا” وواصل آيت جودي حديثه قائلا: “لقاء الحراش منحني فكرة عن بعض اللاعبين وصراحة سأتحمّل مسؤولياتي كاملة كمدرب وسأستبعد البعض من حساباتي، حيث لن أراهن عليهم إلا إذا وجدت أنهم يستحقون اللعب وأنا لا أقصد هنا المدافعين فقط فقد يشمل قراري كل المناصب لأن ما ينتظرنا صعب جدا وعلينا التعامل معه بالجدية المطلوبة وأي تهاون قد يُكلّفنا غاليا”. “المشكلة كانت معنوية وليست بدنية” وعن عدم استغلال الجانب البدني في هذه المقابلة خاصة أن المنافس لعب قبل ثلاثة أيام مقابلة صعبة في العلمة، قال آيت جودي: “الحراش لم تتفوق علينا لأن لاعبيها كانوا الأحسن بدنيا بل لأنهم كانوا الأحسن من الناحية المعنوية، فالفريق حقق تعادلا مهما في العلمة وقبل المقابلة تم تكريم جابو، وهذه الأمور جعلت لاعبي الحراش يدخلون المقابلة بروح معنوية عالية على عكس لاعبي فريقي الذين لم يكونوا في أحسن أحوالهم النفسية، لهذا المشكلة كانت معنوية بالأساس وليست بدنية”. “لازم نتحزمو” وعن تأثير هذه الخسارة على ما تبقى من مشوار “لايسكا” في القسم الأول، قال آيت جودي: “منذ البداية لم نراهن كثيرا على اللقاءات التي نلعبها خارج قواعدنا وكل تفكيرنا كان منصبا على لقاءات الخروب، لهذا يجب أن نتجاوز خسارة الحراش ونتحزمو للقاءات التي ستجري في ملعبنا لأنها الأهم بالنسبة لنا وهي التي سنضمن بها البقاء”. -------- طالبي: “من سوء حظي أن أول مشاركة لي مع آيت جودي إنتهت بهزية قاسية” هل من تفسير للخسارة الثقيلة التي تكبدتموها في الحراش؟ تنقلنا إلى الحراش بنية العودة بنتيجة إيجابية وعدم ترك الفرصة للفرق التي تتواجد أسفل منا في الترتيب للاقتراب منا، لكن من سوء الحظ أننا لم نكن في يومنا وتلقينا 5 أهداف أعتقد أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقعها. لكن ماذا حدث بالضبط؟ تفاجأنا بالأهداف الثلاثة المتتالية في الشوط الأول وذلك أثّر كثيرا علينا ولم يكن من السهل العودة في النتيجة في الشوط، وقد استغل المنافس تلك الوضعية وتمكن من إضافة هدفين آخرين جعلا النتيجة تصل إلى 5 أهداف ليس من السهل تجرعها، خاصة أننا تنقلنا للعودة بالتعادل على الأقل وليس لتقليل الضرار. ألا ترى أن التغييرات الكثيرة التي حدثت على التشكيلة كان لها تأثير سلبي؟ المدرب كان مضطرا إلى هذه التغييرات بسبب الغيابات الكثيرة المرتبطة بالإصابات والعقوبات، والأكيد أن هذه التغييرات كان لها تأثير على أداء الفريق خاصة أن التغييرات شملت كل المناصب وخاصة الدفاع. الدفاع ارتكب أخطاء كثيرة فهل تعتبره المسؤول الأول عن الهزيمة؟ صحيح أن كل من يسمع عن هزيمة بخمسة أهداف يحاول تحميل الدفاع المسؤولية، لكن الحقيقة أن كل الفريق كان خارج الإطار وليس الدفاع فقط فالأخطاء كانت جماعية ومن غير المنطقي أن نحمّل لاعبا المسؤولية دون البقية. آيت جودي تحدث عن تأثير مشكلة المستحقات، ما رأيك؟ لا أدري بالضبط ما أقول في هذا الأمر، لكن الأكيد وبغض النظر عن كل ما أثير في الأيام الماضية فإننا على أرضية الميدان لم نكن نفكر إلا في المقابلة، وأقول هذا عن نفسي وحتى عن بقية اللاعبين لأن همنا الوحيد هو إنقاذ الفريق قبل أي شيء آخر. تابعت الشوط الثاني من على التماس، هل كان هناك اختلاف في سير المقابلة مقارنة مع الشوط الأول الذي شاركت فيه؟ في الشوط الأول كنت على أرضية الميدان وليس من السهل متابعة جميع الأخطاء على عكس الأمر عندما تكون بعيدا عن الميدان، الأكيد أن الأخطاء كانت كبيرة واللاعبون خرجوا من المقابلة مباشرة بعد الهدف الثالث فرغم المجهودات التي بذلوها إلا أنه كان واضحا صعوبة العودة في النتيجة. هذه أول مقابلة لك مع آيت جودي، أكيد أنك لم تكن تتمنى هذا السيناريو. هذا أكيد فأنا لم أشارك منذ آخر مقابلة في مرحلة الذهاب أمام العلمة وكنت أتمنى أن تكون عودتي موفقة ونتمكن من العودة بنتيجة إيجابية، لكن لم يُكتب لنا ذلك وتعرضنا لهزيمة قاسية لا يتمناها أي فريق مهما كان مستواه. ألا تخشى أن تكون ضحية التغييرات التي سيحدثها على التشكيلة؟ ربما من سوء حظي أن أول مشاركة لي تحت إشراف آيت جودي تزامنت مع هذه الهزيمة الثقيلة وإذا اتخذ المدرب أي قرار فعلى الجميع تقبله لأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في التشكيلة، وسيكون المطلوب منا العمل فقط لأن في هذه الظروف لا يهم من يلعب بل المهم أن يفوز الفريق ويحقق هدف البقاء. كيف تتوقع تأثير هذه الهزيمة على الفريق؟ أتمنى أن لا تكون هناك أي تأثيرات سلبية وعلينا تجاوز هذه الخسارة كما تجاوزنا خسائر سابقة والتفكير بجدية في اللقاءات القادمة، خاصة اللقاءات التي ستجري في ملعبنا لأنها طريقنا الوحيد لضمان البقاء وأعتقد أننا قادرون على ذلك. هل من تعليق على تعثر البليدة؟ تعادل البليدة على ملعبها وخسارة العلمة خفّف عنا قليلا ما حدث لنا في الحراش، فقد كنا محظوظين في هذه الجولة وحافظنا على مكانتنا خارج المنطقة الحمراء، وسنعمل أكثر للإبتعاد أكثر عن هذه المنطقة.