انطلقت مسيرة ياسين براهيمي الكروية على غرار العديد من اللاعبين من الأندية الصغيرة، وذلك بعدما قضى الدولي الجزائري الجديد بداياته مع نادي مونريال من 1997 إلى غاية 2000... قبل أن ينضم إلى فينسان أين لعب 3 مواسم أخرى، ولم تكن تلك الفترة إلا بداية لظهور نجم صنع الحدث بعدها بالخصوص مع نادي رين ومختلف الفئات الشبانية للمنتخب الفرنسي، وهو الذي اختار في الأخير تحويل الوجهة إلى البطولة الإسبانية أين يلعب حاليا مع غرناطة على شكل إعارة، في وقت يمتد عقده مع رين إلى غاية جوان 2014. خريج مركز "كليرفونتان" وحمل ألوان "البياسجي" لفت براهيمي أنظار كشافي الكرة الفرنسية بعد انضمامه إلى باريس سان جرمان منذ سنة 2004، ليتم دمجه في مركز "كليرفونتان" الشهير والذي يعمل على تكوين اللاعبين الصاعدين لمنتخب "الديكة"، وكانت تلك البداية الحقيقية لصاحب 23 عاما والذي كان تابعا لنادي "البياسجي" ولكنه قضى أغلب وقته في مركز التكوين، حيث لم يترك براهيمي بصمة مع فريق العاصمة وهو الذي يعتبر من مواليد باريس، وكانت مسيرته قد انطلقت من أندية في ضواحيها قبل التحاقه بالكبير باريس سان جرمان، ومن ثم تدرجه في مركز "كليرفونتان" الذي مر عليه نجوم الكرة الفرنسية. اختار الانضمام إلى رين سنة 2006 ولأن كل لاعب أنهى تكوينه في مركز "كليرفونتان" له الحق في اختيار النادي الذي ينضم إليه لمواصلة مشواره الكروي، فإن براهيمي فضل مغادرة العاصمة الفرنسية والانضمام إلى نادي رين المعروف بمنحه الفرصة للشبان، حيث فضله على عدة أندية أخرى كانت قد أبدت اهتمامها بالتعاقد مع لاعب منتخب فرنسا الواعد، وانطلقت بالتالي مسيرة لاعب غرناطة مع ذلك الفريق منذ سنة 2006 وهو في سن 16 عاما فقط، أين واصل لفت الأنظار إليه وحافظ على مكانته مع منتخب "الديكة". خطف الأضواء بعد تتويجه بكأس "غامبارديلا" ويعد الدولي الجزائري الحالي أحد اكتشافات مسابقة "غامبارديلا" الخاصة بالفئات الشبانية، إذ خطف اللاعب الذي لم يتعد 18 عاما حينها الأضواء في تلك المسابقة سنة 2008 وتوج باللقب رفقة رين على ملعب "فرنسا الدولي"، فيما نال لقب البطولة الفرنسية لفئة أقل من 18 عاما في الموسم الذي قبله، ووضع براهيمي بذلك الأساس الصحيح مع فريقه الجديد والذي انضم إليه سنة 2006، ليبدأ الحديث عن توقيع هذا الصاعد لعقد كلاعب محترف مع رين حتى قبل إتمامه موسمين فقط عن قدومه. رين أسرع في توقيع أول عقوده الاحترافية صيف 2008 لم تنتظر إدارة رين طويلا حتى وقعت أول عقد احترافي مع لاعبها الفرانكو- جزائري وذلك بعدما بدأت أعين الأندية الفرنسية والأوروبية الكبيرة تترصده، حيث جاء توقيع براهيمي على عقد ل3 مواسم يوم 23 جوان 2008 أي بعد فترة قصيرة من تتويجه بكأس "غامبارديلا"، ولكن الموسم الأول لصاحب 23 عاما (2008/2009) لم يعرف مشاركته في أي مباراة رسمية في الدرجة الفرنسية الأولى بوجود المدرب غاي لاكومب، واكتفى براهيمي بالظهور مع الفريق الاحتياطي والذي سجل معه 3 أهداف في ذلك الموسم. إعارته إلى كليرمون أعادته من الباب الواسع ولأنه لم يكن يشارك، فضل المدرب الجديد فريديريك أنتونيتي إعارة براهيمي إلى ناد من الدرجة الثانية حتى يستفيد من أجواء المنافسة، وذلك ما حصل بالفعل عندما انتقل الصاعد الفرانكو- جزائري إلى كليرمون فوت ولعب بجانب أحمد رضا مادوني، وبصم براهيمي على موسم كبير لعب خلاله 34 مباراة وسجل 8 أهداف كاملة، وقرر رين استعادته بسرعة في الموسم الذي بعده (2010/2011) كما تم تجديد عقده إلى غاية جوان 2014 مع امتيازات أخرى لإبقائه مع الفريق. تحول إلى لاعب أساسي في رين والإصابة أعاقته نجح براهيمي في الظفر بمكانة أساسية مع رين مباشرة بعد عودته من الإعارة، ولعب أول مبارياته الرسمية في البطولة الفرنسية أمام ليل يوم 7 أوت 2010 كما سجل أول أهدافه بعد أسبوع في شباك نانسي، ورغم أن الدولي الجزائري كان ضمن حسابات المدرب أنتونيتي في ذلك الموسم الذي لعب فيه 26 مباراة وسجل 6 أهداف في جميع المسابقات، إلا أن الإصابات المتكررة تسببت في عرقلة مسيرته مع رين، حيث كان بإمكانه تقديم الأفضل لولا الإصابة وغيابه الطويل عن الميادين في آخر الموسم. مشاكله مع أنتونيتي اضطرته للرحيل وكان موسم (2011/2012) سيئا بالنسبة للاعب "الخضر" الجديد والذي فشل في استعادة إمكانياته المعروفة بسبب الإصابة، قبل أن تحصل خلافات بينه وبين مدربه أنتونيتي بسبب عدم مشاركته بانتظام، وبالتالي قرر براهيمي الرحيل بصفة نهائية عن رين في نهاية الموسم بعدما أعلنها صراحة لوسائل الإعلام في تصريحات أثارت غضب إدارة النادي والجماهير، مع العلم أن خريج مركز "كليرفونتان" لعب 28 مباراة، منها 12 فقط كأساسي في 4 مسابقات مختلفة (البطولة، الكأس، كأس الرابطة و"أوروبا ليغ"). "الليغا" محطته الجديدةوغرناطة فرصته لبعث مشواره بعدما كان قبل مواسم قليلة أحد آمال الكرة الفرنسية، تعثرت مسيرة براهيمي كثيرا بسبب إصاباته المتكررة ومن ثم خلافه مع مدرب رين، وبعدما قرر الرحيل عن الفريق الفرنسي، كانت وجهة لاعب "الخضر" البطولة الإسبانية وذلك في الأيام الأخيرة من الميركاتو الصيفي الفارط، إذ توصلت إدارة غرناطة إلى اتفاق مع رين بخصوص إعارة براهيمي لموسم واحد مع بند أفضلية شراء عقده نهائيا في الصائفة بقيمة 4 ملايين أورو، ويعتبر النادي الأندلسي فرصة صاحب 23 عاما لبعث مشواره من جديد. ----------------------------------------- مسيرة براهيمي مع منتخب فرنسا المنتخب أقل من 16 سنة أقل من 17 سنة أقل من 18 سنة أقل من 19 سنة أقل من 20 سنة أقل من 23 سنة ----------------------------------------- المباريات 8 4 4 11 5 9 ----------------------------------------- الأهداف 1 0 0 7 1 0 ----------------------------------------- براهيمي كان تحت مجهر الريال وأرسنال تقرب منه رغم حمل ياسين براهيمي هذا الموسم ألوان نادي غرناطة المصنف ضمن الفرق المتواضعة في "الليغا"، إلا أن الشاب الجزائري الأسمر سبق وعايش فترات من النجومية الشديدة لما كان في الأصناف الصغرى، وقد بلغ به الحال حد شغل بال كشافي فرق عملاقة، فالملتحق مؤخرا بصفوف المنتخب الوطني وصف بالجوهرة النادرة أيام تواجده في مركز "كليرفونتان" الفرنسي، وتنبأ له مختصون كثر سلك طريق مفروش بالورود صوب النجومية في أزهى حللها نظرا للإمكانات الهائلة التي يتمتع بها، لكن رغم ذلك لم يتمكن براهيمي بعد من تحقيق تلك التنبؤات ولو أنه قادر على ذلك كونه لازال في سن 23 فقط. إعارته ل كليرمون فوت كانت البداية وأندية عملاقة انبهرت به أعلن نادي رين مطلع موسم 2009-2010 عن إعارة براهيمي ل كليرمون فوت في الدرجة الثانية الفرنسية، حيث اتخذت إدارة الفريق قرارها بالاتفاق مع المدرب فريدريك أنتونيتي حتى يكسب اللاعب حجما أكبر من المنافسة ويتعود على نسق المباريات، وأشارت مصادر صحفية في ذلك الوقت إلى أن خطوة مسؤولي رين كان الغرض منها أيضا هو إبعاد براهيمي عن الضغط الذي مورس عليه كون أندية كبيرة جدا راقبته لما كان في مدرسة تكوين النادي، علما أن لعبه في الدرجة الثانية لم يكن حائلا بينه وبين الحصول على مهتمين جادين فيما بعد. الريال أراد متابعة تكوينه مع فريقه الاحتياطي خلال فترة إعارة براهيمي ل كليرمون فوت تضاعفت أطماع بعض الفرق الأوروبية الكبيرة، حيث رأت أن رين يتجه للتخلي عن موهبة الشاب الباريسي المولد، لذا كشف ريال مدريد -حسب تقارير بالغة المصداقية- عن جديته في معاينة براهيمي، وقد ذكرت مصادر مقربة من الملكي سنة 2010 أن براهيمي شد أنظار مراقبين يعملون لصالحه، لذا قدموا نصائح بالمسارعة في خطفه خاصة وأن عقده كان سهل الفسخ مع رين آنذاك، وقد أراد "الميرنغي" ضم الجزائري لفريقه الثاني حتى يواصل عملية النضج لكي يكون أحد المعول عليهم مستقبلا. فينغر أراده في أرسنال وبراهيمي تحمس لذلك ثاني الأندية الكبيرة التي أدخلت براهيمي ضمن حساباتها كان أرسنال، فقد قيل سنتي 2009 و2010 أن أرسين فينغر أعجب كثيرا بإمكانات متوسط الميدان الدولي آنذاك ضمن صفوف منتخب أواسط فرنسا، وأراده مع بداية مرحلة التغييرات التي شهدت ضم سمير ناصري، لذا تقرب من فريق رين على أمل إقناعهم بتسريح اللاعب غير أن تمسك النادي الأسود والأحمر خلال تلك الفترة أبطل محاولاته، وللعلم فإن براهيمي كشف هو الآخر عن حبه ل أرسنال وإعجابه بطريقة التكوين فيه، لذا قيل قبل 3 سنوات أنه مرحب بشدة بفكرة الرحيل صوب البطولة الإنجليزية، وتحديدا أرسنال كونه يثق في فينغر ومتأكد من نيل الفرصة تحت وصايته. فضل غرناطة لجديته على نيوكاسل ومونشنغلادباخ اهتمام الكبار ب براهيمي تراجع منذ تعدد مشاكله داخل رين، وهي ترجع في مجملها لمطالبته بنيل الفرص الكاملة مثلما حدث مع زميله يان مفيلا الذي تكون إلى جانبه في مدرسة الفريق، لذا أخذت فرق أخرى الثقة من أجل التودد إليه وبحث فكرة التعاقد معه مطلع الموسم الجاري، حيث كان بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني السباق لذلك قبل دخول نيوكاسل يونايتد الإنجليزي إلى الصراع، فضلا عن الثنائي البرتغالي بورتو وسبورتينغ لشبونة، ليكون الفائز في الأخير هو غرناطة الذي تقدم بعرض استعارة أعجب إدارة رين، خاصة وأنه يحتوي بند شراء في نهاية الموسم مقابل 4 ملايين أورو، وهي قيمة تصل إلى ضعف ما تقدم به البقية. براهيمي صرح سنة 2010: "لن أحرق المراحل بالانتقال إلى ريال مدريد" عاد براهيمي موسم 2010-2011 إلى رين وهو محمل بحجم مشاركة ضخم مقارنة بسنه، حيث شارك في 33 مباراة وجمع 2378 دقيقة كاملة بين بطولة الدرجة الثانية الفرنسية والكأس، لذا كان طموحه شديدا لنيل فرصته مع رين في الدرجة الأولى خاصة وأنه اختير كأحسن لاعب مع كليرمون فوت قبل ذلك، وقد تزايدت الأنباء التي تربط براهيمي بالانتقال إلى فريق كبير صيف 2010، تحديدا ريال مدريد، غير أنه صرح حول هذا الموضوع: "لقد سمعت عن اهتمام بعض الفرق الكبيرة بي، لكن اللعب الآن ل ريال مدريد أو أرسنال ليس أولويتي، لا أريد أن أحرق المراحل وخطوة كهذه أرى أنها مؤجلة إلى حينها". ----------------------------------------- براهيمي متمسك بدينه، جزائريته ومداوم على الصلاة قد يظن البعض أن لاعبا في سن ياسين براهيمي قد انساق وراء ملذات الحياة في أوروبا، خاصة مع الأضواء التي سلطت عليه منذ كان عمره 16 سنة غير أن ذلك لم يحدث تماما، فالشاب الجزائري كشف أنه "ابن عائلة" حقيقي بشهادة المقربين منه وخاصة اللاعبين الذين زاملهم سواء في رين وغرناطة أو الفئات الشبانية لمنتخب فرنسا، حيث بقي وفيا للتقاليد الجزائرية وهو الذي ولد في ضاحية "سان دوني" الباريسية في كنف محيط شكلته العشرات من العائلات المغاربية، علما أن اللافت أكثر في براهيمي هو تدينه الشديد ورفضه بأي حال من الأحوال التلاعب بالعقيدة الإسلامية، حتى وإن سبب له ذلك مشاكل تمس مستقبله الكروي. والده، والدته وجدته دائما معه في غرناطة ما ساعد براهيمي على الوفاء باستمرار لدينه وأصوله هو إحاطة العائلة به، حيث يقيم إلى جانبه في غرناطة السيد والسيدة براهيمي فضلا عن جدته لوالدته أيضا، فالشاب دائما ما يجد أفراد عائلته خلفه لدعمه وشد أزره، مع العلم أن والد براهيمي ينحدر من مدينة "غرداية" في حين أن والدته من منطقة القبائل، وهو متصل دائما مع وطنه ومداوم على زيارته سواء العائلة أو للاستجمام صيفا، غير أنه تخلى عن تلك العادة في السنوات الأخيرة بسبب التزاماته في عالم الاحتراف الرياضي. يتشبث بكل ما هو جزائري أينما حل المعروف على براهيمي أيضا هو تقربه من كل ما هو جزائري أينما حل أو ارتحل، فحاليا مع غرناطة لا يكاد يفارق مواطنه حسان يبدة منذ التحاقه بالفريق مطلع الموسم الجاري على سبيل الإعارة، وقبل ذلك كان مقربا بشدة من أحمد رضا مادوني الدولي السابق لما حمل ألوان كليرمون فوت، يضاف إلى ذلك الحارس مايكل فابر مع نفس النادي، ولا يمكن اعتبار الأمر غريبا إذا ما أشرنا أيضا للصداقة التي جمعت براهيمي ب رياض بودبوز لما حملا معا قميص الفئات الصغرى للمنتخبات الفرنسية. متمسك بفرائضه والصلاة عادة قبل كل مباراة لا يمكن أيضا التشكيك في تدين براهيمي والتزامه بالتعاليم الإسلامية، والسبب في ذلك أن أطرافا كثيرة سبق وكشفت عن أخلاقه وطباعه عندما يتعلق الأمر بالإسلام، فهو يصوم في رمضان ويؤدي الصلوات المفروضة، والأكثر من ذلك هو اعتماده على الصلاة في التركيز قبل المباريات، والأمر هنا حدث مع رين وكليرمون فوت سابقا، والآن يستمر مع غرناطة أين وجد الرفقة في يبدة والمغربي يوسف العربي الذي يعد صديقا مقربا منه. باجو (لاعب رين): "لم أر شخصا أكثر إيمانا وتمسكا بصلاته من براهيمي" الدليل على ما قلنا حول تدين براهيمي لم يأت على لسان مسلم مثله، بل من لاعب يدين بالمسيحية هو فينسنت باجو لاعب رين وزميل الشاب الجزائري في مدرسة تكوين نفس الفريق لسنوات طوال، حيث سئل الموسم الماضي في حوار خارج عن المألوف مع موقع "شارك فوت" حول التدين داخل فريق رين وهوية اللاعب الأكثر تمسكا بدينه مهما كانت عقيدته، ليجيب باجو: "هو دون شك ياسين براهيمي، هو شديد التعلق بتعاليم دينه والثقافة الإسلامية متجذرة فيه، هو كثير الصلاة حتى قبل بدء المباريات التي نلعبها مع رين".