ستؤدي أنباء انتقال الكولومبي رادامل فالكاو الذي كان من اكثر المهاجمين المطلوبين على مستوى العالم الى موناكو الذي لم يتأهل حتى للمشاركة في بطولة أوروبية الموسم المقبل الى شعور الكثير من الجماهير بالدهشة متسائلين "لماذا؟" إلا ان الاجابة ستكون سهلة. وانضم المهاجم الكولومبي الى موناكو الصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى الفرنسي في صفقة قدرت وسائل اعلام محلية قيمتها بأكثر من 50 مليون آورو (64.8 مليون دولار) وفي مقابل راتب سنوي يبلغ 14 مليون آورو في ناد يقع في منطقة ذات طبيعة ضريبية خاصة. وقد يتفوق بهذا الراتب على افضل لاعبين في العالم الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد. كما سيمثل فالكاو ناديا ترقى لتوه لدوري الاضواء الفرنسي. ويمتلك موناكو تاريخا كبيرا لكن متوسط عدد الجماهير التي تحضر مبارياته يبلغ خمسة الاف متفرج وهو شيء اشتكى منه لاعبون سابقون مثل تييري هنري. ورحل فالكاو عن اتليتيكو مدريد الذي فاز على ريال مدريد في عقر داره في نهائي كأس الملك وانهى الموسم في المركز الثالث بالدوري الاسباني ليتأهل لارفع بطولة للاندية في العالم. ويجتذب اتليتيكو عادة نحو 50 الف متفرج في المباراة الواحدة على استاد كالديرون وكان يتوقع ان ينضم فالكاو (27 عاما) الى نادي تشيلسي صاحب الانفاق الكبير الذي فاز بدوري ابطال اوروبا وكأس الاندية الاوروبية في اخر موسمين. وعقب قضائه لعامين مع بورتو ومثلهما مع اتليتيكو محققا لقب هداف الفريق مرتين متتاليتين بعد ان ساعد الناديين على الفوز بلقب كأس الاندية الاوروبية عامي 2011 و2012 كان بوسع اللاعب ان يختار اللعب ضمن افضل الفرق في القارة. لكن الصفقة لا تبدو واضحة المعالم. ففالكاو لاعب عصري بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو مملوك جزئيا لطرف ثالث ساعد على تمويل صفقات انتقاله الى بورتو واتليتيكو. وانهمرت الدموع من عيني فالكاو مع عودته الى الملعب عقب اخر مباراة له على ارضه امام اتليتيكو مطلع الاسبوع الماضي ومن السهل الاعتقاد ان صفقة انتقاله لم تكن الافضل بالنسبة له. وخورخي مينديز وكيل اعمال فالكاو. ومينديز هو واحد من اكثر العناصر تأثيرا على صعيد الرياضة. وضمنت اموال الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف انضمام جيمس رودريجيز وخواو موتينيو من بورتو بينما انضم ريكاردو كارفاليو من ريال مدريد. ويتحمل اتليتيكو ديونا كبيرة بما في ذلك ديونا يتحملها مناصفة مع شركة مينديز الذي ساعد على تمويل شراء فالكاو وكان من الطبيعي ان يسعى النادي لجمع ما يكفي من اموال عند بيع هذا اللاعب المميز. ولم يقف النادي عقبة في طريق اللاعب صاحب القميص رقم "9" وبدا ان الجماهير قد تقبلت هذا ايضا. وبينما ادى انتقال سيرجيو اجويرو لمانشستر سيتي عام 2011 الى رد فعل عكسي ضد اللاعب الارجنتيني بعد ان اجبر النادي على القبول بالصفقة فانه يبدو واضحا ان جماهير اتليتيكو قد منحت فالكاو المباركة من اجل الرحيل. وقال دييجو سيميوني مدرب الفريق "لم افكر في سبب رحيله والى اين سيذهب بل الى ما اعطاه لنا. كان يمنحنا كل ما لديه ويجب ان نكون ممتنين له." وجرى استقدام فالكاو لاتليتيكو ليحل بديلا لاجويرو وبدا سريعا انه يمثل نوعية مختلفة من المهاجمين. وفي ظل صناعة اجويرو وتسجيله للاهداف وادخاله السعادة على الجماهير عن طريق مهاراته في المراوغة فان فالكاو يمثل هدافا صرفا يشعر بالسعادة لوجوده داخل منطقة الجزاء كما يتسم بالقوة في العاب الهواء. وبمجرد عودته للعب مجددا تحت قيادة سيميوني الذي تولى تدريبه في ريفر بليت استطاع اتليتيكو ان يضع اطارا للعب يناسب مهاجمه الجديد. واستطاع الفريق القادم من مدريد تحقيق اقصى استفادة من موارده حيث استغل الظهيرين المتحركين لارسال الكرات الى داخل منطقة الجزاء كما استغل مهارات لاعب الوسط كوكي في الضربات الثابتة معززا هذا بروح العمل الجاد للفريق. وشكل دييجو كوستا المشاكس الاداة المثالية باعتباره المهاجم الثاني صاحب القوة البدنية وهو ينطلق من الاجناب وبدا فالكاو في حالة معاناة شديدة عندما كانت تنقطع خطوط الامدادات اليه. وتألق فالكاو في المباريات الكبيرة التي خاضها اتليتيكو. وسجل فالكاو مرتين في المباراة التي فاز فيها 3-0 على اتليتيكو بيلباو في نهائي كأس الاندية الاوروبية عام 2012 وسجل ثلاثة اهداف امام تشيلسي في كأس السوبر الاوروبية في اغسطس اب الماضي ليفوز فريقه 4-1. وتحول فالكاو الى اللاعب الذي يوفر الكرة لكوستا حيث استطاع وبذكاء ان يهيأ هدف التعادل في المباراة التي فاز اتليتيكو 2-1 على ريال مدريد في نهائي كأس الملك قبل اسبوعين. وسجل ميسي ورونالدو وحدهما اكثر من 28 هدفا التي سجلها فالكاو في الدوري الاسباني حتى الان مع تبقي مباراة واحدة على نهاية الموسم. وسيتجاوز فالكاو رواتب اللاعبين الاثنين الموسم المقبل على الرغم من ان الثلاثة لا يتوقع ان يلتقوا سويا لمدة موسم واحد على الاقل.