يستعد نجم خط الوسط المخضرم أندريا بيرلو للعب مباراته الدولية رقم مئة مع منتخب إيطاليا باستاد "ماراكانا" غدا الأحد عندما يستهل الأزوري مشواره ببطولة كأس القارات لكرة القدم بالبرازيل أمام المكسيك. ويتوقع أن يتحول ماراكانا ، الذي شهد تسجيل الأسطورة بيليه لهدفه رقم ألف مع منتخب البرازيل ، إلى ساحة قتال جديدة بالنسبة لصانع ألعاب نادي يوفنتوس مع استضافة الملعب الشهير مباراته التنافسية الأولى منذ خضوعه لعمليات تجديد شاملة استعدادا لبطولة كأس العالم 2014 . ومازال بيرلو /34 عاما/ مسئولا عن إملاء اللعب بمنتخب إيطاليا منذ 11 عاما منذ مباراته الدولية الأولى. وبالنسبة لمدرب إيطاليا تشيزاري برانديللي يعتبر بيرلو ، الذي ينوي الاعتزال الدولي عقب مونديال 2014 ، جزءا لا يتجزأ من خططه الأساسية. وبعد مباراة أمس سينضم بيرلو إلى زميله حارس المرمى جانلويجي بوفون في نادي المئة حيث يتقدم قائد المنتخب الإيطالي السابق فابيو كانافارو (136 مباراة دولية) على الحارس المخضرم بفارق ثماني مباريات. وأمام المكسيك ، سيخوض بوفون مباراته الدولية رقم 128 حيث يتقدم بفارق مباراتين بالفعل على قائد إيطاليا السابق باولو مالديني الذي لعب 126 مباراة دولية مع الأزوري وحارس المرمى الشهير دينو زوف (112 مباراة دولية) في قائمة اللاعبين الإيطاليين الذين خاضوا مئة مباراة أو أكثر. وقال إيمانويلي جياكيريني جناح منتخب إيطاليا ونادي يوفنتوس: "يعتبر أندريا مرجعا مهما بالنسبة لنا. فهو وبوفون دائما ما يمنحوننا تلك الدرجة الإضافية من الكفاءة". كما أشاد زميل آخر لهما في يوفنتوس ، المدافع أندريا بارتزالي ، باللاعبين المخضرمين أمس الجمعة قائلا: "لا يوجد ما يمكن أن أصف به بيرلو أو بوفون. فبيرلو أحد أفضل لاعبي العالم ، ونحن سعداء بوجودهما في فريقنا". وبعدما ساعد يوفنتوس على إحراز لقبه الثاني على التوالي بمسابقة الدوري الإيطالي ، يستطيع بيرلو ، الذي انضم ليوفنتوس في 2011 بعد عشرة أعوام قضاها بصفوف آيه سي ميلان ، الآن استغلال بطولة كأس القارات كتظاهرة أخرى لإبراز مهاراته في التمرير والذكاء والصمود. وكان بيرلو لاعبا استثنائيا عندما ساعد إيطاليا على الفوز بلقب بطولة كأس العالم 2006 ، حيث تم اختياره للفوز بلقب أفضل لاعب في المباراة ثلاث مرات خلال البطولة. وكان يمكن اختياره بسهولة للقب أفضل لاعب في بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" لو لم تخسر إيطاليا صفر/ 4 أمام أسبانيا في النهائي. ولكن في طريقه إلى ذلك النهائي ، فاز بيرلو بجائزة أفضل لاعب في المباراة ثلاث مرات وكان أبرز لاعب في صفوف إيطاليا خلال مباراتيها أمام إنجلتراوألمانيا. وتردد حتى أن وجود بيرلو تسبب في هزيمة ألمانيا في الدور قبل النهائي ليورو 2012 لأن مدرب ألمانيا يواخيم لوف اضطر لتغيير خطته في محاولة لامتصاص تأثير صانع الألعاب المخضرم في الملعب. وكان بيرلو اللاعب الأبرز في فوز إيطاليا على إنجلترا بضربات الجزاء الترجيحية في دور الثمانية بالبطولة الأوروبية بتسجيله تسديدة جريئة بطريقة الملعقة " إل كوكيايو" شبه الساخرة في ضربة الجزاء الثالثة الحاسمة لإيطاليا والتي جاءت كضربة نفسية قوية لإنجلترا. وكان برانديللي وفريق إيطاليا قاموا بزيارة التمثال العملاق للمسيح الذي تشتهر به ريو دي جانيرو قبل أيام طلبا للدعم الروحاني. وقال برانديللي: "نحتاج إلى الحماية من السماء وأنا واثق من أننا سنحصل عليها. لاشك في أن هذه الرحلة الدينية ستفيدنا كثيرا". وقد تتجسد هذه الحماية أو الدعم في مجرد وجود "المهندس" كما يطلق زملاء بيرلو بالفريق عليه أو "الأستاذ" كما تسميه جماهير يوفنتوس ، حيث ستتطلع إيطاليا إليه من جديد للحصول على الإلهام الذي تحتاجه في البرازيل. ورغم أن منافسة إيطاليا غدا ، المكسيك ، أثبتت صعوبة التغلب عليها. فقد أثبتت المكسيك في الوقت نفسه صعوبة تحقيقها للانتصارات خلال مشوارها بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 مما أضاف إلى الضغوط التي يواجهها مدرب الفريق خوسيه دي لا توري ، الذي قد يصبح مهددا بخسارة وظيفته في حال فشل فريقه من جديد في كأس القارات. وبتعادلها خمس مرات في مبارياتها الست الأخيرة بتصفيات كأس العالم بما في ذلك تحقيقها أربعة تعادلات سلبية ، تواجه المكسيك الآن صعوبة بالغة في التأهل لمونديال البرازيل عن الكونكاكاف (اتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي). وستحاول المكسيك من جانبها ، البحث عن مصدر إلهام خاص بها حيث يتوقع أن تنظر إلى ميداليتها الذهبية من دورة الألعاب الاولمبية السابقة "لندن 2012" كدليل على ما تستطيع تحقيقه في إحدى البطولات. واعترف خوسيه كورونا حارس مرمى المكسيك ، وقائد المنتخب الأولمبي للبلاد ، بأن تعادل بلاده في مباراتين متتاليتين أمام بنما وكوستاريكا بتصفيات كأس العالم إنما أثبت حاجتها لتحسين أدائها. وقال: "نعرف جيدا أننا نتمتع بالكفاءة التي تؤهلنا لتحسين أدائنا وتجاوز هذا الموقف. إنني واثق من قدرتنا على تطوير مستوانا وأسلوب أدائنا في هذه البطولة".