يقترب الشاب إسحاق بلفوضيل من إحداث نقلة نوعية في مشواره الكروي عندما ينضم إلى صفوف إنتير ميلان الذي يصر منذ مدة على إنهاء صفقة المهاجم الذي تألق بألوان بارما خلال الموسم المنصرم، وباقترابه من الانضمام إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية عاد الحديث لدى الشارع الكروي الجزائري عن إمكانية قدوم صاحب 21 عاما لتمثيل الألوان الوطنية في قادم المواعيد، خاصة وأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سوت وضعية بلفوضيل منذ عدة أشهر وبإمكانه المشاركة مع "الخضر" دون أي مشكل، إلا أن رفض مهاجم أولمبيك ليون السابق للدعوة في وقت سابق وضعه ضمن القائمة السوداء للناخب وحيد حليلوزيتش، والسؤال الذي يطرح نفسه هذه الأيام هو هل سيعفو التقني البوسني عن هذا اللاعب أم لا؟. المواجهة الودية أمام غينيا فرصة مواتية لاستدعائه ومن المنتظر أن يلعب المنتخب الوطني مباراة ودية تحضيرية منتصف شهر أوت المقبل أمام منتخب غينيا، وهي الفرصة التي سيستغلها دون أدنى شك حليلوزيتش من أجل الوقوف على مدى جاهزية عناصره قبل الموعد التصفوي أمام مالي، كما أن التقني البوسني سيحاول تجريب بعض اللاعبين الذين لم ينالوا الفرصة كثيرا في المباريات الماضية، وهنا يمكن أيضا للمسؤول الأول عن العارضة الفنية ل"الخضر" توجيه الدعوة ل إسحاق بلفوضيل، خصوصا وأن صاحب 21 عاما يسير نحو حسم مستقبله خلال الأيام القليلة المقبلة بالانتقال إلى الإنتير بصفة رسمية، ولن يكون هناك أي إشكال في استدعائه بما أن البطولة الإيطالية لن تنطلق حتى ذلك الوقت. اندماجه لن يكون مشكلا ونحو تكرار تجربة تايدر وبراهيمي تفصلنا عدة أشهر عن موعد اللقاءين الفاصلين اللذين سيجريان شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، وبالتالي فإن استدعاء بلفوضيل بداية من شهر أوت سيوفر وقتا أكبر من أجل تسهيل اندماجه مع مجموعة "الخضر"، حيث أن بإمكانه حضور المواجهة الودية أمام غينيا وبعدها مباراة مالي الرسمية في إطار سادس جولات الدور التصفوي ما قبل الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2014، ولا يبدو بأن هناك مشكل بخصوص مجيء واندماج نجم الإنتير المستقبلي، وذلك بعدما نجحت التجربة السابقة مع الثنائي سفير تايدر وياسين براهيمي الذي استدعي لأول مرة خلال لقاء البينين ومباشرة بعد نهاية كأس الأمم الإفريقية، لكن هذا الثنائي سجل ظهوره أساسيا في تلك المباراة وساهم في الفوز المحقق. أفصح عن حسن نيته هذه المرة ولا يبدو بأنه سيتراجع يتأجل في كل مرة قدوم بلفوضيل للنخبة الوطنية بسبب اعتذاره المتكرر، لكن مهاجم بارما يسير نحو قبول الدعوة هذه المرة، إذ كشف وكيل أعماله في تصريحات صحفية قبل أيام قليلة بأن صاحب 21 عاما على استعداد تام الآن للمجيء، وهي رسالة أراد أن تصل إلى الناخب وحيد حليلوزيتش الذي يكون قد غضب كثيرا من عدم رد بلفوضيل على مكالماته الهاتفية في وقت سابق، فتصريحات وكيل أعمال اللاعب تؤكد بأنه قراره لا رجعة فيه لأن مهاجم أولمبيك ليون السابق يعلم جيدا بأن حليلوزيتش، وحتى محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لن يسامحه مهما حصل في حال تلاعبه بالألوان الوطنية من جديد. لحسن فعل نفس الشيء ولكنه الآن ملتزم كثيرا لا يختلف اثنان على فداحة الخطأ الذي قام به بلفوضيل عندما رفض الرد على مكالمات الناخب الوطني ورئيس "الفاف"، وهو الذي وعد حليلوزيتش بالقدوم في أول مباراة بعد نهاية كأس أمم إفريقيا الأخيرة لكن قاعدة "العفو عن الضرورة" قد تكون لها الكلمة في هذه الحالة، إذا نظرنا إلى صغر سن هذا اللاعب وعدم نضجه بعد، زيادة على امتلاكه إمكانيات كبيرة قادرة على منح الإضافة للمنتخب في المستقبل، وقد يتذكر الكثيرون حادثة مهدي لحسن المشابهة لما يحصل مع بلفوضيل الآن، عندما رفض نجم راسينغ سانتاندير دعوات "الخضر" ومن ثم استدعي للمشاركة في مونديال 2010، إلا أن لحسن أظهر التزاما شديدا منذ ذلك الحين ولم يتوان عن الحضور حتى في حال إصابته. حليلوزيتش سيعمل أولا على إقناعه بقبول الاحتياط سيضطر الناخب الوطني للحديث أولا مع نجم بارما قبل اتخاذ أي قرار بخصوص استدعائه مستقبلا، حيث سبق ل حليلوزيتش الاعتراف بأن بلفوضيل اشترط مكانة أساسية مع "الخضر" قبل القدوم، وبالتالي فإن التقني البوسني مجبر على إقناعه أولا بضرورة تقبل فكرة البقاء على مقاعد الاحتياط لأن المنطق يمنح الأولوية ل إسلام سليماني حتى يكون أساسيا في المواعيد المقبل باعتباره الهداف رقم واحد للمنتخب حاليا، وبالتأكيد فإن قبول بلفوضيل لهذا الشرط سيكون العامل الرئيسي لاستدعائه، وفي حال حصول ذلك، فإن إمكانية التضحية بمهاجم آخر ممكنة جدا وقد يكون رفيق جبور بنسبة كبيرة جدا، إذ لم يقدم هداف أولمبياكوس الكثير في الآونة الأخيرة ويبقى اللغز المحير لحد الآن. المونديال حافز لأي لاعب في العالم ولكن... يحق للجمهور الكروي التساؤل حول أسباب تراجع بلفوضيل وتليين موقفه بخصوص الالتحاق ب"الخضر"، إذا نظرنا إلى المجهودات الكبيرة التي قدمها اللاعبون في المباريات الفارطة قبل أن يغير مهاجم بارما موقفه بعد التأهل إلى الدور التصفوي الأخير، لكن يجب أيضا على الشارع الكروي التذكر بأن المنتخب الوطني لم يتأهل بعد إلى نهائيات كأس العالم 2014، بل المرور للدور التصفوي الأخير لن يكون له أي معنى في حال التفريط في التأشيرة، وهذا ما يشرع للناخب الوطني حق تدعيم تشكيلته بأفضل العناصر قبل الموعد الفاصل، وقد يكون ل بلفوضيل كلمته بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها والتي جعلت ناد مثل الإنتير يصر على التعاقد معه هذه الصائفة.