باقتدار كبير حققت تشكيلة مولودية العلمة نتيجة إيجابية جدا، حين فرضت أول أمس التعادل على وفاق سطيف في ملعبه في المواجهة المتأخرة عن الجولة الثانية من البطولة، وكان بإمكان أشبال المدرب خزار أن يعودوا من اللقاء بالزاد كاملا لولا الفرص التي ضيعها الهجوم. أداء بطولي للاعبين وقبل الحديث عن النتيجة يجب الإشارة إلى الطريقة التي لعبت بها عناصر «البابية» أول أمس في 8 ماي، حيث قدم اللاعبون أداء بطوليا امتزجت فيه الحرارة والإرادة والاستماتة مع برودة الأعصاب، وحضرت اللمسات الكروية الجميلة على امتداد 90 دقيقة، وهو ما سمح بتحقيق هذه النتيجة. صحراوي والدفاع بامتياز وبالحديث عن الأداء البطولي نبدأ بالدفاع الذي كان له الفضل الأكبر في النتيجة المحققة أمام وفاق سطيف، حيث أظهر الحارس صلاح الدين صحراوي والدفاع المكون من بوجليدة، ملولي، رنان ومحفوظي استماتة في الذود عن مرمى العلمة، ولعبوا بامتياز ودون خطأ بما أن الوفاق لم تتح تقريبا له أي فرصة الانفراد وجها لوجه مع الحارس صحراوي. بلهامل، بقرار ومحفوظي كأنهم أبناء «البابية» كما يجب أن لا نتحدث عن مردود تشكيلة «البابية» أول أمس في 8 ماي دون ذكر بلهامل، بقرار ومحفوظي وهم الذين تكونوا في وفاق سطيف، لكنهم من خلال الإرادة والشجاعة التي لعبوا بها اللقاء الأخير تبين كأنهم أبناء «البابية» وليس الوفاق، مؤكدين وفاءهم للألوان وإخلاصهم لعملهم. بورنان ملك قلوب العلمية للأبد وإضافة إلى كل اللاعبين المذكورين، يوجد وسط الميدان سمير بورنان الذي تحلى بشجاعة الأسود مثلما يقال، وأبى إلا أن يكون موجودا في التشكيلة الأساسية رغم الإصابة التي تعرض لها قبل مواجهة الشلف، حيث لعب بحرارة نادرة وقاوم الألم ومنح كل ما لديه لمساعدة زملائه، قبل أن يترك مكانه بسبب اعتداء حماني عليه، وأكد بورنان مرة أخرى حبه وغيرته على ألوان العلمة وهو الموقف الذي سيمنحه قلوب العلمة للأبد. بن حاج أكد أنه لم ينته وعن الأداء الفردي دائما فاجأ المستقدم الجديد بن حاج جيلالي رضا الجميع، في مواجهة أول أمس أمام الوفاق بتقديمه مستوى فنيا راقيا، حيث أظهر تحكما عاليا في الكرة قليلا ما ضيعها ومنح كرات جيدة لزملائه في الوسط والهجوم، وأجبر لاعبي الوفاق على ارتكاب الخطأ عليه، ليؤكد اللاعب السابق لعنابة والنصرية أنه لم ينته بعد رغم الاضطرابات التي عرفها مشواره مؤخرا وتجاوزه عتبة الثلاثين عاما. خزار أعد خطة محكمة وشل الوفاق وإضافة إلى اللاعبين يجب عدم إنكار لمسة المدرب التي ظهرت بوضوح في لقاء الوفاق، حيث تمكن المدرب خزار رفقة مساعده خلوط من وضع خطة محكمة وتشكيلة مثالية، ضحى فيها ببعض العناصر واعتمد بالمقابل على عناصر أخرى، إضافة إلى اعتماده على خطة جيدة شلت حركات لاعبي الوفاق في الوسط والدفاع، وقد أتت أكلها وأكدت أن خزار بدأ يجد ضالته مع «البابية». العلمة ضيعت الفوز عن طريق بقرار، غضبان وبلهامل وبالعودة إلى المواجهة يمكن القول إن مولودية العلمة ضيعت الفوز في 8 ماي أول أمس، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الفرص الخطيرة التي أتيحت ل بلهامل، غضبان وبقرار في العشر دقائق الأخيرة وجها لوجه مع الحارس شاوشي، والتي لم يكن هناك أسهل من وضعها في الشباك لكن ذلك لم يحدث، وهو ما فوت على «البابية» فوزا في المتناول. الوفاق لم تتح له الفرص التي أتيحت للعلمة ومما يؤكد أن العلمة ضيعت الفوز في 8 ماي سهرة أول أمس، هو أن فرصها كانت واضحة وخطيرة جدا بانفرادات مع الحارس فوزي شاوشي، بينما لم تتح أي فرصة مماثلة لوفاق سطيف الذي لم يستفد مهاجموه من أي انفراد وجها لوجه مع الحارس صلاح الدين صحراوي طيلة 90 دقيقة وكانت جل محاولاته عشوائية. تعادل ثمين لأن النقطة «بحقها» في الوقت الحالي ورغم أن المولودية ضيعت الفوز في سطيف، إلا أن التعادل الذي عادت به ثمين جدا من حيث القيمة الفنية بالنظر إلى القيمة المرتفعة للنقطة الواحدة في الوقت الحالي وما تبقى من جولات هذا الموسم، حيث سيكون لهذه النقطة وزن كبير في حسابات «البابية» الخاصة لضمان البقاء، حيث سمحت لها بالالتحاق بشباب باتنة في المركز 13 برصيد 30 نقطة لكل منهما. التعادل أمام منافس فاز في الكامرون قبل أسبوع إنجاز هام وإضافة إلى قيمة التعادل المحقق في سطيف من الناحية الفنية، فإنه ذو قيمة معنوية لأنه ورغم تضييع الفوز في هذا اللقاء إلا أنه يبقى نتيجة كبيرة جدا خاصة أنه تحقق أمام أحد عمالقة الكرة الجزائرية في الوقت الراهن وفاق سطيف، الذي حقق قبل أسبوع الفوز في الكامرون في رابطة أبطال إفريقيا لذلك فمن حق العلمة أن تفخر بالتعادل التي حققتها في 8 ماي أول أمس. النتيجة مهمة جدا قبل القبائل ومن جهة أخرى، فإن النتيجة الإيجابية في ملعب 8 ماي 45 أمام الوفاق «العملاق» ستمنح ثقة كبيرة لعناصر التشكيلة في ما تبقى من جولات، بداية من مواجهة الثلاثاء المقبل 6 أفريل أمام شبيبة القبائل في العلمة لحساب الجولة 27، لأن مباراة الوفاق ستمكن «البابية» من مجابهة أي منافس آخر مستقبلا بما في ذلك شبيبة القبائل، التي تصنف في خانة الوفاق من حيث السمعة. تأكد أنه بالأداء المقدم أمام الشلف من الصعب هزم العلمة وكان الجميع قد أكدوا بعد مواجهة الشلف التي سبقت مواجهة الوفاق، أن مردود التشكيلة العلمية في تحسن مستمر من لقاء لآخر رغم الهزيمة المسجلة في الشلف، وهو ما أكده لقاء وفاق سطيف أول أمس حيث اتضح أن «البابية» إذا واصلت تقديم المردود الذي أظهرته في الشلف فإنه سيصعب على أي فريق هزمها رابع لقاء على التوالي دون هزيمة وبتعادلها أول أمس أمام وفاق سطيف، وصلت تشكيلة المولودية إلى لقائها الرابع على التوالي دون هزيمة، حيث تعود آخر خسارة إلى مواجهة الكأس أمام اتحاد عنابة بتاريخ 20 فيفري المنصرم، وبعدها فازت «البابية» أمام اتحاد (10)، وتعادلت 3 مرات متتالية أمام البرج (11)، الحراش (11) ثم الوفاق، وهي النتائج التي تجعل الفريق في دائرة النتائج الإيجابية. والنقطة التاسعة خارج الديار وبفضل التعادل المفروض أول أمس على الوفاق، فإن البابية تمكن من الحصول على نقطتها التاسعة خارج الديار منذ بداية الموسم الحالي، من فوزين أمام مولودية باتنة (0 1) ونصر حسين داي (1 2)، و3 تعادلات أمام شبيبة بجاية (1 1)، البرج (1 1) والوفاق (0 0)، وهي الحصيلة التي تعد أفضل من الموسم الماضي مجتمعا أين لم تحقق البابية سوى 6 نقاط خارج ملعبها. «البابية» خدمت نفسها فقط بهذه النتيجة وقد فتحت النتيجة التي حققتها «البابية» أول أمس المجال أمام هواة التأويل، ليؤكدوا أن استماتة العلمة أمام الوفاق الهدف من ورائها خدمة مصلحة مولودية الجزائر وخلط حسابات السطايفية الخاصة بالتتويج بلقب البطولة، لكن لغة العقل تقول إن العلمة خدمت نفسها بهذه النتيجة باعتبار أن الخسارة كانت ستجعلها في خطر السقوط، وبالتالي فقد كان لزاما على «البابية» أن تلعب بتلك الطريقة وتدافع عن كيانها في القسم الأول، لخدمة لنفسها وليس خدمة لأي جهة أخرى. منحة التعادل لن تقل عن 5 ملايين مثلما تم الاتفاق عليه مسبقا بين الإدارة واللاعبين بشأن جعل منحة مواجهة الوفاق مضاعفة، فإن اللاعبين سيتسلمون منحة لن تقل عن 5 ملايين سنتيم مثل مواجهة البرج، مقابل التعادل الذي عادوه به من سطيف والذي يعد ثمينا جدا. سيتسلمونها مع منحة الوالي قبل لقاء القبائل ويرتقب أن تسلم الإدارة منحة التعادل المسجل في سطيف للاعبين، قبل اللقاء المقبل أمام شبيبة القبائل يوم الثلاثاء المقبل، رفقة المنحة الخاصة التي رصدها الوالي مقابل الفوز المحقق أمام اتحاد العاصمة قبل أسبوعين والتي تكون قد دخلت الخزينة، من أجل تحفيز اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية أخرى. اللاعبون يتضامنون مع حيرش أبدى اللاعبون تضامنهم مع نائب الرئيس جمال حيرش جراء ما تعرض له في ملعب 8 ماي 45 أول أمس، حيث أثرت فيهم كثيرا وقفته معهم ومحاولته الدفاع عن بورنان إلى درجة تعرضه للضرب، وقبوله كما يقال بأن «تجي فيه وما تجيش فيهم». بن حاج معاقب أمام القبائل بتلقيه بطاقة صفراء في مواجهة الوفاق أول أمس، فإن لاعب الوسط بن حاج جيلالي رضا سيكون معاقبا آليا في اللقاء المقبل أمام شبيبة القبائل، باعتبار أن بحوزته الإنذار الثالث بعد الإنذارين اللذين تلقاهما من قبل في مواجهة عنابة (في الكأس) ومواجهة الشلف. الاستئناف يوم الثلاثاء منح الطاقم الفني لمولودية العلمة لاعبيه راحة 3 أيام عقب مواجهة الوفاق، مستغلا برمجة الجولة المقبلة يوم الثلاثاء 6 أفريل القادم، وعلى هذا الأساس سيكون استئناف التدريبات بعد غد الثلاثاء على الرابعة ونصف مساء بملعب مسعود زغار تحضيرا لمواجهة شبيبة القبائل. الطرد المباشر أمام عنابة أبقى الإنذار بحوزته وتأتي هذه العقوبة رغم أن بن حاج كان قد غاب عن لقاءي اتحاد العاصمة والبرج بسبب العقوبة أيضا، لكن وللتوضيح فإن اللاعب كان قد تلقى بطاقة صفراء في مواجهة الكأس أمام عنابة وفي اللقاء نفسه تلقى بطاقة حمراء مباشرة (لم يتلق الإنذار الثاني)، وهو الطرد الذي حرمه من لعب مواجهتي اتحاد العاصمة والبرج وبقيت البطاقة الصفراء بحوزته، ليتلقى إنذارا آخر أمام الشلف وآخر أمام سطيف وأصبح معاقبا آليا في اللقاء المقبل أمام القبائل. غيابه لم يأت في وقته ويأتي غياب بن حاج عن لقاء الجولة القادمة أمام شبيبة القبائل في وقت غير ملائم للاعب، خاصة بعد الأداء الراقي الذي قدمه في اللقاء الأخير أمام وفاق سطيف والذي كان مرشحا بفضله لأداء لقاء كبير أمام شبيبة القبائل، خاصة أنه يعرف هذا المنافس لأنه كان لاعبا سابقا في الشبيبة وكان بإمكانه إفادة «البابية» بتجربته لو لا العقوبة الآلية. الإدارة تعد ملفا عن أحداث ملعب 8 ماي لا تنوي إدارة «البابية» السكوت عن الأحداث التي عرفتها مواجهة أول أمس أمام الوفاق، بدليل أنها سارعت فور عودتها إلى العلمة سهرة أمس إلى جمع كل الأدلة والصور الخاصة بالأحداث، من أجل تقديمها إلى الرابطة في غضون 48 ساعة التي تلي اللقاء، خاصة أن اللاعبين لم يغادروا غرف الملابس إلا بعد ساعتين من نهاية اللقاء. بورنان: «عندما ترى نائب الرئيس يُضرب من أجلك، تلعب باطل» وبما أن ما تعرض له حيرش كان بسبب محاولته حماية بورنان من الاعتداء، فقد عبر اللاعب عن وقفة حيرش قائلا: «أتأسف كثيرا لعمي جمال على ما لحقه بسببي ولن أنسى أبدا وقفته الشجاعة معي ومع كل اللاعبين، لأنك عندما ترى نائب الرئيس يُضرب من أجلك فإنك تقبل اللعب حتى دون مقابل». ----------- بقرار: «أكدنا أننا نملك فريقا جيدا و هذاالتعادل يحفزنا للفوز على القبائل» «شعوري كان خاصا وأنا أواجه الوفاق» ماذا تقول عن التعادل المسجل أمام الوفاق؟ بالتأكيد هي نتيجة إيجابية، رغم أنه كان بمقدورنا أن نحقق الفوز، لكن تبقى نقطة فيها ألف بركة وربما لو فزنا لا أحد يعلم ما كان سيحصل لنا في ملعب 8 ماي. وما الذي يجعلك تقول إنكم ضيعتم الفوز؟ أقول ضيعنا الفوز لأن الفرص التي أتيحت لنا كانت واضحة، منها اثنتان أتيحتا لزميلي بلهامل وواحدة لي وأخرى لغضبان وهي الفرص التي لم تتح للوفاق. وما هي تأثيرات هذه النتيجة في مستقبل «البابية»؟ بهذه النتيجة أكدنا أننا نملك فريقا جيدا لا يستهان به، خاصة أننا لعبنا أمام منافس يمكن القول إنه الأحسن في الوقت الراهن على الساحة الوطنية. وماذا بعد هذه النتيجة الإيجابية؟ النتيجة الإيجابية التي سجلناها أمام الوفاق ستمنحنا المعنويات والثقة اللازمة للقاء المقبل أمام شبيبة القبائل في الجولة المقبلة، من أجل الفوز والاقتراب أكثر من ضمان البقاء، خاصة أن الشبيبة تصنف مع الوفاق والفرق الكبيرة. وكيف تنظر إلى المستقبل؟ يجب الفوز أمام شبيبة القبائل، لأننا بعدها سندخل في راحة 20 يوما، ستكون فرصة سانحة من أجل التفكير والإعداد الجيد لما تبقى من المنافسة، ولن يكون هناك خوف على مستقبل «البابية» أبدا. باعتبارك خريج مدرسة الوفاق، كيف كان شعورك وأنت تواجهه في تلك الأجواء؟ شعور خاص بكل تأكيد وليس مثلما هو عليه الحال في بقية اللقاءات، فالأمر يتعلق باللعب أمام الفريق الذي تكونت فيه، والملعب الذي تعرفه والجمهور الذي تعودت عليه، لذلك كان شعوري خاصا لكنني كنت أدافع عن ألوان العلمة وأنا فيها «خدام»، ويجب أن أقوم بعملي والكرة تبقى كرة مهما حدث. ماذا تضيف في الأخير؟ أؤكد لأنصارنا أنهم يملكون فريقا لا يمكن أن يخافوا على مستقبله، كما أدعوهم للحضور بقوة أمام شبيبة القبائل لنحقق الفوز ونسعدهم بنتيجة إيجابية أخرى.