أخيرا وبعد جهد جهيد، و»سوسبانس» شديد، تحقق مولودية العلمة أولى انتصاراتها في مرحلة العودة من خلال فوزها أول أمس بنتيجة هدف دون رد في المواجهة التي جمعتها باتحاد العاصمة، فوز اعتبره الجميع في العلمة ثمينا جدا ويمنح الفريق جرعة أكسجين كبيرة تحسبا لما تبقى من مشوار في بطولة الموسم الحالي. أوووف... وأخيرا حلت العقدة بعد شهرين وجاء فوز «البابية» أول أمس ليسمح بحل عقدة لازمت الفريق لخمسة لقاءات متتالية لم يتذوق فيها ذوو الزي الأحمر والأخضر طعم الفوز، أي على امتداد أكثر من شهرين، إذا ما علمنا أن آخر فوز حققته العلمة في البطولة قبل أول أمس يعود إلى تاريخ 15 ديسمبر أمام جمعية الخروب في آخر مواجهات الذهاب، بينما كان آخر فوز في الكأس بتاريخ 25 ديسمبر أمام شباب سيڤ لحساب الدور 32. أول فوز في العام الجديد ومرحلة الإياب وإضافة إلى كونه الانتصار الأول للفريق العلمي منذ شهرين، فإن الفوز المسجل أول أمس أمام اتحاد العاصمة يعد الأول من نوعه للمولودية العلمية في العام الجديد ومنذ بداية مرحلة الإياب، بعد الانهزام (0 1) أمام بجاية في الجولة 18 يوم 16 جانفي، والتعادل سلبا مع مولودية وهران في 30 من نفس الشهر، ثم الخسارة مجددا أمام «البوبية» (0 1) بتاريخ 6 فيفري، قبل تسجيل هزيمة أخرى أمام بلوزداد (3 0) في 16 فيفري، وتسجيل خامس نتيجة سلبية أمام عنابة في منافسة الكأس يوم 20 فيفري. والأول للمدرب خزار مع العلمة وفضلا عن أنه الفوز الأول ل»البابية» منذ شهرين، والأول في العام الجديد ومرحلة الإياب، فإن الانتصار المسجل عشية السبت الأخير، يعد الأول للمدرب الجديد الهادي خزار منذ إشرافه على العلمة بمناسبة مواجهة مولودية باتنة بتاريخ 6 فيفري والتي تزامنت والهزيمة المفاجئة للعلميين، ثم تأتي هزيمتا بلوزداد وعنابة، قبل أن يتنفس خزار بفوز على سوسطارة والذي سيمنحه الثقة والطمأنينة للمواصلة. وانتصار تاريخي على اتحاد العاصمة وإلى جانب المعطيات المذكورة سابقا، فإن الفوز الذي حققته «البابية» أول أمس، يصنف في خانة الانتصارات التاريخية للفريق ذلك أنه الأول من نوعه على اتحاد العاصمة الذي هو واحد من أكبر الأندية الجزائرية وأكثرها تتويجا. وهذا بعد أن كانت العلمة في الموسم الماضي قد تعادلت ذهابا وإيابا مع الاتحاد (0 0) في العلمة و(3 3) في بولوغين، وانهزمت في ذهاب الموسم الحالي (2 1) في ملعب عمر حمادي قبل أن تفوز أول أمس بهدف دون رد. بوادر الفوز كانت واضحة وبالعودة إلى المواجهة، فقد عرفت دخولا مغايرا تماما لتشكيلة «البابية» عن المواجهات السابقة، ومن خلال ما قدمه اللاعبون في أول 20 دقيقة فقط، تأكد كل من كان حاضرا في ملعب مسعود زغار من أن الفوز لن يفلت من العلميين لأن بوادره كانت جلية من خلال الإرادة التي دخل بها اللاعبون. «البابية» تفادت أخطاءها أمام «البوبية»، بلوزداد وعنابة وما جعل أيضا الأنصار يشتمون رائحة النقاط الثلاث مبكرا في مواجهة السبت الماضي، هو أن «البابية» دخلت بشكل جيد وعرفت كيف تتفادى أخطاء الأشواط الأولى من المواجهات السابقة أمام «البوبية»، بلوزداد، وعنابة والأهداف المبكرة والمفاجئة التي تخلط كل الأوراق، وهو ما سمح لها بتحقيق النتيجة المطلوبة. ملولي يزيل الغم وتكلل الأداء الجيد ل»البابية» في الشوط الأول بهدف رائع في آخر الدقائق من طرف المدافع المحوري ملولي فريد، برأسية بعد فتحة دقيقة من بقرار، وهو الهدف الأول لملولي في رصيده الشخصي، لكنه لم يكن ككل الأهداف وكان ثمينا ومهما جدا، ذلك أنه حرر الفريق بعد 450 دقيقة دون أي هدف وفوز أزال «غمة» كبيرة عن الأنصار. وجوده أمام عبدوني يكشف الرغبة في الفوز ورغم أن كرة القدم الحديثة تعتمد على كل اللاعبين في تسجيل الأهداف، إلا أن المدافعين عادة ما يسجلون من كرات ثابتة أو قذفات من بعيد، لكن وجود ملولي أمام مرمى عبدوني في لقطة الهدف الذي سجله كشف عن نزعة هجومية كبيرة تميزت بها «البابية» في مواجهة سوسطارة ورغبة شديدة في تحقيق الفوز، لأنه من النادر أن يوجد مدافع محوري أمام مرمى المنافس في وضعية قلب هجوم. الفرحة الهستيرية للاعبين بالهدف تكشف مدى معاناتهم وإذا كانت لقطة الهدف الذي أمضاه ملولي فريد في مرمى عبدوني قد أكدت النزعة الهجومية لتشكيلة «البابية»، فإن الفرحة التي كانت لملولي وزملائه عقب تسجيلهم الهدف كشفت عن مدى المعاناة النفسية الشديدة التي كان يعانيها اللاعبون ومدى اشتياقه للفوز وكذا حبهم للألوان. وكان هذا ردا واضحا منهم لكل من شكك في نزاهتهم وأحقيتهم بحمل قميص الفريق. بقرار يصنع خامس هدف وجاء هدف الفوز الذي وقعه ملولي فريد في نهاية الشوط الأول، إثر فتحة من الجناح الطائر منير بقرار الذي أكد أنه من أحسن اللاعبين مردودا هذا الموسم، بدليل أنه يكون للمرة الخامسة وراء أحد أهداف «البابية» بعد أن كان وراء ركلة الجزاء التي سجل منها بورنان الهدف الثالث في مرمى الوفاق في الجولة الثانية. وسجل الهدف الثاني أمام بلوزداد في الجولة الخامسة، ومنح تمريرة الهدف الثالث لرنان أمام البرج في الجولة السابعة، ومسجل الهدف الثالث أمام عنابة في الجولة 11، ليؤكد بذلك ابن صالح باي أنه عندما يتحرك هو تتحرك كل «البابية» بمن في ذلك الأنصار في المدرجات. شوط ثانٍّ «سينيما» وسوسطارة «منعت» من هزيمة ثقيلة وفضلا عن الشوط الأول الذي سيرته «البابية» بطريقة جيدة وكانت تبحث فيه فقط عن تجنب أخطاء الأشواط الأولى للمواجهات الأخيرة، فإن الشوط الثاني كان الأحسن على الإطلاق الذي تلعبه العلمة منذ مدة طويلة، خاصة فيما يتعلق بالفرص المتاحة للتسجيل. والتي كانت 3 منها وجها لوجه مع عبدوني حارس الاتحاد، وضيّع غضبان هدفين محققين وبقرار هدفا واحدا، وكانت النتيجة ستؤول إلى 3 أو 4 مقابل لا شيء لصالح «البابية» لو استغلت هذه الفرص أحسن استغلال. عودة مويات إلى زغار كانت موفقة ومما يكشف روعة الأداء الذي قدمته «البابية» في الشوط الثاني من مواجهة اتحاد العاصمة والسيطرة الكلية للمولودية العلمية، هو أن الاتحاد عجز عن خلق أي فرصة للتهديف في هذه المرحلة ولم يستطع تهديد مرمى مويات الذي كان في راحة شبه تامة. وبالمناسبة فقد كانت عودته إلى حراسة مرمى «البابية» في زغار لأول مرة منذ الجولة السابعة أمام البرج موفقة جدا بعد أن تزامنت مع الفوز والأداء الجيد. الدفاع تحسن والهجوم مازال يعاني نقص الفعالية كما كشفت المواجهة الأخيرة عن أداء قوي للخط الخلفي للمولودية العلمية، وهذا من خلال عدم تشكيل هجوم سوسطارة لأي خطورة وضآلة الفرص المتاحة له أمام مرمى مويات. وهو ما يعني أن دفاع «البابية» في تحسن مستمر، بدليل تلقيه هدفا واحدا في آخر مواجهتين. لكن بالمقابل فإن خط الهجوم مازال شبه غائب باعتبار أن هدف الفوز كان من توقيع مدافع محوري رغم أن كرة الهدف جاءت من المهاجم بقرار. «البابية» فعلا كبيرة مع الكبار ومن جهة أخرى فقد جاء الفوز المسجل أول أمس ليكون امتدادا لسلسلة إيجابية من النتائج التاريخية الكبيرة التي حققتها تشكيلة مولودية العلمة أمام أكبر الفرق على المستوى الوطني، بداية بوفاق سطيف واتحاد عنابة، ومرورا ببلوزداد ووصولا إلى اتحاد العاصمة، ليتأكد من دون مجاملة أو مبالغة أن «البابية» فعلا كبيرة مع الكبار. النظرة تحولت إلى الأعلى وليس الأسفل ويبقى الأهم في الفوز الأخير هو أن «البابية» أضافت لرصيدها ثلاث نقاط مهمة وثمينة جدا، ذلك أنها سمحت لها بالابتعاد عن ثلاثي المؤخرة مولودية باتنة، نصر حسين داي واتحاد البليدة بثلاث نقاط إضافية، إضافة إلى الإبقاء على الخروب تحتها في جدول الترتيب، والالتحاق بشباب باتنة واتحاد العاصمة بنفس الرصيد (27 نقطة). وكل هذا سيجعل النظرة تتحول من النظر إلى أسفل الترتيب ومراقبة فرق المؤخرة إلى النظر لأعلى الجدول لتحصيل مكانة مع فرق المقدمة، وهذا ما اتفق عليه الكل في نهاية مواجهة اتحاد العاصمة. المولودية ستنطلق مجددا مثلما فعلتها من قبل وباختصار يمكن اعتبار هذا الفوز بمثابة الانطلاقة الجديدة ل «البابية» في البطولة الوطنية، حيث تعودت المولودية العلمية على مراحل الفراغ التي تمر بها على غرار ما حصل معها من الجولة الخامسة إلى الجولة العاشرة، وفي بداية مرحلة الإياب إلى غاية مواجهة اتحاد العاصمة، لكن الفريق العلمي دائما ما يعود بكل قوة بعد كل مرحلة فراغ، وهو ما يأمله الأنصار مجددا بعد الفوز على سوسطارة. --------- الجمهور يعود بقوة ويعيد العلمة إلى عهد الانتصارات شهدت مواجهة اتحاد العاصمة حضورا جماهيريا غفيرا من طرف أنصار مولودية العلمة الذين لبوا النداء وحضروا بقوة، وهي العودة التي جاءت بعد هجر طويل لمدرجات زغار وسمحت بإعادة «البابية» إلى أجواء الانتصارات مجددا. أكبر حضور في ملاعب الجمهورية في هذه الجولة وقارب عدد الأنصار الذين حضروا مواجهة الاتحاد لتشجيع «البابية» حوالي 15 ألف مناصر، وهو الحضور الجماهيري الذي يكون الأكبر من نوعه مقارنة بكل ملاعب الجمهورية في مواجهات القسمين الوطنيين الأول والثاني يومي الجمعة والسبت. حتى المواجهات الدولية للوفاق القبائل وبلوزداد لم تستقطب جمهورا مماثلا ومما يبرز أهمية وقيمة وحجم الجمهور الكبير الذي غصت به مدرجات ملعب مسعود زغار أول أمس هو أن حتى المواجهات الإفريقية التي لعبها وفاق سطيف، شبيبة القبائل وشباب بلوزداد وما لها من أهمية لم تستقطب جمهورا مثل جمهور «البابية». اللاعبون اعترفوا أن الجمهور هو الذي جلب الفوز وباستعادة ملعب مسعود زغار لأجوائه الحماسية المعهودة، واستعادة «البابية» لنشوة الفوز، فقد أكد اللاعبون بعد نهاية مواجهة الاتحاد أن الفضل الأكبر في هذا الفوز يعود للأنصار الذين حضروا بقوة وشجعوهم على تحقيقه وهم مشكورون كثيرا. والجمهور اعترف لهم من خلال أهازيج «يعطيكم الصحة» ومن جهتهم فقد اعترف الأنصار للاعبيهم اعترافا جميلا بالمجهودات التي بذلوها من أجل الفوز أمام الاتحاد والحرارة التي لعبوا بها واستماتتهم في الدفاع عن مرماهم، وهذا من خلال الأهازيج التي دوت بقوة على وقع «يعطيكم الصحة». حتى «المير» حضر مناصرا ومن بين كل الجماهير التي حضرت لتشجيع «البابية»، نجد رئيس بلدية العلمة الجديد نورالدين ليتيم الذي خلف حسان غول لأسباب صحية والذي حضر كمناصر وهو يرتدي لباس العلمة، مؤكدا دعمه ومناصرته للمولودية العلمية قلبا وقالبا. رئيس المجلس الشعبي الولائي أيضا وإضافة إلى السلطات المحلية لبلدية العلمة التي حضرت أول أمس، فقد شهدت مواجهة الاتحاد حضور رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية سطيف أونيس مسعود، وهو ما يؤكد اهتمام ورعاية السلطات المحلية والولائية ب»البابية». عندما تتوحد العلمة هكذا لن يوقفها أحد وفي الأخير فقد كشفت مواجهة الاتحاد عن شيء إيجابي وإيجابي جدا، وهو الوقفة كرجل واحد من طرف السلطات المحلية، الإدارة والأنصار والتي كان مفعولها إيجابيا جدا، ولو تكون هذه الوقفة دائما فإن لا أحد بإمكانه الوقوف في وجه العلمة. الاستئناف مساء اليوم في زغار بعد راحة يوم أمس ستستأنف تشكيلة «البابية» تدريباتها مساء اليوم بملعب مسعود زغار تحضيرا لمواجهة البرج الأسبوع المقبل.