“عدا إنجلترا، فإن سلوفينيا وأمريكا في متناول الجزائر” “أتمنّى عودة بن شيخة إلى النادي الإفريقي... ومغارية أفضل مدافع أجنبي لعب في تونس” بجرأة، يتحدث اللاعب الدولي التونسي السابق سمير السليمي عن حبّه للجزائر وكيف ذهب “الخضر” ضحية الكواليس في أنغولا، كما يعبّر عن تفاؤله بشأن حظوظ الجزائر في المونديال. أدليت بتصريح مثير في قناة “نسمة” قلت فيه إن مباراة مصر والجزائر لُعبت في الكواليس، وبعد أشهر من هذا التصريح. أنا متمسّك بكلامي، اللقاء لُعب في الكواليس، وقد قلت هذا الكلام أمام الملايين من المشاهدين على “بلاتو” الحصة التي أذيعت على المباشر، كما صرحت بالكلام نفسه إلى العديد من الصحف التونسية بعدها. وآخر تصريح لي كان في إحدى الجرائد قبل نحو أسبوع، وأقولها من جديد إن الجزائر خسرت بلعبة قذرة، لكن في الوقت نفسه لدي عتاب ولو إلى بعض اللاعبين الجزائريين الذين سقطوا في فخ استفزازات لاعبي مصر. انتقدت أيضا وجود مقر “الكاف” في مصر واتهمت الحكم كوجيا بالرشوة؟ لا يوجد دليل على أن هذا الحكم قد قبض الرشوة، لكن سيطرة المصريين ونفوذهم العجيب على مستوى الإتحاد الإفريقي هو الذي جعل المباراة تنتهي بالنتيجة التي آلت إليها في النهاية. وأستغل فرصة حديثي إلى جريدة جزائرية لأدعو الإتحادات المغاربية إلى تشكيل جبهة قوية لأجل مقاومة النفوذ المصري على مستوى “الكاف”، والتي يجب أن لا يبقى مقرها في القاهرة. كيف؟ أن يكونوا أكثر تأثيرا على مستوى الإتحاد الإفريقي، يجب أن يكون لهم صوت قوي ومسموع ومؤثر، مادام أن التواجد المصري طغى على كل تواجدنا في هذا الإتحاد الذي برأيي الخاص فقد مصداقيته من خلال مساعدته مصر التي فازت ب 3 كؤوس إفريقية متتالية، لكنها عجزت عن التأهل إلى كأس العالم. وهنا لا بد من طرح سؤال مهم، وهو لماذا لم تتأهل مصر إلى كأس العالم مادامت بالقوة التي تسمح لها بالفوز ب 3 كؤوس قارية متتالية. لماذا في رأيك تفوز مصر بكؤوس إفريقيا بسهولة؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نبحث له عن إجابة، ولو أن الجواب هو أن هناك تأثيرا مصريا كبيرا على القرارات التحكيمية والأمور الأخرى التي جعلت منتخبا لم يتأهل إلى كأس العالم منذ 1990 يحصل على 3 كؤوس متتالية والتي تعني أنه يُبسّط سيطرته على إفريقيا في وقت لا يتأهل إلى أهم وأقوى مسابقة في العالم. وكما كنت أقول، هذا التأثير كبير جدا وقد كان موجودا في مباراة القاهرة يوم 14 نوفمبر، وهو السبب الذي جعل المباراة تنتهي بنتيجة (2-0)، حيث كان هدف متعب غير شرعي، الأمر الذي جعل المباراة تُعاد في السودان، والحمد للّه أن كرة القدم أنصفت الجزائر التي كان يمكن لها أن تنسحب بعد الذي تعرضت له من أحداث عنف واعتداءات خطيرة. قبل أن نتكلم عن حادثة الحافلة، هل يستحق منتخب مصر التتويج القاري الأخير؟ يملكون خبرة، لكن الجزائر كان يمكنها أن تفوز باللقب لو تجنّبت أخطاء “النرفزة“ وتوتر الأعصاب. لقد كنت بعد مباراة كوت ديفوار أكثر من متأكد أن “الخضر” سيصلون إلى النهائي لأنهم من أفضل المنتخبات على الصعيد الإفريقي في الوقت الحالي، لكن كانت هناك أخطاء، بالإضافة إلى عمل الكواليس الذي أعطى منعرجا آخر للمباراة. عقوبات قاسية في انتظار مصر بسبب حادثة الحافلة، فيما يصرّ المصريون على نفي مسؤوليتهم؟ لو نعود إلى الأحداث، فإن في قوانين “الفيفا” و“الكاف” الأمن مسؤولية الفريق المستضيف، المنتخب الجزائري وقع الإعتداء عليه بعد لحظات من خروجه من مطار القاهرة متوجها إلى الفندق، وهو الإعتداء الذي كان بداية حرب حقيقية وأجّج أكثر نيران الفتنة. على المنتخب المنظم -أي مصر- تحمّل مسؤولياته مع المنتخب الجزائري المظلوم، وكانت “الفيفا” قد أرسلت تنبيها شديد اللهجة إلى الإتحاد المصري عقب هذه الأحداث، وبعد مرور أشهر عن هذا اللقاء أحيي شجاعة اللاعبين الجزائريين الذين خاضوا المقابلة في وقت أنني تمنيت لو تأجلت، لأنه كان من الصعب اللعب بتلك المعنويات وتلك الجروح 48 ساعة عن الموعد. وللتاريخ يبقى المنتخب الجزائري هو المظلوم، لكن العدالة الإلهية أنصفته قبل “الفيفا” بالتأهل إلى المونديال والحمد لله. نبدأ بالحديث عن كأس العالم وتحضيرات “الخضر” الذين سيلعبون لقاءين وديين دون إحتساب مباراة صربيا التي جرت في 3 مارس، هل ترى هذا العدد من المباريات كافيا للمشاركة في كأس العالم؟ غير كاف، كنت أتمنّى لو يسافر اللاعبون إلى جنوب إفريقيا برصيد 4 مباريات أو 5، لكن في الوقت نفسه الشيخ سعدان له نظرته وله الكفاءة والخبرة وهذا دون مجاملة التي تجعله يملك تفسيرات سبب إختيار لعب مبارتين فقط.. وفي غياب المباريات الودية أتمنّى أن ينتبه المدرب الجزائري إلى أمر ما. ما هو؟ يتعلق بمتابعة كل اللاعبين المحترفين في أوروبا والإحاطة بهم في بطولاتهم، من حياتهم الشخصية إلى الحصص التدريبية والمقابلات الرسمية، لأن كأس العالم فرصة كبيرة للتألق. وأنا متأكد أنه مع تحضير جيّد وعلمي سيؤدي الفريق الجزائري كأس عالم رائعة. أقول وأشدد على ضرورة المتابعة الدقيقة للاعبين لأنني لاحظت أن مستوى نجوم “الخضر” في البطولات الأوروبية قد تراجع قليلا، وهذا الأمر ليس في صالحهم ولا في صالح المنتخب، وهو ما يخيفني صراحة في الوقت الحالي. كيف ترى حظوظ “الخضر” ضمن المجموعة الثالثة؟ أقول إن الحظوظ وافرة شرط أن يكون التحضير جيّدا وبشرط أن يتم التركيز على جزئيات صغيرة، خاصة نقاط قوة وضعف المنافسين... بصراحة ما عدا إنجلترا، فالمنتخبان الآخران أي سلوفينيا وأمريكا في المتناول ولم لا نتفاءل أكثر ونقول إن المنتخب الجزائري قادر على شيء أكبر لو يتعامل بشكل صحيح مع مباراة انجلترا. الجزائر ستواجه إيرلندا التي تلعب بطريقة مشابهة للإنجليز، هل سيكون هذا مفيدا؟ نعم هو مفيد، فكلاهما يعتمدان على الإندفاع والقوة البدنية، من المفيد أخذ المنافس الإيرلندي بجدية لأن طريقة لعبه بالمقارنة مع إنجلترا هي نفسها تقريبا. من هم اللاعبون الذين تتوقع نجاحهم في كأس العالم؟ أتمنّى أن يعود عنتر يحيى إلى مستواه لأنه لاعب كبير وقادر على تقديم إضافة كبيرة ... زياني يجب الإلتفات إليه في “فولفسبورغ” لأنه لاعب مهم جدا ... غزال يمر بفترة جيّدة وأتمنى أن يواصل على نفس الشاكلة، بوڤرة أتوقع أن يسرق الأضواء في كأس العالم... هناك حوالي 5 أو 6 لاعبين من المنتخب هم لاعبو القاعدة عندما يكونون في مستواهم يكون المنتخب في القمّة. سعدان أبعد 7 لاعبين من التشكيلة الجزائرية، ألا تتخوف من تأثير ذلك على لحمة المجموعة التي هي إحدى نقاط قوة المنتخب الجزائري؟ صحيح، سمعت أنه قرر إبعاد 6 أو 7 لاعبين، أتمنّى أن يتراجع بخصوص بعض اللاعبين على الأقل، هناك زاويتان للرد على هذا السؤال هما الجهة العاطفية و العقلانية. من جهة العاطفة هؤلاء اللاعبون كانوا حاضرين في التصفيات وبقاؤهم مهم، ومن جهة العقلانية المدرب كان واضحا لما قال إنه يريد فقط اللاعبين الأكثر جاهزية واستعدادا. في رأيي هناك عامل أهم وهو أن الإطار الفني مُطالب بالتعامل بشكل حذر مع اللحمة الموجودة لأنه من المهم جدا أن تبقى المجموعة قوية للتألق في كأس العالم، فأنا أعرف أن صلابة “الخضر” تأتي أيضا من قوة المجموعة. تملك ذكريات كثيرة مع الجزائريين، خاصة مع مغارية الذي لعبت إلى جانبه. لعبت إلى جانبه وعاشرته فترة طويلة، ولا زالت أؤكد أنه أفضل المدافعين الأجانب الذين لعبوا في البطولة التونسية إلى غاية اليوم، حتى أرزقي عمروش كان عنصرا مهما في النادي الإفريقي أين لعبنا جنبا إلى جنب، كما واجهت الجزائر في عدة مناسبات أيام كان صايب موسى قائدا وحتى في آخر أيام ماجر كلاعب، والذي أتشرّف أني واجهته، فضلا عن هذا فقد لعبنا أمام الكثير من الفرق الجزائرية في المنافسات الإقليمية المتعددة وأؤكد أننا نجد صعوبات كبيرة في التغلب عليها، لماذا نجد هذه الصعوبات؟ لأنكم تملكون عادات متأصلة وقديمة وهي الروح القتالية، بالإضافة إلى حب “المريول” (القميص) الوطني... بإذن الله هما العاملان اللذان سيكون لهما دور فاعل في كأس العالم، بالإضافة بطبيعة الحال إلى مستوى اللاعبين ومهاراتهم. بن شيخة ترك بصمات في النادي الإفريقي، حيث لازال كثيرون يطالبون بعودته من جديد، ما رأيك فيه؟ إلى غاية اليوم يتحسر مسؤولو النادي الإفريقي على رحيله ويأملون في عودته من جديد. أتمنى رجوعه إلى الفريق من موقعي كمناصر، لكن وظيفته على رأس منتخب المحليين وعمله في خدمة الكرة الجزائرية يمنعه من العودة إلى الفريق الذي قام فيه بعمل لازال يشهد عليه إلى اليوم. ماذا تضيف في الأخير؟ أريد أن أقول كلمة بشأن التفاعل الجزائري وحتى التونسي مع تصريحاتي في برنامج “ناس الكان” عقب خسارة الجزائر أمام مصر... هو موقف صادق ومن دون رمي للورود، قلته بكل حرية وعن قناعة وأعيدها أنني قلته عن قناعة لأن الجزائر غابت عن الساحة الدولية والآن رجعت إلى مكانتها الأصلية، إن شاء الله يشرفوننا في المونديال لأن ذلك هو الأهم.