في البداية، نتقدم لك بتعازينا القلبية الخالصة لفقدانك الوالدة الكريمة مؤخرا في ظرف مفاجئ وحساس قبل مباراة الداربي أمام الترجي التونسي؟ أشكركم.. لا أحد يمكنه أن يغير أجله فأنا أؤمن بالقضاء والقدر رغم الفراغ الذي تركته الوالدة. فعلا، كنت بصدد تحضير الفريق لمباراة الداربي التي جمعتنا بالترجي التونسي وجاءت في ظرف خاص بالنسبة لي، لقد حضرت مراسيم الجنازة وأديت واجبي، لكن كان علي أن أحافظ على التزاماتي مع فريقي النادي الإفريقي، فرغم أن الجميع كان متفهما لظروفي وساندني، إلا أنني قررت العودة إلى تونس وأشرف على الفريق في تلك المباراة الهامة وقد وفقني الله في كسب نقاطها بالأداء والنتيجة. لكن فوزكم على الترجي التونسي لم يضمن لكم بعد لقب البطولة، خاصة وأنكم خسرتم بعدها ضد نادي حمام الأنف. حظوظنا في الحفاظ على لقب البطولة ماتزال قائمة وتفصلنا نقطة واحدة فقط عن الرائد الترجي التونسي (الحوار أجري عشية مواجهة النادي الإفريقي للنادي الصفاقسي)، ومازلت أؤمن بقدرتنا على التتويج بلقب البطولة، وتعثرنا أمام الأنف كان لعدة أسباب، حيث دخلنا اللقاء منقوصين من خمسة عناصر أساسية بداعي الإصابات والعقوبات واللقاءات المتبقية سيطغى عليها طابع الكأس والتعثر ممنوع بالنسبة لنا وسنحاول الفوز في جميعها حتى تكون الكلمة لنا في النهاية. قلت أن البطولة التونسية توشك على النهاية، فهل يفكر بن شيخة في وجهته الموسم القادم؟ هذا أكيد، لكن لحد الساعة لم أحدد بعد وجهتي بشكل نهائي وأظن سيكون لي الوقت الكافي لتقرير مصيري، أما الآن فتركيزي كله منصب حول المباريات الهامة التي سيخوضها فريقي والتي تحدد مصيره. بعض الصحف الجزائرية نشرت مؤخرا أخبارا تتحدث عن اتفاقك مع أهلي جدة السعودي وتوليك تدريبه الموسم القادم، هل حدث ذلك فعلا؟ لم يكلمن أي مسؤول من نادي أهلي جدة السعودي أو فريق غيره، وعليه فإن العرض السعودي غير رسمي وربما أحد المناجرة عرض خدماتي على إدارة ذلك الفريق وتسرب الخبر، لأنني تلقيت عدة اتصالات غير رسمية من نواد مختلفة. هل لنا أن نعرفها؟ هي في بدايتها من بعض النوادي الإماراتية والقطرية وأندية تونسية أخرى عرضت علي تدريبها. لكن، أكيد أنك لن تغادر النادي الإفريقي لتتولى تدريب فريق تونسي آخر، أليس كذلك؟ بالطبع، لأني وجدت كل شيء في هذا الفريق وأشعر بارتياح كبير والجميع يحترمني ويقدر عملي سواء لدى المسؤولين أو اللاعبين أو حتى الأنصار، الذين منحوني مكانة خاصة في قلوبهم ومكافأة هذا الجمهور لن يكون إلا بالتتويجات والألقاب وهو ما أتطلع إليه دائما. هل تحدث معك مسيرو النادي الإفريقي في موضوع مستقبلك مع الفريق؟ تحدثت فعلا مع مسيري النادي الإفريقي واجتمعت بهم أربع مرات، خصوصا من أجل مستقبلي في الفريق، حيث عرضوا علي البقاء الموسم القادم، لكنني لم أرفض العرض ولم أعط موافقتي النهائية وأفضل التريث وانتظار نهاية الموسم والحديث في هذا الموضوع بأكثر راحة وفي ظروف أحسن. ألا يشدك الحنين أحيانا للعودة إلى الجزائر وتولي تدريب أحد الأندية الجزائرية؟ صراحة، وجدت كل راحتي في تونس وأصبحت أشعر كأنني فرد منهم نظرا للاحترام الذي يكنونه لي والمعاملة الحسنة التي أخص بها ولم أشعر قط أنني غريب عنهم وهو ما جعلني أتأقلم بسرعة معهم وأندمج مع عاداتهم وتقاليدهم التي تبقى مشابهة لتقاليدنا بحكم أننا جيرا. لكن مع ذلك يبقى الحنين دائما يشدني إلى الوطن وهو ما جعلني أفكر في بعض الأحيان جديا في العودة للاستقرار في الجزائر والعمل في بلدي، واستفادة أحد الأندية الجزائرية من خبرتي المتواضعة. إذن، تلقيت فعلا عرضا من جمعية الشلف أو فريق جزائري آخر؟ لم أتلق عرضا من جمعية الشلف ولا من فريق جزائري آخر. صحيح أرغب في العمل في الجزائر، لكن لست مدربا بطالا يبحث عن عمل، أو من المدربين الذين يعرضون خدماتهم على النوادي "فكل شيء بالمكتوب" كما يقال والأمر سابق لأوانه. أصبحت تتكلم باللهجة التونسية حتى انتابني الشك وكأنني أتحدث مع شخص تونسي وليس جزائري؟ (يضحك) .. يقال أن من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم وأنا عاشرت التونسيين أربع سنوات فأصبحت منهم، وكما قلت، هنا في تونس لست غريبا، والاحترام والتقدير بالنسبة لي أفضل من المال ولا يقدران بأي ثمن ويمكن القول أن الملعب التونسي فتح لي أبواب النجاح وشكل نقطة تحول كبرى في مشواري كمدرب وأنا مدين كثيرا لهذا الفريق العريق. المنتخب الوطني مقبل على دخول المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات المزدوجة المؤهلة للمونديال وكأسي إفريقيا 2010، كيف ترى حظوظ الخضر في مجموعتهم؟ أنا ضد من يقول أن هناك مجموعة سهلة وأخرى صعبة، لأن كما نلاحظ تطور مستوى جميع المنتخبات الإفريقية، لكن هناك مواجهات تقليدية تكتسي طابعا خاصا مثلما هو الحال بالنسبة للمواجهة التي ستجمعنا بالمنتخب المصري ومع هذا أرى أن حظوظنا في التأهل إلى المونديال مازالت قائمة والمستطيل الأخضر هو الفاصل، أظن أن الجزائر تملك الإمكانيات لحضور عرس جنوب إفريقيا، أقول ذلك دون مجاملة أو ذاتية. هناك من يقول أن مباراة مصر هي الفاصل والبعض الآخر يرون أن الفوز على رواند يمهد للتأهل، ما رأيك؟ كما قلت لك سابقا، كل المواجهات هامة وأكيد أن ضمان ثلاث نقاط في الخرجة الأولى هو مكسب معنوي كبير للاعبين ويخيف المنافسين القادمين، خاصة أن المنافس الذي يلي رواند هو منتخب الفراعنة وعليه، يجب الفوز في رواندا ورفع التحدي من البداية وعدم حصر التأهل في لقاء مصر. وأظن أن رئيس الفاف وضع كامل الإمكانيات اللازمة للمنتخب الوطني قصد تحقيق نتائج أحسن دون أن أنسى الدور الذي يلعبه المدرب الوطني رابح سعدان، الذي أحيه بالمناسبة. لكن بين روراوة وسعدان أهداف متباينة، فالأول يصر على تأشيرة المونديال والثاني حصر طموحه بالتأهل إلى كأس إفريقيا، مبررا ذلك بمحدودية الإمكانيات ومظهرا نوعا من التشاؤم؟ الفريق الوطني لم يخض لحد الآن مباريات المحطة الأخيرة من التصفيات وعليه أن يدافع على كامل حظوظه وعدم إظهار في أي حال من الأحوال الروح الانهزامية. أما بالنسبة لموقف روراوة فهو معقول لأن تأهل الجزائر إلى المونديال هو حلمنا نحن الجزائريين جميعا، لكن لا أظن أن سعدان متشائم وإنما واقعي في نظرته ويعرف جيدا المنتخب الوطني وأحواله وما ينقصه في الفريق بالنظر للإمكانيات التي يملكها المنتخب المصري مثلا ولهذا يمكنه القول أنه إذا تأهلنا إلى المونديال نكون قد حققنا إنجازا كبيرا. أصبحت تعرف جيدا كرة القدم التونسية، فهل لك أن تحدث مقارنة بين الكرة التونسيةوالجزائرية؟ الكرة التونسية حققت تطورا كبيرا وهي حاضرة دائما في المنافسات الدولية الهامة وهو المعيار الذي اختاره لعملية المقارنة بغض النظر عن الهياكل والمنشآت الرياضية وأمور أخرى ففي منافسة كأس الكاف نحن ثلاثة أندية إفريقية في الدور نصف النهائي وكأس رابطة أبطال العرب هناك أيضا ثلاثة نواد تونسية وهو ما يؤكد تقدم الكرة التونسية، أما بشأن منتخب تونس فهو يحضر مع منتخبات قوية وكان حاضرا أيضا في المواعيد الدولية الكبرى. هل ترى أنه حان الوقت لتبني كرة القدم الجزائرية الاحتراف، خاصة وأن رئيس الفاف أعد مسودة هذا المشروع؟ أتمنى أن تصبح جل النوادي الجزائرية محترفة، لكن تبني الاحتراف مرهون بقرارات سياسية لأن روراوة لا يملك خاتم سليمان ويجب أن تدعم الدولة هذا المشروع وتسن القوانين لتطبيقه وتحضر له الأرضية اللازمة ولا مخرج لأزمة الكرة الجزائرية سوى تبني سياسة الاحتراف. فالمواهب موجودة والكفاءات والإطارات حاضرة، يبقى فقط الوعاء واتباع سياسة رشيدة لإعادة مجد الكرة الجزائرية. ما هو النادي الأول في الجزائر الذي بإمكانه أن يكون محترفا؟ من دون شك هو فريق وفاق سطيف الذي يملك كل المؤهلات ليصبح فريقا محترفا أو بالأحرى أعتبره فريقا محترفا يبقى ترسيم ذلك في الوثائق الإدارية فقط. لماذا قلت وفاق سطيف وليس فريقا آخر كشبيبة القبائل أو مولودية الجزائر؟ أتمنى التوفيق لجميع الأندية، لكن وفاق سطيف يملك إمكانيات كبيرة، حتى هياكل وموارد مالية ولاعبين ممتازين، إضافة إلى الطاقم المسير الذي يرأسه اللاعب السابق وصاحب التجربة سرار ومدربه الطموح آيت جودي. وما أعلمه أن ميزانية وفاق سطيف تضاهي ميزانية بقية الأندية الأخرى. على ذكر وفاق سطيف، كنت حاضرا في مواجهة ضد نادي المنستيرالتونسي في لقاء الذهاب؟ بالفعل، كنت حاضرا وفرحت بالنتيجة التي سجلها الوفاق، فأنا جزائري وأناصر جميع الأندية الجزائرية التي تواجه نواد تونسية ولا أخفي ذلك أمام التونسيين وأعتبر الأمر جد طبيعي، حيث فعلت ذلك مع الشلف وشبيبة القبائل أيضا. وفاق سطيف وصل الى الدور نصف النهائي من كأس رابطة أبطال العرب، من ترشح لنيل طبعة هذه السنة؟ أرشح وفاق سطيف لأنه فريق جزائري وقوي، كان صاحب التتويجين الأخيرين، لكن مهمته ستكون جد صعبة أمام أندية تونسية قوية على غرار الترجي والنادي الصفاقسي، لكن الوفاق صاحب المواعيد الكبرى لديه كل الإمكانيات لحسم الأمور لصالحه، ويملك جمهورا من ذهب، يبقى دائما الدعم اللازم للفريق، وأعرف أن لديه تشكيلة قادرة على خوض عدة جبهات، بينهم لاعبون سبق لي وأن أشرفت على تدريبهم كالمدافع العيفاوي ومترف وحاج عيسى. أمور وفاق سطيف مغايرة تماما لما هي عليه أحوال مولودية الجزائر، أليس كذلك؟ أتأسف كثيرا لما يحدث لمولودية الجزائر، لقد سبق لي وأن دربت هذا الفريق وأعرف السبب جيدا، فالمولودية فريق استقراره مرهون بالنتائج، فإذا سجل هزيمة تحدث ثورة ولااستقرار على مستوى الإدارة وأظن أن الصراعات الداخلية بين المسيرين هي التي جعلت الفريق يفقد بريقه ويعيش نفس المشاكل كل موسم. ففي المولودية الشارع هو الذي يحكم وليس الرئيس وفريق قوي ليس بالإسم وإنما يجب أن يكون مستقرا في جميع الميادين وأرى الحل للمشكل الذي يتخبط فيه العميد بتدخل الدولة واتخاذ قرارات قوية. ربما في المولودية الضغط الرهيب الذي يمارسه الأنصار وراء تراجع النتائج وعدم نجاح عدة لاعبين كبار مع هذا الفريق؟ في النادي الإفريقي هناك ضغط كبير يمارسه الأنصار، لكن ضغط إيجابي، يشجعون الفريق واللاعبون بعيدون عن كل أنواع السب والضرب وأشكال العنف مثلما هو حال بطولتنا وذلك الضغط أعطى قوة للاعبين وشجعني كثيرا، حتى في الأوقات الصعبة تجد الأنصار يساندون فريقهم وأتمنى أن يتحلى أنصار المولودية وبقية النوادي الجزائرية بهذا الموقف. هل هناك احتمال كبير لبقائك في النادي الإفريقي الموسم القادم؟ الأمر سابق لأوانه، أنا الآن أرد جميل هذا الفريق الذي أعطاني الإحترام والخبرة والشهرة وجعلني فردا منه، وإذا غادرت هذا الفريق لن يكون ذلك من أجل المال. هناك لاعبون جزائريون شدوا انتباهك، فهل تنوي استقدام بعضهم الموسم القادم؟ ما فعله سوقار معي جعلني أخشى استقدام لاعب جزائري. لماذا؟ لقد تنقلت من أجله خصيصا إلى الجزائر وجددت له موعدا مع مسؤولي النادي الإفريقي وكان الجميع في انتظاره بعدما أعطاني موافقته النهائية، لكن في نهاية المطاف أخلف وعده ورفض اللعب في النادي الإفريقي ولهذا لست متحمسا كثيرا لجلب لاعب جزائري لفريق أجنبي أتولى تدريبه. المولودية استقدمت لاعب وسط تونسي، الأشخم، ما هو رأيك في هذا اللاعب؟ أعرف الأشخم جيدا والمولودية أبرمت صفقة رابحة مع هذا اللاعب الذي يملك إمكانيات كبيرة وإذا لم يظهرها فيعود ذلك إلى محيط الفريق وكما قلت عدة لاعبين لم يتأقلموا في المولودية. نعود للحديث عن المنتخب الوطني، يرى البعض أن هناك أزمة حراس المرمى في المنتخب، خاصة وأن مردود الحراس الثلاثة تراجع في الوقت الذي سجل شاوشي عودة قوية؟ المدرب سعدان في وضعية أحسن لاختيار الحارس الأحسن في المنتخب الوطني لأن الأمر لا يقتصر على لقطة قام بها حارس وأنقذ مرماه من هدف، بل تدخل عوامل أخرى كبرودة الدم والجرأة والشجاعة في التدخلات العنيفة مع المهاجمين، ناهيك عن إمكانيات مرفولوجية وبسيكولوجية. وعلى ذكر الحارس شاوشي هو من أحسن الحراس في البطولة الوطنية، لكن عليه العمل وانتظار هو أيضا فرصته. كلمة أخيرة؟ أبلغ سلامي إلى كل الجزائريين وأتمنى التوفيق للمنتخب الوطني ولجميع الأندية الجزائرية التي تشارك في المنافسات الدولية.