يتواجد اتحاد العاصمة في مفترق الطرق قبل نهاية الموسم فالوضعية التي وصل إليها في الآونة الأخيرة جعلت الجميع يطالب بإعادة هيكلة التشكيلة من جديد وتطبيق فكرة تشبيب الفريق، هذه الفكرة المطروحة منذ مدة لكنها لم تتجسد على أرض الواقع نظرا لظروف خاصة في تلك الفترة، وعليه فإن فرصة هذا الموسم لا تعوض لأن الفريق وصل إلى النهاية ولا يمكنه أن يواصل بسياسة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتظار الموسم الجديد للوقوع في الأخطاء نفسها.. وفي نهاية المطاف الفريق هو الذي يدفع الثمن لأنه لا يستطيع أن يلعب على الألقاب لأن اللاعبين الذين كانوا يجلبون الألقاب للفريق غادر معظمهم والحظ لا يحالف الاتحاد دائما، لذا يطالب الجميع بتغييرات جذرية والاحتفاظ ببعض الركائز ليكونوا بمثابة حلقة وصل بين القدامى والجدد ومن ثم يتم تسليم المشعل بشكل جيد. دزيري، غازي وبعض القدامى يبقون ركائز ومن بين الركائز التي يرى الأنصار والمتتبعون أنهم أقرب إلى المواصلة وحمل المشعل على الأقل موسمين آخرين نجد المخضرمين بلال دزيري وكريم غازي اللذين يعتبران أقدم عنصرين في التشكيلة، لذا فمن الضروري أن يعتمد عليهما الفريق في الموسمين القادمين من أجل مساعدة الشبان على التأقلم في المستوى العالي وخاصة أولئك الذين يلعبون أول موسم لهم مع الأكابر ومن الطبيعي أن تكون فترة انتقالية يقودها أصحاب الخبرة حتى لا يقع الفريق في ما لا تحمد عقباه، وعندها يمكن المرور إلى مرحلة بناء جديدة يمكن الاعتماد فيها على عناصر تكون قد اكتسبت خبرة كافية لإعادة الاتحاد إلى التنافس على الألقاب. الفكرة مطروحة منذ 2007 ولكن ... ويتذكر الجميع أن فكرة تجديد دم الفريق مطروحة منذ هزيمة الفريق في نهائي كأس الجمهورية 2007 فعدد كبير من العناصر حينها غادر الاتحاد وقيل إن الفريق سيظهر بوجه جديد في الموسم الموالي، لكن لم تكن هناك تغييرات كثيرة في التشكيلة خاصة أن الفريق كان مقبلا على المشاركة في كأس رابطة الأبطال العربية وهو ما جعل عليق يستقدم لاعبين يمكنهم تمثيل الاتحاد أحسن تمثيل في المنافسة الدولية وهو الأمر الذي حرم الكثير من الشبان من الوصول إلى الهدف المسطر وهو المشاركة مع الأكابر فراحت فكرة تشبيب الفريق أدراج الرياح. عليق كان تحت الضغط للعب الأدوار الأولى ولم تكن الكأس العربية السبب الرئيسي في عدم تشبيب الفريق لأن الأنصار كانوا يفرضون ضغطا شديدا على الرئيس عليق من أجل استعادة الأمجاد الضائعة، وبما أن الفريق لم يعد يملك المؤهلات التي تمكنه من لعب الأدوار الأولى فإن الرجل الأول في الاتحاد حاول استخلاف النجوم التي أنهت مشوارها أو تلك التي غادرت لكنه لسوء حظه وجد المهمة صعبة جدا وبات بين نارين إما أن يغامر ويلعب الأدوار الأولى مثلما كان عليه الحال في المواسم السبعة الأولى للقرن الجديد، أو العودة إلى فكرة تجديد الفريق فاختار الأولى لكنه لم ينجح لأن الفريق لم يعد يقوى على لعب الأدوار الأولى. الضغط الجماهيري أفقد الفريق الكثير وكان للضغط الذي فرضه الشارع الرياضي على الرئيس عليق التأثير الكبير على نتائج الفريق في المواسم الثلاثة الأخيرة، فالأنصار تعوّدوا على تواجد الاتحاد في المراتب الأولى أو على الأقل في منصة التتويج لذلك فرضوا ضغطا شديدا من أجل البقاء مع الكبار والتنافس على الألقاب لكن هذا لم يكن ممكنا على الإطلاق لأن تشكيلة الاتحاد شاخت وكان لابد من تجديد الفريق، لكن ذلك لم يكن ليتم بين عشية وضحاها. تألق الأواسط يبعث الأمل الأكبر إقصاء الاتحاد من الكأس وعدم التوفيق في لعب الأدوار الأولى في البطولة جعل الفريق يتراجع عن فكرة المواصلة باللاعبين كبار السن، خاصة أن نادي سوسطارة لم يلعب أية منافسة دولية هذا الموسم وهو الأمر الذي يتيح المجال لمنح أكبر عدد من الفرص للاعبين الشبان الذين يريدون البروز كجيل جديد للنادي الذي عاش الوضعية نفسها في بداية العشرية الماضية وجنا ثمار تلك السياسة في ظرف قياسي حيث نال ستة ألقاب في خمسة مواسم فقط وهو رقم يصعب على الكثير من الفرق تحقيقه، من جانب آخر يعتبر تألق الأواسط دليلا على أن مدرسة الاتحاد لا تزال خزانا يتوفر على المواهب والدليل هو سيطرتها على بطولة أقل من 20 سنة فهم الآن يحتلون المركز الأول. الفرصة مواتية لأن الهيمنة الإعلامية للمنتخب الوطني عامل آخر مهم قد يخفف الضغط الشديد الذي كان يفرضه الأنصار على الإدارة منذ مدة، إنه أمر الفريق الوطني الذي يأخذ اهتمام الجميع هذه الأيام، وبما أن “الخضر“ سيكونون قبلة الجميع الصيف المقبل فإن اهتمام الأنصار ببقية الفرق لا يمكن أن يتعدى البعض من المقربين، لذا فإن إدارة الاتحاد يمكنها أن تقوم بعملية غربلة كبيرة في فترة التحويلات المقبلة ومن ثم منح الفريق دما جديدا حتى يمكنه أن يدخل الموسم الجديد بثوب مختلف. اللاعب المحلي نزلت قيمته ولم يعد المجال مفتوح لاستقدام النجوم ولن يهتم الأنصار بمن سيلعب للاتحاد الموسم المقبل فهم على دارية تامة بأن هؤلاء الشبان يمكنهم أي يقدموا مستوى ربما أفضل من أولئك اللاعبين الذين تعوّدوا على أخذ الأموال فقط دون تقديم مستوى يصل إلى نصف المبالغ التي أمضوا بها، وقد وصلت الرسالة إلى الأنصار لما تمكن الفريق الوطني من التأهل إلى كأس العالم بواسطة اللاعبين المحترفين ولم يعد هناك لاعبون محليون في المنتخب الأول، لذا فاللاعب المحلي نزلت قيمته إلى الحضيض ولم يعد هناك مجال لبروز نجوم. الأزمة المالية تساهم في تشبيب الفريق وعدم صرف الأموال من جانب آخر يعرف الجميع أن الاتحاد يوجد في وضعية مالية متردية ولم يعد هناك مجال لصرف أموال باهضة على لاعبين لا يقدمون الكثير لذا فالوضعية تحتم على عليق البحث عن العناصر الشابة التي يمكنها اللعب حتى مقابل أجرة شهرية وهو الأمر الذي يخفف من الأزمة، خصوصا أن مصادر التمويل لم تعد كثيرة وحتى الموجودة لم تعد تقدم الكثير حيث يريد عليق انتهاج سياسة التشبيب مرغما وهو الأمر الذي يسعد الكثير من الأنصار الراغبين في رؤية جيل جديد. ------------------------------ سعدي يبرمج مباراة تطبيقية لتسليم قائمة الشبان لعليق برمج المدرب نور الدين سعدي مباراة تطبيقية عشية غد الأربعاء سيتم من خلالها إشراك عدد كبير من اللاعبين الشبان وهي فرصة مواتية لمعاينة اللاعبين الذين ستتم ترقيتهم للعب الموسم المقبل مع الأكابر، وهي العملية التي تؤكد فعلا أن إدارة الاتحاد تعوّل على إحداث ثورة في التشكيلة، بداية من الموسم المقبل ولا تجد فرصة أحسن من هذه المباريات التسع المتبقية في البطولة، حيث سيكون اللاعبون الشبان سواء المتواجدون من قبل مع الأكابر أو أولئك الذين ينشطون مع الأواسط أمام فرصة لا تعوّض لهم لكي يفوزوا بعقد مع التشكيلة التي ستنشط الموسم المقبل، والجميع يريد الحصول على أكبر قدر من الوقت حتى يبرز كل ما لديه من قدرات تؤهله للتواجد ضمن خيرة لاعبي نادي سوسطارة. القائمة النهائية التي سيتم توثيق عقودها وقد كلف الرئيس عليق الطاقم الفني للأكابر للقيام بعملية المعاينة من أجل انتقاء أحسن اللاعبين الذين يملكون المؤهلات للعب مع الأكابر، وهو الأمر الذي سيفضي إلى قائمة نهاية ستسلّم للإدارة للبدء في عملية توثيق عقود لاعبين شبان، حيث يريد الرئيس عليق جني ثمار عمل السنوات الماضية أين كان قد كلّف المدير الفني للفئات الشبانية مصطفى أكسوح بالإشراف على العملية، وقد بدأ عملية الترقية حيث من المنتظر أن تتم ترقية أكثر من عشرة شبان في المجموع بين الموسمين الماضي والحالي. عدد من الأواسط سيكونون في الموعد للبروز ومن المنتظر أن يمنح المدرب سعدي الفرصة لكل اللاعبين الذين لم تكن لديهم فرص مع الأكابر مثل زيتوني بن محمد، الحارس معزوزي، والقائمة من التشكيلة المتألقة في بطولة فئة أقل من 20 سنة، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء الشبان يعملون على البروز واستغلال هذه الفرصة خاصة ممن يلعبون موسمهم الأخير مع الأواسط، ولذا لا توجد فرصة أحسن من هذه. ------------------------------ سعدي: “بعد مباراة الكأس وصلني عرض من قطر ورفضته” كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن رحيل المدرب سعدي من على رأس العارضة الفنية للاتحاد من عدمه، وتأكد في نهاية المطاف أنه باق إلى غاية نهاية الموسم. لكن آخر الأخبار المتداولة تقول أن مسؤولي نادي أهلي بنغازي الفريق السابق للمدرب سعدي قد عاودوا الاتصال به من أجل الإشراف على العارضة الفنية، وهو الأمر الذي جعلنا نتصل به من أجل التأكد من مدى صحة هذه المعلومات فإذا بالمدرب سعدي يؤكد لنا أمرا آخر لم يكن يخطر على بالنا حيث قال: “أؤكد لكم أنني تلقيت اتصالا عقب الهزيمة في مباراة داربي الكأس أمام مولودية الجزائر، وكان من أحد النوادي القطرية لا أذكر اسمه، المهم أنه يلعب له العراقي الذي كان يلعب في أهلي بن غازي الموسم الماضي، واقترح اسمي هناك، ظنا منهم أنني بعد الهزيمة سأغادر، لكنهم لمّا اتصلوا بي أكدت لهم أنني لا زلت في منصبي ولا أستطيع المغادرة”. “وصلني عرض من فريقي الليبي السابق، ولكنني قلت لهم أنا مرتبط” وأكد سعدي عن نية مسؤولي ناديه السابق في استرجاعه حيث قال: “لما انهزمنا في مباراة داربي البطولة ظن الجميع أنني سأغادر والأكثر من ذلك رواج إشاعة رحيلي، وهو الأمر الذي جعلهم يطلبون خدماتي من جديد، لكنني قلت لهم هم أيضا أنني مرتبط بنادي إلى غاية نهاية الموسم الحالي ولا يمكنني المغادرة بهذه الطريقة في منتصف الموسم، هم لا يزالون يتذكرون العمل الذي قمت به، ولو لا ظروفي الخاصة لما عدت إلى الجزائر، ولكن قد يأتي اليوم الذي أعود إلى هناك لكن المهم أنني لن أغادر الاتحاد الآن”. “ما رانيش خداع أو طالب عمل، ولن أترك الفريق في منتصف الموسم” وحول ما إذا كان يأخذ الأمور من باب أن بعض الأطراف تريد رحيله أو شيء من هذا القبيل قال سعدي: “في الاتحاد عليق هو الذي يتخذ القرار، ومادام العقد الذي يربطني به متواصل ولم يتخذ قرار تنحيتي فإنني لن أخدع هذا الفريق، ولو كنت خدّاع أو طالب عمل لغادرت بعد الهزيمة وأتحجج بالهزيمة أو بأن ظروف العمل غير مناسبة، ولكنني رجل لدي مبادئ ولا يمكنني التنازل عنها، لأنني لم أترك فريقا في منتصف الموسم بالرغم من أنني أتلقى عروضا في كل مرة تروج فيها إشاعات عن رحلي”. “أنا المدرب الوحيد الذي عمل 29 سنة متتالية” وقال المدرب سعدي أنه لو كان يطلب العمل لنفسه فما عمل 29 سنة متتالية، بل يترك العروض هي التي تصله ويدرسها جيدا وبعدها يقرر : “لم أطلب عملا يوما، وتتذكرون جيدا لما اتصل بي الرئيس منادي وأكد لمسيّريه أنني سأوافق على العرض في حالة واحدة وهي بقاء هذا الرئيس على رأس الفريق، وكان ردي بعد أسبوع كامل، ولو كنت أبحث عن الأموال فقط لكنت قد اتفقت معهم وعملت بالمقابل المتفق عليه ولا يهمني المستقبل، ولكنني أنظر إلى الأمور من باب المستقبل وماذا يمكن الحدوث فيه وعندها أتخذ القرار المناسب”. “الشبان ستكون لهم كلمتهم في باقي مباريات البطولة” أما عن الشبان الذين ستتم ترقيتهم مستقبلا فقال سعدي : “هناك عدد من الشبان سنجربهم في باقي مباريات الموسم، وحتما سيكون عدد منهم ذا شأن كبير في المواسم المقبلة لأنني أرى أنهم سيحصلون على فرص كثيرة سواء معي أو مع مدرب آخر، وهذا الأمر يدل على أن الفريق يسير حقا في عملية التشبيب التي يطالب بها الجميع”.