دقائق قليلة بعد سحب قرعة الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 والتي أوقعت المنتخب الوطني في مواجهة نظيرة البوركينابي، فتح قائد "الخضر" مجيد بوڤرة قلبه إلى "الهدّاف" ورد على الأسئلة التي طرحناها عليه بخصوص القرعة التي اعتبرها مناسبة وجيدة بعد أن جنّبتهم مواجهة المنتخب المصري خاصة. لاعب "لخويا" القطري أصر في حديثه معنا على ضرورة وضع الأقدام على الأرض واحترام منتخب بوركينافاسو كثيرا لأنه لم يبلغ هذا الدور وخاصة نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة من باب الصدفة. قبل كل شيء هل أنت على علم بما أفرزته قرعة الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال البرازيل؟ أكيد، فقد تابعت القرعة منذ قليل (الحوار أجري منتصف نهار أمس). أمامنا لقاءان سنفعل فيهما كل شيء من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى كأس العالم. ماذا يمكنك أن تقول عن القرعة ومواجهة بوركينافاسو؟ قبل كل شيء أعتقد أن القرعة كانت جيدة بالنسبة لنا خاصة أننا سنلعب لقاء الإياب في البليدة وأمام جماهيرنا وهو ما من شأنه أن يعطينا أسبقية، لكن بودي التوضيح أن هذه الأسبقية ضئيلة مادام التأهل سيلعب فوق المستطيل الأخضر ومادام أنهم سيتنقلون إلى الجزائر في لقاء الإياب فنحن سنلعب بدورنا عندهم 90 دقيقة في الذهاب وهو ما يجعل حظوظ المنتخبين متساوية في نهاية المطاف. لكن برأي كل المتتبعين فإن القرعة تبقى رغم كل شيء في مصلحتكم؟ يمكن القول إنها في مصلحتنا لأننا سنواجه منتخبا يلعب كرة قدم جميلة من جهة ولأن اللقاءين ذهابا وإيابا لا أتصور تماما أن أمورا خارجة عن النطاق الرياضي ستحدد نتيجتهما وهو العامل الأهم حسب رأيي. على كل حال يجب أن نحذر كثيرا من هذا المنتخب الذي أجدد التأكيد على أنه قوي لأنه لم يبلغ نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة من باب الحظ أو الصدفة وهذا أمر أكيد. واجهتم بوركينافاسو قبل وقت قصير من الآن وديا (شهر جوان الفارط)، فما هي نقاط قوة وضعف هذا المنتخب حسب رأيك؟ صحيح واجهناهم منذ فترة ليست ببعيدة لكن يجب عدم الحكم على أدائهم واستخلاص نقاط قوتهم وضعفهم من ذلك اللقاء، خاصة أنكم لو تتذكرون جيدا فإن الكثير من لاعبي المنتخبين تغيبوا عن ذلك الموعد. كلامي هذا لا يمنعني من التأكيد على أنه لفتت انتباهي البنية القوية التي يتمتع بها اللاعبون البوركينابيون إلى جانب قوة ظهيريهما اللذين يصعدان كثيرا نحو الهجوم لصنع الفارق، وهنا أرى أنه من الواجب جدا أن نحذر منهم كثيرا. لعبتم في بوركينافاسو السنة الفارطة حين استقبلتكم مالي فيها وهو ما يعني أنكم تعرفون الملعب الذي ستلعبون فيه هذه المرة وأيضا الأجواء الموجوده في "واڤادوڤو"، هل تعتقد أن هذا الأمر سيخدمكم كثيرا؟ ممكن أن يخدمنا هذا الأمر قليلا لأننا نعرف هذا البلد جيدا وأيضا الملعب الذي سنلعب فيه اللقاء. صحيح أن هذه الأمور مهمة في مثل هذه اللقاءات التي تلعب على جزئيات صغيرة في معظم الأحيان، لكن شخصيا ما أخشاه أكثر هي الرطوبة العالية، وأتمنى أن لا تكون مرتفعة يوم اللقاء حتى يتسنى لنا تأدية مباراة جيدة وتقديم كل ما نحن قادرون على فعله، خاصة أن تحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب مهم من أجل لعب لقاء الإياب بأكثر طمأنينة. خوض لقاء الإياب في الجزائر قد يفرض عليكم ضغطا من قبل الجماهير، ألا يخيفكم ذلك؟ أعتقد أنّ درجة الضغط مرتبطة بنتيجة لقاء الذهاب فلو نحقق نتيجة إيجابية في "واڤادوڤو" أتصور أن الضغط لن يكون كبيرا علينا بقدر ما سيكون على المنافس وسنلعب حتما اللقاء براحة كبيرة والعكس من ذلك لو ننهزم في الذهاب. لهذا أرى ضرورة التحضير جيدا لموعد اللقاء الأول حتى يتسنى لنا تحقيق نتيجة إيجابية كي نبعد عنا الضغط في لقاء الإياب. بصراحة من هو المنتخب الذي انتظرت أن توقعكم القرعة في مواجهته؟ قد لا تصدقني إذا قلت لك بوركينافاسو... (يضحك) لقد أكدت لكثير من أصدقائي هنا في قطر أن لديّ إحساس بأن المنتخب الوطني سيواجه بوركينافاسو. بصراحة القرعة جيدة واللعب في "واڤادوڤو" أمر مناسب لنا خاصة أن شعبهم مسالم ومضياف ومثلما قلت لكم الأمور ستحسم في أرضية الميدان أمام هذا المنتخب. ألم تكن متخوّفا من أن توقّعكم القرعة في مواجهة المنتخب المصري خاصة في ظل الحساسية الموجودة منذ لقاء أم درمان؟ لا أخفي عليك أني كنت أتمنى عدم مواجهة مصر لأسباب غير رياضية فقط لأنه من الجانب الرياضي لا يقلقني الأمر تماما، ونحن من البداية كنّا مستعدين لمواجهة أي منتخب توقعنا القرعة في مواجهته. أمر آخر جعلني قليلا أفضّل أن لا أواجه هذا المنتخب يتمثل في نقص خبرة لاعبي المنتخب الحالي فمعظمهم لم يكونوا حاضرين في لقاءي نوفمبر 2009 أمام هذا المنتخب ومع الحساسية والضغط اللذين يميزان مثل هذه اللقاءات كان سيكون الأمر صعبا عليهم. تحدثت منذ قليل عن جزيئات قد تحسم لقاءكم أمام بوركينافاسو، فهل توضح الأمر أكثر؟ أعتقد أن التركيز أمر مهم في مثل هذه اللقاءات ويجب أن لا نغفل أي شيء فوق أرضية الميدان وأن نكون في حالة بدنية جيدة خاصة أننا سنواجه منتخبا قوته في لياقة لاعبيه العالية، ولو أن المعنويات مهمة جدا في مثل هذه اللقاءات. أعتقد أننا لو نلعب بمثل الإرادة التي أظهرناها في لقاء أم درمان قبل 4 سنوات من الآن فإننا سنضمن التأهل مهما كان الحال. لو تتذكرون جيدا أن مصر في تلك الفترة كانت أقوى منّا لكن إرادتنا القوية جعلتنا نتفوق عليهم في نهاية المطاف. شيء آخر مهم وهو ضرورة أن نكون كلنا متضامنين سواء من يكونون فوق أرضية الميدان أو الذين سيكونون في الاحتياط، لأننا حاليا على بعد 180 دقيقة عن التأهل إلى كأس العالم ومستحيل أن نضيع هذه الفرصة التي هي بين أيدينا. على ذكر اللياقة البدنية، الناخب الوطني حليلوزيتش أكد بعد نهاية لقاء مالي الأخير تخوفه من هذا الجانب خاصة أن الكثير من زملائك في "الخضر" لا ينشطون أساسيين مع أنديتهم، فما رأيك؟ من حق الناخب أن يثير الانتباه بخصوص هذا الجانب المهم جدا. نحن الآن علينا أن نعمل كثيرا مع أنديتنا إلى غاية قدوم التربص المقبل حتى نكون في أفضل حالة ممكنة وبعدها المدرب سيقف على استعدادات كل لاعب وسيختار الأحق باللعب. وبصراحة أتصوّر أن كل شيء سيكون في وضعه الطبيعي إلى غاية حلول موعد لقائنا الأول أمام بوركينافاسو. بالنسبة للمنتخب البوركينابي هل تعرف بعض لاعبيه؟ نعم أعرف جيدا "موموني داڤانو" الذي لعب بجانبي هنا في "لخويا" كما أني أيضا أعرف لاعبا آخر لا أتذكر اسمه الآن. أعلم أيضا أنهم يملكون قلب هجوم قوي يلعب في ألمانيا (بانسي مهاجم فورتونا دوسلدورف). الأكيد أنّ بوركينافاسو تضم في صفوفها لاعبين جيدين ووصولهم إلى نهائي "الكان" الأخيرة دليل واضح على قوتهم. في الأخير ماذا تقول للجمهور الجزائري الذي ينتظر تأهلا ثانيا على التوالي إلى المونديال؟ قبل أي شيء يجب أن لا ننادي بالفوز مبكرا لأننا مازلنا بعيدين عن التأهل وحتى اللاعبين يجب أن يكفوا عن الكلام في الصحافة بخصوص هذا اللقاء وأن يبقوا مركزين فقط على العمل والتحضير الجيد. بالنسبة لجماهيرنا أقول إننا سنكون بحاجة ماسة إلى مساندتهم لنا والأكيد أننا لن نبخل بأي جهد من أجل إسعادهم من خلال اقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال المقبل. شكرا لك مجيد على إتاحتك لنا الفرصة للحديث معك.... لا شكر على واجب وأنا دائما تحت تصرفكم.