أبدت عناصر المنتخب التونسي تفاءلا بإمكانية تحقيق نتيجة إيجابية في الكاميرون يوم 17 نوفمبر القادم رغم أنها لم تستطع الفوز في ملعب رادس وإكتفت بالتعادل السلبي (0-0)، وإستمد رود كرول وأشباله هذا التفاؤل من المستوى الجيد الذي ظهروا به وتضييعهم لفوز كان في المتناول لولا براعة شارل إيتانج حارس المنافس، لكن لغة الأرقام والإحصائيات لا تدعم هذه الحالة التفاؤلية التي يتحلى بها الأشقاء، فمن خلال إطلاعنا على المواجهات المباشرة بين تونس والكاميرون، إتضح لنا بأن التفوق يصب في مصلحة "الأسود الجموحة" أغلب الأحيان. لعبوا في ياوندي مرتين وإنهزموا دون أن يسجلوا أي هدف وتشير المواجهات المباشرة بين "نسور قرطاج" و"الأسود الجموحة" إلى أنهما إلتقيا 15 مرة على مستوى المنتخب الأول، من بينها مبارتين أجريتا في الأراضي الكاميرونية وتحديدا العاصمة ياوندي: الأولى يوم 16 أوت 1967 وشهدت تفوق الكاميرونيين بثنائية نظيفة، والثانية في 8 أكتوبر 1989 ضمن تصفيات كأس العالم 1990 وفاز خلالها أصحاب الأرض بنفس النتيجة، وهو ما يعني أن "التوانسة" لم يسبق لهم إطلاقا تحقيق نتيجة إيجابية في الكاميرون أمام المنتخب المحلي. لم يفوزوا على "الأسود الجموحة" أبدا خارج تونس وإضافة لعدم تحقيق أية نتيجة إيجابية في ياوندي، فإن الشيء الآخر الذي يؤكده تاريخ المواجهات المباشرة هو أن المنتخب التونسي لم يسبق له أبدا الفوز على الكاميرونيين في أي ملعب خارج تونس وخارج الكاميرون، فمن أصل خمس مباريات أقيمت بين الطرفين في أرض محايدة، كان الإنتصار لكتيبة "الأسود الجموحة" في ثلاث مباريات في نيروبي بكينيا 1987 (3-1) وأكرا بغانا 2000 (3-0) وتامالي بغانا 2008 (3-2 بعد الوقت الإضافي)، مقابل تعادلين إثنين بطرابلس ليبيا 1982 (1-1) ولوبانغو بأنغولا 2010 (2-2). نسور قرطاج جلبوا التأهل المونديالي من خارج الديار مرتين وعلى صعيد آخر، فإن الإحصائية التي تدعو للتفاؤل من جهة "التوانسة" هو أن جلبهم لتأشيرة التأهل للمونديال من خارج الديار ليس بالشيء الجديد عليهم، فمن أصل مشاركاتهم الأربعة سبق لهم ضمان التأهل مرتين إثنتين من خارج الديار: الأولى في مونديال 1998 حيث جلبوا بطاقة التأهل من العاصمة المصرية القاهرة بعدما فرضوا التعادل السلبي على "الفراعنة" في 8 جوان 1997، والثانية في مونديال 2002 بعد الفوز في الكونغو الديمقراطية (3-0) يوم 15 جويلية 2001 وبالتالي ضمان الإبتعاد عن كوت ديفوار بخمس نقاط قبل جولة واحدة عن النهاية، فهل سيكون موعد 17 نوفمبر ثالث موعد تتأهل من خلاله تونس للمحفل العالمي من خارج الديار ؟ ذلك ما سنعرفه بعد شهر من الآن.
