رضا جونسون لاعب يحمل الجنسية البنينية والجزائرية يبلغ من العمر 22 سنة، مدافع أوسط ووسط ميدان دفاعي، اختار اللعب لمنتخب البنين بعد أن يئس من تلقي دعوة من “الخضر” وقد كان يوم 11 فيفري 2009 مشهودا في حياته لأنه خاض أول مباراة رسمية له بألوان المنتخب الذي تعود إليه أصوله (والده بنيني من جنسية أمريكية). وقد كانت هذه المباراة من باب الصدف في البليدة وأمام الجزائر، وقتها كان يلعب لنادي أميان الفرنسي قبل أن يلتحق بنادي بلايموث في القسم الثاني بإنجلترا. مساء الخير، رضا صحفي جزائري معك؟ (نبرة صوته تغيّرت) أهلا ومرحبا وأنا تحت تصرفكم الآن وفي أي وقت. الجزائريون يعرفون أن لديهم لاعبا ضمن منتخب البنين، ما هي أخبارك حاليا وأين تلعب؟ تنقلت الى فريق بلايموث في انجلترا الذي يلعب في القسم الثاني وقد أمضيت له موسمين، أموري عادية جدا، لا شيء مميز، وأنا أهدف الى إبراز إمكاناتي أكثر بما أنني لا زلت صغيرا. هل لا زلت تتابع أخبار “الخضر”؟ بالتأكيد فأنا أحمل الجنسية الجزائرية، وأناصر “الخضر” بحماس ليس لأنه كان يمكنني في يوم ما أن أكون في صفوف هذا الفريق الذي أنا جد سعيد لما حققه من نتائج، خاصة في المدة الأخيرة، ولكن لأنني أحب الجزائر.. لقد أحدث “الخضر” انقلابا على مستوى القارة الإفريقية بعكسهم كل التوقعات وتأهلهم الى كأس العالم عن جدارة واستحقاق، وحتى المشوار في كأس إفريقيا كان مشرفا بالوصول الى محطة نصف النهائي. في نصف النهائي في بانغيلا الأنغولية، كان هناك تحكيم سيء أدى الى الخسارة أمام مصر، هل توافقنا الرأي؟ كنت حاضرا في أنغولا في صفوف منتخب البنين ولو أنني لم أشارك في المباريات الثلاث التي لعبناها في الدور الأول، وبقيت على كرسي الإحتياط، وخلال تواجدي هناك ناصرت الجزائر، وفي مباراة كوت ديفوار أذهلني الحماس الذي لعب به الجزائريون، لقد كانوا رائعين، حتى أنني مع أصدقائي بقينا نتحدث عن هذا اللقاء عدة أيام، في مباراة نصف النهائي أمام مصر، الحكم لم يكن عليه إخراج كل تلك البطاقات الحمراء، 3 بطاقات كاملة أمر كثير، أفسد به مسار اللقاء. هل تعرف أنه بنيني؟ نعم أعرف أنه من البنين، لهذا أتأسف للجزائريين على مردوده، بصراحة لم يكن في المستوى، وغيّر مسار المباراة التي كان يمكن أن نشاهد فيها مستوى عاليا من الجانبين. مجموعة صعبة وقع فيها “الخضر” في كأس العالم، أليس كذلك؟ بالفعل هي مجموعة صعبة، لكن في اعتقادي اللاعبون لديهم الإمكانات للذهاب بعيدا، صحيح أن المنتخب الإنجليزي يبقى عقبة في طريقهم، لكن بإمكانهم تحقيق نتيجتين جيدتين في المباراتين الأخيرتين، ولمَ لا أمام انجلترا لو يتحد اللاعبون ويلعبون بنفس الروح التي واجهوا بها كوت ديفوار، الجزائر لها لاعبون مميّزون، يشكّلون عناصر موهوبة، كما أنه في كرة القدم كل شيء ممكن خلال ال 90 دقيقة، ومن خلال الإمكانات والروح وقليل من الحظ يمكن انجاز شيء كبير، ولو تتأهل الجزائر الى الدور الثاني لن أتفاجأ تماما. ستكون في ورطة بما أن الجزائر التي تعود لها أصول والدتك، ستواجه أمريكا التي يحمل والدك جنسيتها على الرغم من أصوله البنينية، أليس كذلك؟ حاليا أملك جواز سفر جزائري وأقيم مع والدتي، لهذا من الطبيعي أن أناصر الجزائر بكل قوة، ولو كان ذلك في مباراة أمام أمريكا. ماذا سيكون موقف والدك حينها؟ حاليا أعيش مع والدتي في مارسيليا، وليس لدي رغبة في الحديث عن والدي. نحترم رغبتك، كيف كان شعورك يوم 11 فيفري من العام الماضي، لمّا واجهت الجزائر بألوان منتخب البنين؟ كنت سعيدا لأنني متواجد في الجزائر، ولكن في نفس الوقت كنت أقول في قرارة نفسي أنه كان يمكن لي أن أكون في الجهة الأخرى وليس في هذه الجهة. تبدو وكأنك نادم على تقمص ألوان منتخب البنين، أو أنك أجبرت على ذلك. هناك أشياء لا أود قولها في هذا الحوار تجنبا للتأويلات وأعذروني. هل ترى أن لك مكانة حاليا في التعداد الوطني، لو لم تختر البنين؟ عبّرت عن رغبتي في اللعب ل“الخضر” منذ عدة سنوات، لكنهم لم يتصلوا بي للأسف الشديد، لهذا لو كنت في الفريق حاليا كان يمكن أن أجيبك، ولو أن الجزائر تملك منتخبا رائعا والتنافس على المناصب صعب، وحتى يختار المدرب قائمة ال 11 التي ستلعب أعتقد أنه سيتعب كثيرا. هناك تهافت كبير من اللاعبين مزدوجي الجنسية على حمل ألوان “الخضر”، في رأيك ما هي الأسباب والتبريرات التي تجدها لهم؟ ربما يريدون لعب كأس العالم، لهذا السبب صارت تهمهم الجزائر كثيرا، أنا لمّا صرحت أني أريد حمل ألوان الجزائر كان ذلك عن قناعة وبكل روح مسؤولية، حدث هذا قبل 3 سنوات، أي في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تعجز عن التأهل الى كأس إفريقيا.. نوايا هؤلاء غير معروفة وترجع الى نمط تفكير كل واحد منهم، وحتى لا نظلمهم كلهم، ونقول أنهم يريدون استغلال فرصة لعب المونديال بألوان الجزائر، فإنه بالمقابل هناك منهم بالتأكيد من يريد بكل قناعة واعتزاز وفخر أن يلعب لمنتخب بلاده، وهذه مسائل داخلية وشخصية لا يعرفها سوى اللاعبين المعنيين، لهذا ليس من حق أي كان التشكيك في مثل هذه الأمور الذاتية. حضّرت جواز سفرك، لأنك كنت ترغب في تقمص ألوان “الخضر” أم كنت تملكه من قبل؟ لا، حضّرت وثائقي من قبل، لأنني أعتبر نفسي جزائريا قبل كل شيء وليس للأمر علاقة بالمنتخب. ولم تتلق أي إتصال من الجزائر؟ لا، لم يصلني أي اتصال، ولمّا يئست اخترت منتخب البنين الذي عرض علي الإلتحاق في العديد من المناسبات وبإلحاح شديد. ماذا تقول للجزائريين في الأخير؟ ماذا أقول لهم ؟ (يفكر) سأكون مناصرا متميزا لهم في المونديال، وفي كل المباريات، وسأتابعهم أيضا بعد المونديال، أقول للشعب الجزائري أنه عليه أن يبقى وراء هذا الفريق الشاب بالدعم والتأييد، فدوره كبير جدا مثلما شاهدت عن قرب، أتمنى كل الخير لمنتخب بلادي، ولمَ لا مشوارا كبيرا ومتميزا في كأس العالم القادمة.