عرف إسحاق بلفوضيل كيف يستغل الفرصة التي منحها له سهرة أول أمس مدربه والتر ماتزاري، عندما أقحمه بديلا مكان مواطنه سفير تايدر في آخر نصف ساعة من المواجهة التي جمعت فريقه إنتير ميلان .. بمضيفه تورينو بالملعب الأولمبي للمدينة في إطار الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي، حيث قدم مستوى جيدا خلال الدقائق التي لعبها، وكان فعالا بمنحه كرة الهدف الثالث لزميله رودريغو بالاسيو بعد 10 دقائق فقط من دخوله أرضية الميدان، وهو ما جعله ينال ثناء وسائل الإعلام الإيطالية المتخصصة وجماهير الإنتير التي لم تتردد في التنويه بمردود صاحب 21 عاما الرائع عبر صفحاتها الإلكترونية على المواقع الاجتماعية والإخبارية. بالاسيو أشاد بدوره الكبير في لقطة الهدف الثالث وبدوره بالاسيو أبى إلا أن يشيد بالعمل الكبير الذي قام به بلفوضيل في لقطة الهدف الثالث، عندما انطلق هذا الأخير من الجهة اليمنى واخترق دفاع تورينو، قبل أن يمرر له كرة أرضية دقيقة لم يجد صعوبة في تحويلها إلى الشباك، حيث بقي يشير إليه بسبابتيه عند احتفاله بالهدف وعانقه، في إشارة واضحة منه إلى المساهمة الكبيرة للدولي الجزائري في صناعة هذا الهدف الذي كان قريبا من قيادة الإنتير إلى الفوز لولا تعديل أصحاب الأرض للنتيجة في آخر دقائق المباراة، ولم يتوقف الدولي الأرجنتيني عن دعم بلفوضيل على تقديم المزيد بعدها، إذ كان يشجعه بعد كل محاولة يقوم بها، في صورة تؤكد العلاقة الجيدة التي تربطهما رغم شدة المنافسة بينهما. أكمل المباراة مهاجما صريحا بعد خروج الأرجنتيني بلفوضيل الذي شغل منصب المهاجم المساعد ل بالاسيو عند دخوله مكان تايدر تحول إلى قلب هجوم حقيقي في آخر 10 دقائق من عمر المباراة، حيث عوض الدولي الأرجنتيني الذي ترك مكانه للمدافع البرازيلي والاس وقام بقيادة هجوم "النيراتزوري" في آخر فترات اللقاء، وبدا مهاجم المنتخب الوطني معزولا بعد تغيير منصبه، نظرا لعدم حصوله على كرات كثيرة، خصوصا بعد تراجع اللياقة البدنية للدولي الكولومبي فريدي غوارين الذي كان يعد اللاعب الوحيد ذو النزعة الهجومية إلى جانبه، وهو ما جعل الإنتير يكتفي وقتها بالدفاع فقط للمحافظة على تقدمه في النتيجة وسط سيطرة لاعبي "التورو" على الكرة. "الكوريري" وصفت تمريرته الحاسمة ب "اللؤلؤة" من جهتها، سارت صحفية "الكوريري ديلو سبورت" على نفس نهج زميلتها "لاغازيتا"، وأثنت هي الأخرى على المردود الذي قدمه بلفوضيل، حيث منحته علامة 6,5 التي تعد ثاني أفضل علامة منحت للاعبي الفريقين، بعد تلك التي تحصل عليها بالاسيو والمقدرة ب 7,5، وأشادت الصحيفة الإيطالية بحسن استغلال هداف بارما السابق لإمكانياته البدنية والفنية في التفوق على لاعبي تورينو، كما لم تنس التعليق على تمريرته الحاسمة التي شبهتها بالجواهر الثمينة، نظرا لجماليتها الفنية وتأثيرها في نتيجة اللقاء بشكل مباشر، حيث وصفتها ب "اللؤلؤة". رغبة تورينو في استعارته ستزداد بعد مردوده ويبدو أن إدارة تورينو ستتحمس أكثر لاستعارة بلفوضيل من إنتير ميلان خلال الميركاتو الشتوي القادم، بعد أن أكد إمكانياته الكبيرة أمام أنظار مسؤولي النادي ومدربه جيامبييرو فينتورا، الذي أكدت تقارير إيطالية صحفية قبل المباراة إعجابه الكبير ب بلفوضيل ورغبته الشديدة في تدعيم صفوف فريقه بخدماته، لكن المشكلة التي قد تواجه مسؤولي "التورو" في ضم خريج مدرسة ليون هي نية إدارة "الأفاعي" في استغلال الموقف وطلب دانيلو دامبروسيو الظهير الأيمن ل"الغراناتا" بالمقابل، وهو ما سيرفضه حتما الطاقم الفني ل تورينو، نظرا للوزن الكبير الذي يحظى به اللاعب داخل منظومة الفريق التكتيكية. تايدر لم يقدم الكثير واكتفى بالمساهمة في الهدف الثاني من جهته، لم يقدم تايدر مستوى رفيعا خلال الساعة التي لعبها، قبل أن يستبدل ب بلفوضيل، حيث كان مردوده متوسطا عموما، خصوصا في شوط المباراة الأول، إذ وجد الدولي الجزائري صعوبة في نقل الكرة نحو مناطق المنافس مثل تعود على فعل ذلك خلال المباريات السابقة بسبب قلة الحلول المتاحة أمامه، وهو ما يرجع إلى النقص العددي الذي عانى منه الإنتير منذ الدقيقة 7 التي شهدت طرد حارسه، وشهد مردود لاعب بولونيا السابق تحسنا مع بداية الشوط الثاني، إذ كان وراء تسجيل بالاسيو للهدف الثاني بعد تمريره كرة في عمق دفاع تورينو عجز الحارس عن إبعادها بطريقة جيدة، لتصل إلى المهاجم الأرجنتيني الذي لم يتردد في تحويلها إلى الشباك وتعديل النتيجة. مطالب بالأفضل للحفاظ على مكانته الأساسية المستويات المتذبذبة التي يقدمها تايدر مع الإنتير في الفترة الأخيرة تبقي مكانته الأساسية مهددة في تشكيلة المدرب ماتزاري، فمع استعادة ريكاردو ألفاريز لعافيته مجددا سيجد الدولي الجزائري نفسه في منافسة مباشرة مرة أخرى مع الكرواتي ماتيا كوفاسيتش الذي عوض ألفاريز المصاب خلال مواجهة أول أمس في منصب المهاجم الثاني لمدة 7 دقائق فقط، قبل أن يستبدله المسؤول الأول عن العارضة التقنية ل "النيراتزوري" مبكرا، بعد طرد سمير هاندانوفتش حارس الفريق، وسيكون متوسط ميدان بولونيا السابق مطالبا بالعمل على استرجاع مستواه المعهود في أقرب وقت ممكن حتى يثبت مكانته الأساسية في خط وسط النادي اللومباردي.