تجدد مولودية سعيدة العهد مع منافسات البطولة الوطنية بعد أسبوع واحد من هزيمتها أمام “الباك” في الجولة الفارطة، حيث ستستضيف أولمبي أرزيو في لقاء يبدو على الورق سهلا وفي متناول السعيديين نظرا لوضعية كلا الفريقين في سلم الترتيب ونظرا للأهداف المتباينة للتشكيلتين، فالمولودية تحتل الصدارة وتسعى لتحقيق هدف الصعود هذا الموسم، عكس الأولمبي الذي لا يزال يقبع في مؤخرة الترتيب ويريد بأي شكل من الأشكال ضمان البقاء ضمن حظيرة القسم الثاني، لكن ومع ذلك تؤكد التجارب السابقة بأن اللقاء سيكون صعبا للغاية خاصة بالنسبة للمولودية التي عانت فيما سبق أمام فرق في نفس وضعية أرزيو الذي يريد البروز بقوة أمام المرشح الأول لتحقيق الصعود وخطف نقطة التعادل كأقل شيء. فوزها ضروري لإعادة المياه إلى مجراها الطبيعي لن تقتصر أهمية نقاط الفوز بالنسبة للسعيديين في لقاء الغد على الاحتفاظ بالصدارة وتعزيز الرصيد فحسب، إنما ستساهم في إعادة المياه لمجاريها بين اللاعبين والأنصار بعد هزيمة المولودية أمام بارادو، وستحقق المصالحة بين الطرفين خاصة إذا ما تمكن لاعبو المولودية من البروز بأداء جيد وحققوا الفوز بنتيجة مريحة تؤكد للجميع أن ما حصل في الجولة السابقة كان مجرد مرحلة فراغ مرت بسلام، لذلك على التشكيلة السعيدية أن تثبت لأنصارها وللجميع أحقيتها في احتلالها لصدارة الترتيب، وأن تكذب كل ما قيل عنها عقب هزيمة “الباك” وتثبت أنها مجرد افتراءات في حقها. ... والتنقل إلى مروانة بمعنويات مرتفعة من جهة أخرى، سيكون فوز المولودية أمام أرزيو في لقاء الغد بمثابة وسيلة لرفع المعنويات التي انهارت عقب الهزيمة الأخيرة، حيث جعلت اللاعبين يعانون من ضغط إضافي طيلة هذا الأسبوع، كما سيتمكن لاعبو المولودية في حال تحقيقهم للفوز من التنقل إلى مروانة بمعنويات مرتفعة قصد البحث عن نقاط الفوز هناك، لمواصلة ما تبقى من مباريات بقوة ومن ثم تحقيق الصعود. حموش في وضع مريح مقارنة بلقاء “الباك” عكس الجولة الماضية التي عانى فيها الطاقم الفني من غياب أبرز العناصر السعيدية، سيكون المدرب حموش غدا في وضع مريح نظرا لوفرة التعداد الذي سيعطيه حلولا كثيرة خاصة في الخط الأمامي الذي قيل عنه الكثير منذ هزيمة “الباك”، حيث ستستفيد المولودية من عودة هدافها بن عبد الله الذي سيعطي من دون شك الإضافة لفريقه وسينعش الآلة الهجومية رفقة زميله شرايطية، بالإضافة إلى ذلك ستستفيد التشكيلة من عودة صاحب الخبرة دلالو الذي استنفد عقوبته مؤخرا والذي برزت مكانته بشكل جلي في اللقاء الفارط. الهجوم مُطالب بإنهاء سباته العميق ستكون أنظار السعيديين يوم الغد موجهة صوب الخط الأمامي للمولودية المطالب بتدارك عجزه عن هز شباك “الباك”، وسيكون عدة مهاجمين تحت المجهر أمام أرزيو نظرا لأدائهم الباهت والمخيب للآمال في الكثير من المباريات، كصاحب الأهداف السبعة بوزياني الذي يريد إنهاء مرحلة الفراغ التي يعاني منها، واللاعب السابق لاتحاد البليدة بلعواد الذي فاجأ السعيديين بمستوى متواضع مؤخرا، لذلك ستكون أمام هذين اللاعبين فرصة من ذهب غدا ليعودوا للمستوى الذي يتمانه منهما الأنصار. المطلوب عدم التفكير في وضعية المنافس وبعيدا عن أجواء البيت السعيدي، سيحل الأولمبي إلى سعيدة وهو محمل بمشاكل كثيرة لا حصر لها، بدليل وضعيته في الترتيب باحتلاله المركز ما قبل الأخير، أضف إلى إستقالة مدربه مرابط عقب لقاء بن طلحة، الأمر الذي يجعل المولودية في أفضل رواق لإستغلال هذه المشاكل واجتياز عقبة الغد بسلام، لكن على التشكيلة أن لا تفكر بهذا المنطق وأن تدخل اللقاء من أجل تحقيق هدف واحد وهو الفوز وترك المشاكل التي يُعانيها أرزيو جانبا والتي قد تكون سلاحا ذا حدين وقد تحفز لاعبي “لوما” على بذل كل ما في وسعهم للعودة بنتيجة إيجابية. معيشي يغيب بسبب الإصابة أكد المدافع المحوري للمولودية رضا معيشي استحالة مشاركته في لقاء أرزيو القادم بسبب معاناته من آثار إصابة تعرض لها سابقا، كما أكد معيشي أنه شعر في لقاء بارادو السابق بالآلام في نفس موضع الإصابة، وأنه باشر العلاج بمجرد عودته لسعيدة ، وبذلك يتأكد غياب معيشي عن لقاء أرزيو، الأمر الذي سيجعل المدرب حموش يلجأ إلى بختاوي وبسباس لتغطية المحور. تأجيل لقاء “الحواتة” وبارادو يثير التساؤل قد يخيل للكثيرين أن تأجيل لقاء بارادو أمام “الحواتة” ليس له أي علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالمولودية، لكن الحقيقة عكس ذلك لأن المتضرّر الأول من هذا القرار هو مولودية سعيدة الذي سيدفع الثمن في الأخير نظرا لأن قرار الرابطة الأخير يصب في مصلحة “الباك” ويسهل لها المهمة حتى تحقق الصعود هذا الموسم، كما أن الأسباب التي تم على إثرها التأجيل غير مقنعة على الإطلاق وتؤكد أن مسؤولي الرابطة يريدون بأي شكل من الأشكال تحديد هوية الصاعد الجديد قبل نهاية البطولة بجولات قليلة، وإلا فكيف يفسر مسؤولو الرابطة تأجيلهم للقاء “الحواتة” وبارادو بسبب مشاركة أواسط بارادو في دورة كروية؟ ولماذا لم تتعامل الرابطة بنفس الطريقة مع فرق أخرى تضم في تشكيلاتها الأساسية الكثير من الأواسط على غرار سريع المحمدية الذي يملك 6 لاعبين في التشكيلة الأساسية والذي لعب كل مبارياته في وقتها المحدد رغم التزامات فريق الأواسط لديها في البطولة والكأس؟ قرار التأجيل يسهل مهمة بارادو للفوز في “موستا” والأمر الخفي بين سطور تأجيل لقاء “الحواتة” ببارادو لغاية يوم 13 أفريل هو أن البعض في الرابطة الوطنية يريد تسهيل مهمة بارادو للظفر بنقاط الفوز أمام الترجي للحاق بصدارة الترتيب، لأنه من غير المعقول أن يؤجل اللقاء بسبب مشاركة الأواسط وليس الأكابر في دورة كروية، والغريب في كل ذلك أن هيئة مشرارة فكرت في تقديم المساعدة لبارادو ولم تفكر في مصلحة الترجي الذي سيتنقل يوم 10 أفريل إلى بسكرة لمواجهة الاتحاد المحلي ليعود إلى مستغانم ويواجه بارادو يوم 13 أفريل، ليبقى الأكيد أن مثل هذه التصرفات كانت متوقعة منذ بداية الموسم لأن الرابطة الوطنية عودتنا في كل مرة على قراراتها الغريبة التي تصب في مصلحة فرق على حساب فرق أخرى. بريك مدربا جديدا ل”لوما“ عينت الإدارة الجديدة لأولمبي أرزيو المدرب السابق لسريع المحمدية بريك حكيم للإشراف على العارضة الفنية قصد إنقاذ الفريق من السقوط الذي يهدده، وسيساعده في مهامه المدرب مرابط الذي يكون قد تراجع عن قرار الاستقالة. وقبل الشروع في الحصة التدريبية الأولى له أول أمس بملعب فرطاس قدم رئيس الفريق لالماس المدرب الجديد بريك للاعبين، الذي كان له حديث معهم، حاول خلاله رفع معنوياتهم، مؤكدا لهم أن حظوظ “لوما” في البقاء لازلت قائمة وما عليهم إلا الثقة في إمكاناتهم، وأن إنقاذ الفريق وإخراجه من منطقة الخطر يعد إنجازا كبيرا. ومن جهة أخرى فإن جل اللاعبين التحقوا بالتدريبات تحضيرا للمباراة المقبلة التي ستجري في سعيدة أمام المولودية المحلية غدا الجمعة.