عاد أنصار المولودية إلى سعيدة بعدما خيّبهم لاعبو الصادة في لقائهم الأخير أمام بارادو، وبعدما ضيّع أبناء حموش أفضل فرصة للاقتراب من الصعود، ليكثر الحديث فيما بعد عن الوجه الشاحب الذي أظهره رفقاء بوزياني، ولتنطلق لغة الحسابات مجددا ويبدأ الجميع التنبؤ بنتائج المباريات القادمة لمعرفة حظوظ المولودية في الظفر بالتأشيرة الوحيدة للصعود. أين هي خبرتهم الطويلة وأسماؤهم الثقيلة؟ عندما يسمع متتبعو البطولة الوطنية بوجود أسماء كبيرة ومعروفة على المستوى الوطني في التشكيلة السعيدية، وعندما يسمع أنصار الفرق المنافسة للمولودية عن خبرة هؤلاء اللاعبين وأنديتهم السابقة، يخيّل إليهم أن المولودية ستحقق الصعود دون عناء وستقصف بالثقيل كل من يتجرأ على الوقوف أمامها، لكن عندما يتابع الجميع مستوى بعض العناصر السعيدية المعروفة بخبرتها وثقل أسمائها في الكثير من المباريات والتي كان آخرها لقاء بارادو يتذكر هؤلاء المثل الشعبي الذي يقول “الشيعة بلا شبعة“، كيف لا، والتشكيلة السعيدية ضيّعت نقاطا سهلة وكثيرة أمام فرق أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة، ليتأكد فيما بعد أن الضعف هو ضعف لاعبي المولودية. “حرام عليهم ما فعلوه بالأنصار “ ربما ستندم التشكيلة السعيدية على تضييعها لنقاط الفوز - وليس التعادل فحسب - أمام بارادو، خاصة بعدما فوّتت فرصة حقيقية لتعميق الفارق وضمان نسبة كبيرة من الصعود قبل نهاية البطولة ب 7 جولات، لكن إن كان لزاما على لاعبي الصادة أن يندموا ويتحسّروا، فعليهم أولا أن يتحسروا على معاناة أنصار سعيدة الذين لبوا نداء اللاعبين وتنقلوا بقوة إلى بودواو كما يجب عليهم أن يلوموا أنفسهم لأنهم كانوا السبب في خروج ما يقارب الألف مناصر من ملعب بودواو وهم يجرون أذيال الخيبة، بعدما كانوا يمنّون النفس بالعودة محتفلين بضمان صعود فريقهم قبل نهاية البطولة. بعض اللاعبين لا يستحقون الإمكانات المتوفرة وحتى لا نظلم أحدا ونكون منصفين في حق البعض، يجب الإشارة إلى أن عددا من اللاعبين يستحقون التحية والتقدير لأنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق هدف المولودية، ويسعون جاهدين لإعادة الفريق لمكانته الطبيعية ويقدمون ما عليهم في كل المباريات التي لعبوها، لكن في المقابل يجب التأكيد أن البعض الآخر لا يستحق مكانته ضمن التشكيلة الأساسية ولا يستحق الإمكانيات التي وفّرها رئيس الفريق الخالدي لهم، وجعلهم في فندق خاص لا يحلمون به حتى في أكبر الأندية الجزائرية، ومنحهم أموالا كثيرة لم يكونوا ليحصلوا عليها في فرق أخرى لأنهم وببساطة لم يقدموا للمولودية ما قدّمته لهم ولم يردّوا جميل إدارة الخالدي التي جعلت منهم “لاعبين وعليهم الكلام“. الفرصة متاحة لهم لإثبات العكس ولعل الأمر الذي يخفّف من معاناة أنصار المولودية في هذه الفترة بالذات هو أن الصادة لا تزال حاليا في صدارة ترتيب البطولة وبفارق نقطتين عن أقرب الملاحقين، وحظوظها كاملة في تحقيق الصعود هذا الموسم، لكن يجب التذكير أن المستوى الذي أظهره البعض من لاعبي المولودية في لقاء بارادو يهدّد بفقدان الصدارة والصعود هذا الموسم، لذلك ينبغي على رفقاء بسباس أن يثبتوا أن كل ما قيل في حقهم لا أساس له من الصحة، وأن يقدّموا مردودا مغايرا ونتائج ممتازة في المباريات القادمة لتحقيق حلم الصعود. خيارات حموش محل انتقاد وبعيدا عن ضعف مستوى لاعبي المولودية، حمّل الكثير من أنصار الصادة الذين تابعوا اللقاء الأخير جزءا من المسؤولية للمدرب حموش الذي دخل - حسبهم - اللقاء بغية تحقيق نقطة التعادل رغم أن الفريق كان بمقدوره العودة بنقاط الفوز، وأن الطاقم الفني لم يحسن استغلال تفوق المولودية العددي ولم يبادر للهجوم إلا بعد أن سجل بارادو هدف السبق بدليل اعتماده على أربعة مهاجمين، ولعل الأمر الذي أثار سخط الأنصار هو أن المدرب حموش لم يبادر بتغيير المهاجم بوزياني رغم أنه كان من البداية خارج الإطار وفضّل الاعتماد عليه طيلة التسعين دقيقة، ومن جهتهم لم يفهم الكثيرون سر إقحام المدافع بختاوي في الوسط الدفاعي رغم أن منصب هذا الأخير في المحور الدفاعي. آخر كلمة... الهجوم السعيدي ضعيف وفي انتظار إثبات العكس، تأكد كل من تابع اللقاء الأخير أمام بارادو أن الهجوم السعيدي ضعيف جدا لعدم قدرته على تجسيد أي فرصة خطيرة، ولتماديه في تضييع بعض الكرات الخطيرة بطريقة سهلة وساذجة لا يمكن لأحد تصديقها، عكس شبان نادي بارادو الذين استغلوا أول فرصة أتيحت لهم ليسجلوا هدفا عن طريق ضربة جزاء لا غبار عليها، ويبقى علينا التأكيد أن لغة الأرقام التي تشير الى أن الخط الهجومي للمولودية يعتبر الأفضل في البطولة ب 35 هدفا لا يعكس بالضرورة قوة المهاجمين الموجودين حاليا في الفريق لأن أغلبية الأهداف المسجلة تداول عليها الكثير من اللاعبين بما في ذلك المدافعين ولاعبي خط الوسط. الاستثناء لبن عبد الله وشرايطية فقط رغم ضعف الخط الأمامي للمولودية، إلا أن كلا من المهاجم السابق لشباب بلوزداد بن عبد الله وكذا اللاعب شرايطية يشكلان الاستثناء في الوقت الحالي، لأنهما اللاعبان الوحيدان اللذان حافظا على مستواهما الجيد طيلة المباريات التي لعباها لحد الآن، والأكثر من ذلك أن مردودهما كان يتحسّن من جولة لأخرى وبشكل لافت للانتباه، خاصة بن عبد الله الذي أصبح في ظرف وجيز هداف الفريق وثاني هدّاف للبطولة، عكس بقية المهاجمين الذين لم يقدموا الكثير وظلوا يوهمون أنفسهم بأن ما يحصل لهم مجرد مرحلة فراغ ستنتهي في أقرب وقت لكن دون جدوى. الصعود لن يتحقق ب”دعاوي الخير” يجب على التشكيلة السعيدية أن تكون ابتداء من الجولة القادمة أمام أرزيو واقعية، وأن تتحدث بلغة الأهداف وأن يضع اللاعبون في رؤوسهم بأن الصدارة لن تتحقق بدعاوي الخير، وأن السيناريو الذي حصل أمام بلعباس و“الموك“ قد لا يتحقق مره أخرى، ومن الممكن جدا أن تكون المولودية ضحية لأي فريق في ملعب سعيدة، كما يجب عليهم أن يتذكروا بأن نتائج مباريات أي جولة قد لا تكون في صالحهم مثلما كانت عليه في السابق، وقد يتمكن أي فريق ملاحق من تحقيق سلسلة انتصارات متوالية ليجد نفسه في الصدارة، لذلك على رفقاء الحارس دحماني الاعتماد على أنفسهم وليس على أمور أخرى لتحقيق الصعود ابتداء من اللقاء القادم أمام أرزيو. نسيان لقاء “الباك“ ضروري رغم أن الهزيمة كانت قاسية على السعيديين وعلى الأنصار الذين تنقلوا إلى بودواو لمساندة اللاعبين، إلا أن الجميع أصبح مطالبا بنسيان ما فات خاصة بالنسبة للاعبين الذين عليهم تعويض هزيمتهم وأدائهم الكارثي أمام “الباك“ في المباريات الأخيرة، من جهتهم على أنصار المولودية أن يواصلوا دعمهم للفريق خاصة في هذه الفترة بالذات، وأن يدركوا بأن الصعود لا يزال في متناول المولودية التي تنتظرها 7 مباريات كاملة ستلعب 4 منها في سعيدة. الاستئناف جرى أمس أجرت تشكيلة المولودية مساء يوم الأمس حصة الاستئناف بملعب الإخوة براسي، وينتظر أن تتواصل تحضيرات التشكيلة للقاء أرزيو لغاية بداية الأسبوع المقبل لتنطلق المولودية في تحضيراتها للقاء أرزيو الذي سيعلب الجمعة القادم بملعب 13 أفريل.