شهدت مباراة نادي غرناطة مع مالاغا أول أمس إلى جانب تألق براهيمي عودة حسان يبدة إلى الميادين مجددا بعد غياب دام لأكثر من شهر، حيث استغل متوسط ميدان المنتخب الوطني الغياب الإضطراري لزميله ريسيو وحجز له مكانة في التشكيلة الأساسية لمدربه لوكاس ألكاراز الذي لم يشركه أساسيا منذ مواجهة فياريال في الرابع من شهر أوكتوبر الفارط، وشغل يبدة مركز متوسط ميدان ارتكازي أيمن إلى جانب زميليه مانويل إيتورا وفران ريكو اللذين تكفلا بشغل عمق وسط الميدان والجهة اليسرى منه، ولعب 68 دقيقة كاملة من المباراة، قبل أن يستبدل بزميله الغاني محمد فاتو. قدم مردودا مقبولا في المرحلة الأولى ولم يخيب ألكاراز وظهر يبدة بمستوى مقبول عموما في الشوط الأول من المباراة، حيث حاول إثبات وجوده في وسط الميدان لمساعدة زملائه على بسط سيطرتهم على هذه المنطقة المهمة، إذ قام الدولي الجزائري بأربعة تدخلات دفاعية على لاعبي الفريق المنافس كانت جميعها ناجحة، كما تجرأ في بعض المرات على تقديم المساندة الهجومية لرفيقه الأرجنتيني دييغو بونانوتي الذي شغل منصب الجناح الأيمن، لكن تلك المساندة يمكن وصفها بالمحتشمة مقارنة بما كان يقدمه زميله فران ريكو على الجهة اليسرى المقابلة، فأغلب تمريرات يبدة في المرحلة الأولى كانت نحو الخلف أو بالعرض، فيما كانت تمريراته نحو الأمام قليلة جدا. انهار بدنيا في الشوط الثاني ولياقته لاتزال ضعيفة وفشل يبدة في المواصلة بنفس المستوى في المرحلة الثانية من الداربي الأندلسي، حيث ظهرت عليه علامات الإرهاق والتعب دقائقا قليلة فقط بعد انطلاقة الشوط الثاني، إذ انهار بدنيا وعجز عن القيام بأدواره الدفاعية حتى أنه اضطر في بعض المرات للاكتفاء بالمشي فوق أرضية الميدان، في الوقت الذي كان فيه رفاقه يقاتلون على الكرات، وهو ما تفطن له مدربه فسارع إلى استبداله في منتصف الشوط الثاني، ولا يمكن تفسير الضعف اللياقي الذي يعاني منه صاحب 29 عاما سوى بنقص المنافسة وتعدد الإصابات التي لاحقته في الفترة الأخيرة، فهما السببان الرئيسيان وراء تراجعه الرهيب من الناحية البدنية. حليلوزيتش قد يكرر خطأ مباراة الذهاب إذا اعتمد عليه من المؤكد أن مشاركة يبدة أساسيا أمام مالاغا وعودته إلى المنافسة ستزيد من فرصه في الحضور ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني المقبل على مباراة مصيرية أمام بوركينافاسو يوم 19 نوفمبر، فرغم أن لاعب بنفيكا السابق لا يمكنه أن يلعب أكثر من شوط واحد فقط بالنظر إلى ضعف لياقته البدنية، إلا أنه من غير المستبعد أن يكرر الناخب الوطني الخطأ الذي ارتكبه في مباراة الذهاب ويزج بخريج مدرسة أوكسير منذ بداية اللقاء، وهو ما قد يدفع ثمنه المنتخب الوطني غاليا مثلما فعل في مباراة الذهاب التي قدم فيها يبدة مستوى متواضعا لا يرقى إلى الآمال التي يعلقها ملايين الجزائريين على لاعبي "الخضر". يبدة: "من الطبيعي أن تشعر أنك لست ب 100% من إمكانياتك بعد شهر من الغياب" وكان يبدة قد اعترف في تصريحات نقلتها عنه وسائل الإعلام الإسبانية قبل مباراة أول أمس بتراجع مستواه في المواسم الأخيرة بسبب الإصابات، حيث قال في هذا الخصوص: "فعلا الإصابات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة أوقفت تطوري، لكن يمكنني الآن إظهار ما باستطاعتي فعله للمتابعين" كما استبق الدولي الجزائري الأحداث وأكد أنه لم يصل بعد إلى مستواه المعروف عنه رغم التفاؤل الذي ميز كلامه، وأضاف موضحا: "من الطبيعي أن تشعر أنك لست ب 100% من إمكانياتك، بعد غيابك عن المنافسة لشهر كامل، لكنني نسيت الإصابة وأرغب فقط في إظهار المستوى الحقيقي ل حسان يبدة".