ربما كان الفوز الساحق لمنتخب أوروغواي على مضيفه الأردني 5/صفر دليلا على حسم المواجهة بين الفريقين مبكرا قبل مباراة الإياب المرتقبة بينهما في مونتفيديو ولكن هذه النتيجة الكبيرة كانت مؤشرا أقوى على حقيقة أخرى وهي أن منتخب أوروجواي استعاد رداء التألق وعاد للتفكير "بالعقلية العالمية" . وسحق منتخب أوروغواي مضيفه الأردني بخماسية نظيفة يوم الأربعاء الماضي في ذهاب الدور الفاصل بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ويلتقي الفريقان إيابا يوم الأربعاء المقبل في مونتفيديو ليتأهل الفائز في مجموع المباراتين إلى النهائيات. ولم يتوقع أحد أن يتعرض المنتخب الأردني (النشامى) خامس التصفيات الأسيوية وصاحب المستوى الراقي في السنوات القليلة الماضية لهذه الهزيمة الثقيلة على ملعبه خاصة وأنها جاءت بعد شهر واحد فقط من عبور الفريق عقبة كبيرة باجتياز منتخب أوزبكستان في الملحق الأسيوي بنفس التصفيات. ولكن النتيجة الكبيرة التي حققها منتخب أوروغواي (السيليستي) أو (السماوي) في مباراة الذهاب حسمت المواجهة مبكرا ودفعت مشجعي أوروجواي إلى بدء الاستعداد لاحتفالية كبيرة على استاد "سينتيناريو" يوم الأربعاء المقبل بعد ضمان التأهل للمونديال رسميا. ولن تكون الاحتفالية بتأهل الفريق فقط وإنما لعودته إلى التفكير "بالعقلية العالمية" حيث حقق النتيجة الكبيرة رغم عدم معرفته بالمنافس جيدا مما يؤكد أنه خاض المباراة بهدف تحقيق الفوز وحسم المواجهة على ملعب المنافس بغض النظر عن هويته. وأكد أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي ، في تصريحات لوسائل الإعلام ببلاده ، بأنه لا يتوقع أن تؤثر نتيجة مباراة الإياب على النتيجة الإجمالية للمواجهة ولكنه يحث لاعبيه على خوض لقاء الإياب بكل جدية. وأوضح تاباريز "لا يمكن ألا نلاحظ أن تذاكر مباراة الإياب نفدت في 24 ساعة فقط. نحتاج لتقديم مباراة جادة لهؤلاء المشجعين وأن نجعل من لقاء الإياب احتفالا شعبيا كبيرا". وأعرب تاباريز عن تقديره لهذه الجماهير التي ظلت على مساندتها للفريق برغم الكبوة التي تعرض لها في أواخر عام 2012 والشهور الأولى من العام الحالي والتي كادت تبدد آماله في التأهل للمونديال بعدما حصد نقطتين فقط من 18 نقطة متاحة في ست مباريات متتالية بتصفيات قارة أمريكا الجنوبية قبل أن ينهض الفريق من كبوته ويحقق الفوز على فنزويلا 0/1 بملعبها ثم على منتخبي كولومبيا والأرجنتين ليحصل على المركز الخامس في جدول التصفيات ويخوض الدور الفاصل أمام الأردن. ويتولى تاباريز تدريب منتخب أوروغواي منذ عام 2006 وأصبح مهندسا للطفرة التي حققها الفريق في السنوات القليلة الماضية وقاد الفريق للفوز بالمركز الرابع في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وبلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا 2011) بالأرجنتين. ولكن بلوغه مع الفريق نهائيات كأس العالم 2014 سيكون له الأثر الكبير في نفوس مواطني أوروجواي التي يبلغ تعدادها 2ر3 مليون نسمة حيث تقام فعاليات البطولة في البرازيل وتقام المباراة النهائية على استاد "ماراكانا" الذي شهد أهم انتصارات منتخب أوروجواي في تاريخه عندما تغلب على البرازيل في المباراة الختامية لمونديال 1950 . وأكد تاباريز أنه سيحرص على تجهيز لاعبيه بأفضل شكل ممكن فنيا وبدنيا وخططيا ونفسيا قبل مباراة الإياب. وأشار إلى أن الاستعداد سيبدأ بعدها وعلى مدار الشهور الثمانية المقبلة لخوض نهائيات كأس العالم بالبرازيل مشددا على أن فريقه سيكون "منافسا صعبا لأي فريق يلتقيه في النهائيات" . ومن المقرر أن يوضع منتخب أوروجواي على رأس إحدى المجموعات بالدور الأول لكأس العالم 2014 بعدما احتل أحد المراكز السبعة الأولى في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر في أكتوبر الماضي. (