ستخلو شوارع ولايات الوطن الثماني والأربعين بمدنها وقراها من أية حركة بداية من الساعة السابعة والربع من مساء هذه الأمسية، أين سيتسمر قرابة الأربعين مليونا من أبناء هذا البلد أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المباراة الحلم بين "محاربي الصحراء" وضيوفهم "خيول بوركينافاسو" لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل 2014. الانتصار ضروري للأبطال لضمان مكانة في مونديال الكبار استعدوا فتسعون دقيقة فقط تفصلنا عن حلم المونديال، والرجال جاهزون لحجز تأشيرتهم بين الأبطال، هدف واحد قد يكفي، ولكن لا يبدو بأن أشبال المدرب وحيد حليلوزيتش سيقتنعون بذلك في مواجهتهم للضيف البوركينابي، في لقاء سيسعى من خلاله رفاق المتألق هلال سوداني لتدارك هزيمة الذهاب بلقاء المهزلة التحكيمية، واليوم أمام 40 ألف متفرج بملعب "تشاكر" و40 مليونا خارجه، لا أعذار للأبطال ولن نرضى إلا بالانتصار الذي سيضع "محاربي الصحراء" بمكانتهم الطبيعية بين كبار الكرة العالمية. كل شيء سيكون مباحا عند البوركينابيين الطامحين للنجاح يدرك البوركينابيون جيدا ما ينتظرهم بالأراضي الجزائرية، في مواجهة منتخبنا وجماهيره التي لن تخرج عن إطار الروح الرياضية، ومع ذلك فإن "الخيول" البوركينابية قد تلجأ إلى أكثر من تمثيلية، وذلك لا يخرج عن تقاليد كرة القدم الإفريقية، باستفزاز عناصر "الخضر" وتضييع الوقت للحفاظ على تقدم مباراة الذهاب المسروق، ومع ذلك فإن حلم شعب بوركينافاسو هو حلم مشروع ومباراة اليوم سيكون الخطأ فيها لأي من المنتخبين أكثر من ممنوع.
التشكيلتان المحتملتان الجزائر: مبولحي، خوالد، مصباح، بوقرة، مجاني، تايدر، مصطفى، براهيمي، فغولي، سوداني، سليماني. بوركينافاسو: دياكيتي، باليما، لانغاني، باكاري كوني، ياغو، روامبا، دجاكاريدجا كوني، كابوري، بيترويبا، ناكولما، بانسي. الغيابات ثلاثة غيابات في صفوف "الخضر" وغياب على الأقل من جانب الضيوف سيفتقد المنتخب الوطني اليوم لخدمات سعيد بلكالام مدافع واتفورد الإنجليزي بداعي الإيقاف عقب الإنذار الذي تلقاه في مباراة الذهاب، كما سيغيب نبيل غيلاس مهاجم أف سي بورتو البرتغالي للمرض، في حين سيغيب عدلان قديورة لاعب وسط ميدان كريستال بالاس الإنجليزي بداعي الإيقاف والإصابة معا بعد تلقيه إنذارا في مباراة الذهاب ب واغادوغو، قبل أن يتلقى إصابة خلال مشاركته مع فريقه بالدوري الإنجليزي، أما من جانب "خيول" بوركينافاسو فسيغيب الظهير الأيمن محمد كوفي بداعي الإيقاف، فيما تبقى مشاركة جان نويل لانغاني محل شك كونه تعافى مؤخرا فقط من الإصابة.
عائدون من الغياب جبور أبرز العائدين والمنتخب البوركينابي يستعيد لاعبيه المصابين أجرى الناخب الوطني بعض التعديلات على قائمة المنتخب الوطني مقارنة مع تلك التي كانت معنية بمباراة الذهاب، حيث ستشهد مباراة اليوم عودة كل من إسحاق بلفوضيل مهاجم إنتير ميلان الإيطالي، وعبد الرحمان حشود الظهير الأيمن ل مولودية الجزائر وأيضا رفيق زهير جبور مهاجم سيفاس سبور التركي، والذي عوض نبيل غيلاس الذي انسحب في آخر لحظة لدواعي صحية، ورغم أن جبور مرشح للجلوس على مقاعد البدلاء، إلا أن خبرته الكبيرة في مثل هذه المباريات قد تكون مفيدة جدا للمنتخب، أما من جانب المنتخب البوركينابي فسيعود الهداف آلان تراوري والقائد باكاري كوني الذي خرج في الدقائق الأولى بمباراة الذهاب.
نجوم المواجهة بلفوضيل ورقة رابحة ل "الخضر" لتعزيز حظوظهم في الحضور بالبرازيل عاد إسحاق لزرق بلفوضيل مهاجم إنتير ميلان إلى مخططات المدرب الوطني وسيكون حاضرا في مباراة هذه الأمسية، غير أن مشاركة ابن مدينة مستغانم في مباراة اليوم أساسيا تبقى مستبعدة إلى حد بعيد، إذ ينتظر أن يواصل حليلوزيتش الاعتماد على الثنائي الهداف إسلام سليماني وهلال العربي سوداني في الهجوم، غير أنه لا يستبعد إقحام صاحب 21 عاما في الشوط الثاني من المباراة لما يتميز به المهاجم الشاب من سرعة ومهارة وقدرات على المراوغة من الجهة اليمنى من الهجوم، وهو أمر مهم سواء في التسجيل أو في صناعة اللعب. تراوري مصدر الخطر الإضافي من الضيف البوركينابي سيستفيد منتخب بوركينافاسو من عودة مهاجمه الشاب آلان تراوري لاعب لوريون الفرنسي، بعدما غاب عن مباراة الذهاب ب واغادوغو بداعي الإصابة، غير أن مشاركة اللاعب صاحب 24 عاما من العمر أساسيا في مباراة هذه الأمسية ليست مؤكدة تماما في ظل ابتعاده عن الميادين طيلة الثلاثة أشهر الماضية بسبب هذه الإصابة، ومع ذلك يبقى عنصرا خطيرا جدا يجب توخي الحذر حياله في حالة مشاركته، وهو الذي أكد مؤخرا أنه جاهز للمشاركة في المباراة وأنه يشعر بأنه في حال جيد يسمح له باللعب حتى كأساسي.
مباراة داخل المباراة بيتروبيا مصدر كل الأخطار ومجاني عليه أن يكون له بالمرصاد كان جوناثان بيترويبا زميل فؤاد قادير في صفوف فريق رين الفرنسي العنصر البوركينابي الأخطر في لقاء الذهاب ب واغادوغو، وهو الأمر الذي يؤكده حصوله على ضربة الجزاء الأولى الضائعة وتسجيله للهدف الأول ل البوركينابيين، حيث اتسمت هجمات أفضل لاعب في كأس إفريقيا الأخيرة بالسرعة والخفة، وعليه فإن المدرب الوطني سيطلب من لاعبيه تشديد الرقابة على هذا اللاعب، وهي المهمة التي قد توكل إلى كارل مجاني المنتظر عودته إلى محور الدفاع، بعدما لعب في وسط الميدان الدفاعي بالمباراة الماضية.
جديد "الخضر" ماندي الضيف الجديد على تشكيلة المنتخب الوطني ستكون مباراة هذه الأمسية المباراة الأولى للوافد الجديد عيسى ماندي مع المنتخب الوطني، إذ سيعيش الظهير الأيمن لفريق ريمس الفرنسي أجواء ملعب "تشاكر" ب البليدة لأول مرة، غير أن اللاعب صاحب 22 عاما من العمر والذي لعب 10 مباريات هذا الموسم أساسيا في الدوري الفرنسي قد لن يلعب ولو دقيقة واحدة في مباراة هذه الأمسية، وذلك لافتقاده للتجربة الدولية، كما أنه سيكون الخيار الرابع ل حليلوزيتش في منصب الظهير الأيمن، بعد كل من مهدي مصطفى، خوالد وحشود.
الجماهير الأنصار يطالبون ب غلام أساسيا بدلا من مصباح أجمعت جماهير المنتخب الوطني على أن فوزي غلام الظهير الأيسر لفريق سانت إيتيان الفرنسي يستحق الحصول على فرصة للعب أساسيا في مواجهة هذه الأمسية، حيث بررت جماهير "الخضر" ذلك بالمردود الجيد الذي يقدمه المدافع الشاب مع فريقه هذا الموسم في الدوري الفرنسي، خلافا ل جمال مصباح الذي ارتكب العديد من الهفوات في الرقابة بمباراة الذهاب دفاعيا، كما كان غائبا تماما هجوميا، غير أن رغبات الأنصار التي عبروا عنها من خلال مختلف المنتديات المنتشرة عبر شبكة الأنترنت قد لن تجد لها أذانا صاغية عند المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي يبدو أن ابن زيغود يوسف رقم صعب عنده لا يمكن زحزحته من التشكيلة الأساسية للمنتخب.
من المدرجات مشجعو "الخضر" يحضرون مفاجأة نارية للعناصر الوطنية تحضر مجموعة من أنصار المنتخب الوطني لتشكيل "تيفو" ضخم بمدرجات ملعب "تشاكر" ب البليدة بمناسبة مباراة هذه الأمسية، تيفو ووفقا للأصداء الواردة بخصوصه سيرقى لتلك الصور التي تشكلها جماهير الأندية والمنتخبات الأوروبية، ومن المنتظر أن يزين مدرجات "تشاكر" اليوم مرفوقا بالآلاف من الأعلام الوطنية التي ينتظر أن تملأ مدرجات الملعب، على غرار ما عودنا عليه أنصار "الخضر" الذين يبقون اللاعب الأهم في مباريات المنتخب الوطني التي يلعبها داخل أرض الوطن، وهو الأمر الذي قد يتجلى مجددا في مباراة اليوم.
حكم اللقاء دياتا يدافع عن مصداقية الصافرة الإفريقية بعد مهزلة العاصمة البوركينابية أوكلت مهمة إدارة مباراة اليوم للحكم الدولي السنغالي بادارا دياتا صاحب 44 عاما من العمر، وهو حكم دولي منذ سنة 1999، حيث سبق له وأن أدار مباريات في كأس أمم إفريقيا سنوات 2006، 2008 و2010، كما أدار نهائي دورة 2012، غير أن دياتا لم يسبق له المشاركة في نهائيات كأس العالم واكتفى بتحكيم مباريات ضمن التصفيات فقط، واليوم يسعى الحكم السنغالي لتعزيز حظوظه الضئيلة في المشاركة ب مونديال البرازيل القادم قبل التقاعد، غير أن ذلك لن يمر إلا من خلال تقديم أداء مرض في مباراة اليوم، خصوصا وأنه لا يملك الأعذار لمواصلة مهازل التحكيم الإفريقي ضد الجزائر أندية ومنتخبات، بعدما كان الحكم الجزائري جمال حيمودي قد أنصف المنتخب السنغالي في مواجهته ل كوت ديفوار قبل يومين.