بدأت الرؤية تتضح بخصوص المنتخب الذي سيواجهه منتخبنا الوطني وديا في الخامس من شهر مارس المقبل... بعدما دخلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على هامش قرعة نهائيات كأس العالم ب البرازيل مساء يوم الجمعة في اتصالات متقدمة مع اتحادات عدة منتخبات عالمية في صورة فرنسا، الإكوادور وكولومبيا، ويبدو المنتخب الفرنسي حسب ما علمناه الأقرب لمواجهة المنتخب الجزائري ليس لأن اتحادية "الديكة" هي التي طلبت مواجهة الجزائر، بل لأن طريقة لعب زملاء ريبيري هي الأنسب للتحضير للمنتخب البلجيكي الذي تشبه طريقة لعبه أسلوب "الزرق". زملاء ريبيري أفضل اختبار لجاهزيتهم قبيل المونديال وإن كانت "الفاف" وحتى الساعة لم تحسم نهائيا في أمر المنتخب الذي ستتم مواجهته وديا في شهر مارس المقبل، إلا أنها وحسب ما علمناه قد تختار فرنسا، بما أن مواجهة منتخب "الديكة" ستكون أفضل اختبار لمنتخبنا قبيل نهائيات كأس العالم 2014، وهي النهائيات التي سيكون منتخبنا فيها ضمن مجموعة تضم منتخبين أوروبيين وهما بلجيكا وروسيا، وبالتالي فإن فرنسا ستكون اختبارا للمنتخبين معا، بما أن الكرة الأوروبية تتشابه إلى حد بعيد رغم اختلاف الخطط وطرق اللعب بين بلجيكا وروسيا مثلا.
ما جدوى مواجهة منتخب من أمريكا اللاتينية؟ ولا تسقط "الفاف" من حساباتها منتخبات الإكوادور وكولومبيا اللتين طلبتا اللعب أمام الجزائر في مارس المقبل، غير أن احتمال إجراء مباراة مع واحد من المنتخبين يبدو ضئيلا، بما أن مواجهتهما لن تكون منها أي جدوى ما دامت مجموعة منتخبنا لا تضم أي منتخب من أمريكا اللاتينية، فلو حدث وأوقعت القرعة منتخبا أمريكيا في مجموعتنا لكانت مواجهة الإكوادور أو كولومبيا منطقية، لكن أن يكون في مجموعة "الخضر" منتخبان أوروبيان وآخر آسياوي ونواجه منتخبا أمريكيا لاتينيا فهذا ما لا جدوى منه، وبالتالي فالتباري أمام منتخب أوروبي أفضل ومفيد لمنتخبنا، لا سيما وأن لاعبي منتخب فرنسا يلعبون جميعهم في أوروبا على غرار بلجيكا، وطريقة لعب أشبال ديشان تشبه كثيرا أسلوب "الشياطين الحمر" تحت إشراف مدربهم فيلموتس.
اللاعبون الدوليون يفضلون فرنسا لو يستشارون في الأمر قرار مواجهة فرنسا سيتم الفصل فيه من طرف رئيس "الفاف" محمد روراوة والناخب حليلوزيتش، بما أنهما أدرى بما يتطلبه المنتخب لتحضير نفسه قبيل موعد البرازيل، غير أن اللاعبين الدوليين لمنتخبنا لو تتم استشارتهم في الأمر سيثمنون اللعب أمام منتخب "الديكة"، للأسباب التي ذكرناها، بما أنه المنافس الذي سيفيد "الخضر" كثيرا قبيل المباراة الأولى في المونديال أمام منتخب بلجيكا، ناهيك عن أنهم كلهم يحلمون بمواجهة المنتخب الذي يمثل البلد الذي ولدوا فيه وهنا نقصد أغلبية الدوليين المزدوجي الجنسية (من يملكون الجنسية الفرنسية والجزائرية)، حتى يظهروا أحقيتهم في تمثيل الوطن الأم الجزائر على البلد الذي ولدوا وترعرعوا فيه.
الخوف فقط من تكرار سيناريو المباراة الماضية ويبقى الهاجس الوحيد الذي قد يقف في طريق برمجة اللقاء رغم الضمانات التي يمنحها الفرنسيون هو الجانب التنظيمي والأمني فقط، لأن الخوف سيكون من تكرار سيناريو 2001 عندما فشل المنظمون في ضمان سير مباراة الجزائروفرنسا حتى نهايتها، بعدما اجتاح أنصار "الخضر" من الجالية الجزائرية أرضية ملعب "سان دوني" وتسببوا في إيقاف المباراة، في وقت كان فيه زملاء زيدان متقدمين برباعية مقابل هدف وحيد ل الجزائر سجله يومها بلماضي، ومع ذلك تبقى فرنسا الأقرب لمواجهة "الأفناك".