انتهت الأزمة المالية الأخيرة التي كانت تعاني منها مولودية سعيدة وعادت المياه لمجاريها بعد أن عاش اللاعبون والمدرب والأنصار أسبوعا عصيبا كاد أن يؤدي بالمولودية إلى الهاوية، وأصبحت اليوم كل الظروف مواتية لمواصلة مشوار البطولة بقوة فاللاعبون تخلّصوا من الضغط الرهيب الذي عانوا منه سابقا بعد أن وصل تأثير الأزمة المالية لهم، كما أنّ المعنويات أصبحت مرتفعة للغاية بعد نهاية عهد المشاكل المالية وبعد الفوز المحقق أمام تلمسان، فضلا عن ذلك تنفست إدارة المولودية الصعداء بعد أن تلقت الضمانات الكافية من طرف الوالي بمساعدة الفريق في أقرب وقت قصد مواصلة التألق في بطولة هذا الموسم، لكن ورغم ذلك لا أحد في سعيدة يفكر في المستقبل والجميع يريدون من التشكيلة أن تتألق في البطولة وأن تحتل مرتبة مشرّفة دون أن يرسم المعنيون بالشأن السعيدي معالم الفريق المستقبلي حتى يكون للمولودية شأن كبير وحتى لا تضيع الجهود التي بُذلت حتى الآن من أجل تكوين هذا الفريق. بعض الفرق باشرت تجديد عقود لاعبيها في الوقت الذي فضّل السعديون سواء الإدارة أو السلطات المحلية التزام الصمت فيما يخص مستقبل الفريق في السنوات القادمة، وفي الوقت الذي لم يتحدث الرئيس الخالدي عن قضية تجديد عقود اللاعبين وإقناعهم بالبقاء في سعيدة لمواسم أخرى، باشرت الكثير من الفرق اتصالاتها مع لاعبيها قصد إقناعهم بالبقاء ومواصلة تألقهم لمواسم أخرى فرؤساء بعض الأندية يفكرون بمنطق التمهيد لتكوين فريق تنافسي يكون قادرا على التنافس على الألقاب والتألق في بطولة المواسم القادمة في حين أنّ إدارة المولودية لا تفكر سوى في كيفية إنهاء هذا الموسم بأي طريقة نظرا لما تعانيه من مشاكل. الأمر مغاير في سعيدة لأن المستقبل مجهول ورغم أنّ الصمت الذي تلتزمه إدارة المولودية فيما يخص قضية إقناع اللاعبين بالبقاء ومباشرة المفاوضات معهم بشأن القيمة المالية الخاصة بالموسم القادم يدعو للاستغراب، إلا أنّ المقارنة بين المولودية وبين فرق أخرى ستكون مستحيلة تماما نظرا لأن واقع بقية الفرق يختلف كليا عما تعيشه المولودية، فالرئيس الخالدي يدرك جيدا أنّ بدء المفاوضات مع اللاعبين في هذا الوقت سيكون مستحيلا لأن الأموال التي ستصل للخزينة هذا الموسم لن تكفي سوى لأشهر قليلة وقد تلبي حاجيات الفريق حتى ناهية هذا الموسم فقط، لذلك لن يكون بإمكان الإدارة التفكير في المستقبل ما لم تتوفر الأموال لتجديد عقود اللاعبين وإقناعهم بالبقاء. كل شيء مرتبط ببقاء الخالدي لحد الآن لم يفصل رئيس الفريق في قضية بقائه على رأس المولودية بعد ناهية الموسم الحالي، فبعض المقربين من الإدارة السعدية يؤكدون أنّ الخالدي سئم كثيرا معاناة فريقه هذا الموسم وكذا الأزمات التي كادت أن تقضي على الفريق وأنه سينهي هذا الموسم وسيبتعد نهائيا عن تسير الفريق وهو الأمر الذي سيجعله يرفض الحديث عن قضية تجديد عقود اللاعبين، فيما يؤكد آخرون أنّ الخالدي سينتظر نهاية هذا الموسم وسيقرر بعد ذلك البقاء على رأس الفريق من عدمه، فإذا توفرت الأموال فإنه سيواصل مهامه بصفة عادية وسيكون بمقدوره إقناع اللاعبين بالبقاء أما إذا حصل العكس وتكرر سيناريو المواسم الماضية فإنه لن يغامر وسينسحب بمجرد نهاية البطولة. حتى روابح سيبقى إذا وجد الاستقرار سبق لمدرب المولودية أن أكد أنّ الاستقرار هو أفضل عامل لتكوين فريق تنافسي هذا الموسم، كما أكد أنه سيبقى في سعيدة إذا توفر هذا العامل نظرا لأنه يريد أن يكوّن فريقا مستقبليا يلبّي طموحات أنصار المولودية، ف روابح يدرك أنّ بقاء الخالدي وتوفّر الأموال عاملان أساسيان في بناء فريق قوي. من جهته سبق لرئيس الفريق الخالدي أن أثنى على مدرب المولودية روابح ووصفة بالكبير وهو أمر يعطي انطباعا بأن الخالدي لن يفرّط في روابح إذا واصل مهامه على رأس الفريق. السعيديون مطالبون بتفادي أخطاء الماضي الجميع في سعيدة يتذكرون الموسم الكارثي الذي شهد سقوط المولودية إلى القسم الثاني ويعرفون الأسباب التي أدّت إلى تلك الكارثة، فالرئيس السابق للفريق بن حمزة لم يفكر مبكرا في تجديد عقود أبرز اللاعبين مثل حميدي وسوڤار بسبب معاناة الفريق ماليا وهو الأمر الذي أدى إلى ضياع فريق الأحلام الذي كان يصنع الأفراح في سعيدة، كل ذلك يجعل الإدارة وكل المعنيين بالمولودية خاصة السلطات المحلية مطالبين بتفادي أخطاء الماضي والتفكير في بناء فريق قوي. الفرصة مواتية للسير على خطى الشلف ويأمل السعيديون أن تنجح إدارة المولودية في الاحتفاظ بأغلبية ركائز الفريق وأن تتيح للمدرب الحالي توفيق روابح إكمال العمل الذي بدأه هذا الموسم وتكوين فريق قادر على فرض نفسه ضمن كبار البطولة، فالفرصة هذا الموسم مواتية للسير على خطى جمعية الشلف التي كانت في المواسم السابقة تلعب من أجل البقاء لتجد نفسها هذا الموسم أقوى المرشحين لنيل لقب البطولة وذلك بفضل الاستقرار الذي عرفه هذا الفريق، لذلك يجب على السعيديين التفكير في المواسم القادمة وتوفير الظروف حتى تقول المولودية كلمتها وحتى لا يضيع المجهود المبذول هذا الموسم. لاعبو المولودية تحت المجهر نقطة أخرى قد تضيّع كل الجهود المبذولة حتى الآن في سبيل تكوين فريق تنافسي بداية من الموسم القادم وهي أنّ أغلبية اللاعبين الذي تألقوا في بطولة هذا الموسم أصبحوا مستهدفين من طرف العديد من الأندية، ف مادوني، حديوش وشرايطية خطفوا الأضواء هذا الموسم وأسالوا لعاب الكثير من الأندية وهو الأمر الذي يجب أن يجعل الإدارة السعيدية تتحرك لتجديد عقودهم بدلا من ضياعهم مثل عديد اللاعبين الذين تألقوا بألوان المولودية. أغلبية اللاعبين أمضوا لموسمين لكن... اتبعت إدارة المولودية بداية هذا الموسم سياسة إمضاء عقود لمدة موسمين مع اللاعبين وهو ما سيضمن للفريق مداخيل إذا فكّر هؤلاء اللاعبين في تغيير الوجهة، لكن المشكل التي سيعيق إدارة النادي عن إقناعهم بالبقاء هو مشكل الأموال، فإقناع اللاعبين بالبقاء ضمن صفوف التشكيلة السعيدية لموسم آخر يحتاج لأموال كثيرة. =========== حديوش ينتظر عودته بفارغ الصبر سئم مهاجم المولودية عبد النور حديوش وضعيته الحالية وبقاءه بعيدا عن التشكيلة بسبب لعنة الإصابة، حيث أكد أنه ينتظر عودته بفارغ الصبر للمشاركة ضمن صفوف التشكيلة الأساسية خاصة أنه ضيّع العديد من المباريات المهمة وكان لغيابه تأثير على مردود الخط الأمامي. وشفي حديوش من الإصابة بشكل نهائي بدليل أنه لم يشعر بأية ألام عند عودته للتحضير وهو الأمر الذي يؤكد أنّ عودته إلى الميادين باتت قريبة جدا. سيشارك أمام الوفاق رغم نقص لياقته البدنية وبات من المؤكد أنّ حديوش لن يكون بإمكانه المشاركة في لقاء الغد أمام اتحاد عنابة لأنّ المدرب روابح فضّل إبقاءه بعيدا عن التشكيلة قصد استرجاع لياقته البدنية التي تأثرت بفعل غيابه الطويل، لكن رغم نقص لياقته البدنية إلا أنه سيدشّن عودته في مواجهة وفاق سطيف. يريد استرجاع لقب الهداف وستكون عودة حديوش لأجواء المنافسة في مصلحة المولودية وستزيد الهجوم السعيدي قوة نظرا لأنّ اللاعب سيبعث المنافسة بينه وبين أكثر من لاعب على غرار الهداف مادوني الذي خطف لقب هداف الفريق، لذلك ينتظر أن يحاول حديوش استرجاع هذا اللقب. عودة عكوش ستجعل الهجوم أقوى من جهة أخرى، ينتظر السعيديون عودة المهاجم ياسين عكوش الذي غاب عن الميدانين لفترة طولية، فالجميع في سعيدة يعرفون إمكانات هذا اللاعب ويدرك أنّ المولودية ستكون في أفضل أحوالها بعودة عكوش وحديوش للتشكيلة، كما ينتظر أن تساهم عودة هذين اللاعبين في إشعال المنافسة مع مادوني وشرايطية وهو أمر سيفيد المولودية. حديوش: "أنا بخير وأنتظر عودتي بفارغ الصبر" في اتصال هاتفي جمعنا به صبيحة أول أمس الجمعة تحدث حديوش عن حالته الصحية قائلا: "أنا بخير وعدت للتحضيرات بداية الأسبوع الماضي وأجريت حصصا لتقوية العضلات ثم باشرت الركض حول الملعب ولم أشعر بأي آلام، بصراحة لقد سئمت كثيرا هذه الوضعية وأنتظر بفارغ الصبر العودة إلى الميادين، لن أكون جاهزا لمواجهة عنابة لأنني أعاني من نقص في لياقتي البدنية لكن الأكيد أنني سأشارك أمام وفاق سطيف وسأعمل كل ما في وسعي لإسعاد أنصار المولودية". "المدرب منحني برنامجا خاصا حتى أسترجع لياقتي" وواصل حديوش حديثه عن الإصابة قائلا: "الإصابة أثرت كثيرا في حالتي البدنية لذلك منحني المدرب برنامجا خاصا رفقة زميلي عكوش حتى أسترجع لياقتي البدنية، سأعمل كل ما في وسعي حتى أكون حاضرا وبكامل إمكاناتي في مواجهة وفاق سطيف". ================= روابح يمني النفس بتأهيل خليل وكوامي قبل الوفاق لا تزال قضية اللاعبين الإفريقيين كوامي وإبراهيم خليل غامضة حتى الآن فرغم أنهما أمضيا للمولودية إلا أن مشاركتهما رفقة التشكيلة مستحيلة نظرا لأنهما لم يؤهلا بعد، فالمدرب روابح كان في كل مرة يمنّي النفس بإقحامهما لسد النقص خاصة على مستوى الخط الأمامي، لكن الرياح جرت بما لا يشتهيه وتأهيلهما قد لا يكون إلا أياما قبل مواجهة وفاق سطيف، لذلك يتمنّى المدرب روابح أن يؤهل هذان اللاعبان قبل مواجهة الوفاق. الفرصة مواتية أمام مادوني وشرايطية للتأكيد وجد المهاجمان شرايطية ومادوني في لقاء الكأس صعوبة في الوصول إلى مرمى اتحاد الحراش بسبب الملعب الكارثي الذي لعبت في تلك المواجهة وكان أحد الأسباب التي أدت إلى إقصاء الفريق من كأس الجمهورية، لكن بمجرد عودة السعيديين إلى ملعب سعيدة تمكن مادوني وشرايطية من تسجيل خماسية وهو أمر يبعث على التفاؤل لأنّ الفرصة في لقاء الغد ستكون مواتية لهما حتى يؤكدا قوتهما الهجومية ويساهما في العودة بنتيجة إيجابية من عنابة.