عاد ريال مدريد من "بامبلونا" بتعادل مخيب للآمال أمام أوساسونا (2-2)، ووضع سيرجيو راموس –ككل مرة- زملاءه ومدربه كارلو أنشيلوتي في وضعية لا يحسد عليها بحصوله على الطرد رقم 18 بقميص الريال، تاركا الفريق بعشرة لاعبين، حيث تسبب في نظر الكثير من النقاد في تعثر "الملكي"، الأمر الذي عمق الفارق بينه وبين غريمه المتصدر برشلونة إلى 5 نقاط، ويتفق الجميع على أن راموس يملك إمكانيات كبيرة تجعله من أحسن المدافعين في العالم، لكن تصرفاته فوق أرضية الميدان تنم عن طيشه وعدم قدرته على قيادة فريق من حجم الريال، الأمر الذي يجعلنا نقول أن "الميرنغي" يفتقد لقائد حقيقي فوق أرضية الميدان منذ إصابة إيكر كاسياس. المشكل ليس في الدفاع ولكن في غياب القائد يتكلم الكثير من المتتبعين والنقاد في الآونة الأخيرة عن هبوط مستوى دفاع ريال مدريد، كما وجهت الكثير من الاتهامات إلى كيبلر بيبي بأنه لم يعد في ذلك المستوى الكبير المعهود عنه، لكن وبالنظر إلى مستوى الريال في جميع المنافسات منذ بداية الموسم، فإننا نجده مختلفا تماما بين "الليغا" ورابطة الأبطال، إذ ورغم أنه قوي في الدوري المحلي ويسجل الكثير من الأهداف لكنه يرتكب الكثير من الأخطاء في الدفاع والدليل الأهداف الكثيرة التي تلقاها، بينما نجد دفاعه ثابتا في رابطة الأبطال ولا يرتكب الأخطاء المعهودة عنه رغم وقوعه في مجموعة قوية ضمت كلا من جوفنتوس وغالاتاسراي، وقد لعب أمام الأخير بعشرة لاعبين بعد طرد راموس وحقق فوزا عريضا، في حين عجز عن ذلك أمام أوساسونا.
كاسياس يصنع الفارق بتوجيهه للدفاع وتتبادر الكثير من الأسئلة إلى أذهاننا بعد عرض هذه المعطيات، فالريال يشارك بنفس الفريق في "الليغا" كما في رابطة الأبطال، لكنه يبدو أكثر هيبة وتماسكا في المسابقة الأوروبية، فأين يكمن السر؟ وبنظرة واقعية نجد اللاعب الوحيد الذي يصنع الفارق هو الحارس إيكر كاسياس، إذ يملك الشخصية الحقيقية للقائد فوق أرضية الميدان وهو ما ينقص الريال في الوقت الحالي، حيث يلعب "القديس" دورا كبيرا في تنظيم الخطوط الخلفية وتوجيه زملائه في الدفاع، كما له قدرة عجيبة حتى على بناء الهجمة المعاكسة حيث يمرر الكرة بيده فور إمساكه لها، وهذا ما رأيناه خاصة في أيام المدرب جوزي مورينيو، أين كان زملاء كريستيانو رونالدو أفضل وأسرع فريق في الهجمات المعاكسة.
لوبيز حارس جيد لكن وجود كاسياس ضروري وتجدر الإشارة إلى أن دييغو لوبيز حارس الريال في "الليغا" هو أيضا من أفضل الحراس في إسبانيا، كما يتجه ليكون من بين الأفضل في العالم وما يقوم به في كل مشاركة دليل على ذلك، لكن افتقاد الملكي لقائده الحقيقي يجعل كارلو أنشيلوتي أمام حتمية إعادة إيكر كاسياس إلى مكانه الأساسي، أولا لأنه لم يفقد مكانته بسبب هبوط في المستوى بل جراء إصابة، وثانيا لأنه يعيد الاستقرار المطلوب في الدفاع والذي يحتاجه الريال الآن قبل أي وقت مضى، ويعتبر وجود حارسين من عيار كاسياس ولوبيز نعمة بالنسبة لأي مدرب، أما بالنسبة للمدرب الإيطالي فالأمر أصبح نقمة، ويبقى الأكيد في الفترة الحالية أن "كارليتو" ملزم بإعادة الحارس الذي قضى مدة 14 سنة أساسيا في الريال.