مثلما كان الحال عليه في الطبعات السابقة من "الكرة الذهبية"، فإن التنافس كان محتدما هذه السنة بين المرشحين الستة الذين اختارتهم "الهدّاف" و"لوبيتور" لخلافة فغولي في سجل المتوجين بدليل أنه لم يتم التعرف على إسم المتوج إلاّ في أخر لحظة، بدليل أن سليماني الحائز على الجائزة هذه المرة لم يتقدم على صاحب المركز الثاني فغولي سوى ب 12 صوتا (227 صوتا ل سليماني و215 صوتا ل فغولي)، في استفتاء شاركت فيه كل الأطراف الفاعلة من رؤساء نواد، مدربين، لاعبين، وسائل إعلام وأيضا الجمهور الرياضي وهو ما جاء ليؤكد أحقية مهاجم "سبورتينغ لشبونة" في التتويج، خاصة مع مستوياته المقدمة مع المنتخب الوطني والتي جعلته أفضل لاعب جزائري على الإطلاق في الوقت الراهن. حلّ الأول في تصويت الرؤساء، المدربين، اللاعبين ووسائل الإعلام ورغم المنافسة الشرسة التي وجدها من فغولي، إلا إن "عريس" حفل "الكرة الذهبية" الإثنين الفارط، لقي اعتراف كامل أهل الاختصاص والأطراف التي شاركت في عملية التصويت، مادام أنه حل أولا في تصويت رؤساء نوادي الدوري المحترف الأول، بعد أن جمع 5 أصوات مناصفة مع فغولي في وقت أن 5 مدربين من أصل 16 مدربا صوتوا عليه أيضا وكان الأفضل مقارنة ببقية منافسيه وهو نفس الحال بالنسبة لتصويت اللاعبين الذين يحملون شارة القيادة والذين شاركوا في عملية التصويت، إذ أن ستة منهم اختاروه الأفضل. سليماني كان أيضا الأفضل في تصويت وسائل الإعلام إذ حل أولا في تصويت 16 وسيلة إعلامية من أصل 45 شاركت في عملية التصويت. من مجموع أزيد من مليون مصوت عبر موقع "الهدّاف" و"لوبيتور" جمع 30 % من الأصوات وإن كان سليماني أكثر لاعبا أختير في المركز الأول في تصويت رؤساء النوادي، المدربين، اللاعبين ووسائل الإعلام، فإنه وجد منافسة شرسة من بين بقية المرشحين عكس ما هو الحال عليه بالنسبة لتصويت الجمهور الرياضي الذي صوت على الأسماء الستة التي تنافست للحصول على "الكرة الذهبية" في الموقين الرسميين ل "الهدّاف" و"لوبيتور"، إذ جمع بالضبط 338653 صوتا (118635 في "الهدّاف" و220018 في "لوبيتور") من إجمالي أزيد من مليون مصوت شاركوا في الاستفتاء الذي نشرناه في موقعي اليوميتين (1111064 مصوتا) وبحساب النسبة المئوية لمعدل الأصوات التي تلقاها، نجد أن سليماني تحصل تحديدا على 30,48 % من إجمالي الأصوات، ما يعني تقريبا ثلثها. مشوار ممتاز في الموسم الرياضي 2012 /2013 وتألق كبير مع "الخضر" واستحق سليماني التتويج ب "الكرة الذهبية" في طبعتها رقم 13 وهذا بعد تألقه الكبير في الموسم الرياضي السابق 2012 /2013، مادام أن جائزة "الهدّاف" و"لوبيتور" تمنح دائما للاعب المتألق في الموسم المنقضي، إذ برز سليماني بشكل لافت للانتباه خاصة مع المنتخب الوطني الذي سجل تحت ألوانه 5 أهداف كاملة كانت غالبيتها مصيرية ومنحت المنتخب الوطني انتصارات كبيرة وكان الأول أمام ليبيا في إياب الدور الفاصل المؤهل إلى "كان" 2013، ليأتي الدور بعدها أمام "البينين" في تصفيات كأس العالم، إذ سجل بين لقاءي الذهاب والإياب ثلاثية كاملة ساهمت بشكل وافر في تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الفاصل المؤهل إلى "مونديال" البرازيل، مع التوضيح أن سليماني الذي سجل هدفا أخر في اللقاء الودي أمام "بوركينافاسو" كان هدّاف المنتخب الوطني دون منازع في الموسم الرياضي الأخير، أمّا على صعيد ناديه السابق شباب بلوزداد، أدى سليماني موسما مميزا على الإطلاق سمح له بالاحتراف في "سبورتينغ لشبونة". من "زانيتي" إلى "ريفالدو" مرورا بكل ضيوف الحفل... الجميع متفق بشأنه الإجماع بخصوص أحقية سليماني في التتويج ب "الكرة الذهبية" ل "الهدّاف" و"لوبيتور" في طبعتها رقم 13 لم يأت فقط من الذين شرفونا بالمشاركة في الاستفتاء لاختيار أفضل لاعب جزائري في الموسم المنقضي، بل تعداه إلى شهادات أدلى بها من كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل أفضل اللاعبين في العالم ونقصد هنا الثنائي الذي شرفنا بحضوره في الحفل ويتعلق الأمر بالأرجنتيني "زانيتي" وبالبرازيلي "ريفالدو"، إذ أبديا إعجابا كبيرا بإمكانات اللاعب وسألا عنه حين علما بتتويجه واعتبرا أن اختياره الأفضل في الجزائري يعني أنه يملك إمكانات كبيرة، خاصة أنه كان أحد صناع التأهل إلى "المونديال"، نجوم الحفل الآخرين في صورة ماجر، بلومي وعصاد الثلاثي الذهبي للمنتخب الوطني في سنوات الثمانينيات أجزم بدوره أن مهاجم "سبورتينغ لشبونة" لم يسرق تأهله، دون الحديث عن الثناء الذي ناله اللاعب من غالبية ضيوف حفل "الكرة الذهبية" الذين اتفقوا أنه تقمصه حاليا ألوان نادي "سبورتينغ لشبونة" البرتغالي وتسجيله 5 أهداف كاملة مع "الخضر" في الموسم الأخير، تؤكد بالحق علو كعبه. تألقه مع "سبورتينغ" وفي "المونديال" سيجعلانه مرشحا لمعادلة رقمي زياني وبوڤرة وحتما سيتسلح الآن سليماني بإرادة فولاذية من أجل مواصلة تألقه بعد أن نال "الكرة الذهبية"، إذ لا نشك للحظة واحدة أن طموحات اللاعب في التألق على المستوى العالي ستتوقف بعد أن نال اللقب الغالي الذي يحلم به كل لاعب جزائري، لأن تحديات كبيرة تنتظره خاصة في الموسم الحالي، أولها ضمان مكانة أساسية مع ناديه "سبورتينغ لشبونة" والرهان على إعطاء دفع أخر لمسيرته الاحترافية قبل المشاركة في "مونديال" البرازيل الذي سيكون فرصة أخرى حقيقية له للتألق ووضع نفسه مراهنا للحصول على "الكرة الذهبية" للسنة القادمة التي إن نالها سيعادل رقم الثنائي بوڤرة - زياني الوحيد المتوج مرتين بالذهب.