بعد شهور عدة من الانزعاج والقلق بسبب المسيرة الهزيلة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، أنهى المنتخب المكسيكي لكرة القدم عام 2013 بشكل جيد، وحجز مكانه في نهائيات المونديال عبر دور فاصل أمام نظيره النيوزيلندي. وكان عام 2013 "عاما مروعا" للمنتخب المكسيكي حيث تعرضت مكانة الفريق كقطب كبير في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) لهزة عنيفة وثارت الشكوك حول قدرته على بلوغ النهائيات التي تستضيفها البرازيل منتصف عام 2014 . ولكن المنتخب المكسيكي حجز مقعده في النهائيات من الباب الخلفي بفضل مساعدة منافسيه وأبرزهم المنتخب الأمريكي الذي تغلب على نظيره البنمي في الوقت القاتل من مباراتهما في الجولة الأخيرة بالتصفيات ليحافظ على فرصة المنتخب المكسيكي بعدما احتل المركز الرابع متفوقا بصعوبة على نظيره البنمي. وبعد احتلاله المركز الرابع ، صار لزاما على المنتخب المكسيكي خوض الملحق الفاصل أمام نظيره النيوزيلندي بعدما حجزت منتخبات الولاياتالمتحدة وهندوراس وكوستاريكا بطاقات التأهل الثلاث المباشرة من الكونكاكاف إلى النهائيات. وتغلب المنتخب المكسيكي على نظيره النيوزيلندي دون عناء وتأهل للمونديال لينهي عام 2013 بشكل جيد أسعد 120 مليون مواطنا مكسيكيا يعشقون كرة القدم بعد معاناة استمرت لشهور طويلة. وتناوب على تدريب الفريق أربعة مدربين في غضون شهرين فقط في نهاية التصفيات حيث رحل خوسيه مانويل دي لا توري من تدريب الفريق، وتبعه لويس فيرناندو تينا، بعد مباراة واحدة، وفيكتور مانويل فوسيتيتش ، بعد مباراتين، قبل أن يتولى ميجيل هيريرا المسؤولية مؤقتا ويعبر بالفريق من عقبة نيوزيلندا قبل تعيينه مؤخرا بصفة نهائية مدربا للفريق عقب انتهاء مسيرته مع فريق أمريكا في الموسم المنقضي بالدوري المكسيكي. ولجأ هيريرا /45 عاما/ لتغيير جذري في صفوف الفريق حيث رفض استدعاء المحترفين في الأندية الأوروبية بمن فيهم خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي واعتمد في المواجهة مع نيوزيلندا على لاعبي الأندية المكسيكية ومنهم المخضرم رافاييل ماركيز قائد فريق ليون ومدافع برشلونة الأسباني سابقا. وأثمر التغيير بشكل رائع حيث حقق الفريق فوزا كبيرا على نظيره النيوزيلندي وتأهل بجدارة للمونديال ونال هيريرا ثقة الاتحاد المكسيكي ليتعاقد معه بشكل نهائي ويصبح المدرب مسؤولا عن الفريق في المونديال البرازيلي. ويرى معظم المعلقين والمحللين وكذلك اللاعبين أن استمرار هيريرا في تدريب الفريق كان ضروريا بعدما أنقذ الفريق وقاده للمونديال وحافظ للفريق على مكاسب مالية بلغت 650 مليون دولار. وأمام هيريرا ستة أشهر فقط لاختيار قائمة فريقه للمونديال حيث يحتاج إلى 23 لاعبا يستطيعون المنافسة بقوة في المونديال ويكون لديهم الطموح لتحقيق المفاجأة والفوز باللقب. وأكد هيريرا أن مهمة فريقه في النهائيات ستكون في غاية الصعوبة بعدما أوقعته القرعة في مجموعة قوية تضم منتخبات البرازيل، صاحب الأرض، وكرواتيا والكاميرون. ورغم هذا ، ما زال هيريرا متفائلا بقدرة الفريق على التقدم كثيرا في هذه البطولة علما بأن المنتخب المكسيكي حقق أفضل نتائجه في بطولات كأس العالم خلال النسختين اللتين استضافتهما بلاده في عامي 1970 و1986 ووصل فيهما لدور الثمانية.