عكف مدرب جمعية الشلف، أحمد سليماني، في الحصص التدريبية الأخيرة على تركيز كامل عمله على الجانب النفسي مع توعية عناصره بالمهمة وثقل المسؤولية التي تنتظرهم يوم غد الثلاثاء على ملعب 20 أوت العاصمة، حيث سينزلون ضيوفا على شباب بلوزداد الذي تألق في المنافسة الإفريقية وأعاد الروح إلى المجموعة... وهذا ما جعل سليماني يذكر لاعبيه بضرورة التركيز على توجيهاته والتعليمات التي يقدّمها، رغبة منه في وضع عناصره أمام الصورة ودفعهم للتركيز والعمل بجد قبل لقاء بلوزداد. سليماني يخفض حجم التدريبات وأول ما قام به المدرب الشلفي في حصة الاستئناف التي جرت أول أمس هو خفض حجم التمارين، من ساعة ونصف إلى ساعة واحدة، وكلّ تركيزه خلالها انصب على الجانب النفسي، مع تقديم توصيات لأشباله تخصّ الحذر من تلقي إصابات تبعدهم عن المنافسة وتخلط أوراقه في الجولات القادمة، خاصة أنه برمج لقاءات تطبيقية تركزت بالأساس على الرسم التكتيكي الذي ينوي الدخول به في لقاء الغد. عودة بن شويّة أراحته والشيء الملاحظ على تحضيرات الشلف، هي عودة الحيوية التي تزامنت مع التحاق المدرب المساعد محمد بن شوية، والذي كان في تربص مغلق للمدربين في عين البنيان بالعاصمة، وهي العودة التي مثلت لسليماني قوة إضافية للسيطرة على المجموعة وجعلها تركز أكثر، خاصة أن سليماني يعرف جيدا مكانة مساعده لدى اللاعبين، وما يمكنه أن يقدّم للفريق. الجميع جاهز كما ظهر على أبناء سليماني جاهزية كبيرة لتطبيق ما يقدّمه من توصيات وتعليمات، لاسيما أن كل تمرين ينتقل إليه يجد استعدادا كبيرا من عناصره لتطبيقه وبروح مرحة وتنافسية، تعكس الحيوية التي خلفتها الانتصارات السابقة على نفسية لاعبيه، وهذا ما يكشف أن التشكيلة عازمة على مواصلة حصد النتائج الإيجابية. بلوزداد ليست منافسا سهلا أجمع عدد من لاعبي الجمعية أن مواجهة شباب بلوزداد أمسية الغد صعبة جدا، لاسيما أنه فريق خسر كأس الجمهورية على ميدانه وأمام أنصاره وضيّع فوزا في البطولة أمام ضيفه وفاق سطيف، وأدخل الشك وسط أنصاره، وهذا ما جعل ردّ فعله في منافسة كأس “الكاف“ تكون قوية ويعود بتأشيرة التأهل من الرباط على حساب الجيش الملكي أول أمس، وهذا كله يعكس على أن الشباب ليس منافسا سهلا مثلما يتخيّل ذلك “الجوارح”. كما أن الوجه الذي ظهر به الشباب أمام الجيش الملكي المغربي لا يعكس إلا أمرا واحدا، وهو أنه استعاد ثقته بالنفس بعد عودته بتأشيرة التأهل من المغرب، وتؤكد أنه في حالة نفسية جيدة ومعنوياته عالية، وهذا الأمر يعني أن تشكيلة محمد حنكوش صارت جاهزة ومستعدة لتأكيد ما فعلته في المغرب دون أن تحتاج لتدعيمات وتحفيزات من أنصارها ولا من مسيّريها، طالما أن التأهل خدم الفريق في أمور كثيرة، ولكنه في مقابلها لن يخدم الشلف التي صارت متخوفة أكثر من أي وقت مضى من استفاقة أبناء العقيبة. زاوش: “الشلف مستعدّة لأجل رفع التحدّي“ أكد زاوش أن الشلف مستعدّة لرفع التحدي مرّة أخرى قائلا: “أولا نبارك لشباب بلوزداد تأهله في كأس الكاف، وأما عن لقائنا به أقول إنه يتعيّن علينا ألا نترك التأهل الذي حققه يؤثر علينا، بل هو تأهل زاد في رغبتنا وإصرارنا من أجل الظهور أمامه بوجه جيّد، ولم لا نباغت الشباب مثلما باغتته سطيف وشبيبة القبائل”. الثقة بالنفس وتأكيد نتيجة الذهاب حاضرتان ظهر على تشكيلة الشلف خلال التحضيرات التي برمجها سليماني أنها جاهزة ورغبتها شديدة مواصلة حصد النتائج الكبيرة، فضلا عن هذا فكلّ من تحدثنا إليه وسألناه عن لقاء شباب بلوزداد وجدنا الإجابة واحدة، وهي الفوز وإضافة ثلاث نقاط إلى رصيد الفريق، وهذا ما يؤكد أن ثقة رفقاء محمد مسعود بأنفسهم ورغبتهم شديدتان لتأكيد انتصارات الماضي. تعافي المصابين يُريح سليماني والأمر الذي زاد في رفع معنويات التشكيلة فضلا على التحاق المدرب المساع محمد بن شوية والنتائج الإيجابية التي حققت لحد الآن وأيضا التحفيزات والمنح التي قدمتها الإدارة، هو تعافي اللاعبين المصابين وعودة الجميع إلى التدريبات، حيث سجل في حصة أمس تدرب الجميع يتقدّمهم زاوي سمير ومحمد زاوش بشكل عاد، وهذا ما أراح التقني سليماني كثيرا وجعله يطمئن أكثر على فريقه وعلى حساباته لمباراة الشباب. الإشكال الوحيد في زاوي ويبقى الإشكال الوحيد الذي يقلق سليماني هو في صخرة دفاعه سمير زاوي الذي يشكو من بعض الآلام على مستوى الفخذ (يعاني من تمدّد عضلي خفيف)، ولكن مع عودة اللاعب إلى التمارين ودخوله مع المجموعة أمس دون أن يجهد نفسه، جعل سليماني يطمئن قليلا ويعلق آماله على استعادة زاوي قبل انطلاقة مباراة الغد. سليماني: “نحن جاهزون أمام بلوزداد” أوضح أحمد سليماني أنه حضر تشكيلة بشكل جيّد للقاء الذي سيجمعهم مساء غد الثلاثاء على ملعب 20 أوت أمام شباب بلوزداد، حيث قال: “عكفنا في الحصص التدريبية الأخيرة على وضع اللاعبين في ظروف حسنة، واستغلال المعنويات العالية التي عادت إلى التشكيلة جرّاء الانتصارات المتتالية التي حققناها، وهذا الأمر استغللته بطريقة جيدة، وقد حاولت وضع اللاعبين في الصورة وطالبت من كلّ لاعب التركيز أكثر مع التوجيهات التي نقدّمها له، ليكون الجميع جاهز للقاء بلوزداد الذي آمل أن يكون قمة في الإثارة واللعب النظيف من الجانبين”. “سنجري بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية” وقبل أن يواصل سليماني حديثه معنا، وجّه تهانيه الخالصة لمدرب الشباب محمد حنكوش على التأهل المستحق الذي عاد به فريقه من المغرب على حساب الجيش الملكي، وقال: “أتمنى للشباب أن يواصل تألقه وتشريفه للكرة الجزائرية في كأس “الكاف“. أما عن التغييراة سنحاول أن نقوم بها في التشكيلة يوم المباراة، فإنها لن تكون كبيرة، بل هي تعديلات خفيفة أتمنى أن تكون في الصميم وتجلب الإضافة للفريق”. محمد رابح: “علينا تفادي الغرور ورابع إنتصار سنجلبه من بلوزداد” أما عن لاعب الوسط عبد الحق محمد رابح فقال عن المباراة: “علينا قبل أن نتحدّث عن شباب بلوزداد أن نهنئه على التأهل الذي سجله في كأس الكاف، ونتمنى له التوفيق في مسيرته. أما عن لقائنا به فأقول إننا عازمون على التنقل من أجل هدف واحد، وهو إضافة انتصار رابع على التوالي للفريق، والتأكيد على العودة القوية للشلف في الجولات الأخيرة، ولكن يجب أن نأخذ حذرنا ونتفادى الغرور لنصل إلى ما نتمناه”. التنقل إلى العاصمة اليوم من المقرّر أن تتنقل التشكيلة الشلفية صبيحة اليوم على الساعة العاشرة من مقرّ الفريق الكائن بشارع الشهداء بالشلف باتجاه العاصمة، وذلك استعدادا للمباراة التي ستجمعها مساء غد الثلاثاء بشباب بلوزداد على ملعب 20 أوت لحساب الجولة ال 27 . المبيت في فندق “المرسى” وسيقضي رفقاء محمد مسعود ليلة المباراة بفندق “المرسى” بسيدي فرج، حيث ستجرى بعد وصولها إلى الفندق حصة تدريبية خفيفة، يضع خلالها سليماني اللمسات الأخيرة على تشكيلته. ويأتي اختيار الإدارة لهذا الفندق كونه بعيدا عن الضوضاء والضجيج، ويقدّم خدمات جيّدة للفريق، فضلا على هذا فإن الجمعية صارت متعوّدة على الإقامة به. بوخاري: “إشتقت إلى التسجيل ولقاء بلوزداد صعب ” كيف هي أخبارك؟ بخير.. أنا أتدرب بجدية كبيرة وأخضع لتمارين شاقة مع المدرب المساعد محمد بن شوية الذي يهتم بي ويساعدني كثيرا لاستعادة لياقتي، لأنني مقارنة برفقائي ناقص من الناحية البدنية، ولهذا أعمل وأجتهد من أجل استعادة كامل إمكاناتي الفنية والبدنية. هل تحسنت من الناحية البدنية؟ أشعر حاليا بتحسن كبير من الناحية البدنية خاصة أنني أتدرب بمعدل حصتين في اليوم مع المدرب بن شوية الذي يقف على كل صغيرة وكبيرة معي، ولا يكتفي بهذا الأمر فقط، بل يساعدني من الناحية النفسية من خلال رفعه معنوياتي وتحفيزي على بذل مجهودات أكبر في التمارين. ومن جهتي أتمنى أن أوفق وأعود سريعا إلى الفريق، لأن رغبتي من يوم لآخر تزداد وتكبر من أجل العودة سريعا إلى المنافسة وتقديم ما هو مطلوب مني قبل نهاية البطولة. نفهم من هذا أنك لم تعد جاهزا بعد؟ ليس هذا ما قصدته، وإنما يعلم الجميع أنني ضيّعت عددا كبيرا من اللقاءات بسبب الإصابة وهذا ما شغل تفكيري كثيرا وصرت غير مركز تماما على التمارين في الفترة السابقة، لأن مشكلتي مع الإصابة لم أجد لها حلا، وصدقني أن هذا الأمر هو الذي أثر فيّ كثيرا وجعلني أفقد تركيزي وتفكيري في التمارين، ولكن بمرور الوقت والعلاج المكثف الذي أخضع له، زال عني ذلك القلق وأنا حاليا أركز كل تفكيري في التدريبات والطريقة التي تسمح لي بالعودة إلى سابق مستواي لأكون عند ثقة المسيّرين والطاقم الفني. كيف تقيّم العودة القوية للشلف في الجولات الأخيرة؟ النتائج التي يحققها الفريق ليست مفاجأة بل هي منطقية، لأن السبب الرئيسي الذي يجعلني أتكلم وبثقة عن هذا الأمر، هو أن الجمعية لم تتغيّر ولم تطرأ على الفريق تعديلات كبيرة في التعداد خاصة بعد مرحلة العودة، وهذا هو سرّ تألقها في السنوات الأخيرة. أما عن نتائج البطولة أمام “الحمراوة“، بجاية ومولودية العلمة، ففي نظري كان الفريق قادرا على الفوز بنتائج أحسن لو كان هناك تركيز أكبر من اللاعبين... وعلى كل حال البداية مطمئنة وتبعث على الأمل. نفهم من كلامك أن الشلف ستحافظ على تقاليدها في لعب الأدوار الأولى. نحن كلاعبين لا نضع في رؤوسنا المرتبة الأولى أو الثانية، بل نحن نفكر في كل مباراة على حدة، فالبطولة “طويلة وعريضة” وإذا ما تسرّعنا اليوم وقلنا إننا لن نفرّط في المرتبة الأولى أو الثانية، فالكلام مستقبلا “رايح يدور علينا” خاصة إذا ما مررنا بمرحلة فراغ. ولهذا علينا أن نكون حذرين ولا نعد بأمور هي في الأساس غيبية. تبدو متشائما... ليس تشاؤما وإنما يجب علينا أن نكون واقعيين صحيح أن الشلف من موسم لآخر تؤكد كبرها وتألقها، والدليل هو محافظتها في السنوات الأخيرة على القوة نفسها بلعبها الأدوار الأولى، ولكن الاحتياط واجب، فكل الفرق حاليا ترى في الشلف الفريق الذي تقيس به قوتها، ولهذا فيجب أن نكون حذرين من أيّ فريق مهما كان وزنه وقوته.. لو نحافظ على نفس الإرادة والعزيمة التي تحدو الجميع إلى غاية الجولة الأخيرة من الموسم، ويطبق الجميع التوجيهات التي يقدّمها المدربان سليماني وبن شوية، فإن الشلف لن تفرّط في تقاليدها. متى نرى بوخاري أساسيا؟ أصبحت اليوم بنسبة 90 بالمائة جاهزا لدخول المنافسة ولم يعد ينقصني إلا أمورا بسيطة لأستعيد مستواي الحقيقي وأكون عند حسن ثقة الطاقم الفني والأنصار. وبالمناسبة أقول للأنصار أنني اشتقت بحقّ لهز الشباك، وأعدهم بهدف في أول ظهور لي أساسيا وسأكون عند وعدي. تنتظركم مباراة هامة أمام شباب بلوزداد، كيف ترى اللقاء والمنافس؟ بلوزداد فريق كبير وجدير بالاحترام، كما أن التركيبة التي يعتمد عليها هذا الفريق الموسم الجاري تؤكد على أن إدارته غيّرت من سياستها وهي تبحث عن جعل الفريق أكثر قوة. أعتقد أن النتيجة التي حققتها بلوزداد في كأس “الكاف“ على حساب الجيش الملكي المغربي، وتأهلها إلى الدور ال 16 خير دليل على أن لاعبيها يعيشون على نشوة التأهل ومعنوياتهم عالية، وهذا ما يجعل لقائنا بها قويا وصعبا. لا تنس أن بلوزداد خسرت أمام سطيف وأقصيت على يد شبيبة القبائل في الكأس.. أدرك ذلك جيدا ونحن أيضا خسرنا على قواعدنا في لقاءات كثيرة في مرحلة الذهاب، لكن هذا لا يعتبر معيارا لنقيس به، فبلوزداد مهما كانت الأزمات التي تمرّ بها فهي تبقى فريقا كبيرا ومحترما. هل أنتم مستعدون لتكرار نتيجة الذهاب والخماسية التاريخية التي سجلتموها في شباك الشباب؟ لا يمكن استباق الأحداث أو القول إننا سنتنقل إلى العاصمة من أجل تكرار ما فعلناه في الذهاب، فكما قلت لك سابقا لكل مباراة معطياتها، والشيء الأكيد أن بلوزداد التي واجهناها في الذهاب ليست هي التي سنواجهها مساء هذا الثلاثاء، وهذا ما يدفعنا للحذر من منافس قوي، كما أن اللقاء سيكون قويا طالما أن كل فريق يريد تأكيد قوته والعمل على تحسين مرتبته وتحصين مركزه بنقاط تجعله في مقدّمة الترتيب.. وعلى كل حال أتمنى أن تسير المباراة في ظروف رياضية وأخوية عالية تؤكد العلاقة الطيبة التي تربطنا بلاعبي ومسيّري بلوزداد.