الظّاهر أنّ عودة المياه إلى مجاريها ولو مؤقّتا بين رئيس "الفاف" محمد روراوة والناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، جعلت هذا الأخير يعود إلى صوابه ورشده بخصوص العديد من الأمور التي تعنّت في الموافقة عليها من قبل على غرار تدعيم التعداد مثلا تحسبا لنهائيات كأس حيث سبق له وأن صرّح في آخر خرجاته الإعلامية أنّه لن يقوم بتدعيم المجموعة وأنه لن يقصي العناصر التي تعبت من أجل وصول الجزائر إلى "المونديال"، لكنّه وحسب ما علمناه وبعد المصالحة الظّرفية التي تمّت بينه وبين روراوة بوساطة عضو مكتب "الفاف" وليد صادي، تراجع ووعد بتدعيم التشكيلة في المناصب التي تحتاج إلى ذلك حتى يصبح المنتخب أكثر قوّة من جهة، وحتى يتنقل إلى بلاد "السامبا" بالعناصر التي لا تعاني من نقص المنافسة. اللاّعبون الباقون بعيدا عن المنافسة في الأشهر المقبلة سيقصون تفيد مصادرنا أن التغييرات التي ينوي البوسني حليلوزيتش القيام بها على مستوى التشكيلة التي ستشدّ الرحال إلى البرازيل، لن تكون كثيرة ولن تمسّ العناصر الأساسية التي تلعب بانتظام مع فرقها وهذا أمر مفروغ منه، بل تتعلّق بالعناصر التي لا تلعب سوى نادرا مع أنديتها في صورة رأس حربة "بورتو" البرتغالي نبيل غيلاس الذي وإن تواصلت معاناته على مقعد البدلاء في الأشهر الخمسة المقبلة فإنه يكون قد وقّع على غيابه عن "المونديال"، اولشيء نفسه بالنسبة للمدافع كادامورو الذي إن لم ينقذ نفسه عبر بوابة ناديه الجديد "مايوركا" الإسباني فإن حظوظه ستكون ضئيلة في البقاء ضمن القائمة، وتضيف ذات المصادر أن الخمسة أشهر المقبلة ستكون حاسمة لتحديد القائمة النهائية، فمن يلعب بانتظام سيكون ضمنا ومن لا يلعبون سيغادرونها لا محالة. عناصر قليلة ستصنع الإستثناء وستخضع لعمل خاص الحديث عن إقصاء العناصر التي لا تلعب بانتظام لا يعني أن الأمر سيطال الجميع، لأن مصادرنا كشفت لنا أن البعض منها سيصنع الإستثناء، والأمر يتعلق بالركائز الأساسية التي تمتلك الخبرة ولا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال على غرار مدحي لحسن الذي يعرف الجميع أن وضعيته لاعبا بديلا في "خيتافي" لن تتحسن في الأشهر المقبلة، إذ أنه مرشح للبقاء احتياطيا في ظل المنافسة الشرسة التي يلقاها من عناصر أخرى في وسط الميدان، غير أن إقصاءه أو إقصاء المدافع بلكالام الذي يعد هو الآخر ركيزة من ركائز المنتخب أمر مستبعد بالنظر لقيمتهم ضمن التعداد، وتضيف مصادرنا أن ركائز المنتخب التي ستتواصل معاناتها مع نقص المنافسة قبيل "المونديال"، ستخضع لعمل خاص خلال تربص المنتخب لتدارك ولو القليل مما فاتها حتى تكون جاهزة في أول لقاء ضدّ منتخب بلجيكا يوم 19 جوان. بودبوز أوّل العائدين والبوسني لا يمانع ذلك بخصوص اللاعبين الذين من المرشح أن يحصلوا على فرصتهم في العودة إلى صفوف المنتخب بداية من المباراة الودية أمام منتخب سلوفينيا في شهر مارس المقبل، تؤكّد مصادرنا أن بودبوز سيكون أوّلهم، إذ أن البوسني الذي رفع العقوبة عن صانع ألعاب "باستيا" الفرنسي قبيل مباراة بوركينافاسو عندما وضعه ضمن قائمته الموسّعة، قرر إعادته رسميا في التحديات المقبلة بعدما عاد اللاعب بقوة مع ناديه الجديد من جهة، وبعدما استنفذ عقوبة فاقت السنة حتى الآن إثر خلاف الطرفين في جنوب إفريقيا بخصوص ما اصطلح على تسميتها قضية "الشيشة". عودية في القائمة وعليه إزاحة غيلاس عودية وجه من الوجوه التي ينوي حليلوزيتش إعادتها إلى صفوف "الخضر" نظرا لحاجته الماسة إلى عناصر ذات حسّ تهديفي من طينته، فرغم أن العائق الوحيد الذي يواجهه اللاعب في الوقت الحالي هو توقف البطولة في ألمانيا بقسميها الأول والثاني، وكذلك العقوبة المسلطة عليه والمقدرة بثلاث مباريات إثر طرده في إحدى لقاءات فريقه، ما يعني عودته المتأخرة بعض الشيء إلى أجواء المنافسة، إلا أن الوقت سيكون كافيا للاعب ليسترجع ما فاته قبل فوات الأوان، ومهمته لدى عودته هي إزاحة مهاجم "بورتو" نبيل غيلاس الذي لا يلعب سوى نادرا من طريقه للحصول على فرصته في العودة ما دام البوسني يضعه ضمن حساباته. لوم وعتاب ل البوسني على ظلمه لبلايلي بتصريحاته واللاعب سيعود للحسابات بخصوص الوجوه الجديدة التي ستحظى بفرص المتابعة قبيل "المونديال" على أمل نيل فرصتها حتى وإن كانت الحظوظ ضئيلة، فإننا علمنا أن الناخب الوطني تلقى لوما وعتابا من مسؤولي "الفاف" وعلى رأسهم روراوة لما قاله الرجل في آخر تصريحاته بخصوص مهاجم الترجي التونسي بلايلي الذي قزمه وقال أنه ليس في حاجة إليه في ظل وجود مهاجمين آخرين أفضل منه، وتضيف مصادرنا أن ظلم الرجل للاعب "الحمراوة" السابق بتصريحاته التي من شأنها أن تحطمه جعله يراجع نفسه بعدما ألقى الجميع اللوم عليه، فوافق على معاينته تحسبا لمنحه فرصة لا ندري متى ستكون، وربما في لقاء سلوفينيا الودي أو في فرصة أخرى. بن العمري وفرحات سيتابعان عن كثب لأنهما الأفضل محلّيا في منصبيهما إضافة إلى بلايلي فإن أسماء أخرى على غرار بن العمري وفرحات ورغم افتقادها للخبرة في المحافل الكروية العالمية، إلا أنها ستكون على رأس قائمة اللاعبين الذين سيعاينهم عن كثب مستقبلا، لعل وعسى يجد في بن عمري مثلا مواصفات المدافع المحوري الذي يمكنه أن يعطي الإضافة في المنتخب أو يجد في فرحات أيضا مواصفات يريدها في لاعب متعدد المناصب مثله، لا سيما وأن هذا الثنائي هو الأفضل محليا في منصبه، وثمّة عناصر أخرى ستراقب من بعد في صورة عبيد لاعب "باناتينايكوس" وبن طالب الذي رقي مؤخرا في صفوف أكابر توتنهام الإنجليزي ب"البريميير ليغ".