علمت "الهداف" من مصادر موثوقة أنّ الرّجل الأول على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة... ينوي إعادة النظر في العديد من الأمور على مستوى المنتخب الوطني لتفادي تكرار المشاكل التي عرفها الخضر في التربص التحضيري الأخير لمباراة بوركينافاسو الفاصلة. فرغم أن "الخضر" تأهلوا عن جدارة واستحقاق إلى "مونديال 2014" بالبرازيل إلا أن مصادرنا أكّدت لنا أن روراوة سيضع النقاط على الحروف مع حليلوزيتش بخصوص كل تلك المشاكل التي عرفها التربص من بدايته حتى نهايته، حتى لا تتكرر مستقبلا، لا سيما وأن منتخبنا مقبل على خوض نهائيات كأس العالم الصائفة المقبلة، ويستهدف المرور إلى الدور الثاني الذي عجز عن إدراكه منتخبنا خلل المشاركات الثلاث الماضية. وتضيف ذات المصادر أن روراوة عاش أصعب مباراة في مشواره كرئيس ل"الفاف" إلى درجة أنه تخوّف من الإقصاء في لحظة من اللحظات بسبب كل الأحداث التي عرفها معسكر "الخضر" منذ بدايته، قبل أن ينقذ بوڤرة برأسيته المنتخب من انكسار في نهاية المطاف. من صدّق أنّ غيلاس كان مصابا؟ مصدر من المصادر التي تحدّثنا معها وجّه لنا سؤالا لدى سرده علينا كل المشاكل التي عرفها المنتخب الوطني طيلة التربص الماضي، وقال لنا: "من منكم صدّق خبر إصابة غيلاس؟"، مشيرا إلى أن غيلاس لم يكن مصابا مثلما قيل لدى مغادرته معسكر المنتخب الوطني، بل إنه لأسباب انضباطية أبعد من طرف حليلوزيتش الذي لم يعد يحتمل المزاج السيئ لهذا اللاعب في كل مرة، فبعدما أبقاه في المدرجات في مباراة الذهاب، أبعده كلّيا عن معسكر "الخضر" هذه المرة لأسباب انضباطية فكانت تلك القضية أوّل مشكلة يعرفها المنتخب قبيل مباراة بوركينافاسو. جدل حول القائمة النهائية والجزائر البلد الوحيد الذي لم يكشف عنها قبل ذلك كان الناخب الوطني قد أحجم عن الكشف عن القائمة النهائية المعنية بتربص سيدي موسى، حيث وقع جدل كبير بسبب تلك القائمة التي ضمت أسماء لا تلعب وأخرى تلعب بانتظام مع فرقها، كما أنّ الاتفاق لم يتم حول العدد الإجمالي للاعبين الذين لا بدّ من الاحتفاظ بهم في القائمة النهائية. واستمر الجدل إلى غاية انطلاق تربّص المنتخب الوطني رغم تبرير أحدهم بإحجامه عن الكشف عن القائمة النهائية لخلط أوراق البلجيكي بول بوت حتى لا يعرف الأسماء المستدعاة للّقاء، إلى درجة ّأن الجزائر كانت هذه المرة هي البلد الوحيد في العالم الذي لم يكشف عن قائمة رسمية لمباراة رسمية يخوضها، فدخل اللاعبون التربص الواحد تلوى الآخر دون الكشف عن أسمائهم في قائمة رسمية للرأي العام. قضية تايدير وبعده مبولحي ومجموعة يصعب تسييرها أبعد غيلاس وقيل إنه مريض ومصاب وغير ذلك، لتطفو على الساحة قضية جديدة تتعلق بوسط الميدان سافير تايدير، الذي كان يتأهب لحزم حقيبته لمغادر تربص سيدي موسى ما إن بلغه أن سيكون احتياطيا ضد بوركينافاسو، فوجد روراوة وحليلوزيتش نفسيهما أمام معضلة جديدة يستعصى حلّها بما أن الأمر يتعلق بلاعب وزنه ثقيل في التعداد، لتطفو بعد حل هذه القضية، قضية الحارس رايس وهاب مبولحي الذي استاء هو الآخر من وضعه كبديل للحارس الأول الجديد محمد أمين زماموش، وكاد يغادر المعسكر قبل أن يهتدي للبقاء ومشاركة زملائه فرحة التأهل بالمونديال، ليتم التأكد من أن المجموعة الحالية للمنتخب بثقل أسمائها يصعب التحكم فيها. تصريحات البوسني النارية في حق "الفيفا" وتهكمه على الحكام التربص عرف أيضا حدثا دافع من خلاله حليلوزيتش عن الجزائر بطريقة لم تعجب روراوة عندما تهكّم على "الفيفا" والتحكيم الإفريقي، وإن كان ما قاله البوسني يهدف للدفاع عن الجزائر ضدّ ما عانته من ظلم تحكيمي كبير جدا سواء في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا أو في بوركينافاسو خلال مباراة الذهاب الفاصلة، إلا أن تهكمه على "الفيفا" أحرج روراوة الذي استاء كثيرا من مدربه ومن خرجاته في كل مرة يعقد خلالها ندوة صحفية. التشكيلة الأساسية جعلت الكل على أعصابه وحتى قضية التشكيلة الأساسية التي دخلت مباراة بوركينافاسو جعلت روراوة وكل المسؤولين على أعصابهم طيلة الثلاثة أيام الأخيرة التي سبقت المباراة الفاصلة، لأن البوسني جازف وتحمل مسؤولياته كاملة بإحداثه خمسة تغييرات كاملة ( زماموش، خوالد، غلام، براهيمي، لحسن)، وهي التشكيلة التي تخوّف الجميع من مرورها جانبا يوم المباراة، فحدث الجدل بشأنها إلى درجة أنّ البوسني تلقى ضغوطات بتغييرها ومراجعتها، فانعكست تلك التغييرات التي أحدثها وانعكست معها تلك الضغوطات سلبا على أداء "الخضر" الذي كان تحت المتوسط رغم التأهل المستحق بطبيعة الحال. روراوة تخوّف لأول مرة من الإقصاء فبكى بحرقة بعد التأهل وإذا كان كل الجزائريين على أعصابهم قبيل المباراة نظرا لصعوباتها والخوف من تضييع ورقة التأهل إلى"المونديال"، إلا أن الرئيس محمد روراوة كان أكبر المتخوفين، كيف لا وهو الذي وفّر كل شيء من أجل إنجاح العرس وضمان التأهل الرابع للجزائر ل"المونديال" وتفيد مصادرنا أن مباراة بوركينافاسو هي أوّل مباراة يعيشها الرجل خائفا بعد مباراة مصر وما عرفته من أحداث، حيث تخوّف من أن تفشل تغييرات مدربه وأن تنعكس كل الأحداث التي عرفها التربص سلبا على مردود اللاعبين، وهو ما جعله يذرف الدموع عقب نهاية اللقاء بتلك الطريقة التي أبكت كل من شاهد روراوة وهو يبكي على أرض الميدان. يقرر إعادة النظر في عدّة أمور مع حليلوزيتش مستقبلا ورغم أن روراوة ذرف دموع الفرحة بالتأهل الرابع للجزائر إلى المونديال، ورغم أنه أهدى التأهل إلى حليلوزيتش ورغم أنهما تعانقا بحرارة عقب نهاية اللقاء، ورغم أنّ الرجلان تبادلا المدح والثناء أمام الوزير الأول السيد عبد المالك سلال بمركز سيدي موسى عقب نهاية المباراة، إلا أن مصادرنا أكّدت لنا أنهما سيجتمعان لوضع النقاط على الحروف للحديث عن المستقبل، وهو اجتماع ستوضع فيه النقاط على الحروف حول الطريقة التي لا بد من العمل بها مستقبلا سواء بخصوص التصريحات أو التعامل مع اللاعبين، لأن ما حدث قبيل المباراة كان من شأنه أن يعصف بمنتخبنا. ------------------ لعب شوط ثاني في المستوى وخرج تحت التصفيقات... مهدي مصطفى يكسب معركته في الوسط، أصبح مدلل الأنصار ويُلقب ب"gladiateur" أكد الناخب الوطني حليلوزيتش ما ذهبنا إليه في أعدادنا الفارطة، بتحويل مهدي مصكفى رسميا إلى وسط ميدان بعد الوجه المخيب الذي ظهر به في مباراة الذهاب أمام بوركينافاسو، حيث قرر البوسني دعم الجهة اليمنى من الدفاع بثلاثة مدافعين لتغطية النقص في هذا المنصب، من خلال توجيه الدعوة لأول مرة ل ماندي وإعادة مدافع "العميد" حشود الذي كان ثاني مدافع محلي، بعد خوالد الذي كان مرشحا ليكون هو الأساسي في مباراة أول أمس الثلاثاء كما سبق أن أشرنا إليه، حيث فضل الناخب الوطني توظيف مهدي مصطفى في منصبه الحقيقي وسط استرجاع خاصة في ظل النقص الذي عانت منه التشكيلة، في ظل غياب ڤديورة المعاقب وقلة جاهزية كل من يبدة، لحسن وحتى تايدر الذي خيّب في لقاء بوركينافاسو. وقد ربح الناخب الوطني رهان توظيف مهدي مصطفى الذي رغم البداية المحتشمة في لقاء الثلاثاء، إلا أنه استطاع القيام بدوره على أفضل وجه رغم أنه كان يعاني من الإصابة وقدم وجها طيبا في الشوط الثاني، قبل أن يتم تعويضه قبل نهاية المباراة بزميله تايدر بعد تعرضه لإصابة في العضلات المقربة. مصطفى يجد راحته في الوسط ولن يعود للدفاع سبق للمدافع مصطفى أن تعرض لانتقادات لاذعة عقب مباراة الذهاب أمام الخيول بسبب مروده المتواضع ، وقد كشف لاعب "أجاكسيو" بأنه تأثر كثيرا بتلك الانتقادات التي طالته، لأنه لم يلعب في منصبه وأنه مجرد حل ترقيعي في الجهة اليمنى من الدفاع في ظل غياب مدافع صريح، وأوضح بأنه يجد راحته في منصبه الأصلي وسط ارتكاز ،وهو الخطاب الذي وصل إلى الناخب الوطني الذي قرر تحويل مهدي مصطفى بشكل نهائي إلى لاعب وسط ميدان، ودعم الدفاع نهائيا بمدافعين صريحين بعد استدعاء ماندي وحشود لمنافسة خوالد، الذي أصبح هو الآخر حلا ترقيعيا في الجهة اليمنى في المنتخب الوطني. لعب بحرارة واندفاع رفقة لحسن في الاسترجاع رهان الناخب الوطني عند تشكيله وسط الاسترجاع على الثنائي لحسن ومهدي مصطفى، في مهمة مراقبة وقطع الطريق أمام مهاجمي المنافس في وسط الميدان، حيث قطع الثنائي الطريق أمام بيترويبا وناكولما بفضل حيويتهما والروح القتالية التي ميزتهما، وساهمت في استرجاع العديد من الكرات ومساعدة محور الدفاع في قطع الطريق أمام رفقاء بيترويبا. أصبح منافسا ل ڤديروة، يبدة وتايدر في الوسط يدخل مهدي مصطفى قائمة لاعبي الوسط، حيث سينافس كلا من تايدر، ڤديورة، يبدة ولحسن في وسط الاسترجاع بعدما تقرر تحويله إلى منصبه الأصلي بعد المباراة المخيبة في واڤادڤو. وقد سبق ل مصطفى أن قدم مردودا طيبا كلما يشركه الناخب لاعب وسط، كما كان الحال في دورة جنوب إفريقيا وفي لقائي مالي، الذي كان آخر مواجهة تصوفية قبل مباراة بوركينافاسو. مصطفى: "تسمية المحارب تشجعني وبكيت بسبب الأنصار" وقد كشف لنا مصطفى الأسباب التي جعلته يغادر الميدان وهو يذرف الدموع، ورغبته في مواصلة اللعب رغم الإصابة التي منعته من مواصلة اللقاء، حيث قال: "لقد حاولت إكمال المباراة ومساعدة زملائي ولكني لم أستطع بسبب الآلام التي شعرت بها في العضلات المقربة، وقد خرجت متأثرا وذرفت الدموع بسبب تصفيقات وتشجيعات الأنصار الذين وصفوني بالمحاربgladiateur ، ما يشجعني ويزيدني رغبة في تقديم الإضافة، خاصة أنني كنت عرضة لانتقادات في مباراة الذهاب". "أبلغ تعازي الخالصة للمناصر المتوفى بمستغانم" وقد تحسر مهدي مصطفى كثيرا لنبأ وفاة مناصر وإصابة آخرين في حوادث مرور بمستغانم، حيث ألح على تقديم تعازيه لعائلة المتوفى خاصة أنه ينتمي لولاية مستغانم، ما جعله يتأثر كثيرا لهذه الأخبار التي عكرت عليه فرحة التأهل إلى "المونديال". -------------- مقارنة بين مبارتي أم درمان وتشاكر... حليلوزيتش يتجرأ بإشراكه 4 محليين، ستة تغييرات وجيل أقل خبرة من جيل سعدان انتقد الناخب الوطني الحالي حليلوزيتش في العديد من الخيارات الفنية والتكتيكية من طرف المختصين والمتتبعين، ولكنه استطاع رغم ذلك منح لمسته في بعض الجوانب التي تؤكد بأنه شخصية غريبة وقوية، حيث غامر في مباراة الثلاثاء الفارط بإشراك العديد من اللاعبين في أول اختبار لهم حاسم مع "الخضر" رغم افتقارهم الخبرة، وبعدما كان يراهن على خبرة بعض ركائزه في مباريات كانت تبدو أقل أهمية من المباراة الفاصلة أمام "الخيول" إلا أن المدرب الوطني فاجأ المختصين والفنيين بإشراك تشكيلة بحلة جديدة تفتقد للخبرة ولكنها كانت بحسبه الأكثر جاهزية لتحقيق فوز وتأهل إلى المونديال القادم بعدما راهن البعض على خيار البوسني استقرار التعداد الذي شارك به في مباراة الذهاب. جدد 90 من المائة من الدفاع في أقل من شهر لعل المتتبع يريد القيام بمقارنة بين ما قام به الناخب الوطني الحالي في موقعة تشاكر وبين المباراة الفاصلة التي تمكن فيها سعدان من تأهيل "الخضر" إلى المونديال بعد 24 سنة من الانتظار بملعب أم درمان، حيث حافظ سعدان على استقرار التشكيلة خاصة على مستوى الدفاع، وجدد ثقته في نفس التركيبة رغم خسارته بثنائية في مصر مجريا تغييرات إجبارية حين أشرك يبدة لتعويض لموشية المعاقب، وأشرك شاوشي مكان ڤاواوي لنفس الأسباب، بينما فضل إشراك غزال أساسيا مكان صايفي، خلافا للناخب الوطني حليلوزيتش الذي غير ستة لاعبين دفعة واحدة مقارنة بمباراة الذهاب، خاصة على مستوى خط الدفاع حيث تم تغيير كل تركيبته وحافظ فقط على القائد بوڤرة في المحور، في خطوة اعتبرها البعض بالمخاطرة الجنونية من الناخب الوطني بعد أقل من شهر عن لقاء الذهاب. الأجنبي منح الفرصة أربعة محليين كما عرفت مباراة الثلاثاء الفارط ميزة أخرى تخالف من كان يعيب على الناخب الوطني الحالي عدم منحه الفرصة للمحليين أو المكونين محليا، واعتماده على لاعبين مزدوجي الجنسية، حيث يعتبر الناخب الوحيد الذي منح الفرصة لأكبر عدد من المحليين في مباراة حاسمة خلافا لسعدان في مباراة أم درمان التي أشرك فيها فقط شاوشي وحليش من العناصر المكونة بالجزائر، بينما لم يشرك بن شيخة أي لاعب محلي في مباراة المغرب، في حين وظف حليلوزيتش في لقاء الثلاثاء الفارط كلا من زماموش، خوالد، سوداني وسليماني في أهم مباراة لهذا الجيل على حساب عناصر تنشط في "الإنتير، رامس وبارما وبورتو" وكان العدد مرشحا للارتفاع إلى خمسة لاعبين لو لم تتم معاقبة بلكالم. ترك أصحاب الخبرة مع البدلاء كان الناخب الوطني السابق رابح سعدان يفضل إشراك أصحاب الخبرة في المواجهات الحاسمة لا سيما في مباراة أم درمان، ولكن حليلوزيتش خالف القاعدة وفضل إشراك مثلا غلام على حساب مصباح الذي شارك في المباريات التصفوية ونفس الحال مع خوالد وزماموش وبراهيمي الذي لم يلعب كثيرا مع "الخضر" في اللقاءات التصفوية، وجدد ثقته في سليماني وسوداني رغم تواجد كل من جبور، قادير ويبدة ومبولحي في القائمة، وهي العناصر التي شاركت في مونديال جنوب إفريقيا ولعبت المباريات التصفوية وكأس إفريقيا. الجيل الحالي ورث قنبلة من جيل سعدان من بين النقاط الإيجابية الخاصة بالمنتخب الحالي، تواجد نسبة كبيرة منه في بداية مشوارها الدولي، وهي تفتقد للخبرة اللازمة، وهو ما جعله يرث تركة ثقيلة من الجيل الذي اعتزل المنتخب والذي ساهم في المشاركة في أول مونديال إفريقي، حيث كان ضغط شديد على رفقاء تايدر من أجل التأهل إلى البرازيل والحفاظ على المستوى الذي وصله "الخضر" عالميا، وبتحقيق هذا الرهان ستكون لهذا الجيل أفضلية لعب الحدث العالمي بمنتخب معدل عمره 23 سنة ولم يبق في تعداده من الجيل الفارط إلا بوڤرة، جبور ويبدة. المدافع - القائد يحرر الجماهير مجددا في غياب الطريقة أما الصورة التي تجمع مشاهد مباراة أم درمان ومباراة تشاكر، فهي تغليب أشبال سعدان وحليلوزيتش النتيجة على طريقة اللعب، حيث اكتفى عنتر يحيى بهدف واحد ليدخل التاريخ ويؤهل الجزائر إلى المونديال، ليجدد بوڤرة العهد أربع سنوات ويوما واحدا بعد ذلك في ملعب تشاكر، حين تمكن من تسجيل هدف تاريخي سيسمح له باعتزال "الخضر" ببلد "السامبا"، في ظل غياب الطريقة والعمل الهجومي اللذين حرما مهاجمي "الخضر" في كلا اللقاءين (2009 و2013) من التسجيل في ظل شح الفرص الهجومية.