صحيح أن القائمة التي كشف عنها المدرب وحيد حليلوزيتش تحسّبا للقاء مالي في العاشر من سبتمبر حملت العديد من المفاجآت بعد إسقاطه عددا من الأسماء الثقيلة من حساباته، إلا أن الأسماء التي ضمّتها القائمة استحقت الدعوة... بما أن البوسني وجّه الدعوة للعناصر الأفضل على الإطلاق وفي مختلف المناصب. فالرجل لم يتعامل مع مباراة مالي مثلما تعامل مع لقاء غينيا الودي، ووجّه الدعوة هذه المرة لمن يستحقّ ذلك، رغم بعض الاستثناءات في صورة استدعائه مبولحي، بلكالام، غيلاس وبلفوضيل، الذين لم يلعبوا ولا دقيقة في الموسم الجديد مع فرقهم. والاستثناء هنا كان مُباحًا لنظرا للوزن الثقيل لهذه العناصر. ومن المؤكد أن تعامل حليلوزيتش بحزم لدى إعداده القائمة الرسمية للقاء الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2014، يقطع الشك باليقين ويؤكد أن الرجل سيتعامل بنفس الكيفية مع اللقاءين الفاصلين في أكتوبر ونوفمبر، وسيوظّف أفضل العناصر. يبدة مثال التحدّي والصمود وكان الحدث الذي عرفته القائمة هو عودة حسان يبدة إلى القائمة من جديد بعد غيابه عنها منذ سنة وبضعة أشهر، حيث تعرّض لإصابة خطيرة على مستوى ركبته خلال شهر فيفري من سنة 2012، وذلك أياما قليلة قبيل سفر منتخبنا الوطني إلى "بانجول" من أجل مواجهة المنتخب الغامبي لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2013. ورغم أن المؤشّرات كانت توحي إلى أن مشوار يبدة انتهى مع المنتخب بعدما بات اسمه متداولا في فرق قطرية إثر عجزه عن العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية، رفع اللاعب تحدّيا نجح فيه ودوّن اسمه ضمن قائمة اللاعبين المستدعين لمباراة مالي المقبلة، ليكون بذلك مثالا في التحدّي والصمود بالنسبة للاعبين آخرين قد يفقدون الأمل في العودة إلى "الخضر" أو المنافسة لمجرّد أن يتعرّضوا لإصابة خطيرة كالتي تعرّض لها يبدة. "البوسني" يُقدّره وهدفه في مرمى "أوساسونا" أعاده للحسابات عشّق البوسني لطريقة لعب يبدة وعشقه أيضا لما يحمله اللاعب من مواصفات يحبّها الرجل في لاعب وسط الميدان، وهو ما أكّده مدرب "الخضر" في جنوب إفريقيا في إحدى تصريحاته عقب الخسارة أمام تونس، جعله لا يتأخّر في إعادته من جديد إلى صفوف المنتخب الوطني. فبعد فترة تحضيرية ناجحة ل يبدة بكل لمقاييس مع نادي غرناطة، رسّم عودته الأكيدة للمنتخب بفضل هدفه في مرمى أوساسونا في الجولة الأولى من "الليغا" الإسبانية، لاسيما أنه في تلك المباراة كان ظهر بمستوى راق سمح لفريقه بالعودة بنقاط ثلاث ثمينة إلى عقر الديار، واستحقّ بذلك اللاعب العودة من جديد إلى صفوف "الخضر". وبعودته ستكون ل "البوسني" ورقة أخرى تمتلك الكثير من الخبرة على غرار بوڤرة، ناهيك على أن يبدة سيشعل المنافسة في الوسط، سواء في وسط الميدان الدفاعي أو الهجومي، ما دام لاعب غرناطة يجمع بين المهمّتين. الظاهر أنها القطيعة بين "البوسني" وغلام هذه المرّة والظاهر أنها القطيعة هذه المرّة بين حليلوزيتش ولاعبه فوزي غلام، فالعلاقة بين اللاعب ومدربه لم تكن أبدا على ما يرام منذ التحاقه، وبالضبط منذ اللقاء الودي الذي خاضه منتخبنا في بلاد "نيلسون مانديلا" أمام جنوب إفريقيا، وهو اللقاء الذي لم يقحم فيه البوسني الوافد الجديد آنذاك غلام ولو لدقائق، ما أغضب اللاعب وأغضب معه الرئيس محمد روراوة يومها. لتأتي القطرة التي أفاضت الكأس أمام غينيا مؤخرا، بعدما أبقاه البوسني على مقعد البدلاء طيلة التسعين دقيقة، ما جعل غلام يستشيط غضبا من مدرّبه، الذي أعفاه كليا من مباراة مالي هذه المرّة، وفضّل عليه حاراك الذي يلعب بانتظام مع ناديه الفرنسي "باستيا". عناصر مطالبة باستعادة مستواها وأخرى مطالبة بإنقاذ نفسها وبخصوص عدد من العناصر الأخرى التي غاب اسمها عن القائمة، فهي مطالبة باستعادة مستواها بعد شفائها من الإصابة، ونخصّ بالذكر رفيق حليش الذي أصيب من جهة - شافاه الله- وأُبعِد من المنتخب من جهة ثانية بسبب تراجع مستواه (أبعد قبيل الإصابة)، وإن أراد العودة سريعا بعدما يشفى فما عليه سوى أن يستعيد مستواه الذي عرف به من قبل. كما أن عناصر أخرى عليها أن تنقذ نفسها قبيل فوات الأوان، ونخص بالذكر قادير وجبور، اللذين إن أرادا التواجد في اللقاءين الفاصلين فما عليهما سوى أن يشمّرا ذراعيهما ويبحثا عن فريق جديد يمنحهما فرص اللعب بانتظام، وتجديد الصلة وأجواء المنافسة الرسمية. البوسني لن يقدّم هدايا قبيل اللقاءين الفاصلين والمناصب غالية للغاية ولن يقدّم حليلوزيتش هدايا لأحد من اللاعبين مستقبلا، لأن مباراة مالي الرسمية ذات الطابع التحضيري بعد ضمان "الخضر" التأهل، ستكون الأخيرة قبيل اللقاءين الفاصلين، ومن خلال الأداء الذي سيقدّمه اللاعبون الذين وجّهت لهم الدعوة، وعلى ضوء ما سيقدّمه اللاعبون الدوليون مع فرقهم طيلة شهر سبتمبر وشهر أكتوبر، ستتحدّد قائمة لقاء الذهاب من الدور التصفوي الأخير، ما يؤكد أن المناصب ستكون جدّ غالية خلال المحطة الأخيرة التي تفصل منتخبنا عن مونديال البرازيل.