بالرغم من اعترافه بعدم تقديم لاعبيه للمستوى المطلوب في آخر جولة أمام رائد القبة، إلا أن مدرب شباب قسنطينة رفيق رواس ثمّن الفوز المحقق في تلك المباراة بهدف لصفر، وهذا لأن هذه النتيجة سمحت للفريق بالحفاظ على كامل حظوظه في المنافسة على بطاقة الصعود الوحيدة ،بعد أن ارتقى إلى المرتبة الثالثة بفارق 4 خطوات فقط عن صاحب المرتبة الأولى مولودية سعيدة قبل 6 جولات كاملة من نهاية البطولة. “التشكيلة لعبت تحت ضغط النتيجة“ وأرجع مدرب الشباب سبب عدم ظهور رفقاء نحيلي بمستوى كبير أمام رائد القبة إلى الظروف التي سبقت اللقاء، لأن لاعبيه كانوا مطالبين بالفوز أكثر من أي وقت مضى، من باب أن أي تعثر جديد في باقي لقاءات البطولة يكلف الخروج من المنافسة على الصعود، وهو جعل اللاعبين يدخلون تلك المواجهة بتحفظ وتحت ضغط ضرورة الفوز، وهو ما جعلهم يحاولون بكل الطرق الوصول إلى مرمى المنافس، الأمر الذي دفع بهم إلى الاندفاع كليا نحو الهجوم بغية التسجيل وهو ما تحقق لهم في آخر المطاف، حيث لم تذهب مجهوداتهم سدى بعد أن وصلوا إلى مرمى القبة بهدف وحيد لكنه كان كافيا لحصد النقاط الثلاث. “اللاعبون آمنوا بالفوز حتى آخر دقيقة“ ولم يتوان مدرب الشباب في الثناء على الإرادة القوية التي لعب بها رفقاء حركاس طيلة ال90 دقيقة، وإيمانهم بإمكانية الخروج غانمين بالنقاط الثلاث لمواصلة التسابق على المرتبة الأولى، ما جعلهم يرفضون الاستسلام ومواصلة الضغط على مرمى القبة إلى آخر رمق، وهو سمح لهم بتسجيل هدف قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة بفضل رغبتهم القوية في تجاوز عقبة ضيفهم. “المهمّ أننا تحصلنا على النقاط الثلاث“ وأكد رواس أن المهمّ في الفترة الحالية من البطولة هي النتيجة، حيث أنه لو فاز الشباب بهدف لصفر أو حتى برباعية كاملة فإنه لن يتحصل سوى على ثلاث نقاط، لذلك فالأداء لا يهم كثيرا بما أن كل الفرق تحاول الوصول إلى هدف معيّن، ما يجعل اللاعبين يركزون على الوصول إلى المرمى ولا يهمّهم تقديم لوحات فنية، لكن لا يعني - حسب المدرب- أن التشكيلة غير معنية بتحسين الأداء الجماعي الذي بفضله يستطيع النادي فرض منطقه في المباريات. “لدينا ضعف شديد في الهجوم“ وفي سياق حديثه عن أداء لاعبيه خلال مباراة الجمعة الماضي، أبدى رواس رضاه التام عن المستوى الذي يظهر به المدافعون وهذا ليس في مباراة القبة فقط، وإنما منذ إشرافه على النادي مطلع مرحلة العودة، وهو الحكم نفسه تقريبا على عناصر الوسط التي قال عنها إنها تقوم بعمل كبير بين استرجاع الكرة وصناعة اللعب وحتى التهديف. لكنه بالمقابل اعترف بالضعف الشديد على مستوى القاطرة الأمامية، وهذا لافتقار النادي لرأس حربة يتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه المواقف، إلى جانب امتلاكه حسّ تهديف عال يمكنه من إنهاء العمل الكبير الذي يقوم به المدافعون ولاعبو الوسط. “الضغط ليس في صالح الشبّان” ورفض مدرب الشباب أن يطالب لاعبيه بضرورة الفوز في كلّ المباريات القادمة من أجل تحقيق الصعود، لأنه يمتلك في تعداده عددا معتبرا من الأواسط الذين تم ترقيتهم مؤخرا فقط وهم في بداية المشوار الرياضي “فالضغط عليهم لن يفيدهم بشيء بقدر ما قد يؤثر عليهم كثيرا من الناحية النفسية ويجعلهم لا يقدّمون مستويات كبيرة فوق المستطيل الأخضر، وهو ما حدث أمام القبة أين لم نشاهد الأداء الجيّد الذي ظهروا به في لقاء بسكرة، وهذا لأنه كان لزاما عليهم الفوز وعدم إهدار نقاط جديدة في ملعب حملاوي. لذلك لا يجب أن نطالبهم بأكثر مما يقومون به في الوقت الحالي لأن النتائج ستكون سليبة“. “لقاء تموشنت صعب للغاية” وبخصوص لقاء السبت القادم الذي ينتظر التشكيلة في تموشنت، أكد رواس على صعوبة المأمورية من باب أن المستضيف يلعب هو الآخر الأدوار الأولى في البطولة ويطمح للصعود، وهو ما يجعل لاعبيه يوظفون كل أوراقهم للإطاحة بلاعبيه وهذا لإزاحتهم من السباق من جهة، والاقتراب من المرتبة الأولى من جهة أخرى، لكننا يضيف رواس لن نلعب هذه المباراة في ثوب الضحية، بل يجب أن نقاتل فوق المستطيل الأخضر للفوز. “6 مباريات في المنافسة وكلّ شيء ممكن“ وأكد رواس أنه وبالرغم من صعوبة مهمة أصحاب اللونين الأخضر والأسود في خطف المرتبة الأولى وتحقيق الصعود، إلا أن فريقه لن يرفع الراية البيضاء مادام فرص الشباب لا تزال قائمة حيث لا يبتعد كثيرا عن صاحب المرتبة الأولى، وهو ما يعني أنه لديه حظوظ الصعود كغيره من فرق المقدمة، كما أنه يتبقى في البطولة 6 مباريات كاملة “ولأن كرة القدم عودتنا على المفاجئات فإن الشباب سيعلب كل مباراة سواء كانت داخل الديار أو خارج ملعب حملاوي بنية الظفر بالنقاط الثلاث، ولكن في حال الخسارة فإننا نكون قد دافعنا بشرف عن حظوظنا في الصعود إلى آخر رمق، وبهذا نخرج من السباق بشرف“ ختم رواس حديثه.