بعدما ثارت مخاوف الكثيرين ومن بينهم الطاقم الفني للمنتخب الوطني الذي يقوده رابح سعدان بسبب تراجع مستوى معظم اللاعبين المحترفين خلال الفترة السابقة، يبدو أنّ الأمور عادت إلى مجاريها الآن، وأصبح هؤلاء اللاعبون أحسن حالا، فمن كان مهمشا استرجع مكانته الأساسية، فيما عاد المهاجمون إلى هوايتهم في التسجيل، وشفي المصابون في انتظار اكتمال الأخبار السارة بعودة الجميع على غرار نذير بلحاج ومراد مغني. وهذا ما يجعل التفاؤل يعمّ الشارع الجزائري من جديد، في ظل اقتراب موعد نهائيات كأس العالم، حيث يبقى أقل من شهرين عن رؤية نجوم “الخضر” في سماء جنوب إفريقيا. الدفاع بخير في انتظار جاهزية بلحاج يُعتبر دفاع المنتخب الوطني أحد أبرز نقاط القوة في السنوات الأخيرة، حيث لعب دورا هاما في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، فبالإضافة إلى دورهم في الخط الخلفي، شارك مدافعو “الخضر” في تسجيل أهداف غالية في التصفيات وفي كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ولعّل أبرز مثالين هما هدفا عنتر يحيى ومجيد بوڤرة في مرميي مصر وكوت ديفوار على التوالي. حيث أهدى به الأول التأهل التاريخي إلى “المونديال“، فيما تأهلنا إلى نصف نهائي “الكان“ بفضل بمساهمة هدف “ماجيك” الغالي. وبعد أن غاب يحيى وبوڤرة لفترة طويلة بسبب التهميش بالنسبة للأول والإصابة للثاني، سجلا ظهورهما بقوة خلال الأيام الأخيرة، بينما أصبح زميلهما رفيق حليش ملازما لمقعد البدلاء مع ناديه ناسيونال ماديرا، وهذا في انتظار شفاء الظهير الأيسر نذير بلحاج الموجود في قطر للعلاج. عنتر يحيى يُشارك بانتظام منذ 3 جولات منذ مباراة فرايبورغ التي عاد فيها بوخوم بالتعادل، وعنتر يحيى ضمن التشكيلة الأساسية التي يضعها المدرب “هايكو هيرليخ”، حيث رضخ الأخير للأمر الواقع ووجد أنّ مكانة الدولي الجزائري لا نقاش فيها. فرغم الهزيمتين أمام هامبورغ وكولن خلال الجولتين السابقتين، إلاّ أنّ عنتر يحيى أدّى ما عليه ولا يتحمل مسؤولية الأهداف التي تلقتها شباكهم، بل بالعكس كان بمثابة المنقذ عندما واجه مهاجمين كبيرين هما الهولندي “فان نيستلروي” (هامبورغ) والدولي الألماني “بودولسكي” (كولن)، حيث لعب أمامها دون عقدة وأثبت مرّة أخرى أنه واحد من بين أحسن المدافعين الموجودين في “البوندسليغا”. ويكون المدرب الوطني رابح سعدان قد اطمأن على حالة مُسجل هدف أم درمان، الذي استرجع نشوة المنافسة وشارك في 270 دقيقة خلال الأسبوعين الأخيرين. بوڤرة يُعلن عودته القوية لم تخطئ جماهير نادي “شيفيلد واندزداي“ (النادي السابق ل بوڤرة) عندما أطلقت على مجيد اسم “ماجيك”، فهو حقا اسم على مسمّى، وذلك بسبب عودته القوية بعد فترة قصيرة جدا عن شفائه من الإصابة. حيث أبهر المدافع الجزائري الجميع في ڤلاسڤو، فحافظ فريقه على نظافة شباكه خلال المبارتين الأخيرتين أمام “داندي يونايتد” و”هارتس” التي لعب فيهما بوڤرة أساسيا، هذا الأخير كان المنقذ وعودته إلى التشكيلة هي إعلان عن أنه لا مزيد من الأهداف في مرمى حارس “البلوز”. أداء “ماجيك” في اللقاءين الأخيرين هو تأكيد صريح على عودة قوية من جانبه، كما وجه رسالة إلى “الشيخ” سعدان وكافة الجزائريين عنوانها أن لا خوف على دفاع “الخضر” بوجود الصخرة بوڤرة. عاد بوڤرة وعنتر فأصبح حليش احتياطيا! بالموازاة مع العودة القوية ل مجيد بوڤرة وعنتر يحيى، حملت الجولات الأخيرة أخبارا غير سارة لزميلهما في دفاع “الخضر” رفيق حليش، حيث أضحى حبيسا لمقاعد البدلاء في المواجهات الأخيرة لناديه “ناسيونال ماديرا“، فمنذ أن عاقبه المدرب “مانويل ماتشادو” إثر تأخره عن النزول لتناول الفطور قبل 3 جولات واللاعب الجزائري لا يلعب أساسيا، فيما شارك كبديل خلال العشرين دقيقة الأخيرة في آخر جولة قبل يومين. يُذكر أنّ حليش لعب 15 مرة فقط في البطولة هذا الموسم منها 9 مرّات أساسيا، وهو ما قد يضع المدرب الوطني في إشكال آخر، خصوصا إذا تواصل تهميشه في الجولات المتبقية. بلعيد يُشارك بانتظام، شاقوري أفضل ممّا كان وبلحاج الوحيد خارج الخدمة أما عن أوضاع بقية المدافعين المحترفين، فهي مطمئنة نوعا ما، فاللاعب المتوقع استدعاؤه في التربص القادم حبيب بلعيد يُشارك بانتظام هذا الموسم، ويلعب أساسيا مع نادي “بولون سير مار” منذ التحاقه به في “الميركاتو“ الشتوي، كما كان عليه الحال أيضا مع ستراسبورغ في مرحلة الذهاب، فيما استرجع المدافع الأيمن محمد شاقوري بعضا من إمكاناته خلال الجولات الأخيرة، حينما عاد إلى التشكيلة الأساسية لفريقه شارلوروا البلجيكي رغم تعرّضه لإصابة منعته من اللعب في آخر مباراة. ويبقى نذير بلحاج الوحيد المتواجد خارج الخدمة وذلك بسبب تجدّد إصابته، في انتظار عودته المحتملة منتصف الشهر القادم في مباراة نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي بين “بورتسموث“ و“تشيلزي“ قبل التحاقه بتربص “الخضر” بسويسرا. الوسط يُعاني وعودة يبدة أحسن خبر ربما يكون وسط ميدان “الخضر” هو الأسوأ حالا قبل أقل من شهرين عن انطلاق نهائيات كأس العالم، حيث يُعاني بعض اللاعبين من إصابات، فيما بقي البعض الآخر دون منافسة مع أنديتهم لمدة طويلة، وتعرّض حسان يبدة، مهدي لحسن ومن ثم يزيد منصوري إلى إصابات مختلفة في الفترة الأخيرة. بينما لا يلعب كريم زياني ومنصوري (قبل تعرضه للإصابة) إلاّ نادرا، فالأول لعب 25 دقيقة مع “فولفسبورغ” منذ نهائيات كأس إفريقيا، والثاني يُقحم في الدقائق الأخيرة من مباريات ناديه “لوريون”. وهذه الوضعية تُثير علامات استفهام كبيرة وسط الطاقم الفني. لكن قد تكون عودة يبدة من الإصابة بشارة خير لتحسّن الأمور في الأيام القادمة. يبدة جاهز ليُكرّر مستواه في “الكان“ الأخير كانت الإصابات العنوان الأبرز وسط لاعبينا خلال الأسابيع الأخيرة، ومن بين المصابين حسان يبدة الذي تعرّض لإصابة في الغضروف بعد عودته من مباراة المنتخب الوطني أمام صربيا مطلع شهر مارس الفارط. وفضل نجم وسط “البومبي” عدم إجراء عملية جراحية من أجل تفادي تضييع المشاركة في “المونديال“، وهذا ما جعل المخاوف تزداد من إمكانية عدم رجوعه بسرعة، لكن يبدو أنّ يبدة استرجع كافة إمكانيات الآن بعدما شارك في مباريتين كاملتين مع ناديه، ورغم أنّ التعب ظهر عليه في المباراة الأولى، إلاّ أنّ ذلك سرعان ما اختفى في المباراة الثانية التي لُعبت أول أمس الأحد، وهو ما يُنبئ بجاهزية “الباترون” المستعد لتكرار سيناريو الكأس الإفريقية الأخيرة والتألق في “مونديال“ جنوب إفريقيا. لا خوف على لحسن، وزياني قادر على العودة بقوة وبخصوص المصابين والمهمشين، فإنّ وضعية مهدي لحسن وسط ميدان “راسينغ سانتاندار” لا تدعو للقلق بتاتا، حيث أنّ إصابته الأخيرة غير مقلقة، بينما لن يؤثر عليه الجلوس على مقاعد البدلاء بما أنه لعب عددا كبيرا من المباريات هذا الموسم ولا تنقصه المنافسة. الأمر الأخير يطرح الإشكال بالنسبة ل كريم زياني الغائب عن المنافسة منذ مدة طويلة، حتى أنه أصبح خارج قائمة ال 18 في جميع المباريات، لكن من يعرف اللاعب جيدا، يُدرك أنّ بإمكانه تعويض كل ما فاته من خلال إرادته الفولاذية، وهذا ابتداء من التربص المقبل الذي ينطلق يوم 12 ماي المُقبل بأعالي سويسرا. مغني وبوعزة قد يُحرمان من “المونديال“ وبودبوز النجم القادم تعصف الإصابات بعدد كبير من اللاعبين على غرار مراد مغني وعامر بوعزة اللذين يُعانيان من إصابتين مُعقدتين، فالأول غائب لهذا السبب منذ كأس إفريقيا الأخيرة، حيث لم تتضح لحد الآن مدى خطورة إصابته ولا وقت عودته، ونفس الأمرينطبق على بوعزة، فرغم عودته للمنافسة إلاّ أنه سرعان ما أصيب من جديد بسبب عدم اكتمال شفائه، وقد تحرم هذان الإصابتان لاعبي مغني وبوعزة من “المونديال“، خصوصا أن المدرب الوطني يرفض المجازفة بجلب لاعبين مصابين، وهو الذي صرح بذلك في أكثر من مناسبة. هذا، وقد يكون استدعاء الشاب رياض بودبوز نجم “سوشو” أحسن تعويض للثنائي المذكور، إذ من المتوقع أن يكون اكتشاف “الخضر” في “المونديال“ بالنظر إلى إمكاناته الكبيرة والتي يشهد له بها الجميع. يذكر أن بودبوز يلعب بشكل منتظم مع ناديه الفرنسي. الهجوم يسترجع عافيته بتألق غزال وجبور كان خط الهجوم نقطة الاستفهام الأكبر خلال الفترة السابقة، بسبب ابتعاد عبد القادر غزال عن التسجيل سواء مع المنتخب أو ناديه، إضافة لبقاء رفيق جبور خارج الخدمة طوال مرحلة الذهاب من البطولة اليونانية، وهذا ما أثر على مستوى هجوم “الخضر”. لكن ستتغير الأمور حتما قبل أسابيع عن انطلاق “المونديال“، حيث استرجع كافة المهاجمين مستواهم المعروف، ف غزال وجبور عادا إلى “الفورمة“ المطلوبة، وذلك إلى جانب كريم مطمور ورفيق صايفي، الأمر الذي سيعود دون شك بالإيجاب على أداء التشكيلة الوطنية. غزال وجبور وصايفي يُسجّلون، ومطمور في أحسن أحوال رغم صيامه عن التهديف يمرّ بعض مهاجمي “الخضر” بفترة زاهية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث عاد صايفي، جبور وغزال إلى هوايتهم المفضلة في دكّ شباك المنافسين. وسجل غزال وجبور أربعة أهداف كاملة خلال الفترة الثانية من الموسم، كما ساهما في صنع العديد منها، بينما يملك صايفي هدفين واختير أفضل لاعب في “إيستر” خلال الشهر الماضي، هذا إلى جانب تمتع نجم “بوريسيا مونشنغلادباخ” كريم مطمور بكافة إمكاناته البدنية والفنية، إثر عودته القوية في الجولات الأخيرة، وهو الذي لعب أساسيا في المباريات الأربع السابقة، رغم أنه لا يُسجّل إطلاقا واكتفى بهدف وحيد طيلة الموسم. ---------------------- منصوري: “واثق بأننا سنسعد الشعب الجزائري في كأس العالم” أجرت يومية “فرانس سوار” أول أمس حوارا مع قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري تحدث فيه عن الأجواء التي تسود المنتخب الوطني وحظوظه في نهائيات كأس العالم قبل أقل من شهرين عن انطلاق نهائيات كأس العالم، كما تطرق إلى العديد من الأمور أهمها الضغط المفروض على اللاعبين بعد المباراة الأخيرة أمام صربيا التي انهزمت فيها التشكيلة الوطنية بثلاثية وحظوظ المنتخب مقارنة ببقية المنتخبات المشكلة لجموعة “الخضر”، كما عاد أيضا إلى الصور التي صاحبت تأهل المنتخب إلى المونديال والتي قال عنها إنها ستبقى محفورة في ذاكرته إلى الأبد. “سندخل المونديال بحرارة عالية وسنسعد جماهيرنا” في بداية حديثه، أشار يزيد منصوري إلى أنه قبل أقل من شهرين عن نهائيات كأس العالم فإن الجميع في الجزائر متحمس وينتظر وصول هذا الموعد المرتقب وهم كلاعبين ينتظرون وصول هذه الفرصة لمواصلة إدخال الفرحة إلى قلوب الجماهير التي وعد منصوري بإسعادها أثناء المونديال، ويدركون جيدا أن الأنصار ينتظرون منهم الكثير بعدما وضعوا الثقة في هذا المنتخب وبدورهم كلاعبين يجب أن يكونوا في مستوى هذه الثقة. “الضغط المفروض علينا سنجعله إيجابيا قبل المونديال” وعن سؤال وجهه صاحب الحوار إلى منصوري عن مدى تأثير الضغط المفروض على اللاعبين خاصة بعد الهزيمة الأخيرة في المباراة الودية أمام صربيا، فقد أوضح قائد “الخضر” أنه واثق بأن اللاعبين سينجحون في تحويل هذا الضغط إلى الجانب الإيجابي وسبق لهم ذلك أثناء التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا، مشيرا إلى أن الضغط كان شديدا عليهم في الدور الأول أمام السنغال لكنهم نجحوا في تخطي عقبة هذا المنتخب، والأمر نفسه تكرر أمام المنتخب المصري في الدور الثاني، لذلك فإن اللاعبين تعودوا على الضغط وغالبا ما يتحول إلى حافز إيجابي لهم من أجل الظهور بمردود جيد في المباريات، وأضاف أن أداء المنتخب الوطني في منحى تصاعدي من مباراة لأخرى وسيؤكد ذلك أثناء المونديال. “سنلعب كامل حظوظنا أمام المنتخبات الأخرى وسنقول كلمتنا” أما عن حظوظ “الخضر” في نهائيات كأس العالم، فقد أوضح يزيد منصوري أن المنتخب الجزائري يكفيه فخرا أنه عاد إلى المونديال منذ سنة 1986 لكن هذا لا يعني أنهم سيدخلون النهائيات في ثوب الضحية وإنما سيلعبون كامل حظوظهم أمام منتخبات إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا، مشيرا إلى أنهم سيدخلون هذه المباريات بجرأة كبيرة وهم واثقون بأنهم قادرون على فعل شيء في هذه المجموعة ولم لا التأهل إلى الدور الثاني”. “سنحاول أن نجعل أفراح الشعب الجزائري تستمر” وعن الاهتمام البالغ الذي أضحى المنتخب الوطني يصنعه في الجزائر وتجاوز ذلك حدود المجال الرياضي، فقد أوضح قائد “الخضر” أنهم سعداء لأنهم تمكنوا من جعل الجماهير تحتفل والجميع ملتف حول المنتخب الوطني مع أمل مواصلة تحقيق المزيد من الانتصارات، لذلك سيبذلون كل ما في وسعهم من أجل مواصلة تلك الاحتفالات أثناء المونديال وإدخال السعادة في قلوب الشعب الجزائري”. “ما حدث بعد التأهل إلى كأس العالم يشبه مظاهر الاستقلال” عاد يزيد منصوري في حواره مع تلك اليومية إلى الأجواء التي عاشها بعد العودة من السودان بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، حيث قال إن تلك الصور التي صنعتها الجماهير والاستقبال التاريخي الذي حظوا به سيبقى محفورا في ذاكرته إلى الأبد، مؤكدا أن الإحتفالات التي صاحبت التأهل إلى المونديال تشبه مظاهر الاحتفال باستقلال الجزائر. منصوري يعود إلى التدريبات يوم الاثنين المقبل كشفت يومية “فرانس سوار” التي حاورت قائد “الخضر” أن يزيد منصوري سيعود إلى أجواء التدريبات يوم الاثنين المقبل بعد الإصابة التي تعرض لها مع فريقه أثناء مباراته أمام “ران”، وكشفت الصحيفة أن منصوري بدأ يتعافى من الإصابة التي تعرض لها على مستوى الركبة بفضل العلاج المكثف الذي خضع له لدى طبيب الفريق الذي سيمنحه الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات بداية الأسبوع المقبل، وأضاف التقرير أن اللاعب بدا سعيدا للغاية بتحسن حالته الصحية لأن ذلك سيعيده إلى المنافسة وسيستفيد من ذلك كثيرا قبل الدخول في تربص المنتخب الوطني بسويسرا.