يعتبر 20 أفريل من كل سنة يوما رمزيا وتاريخيا في المنطقة القبائلية التي تتذكر دائما الأحداث التي وقعت في ربيع سنة 1980، كما أن شبيبة القبائل تملك علاقة وطيدة بهذا التاريخ باعتبار أنها كانت دائما فرصة بالنسبة للأنصار ليعبروا عن مبتغاهم ويوجهون رسالتهم، إلا أن هذه السنة، "الربيع الأمايغي" كان له طعم خاص، لأنه تزامن مع التحضير للنهائي العاشر الذي ينشطه "الكناري" في تاريخه يوم 1 ماي أمام مولودية الجزائر في ملعب مصطفى تشاكر، إذ أن هذا الموعد منتظر من طرف أنصار الشبيبة عبر كل أنحاء الوطن وليس في تيزي وزو فقط، حيث منذ عدة أسابيع باشر الجمهور القبائلي تحضيراته لهذا الموعد التاريخي، وعكس ما حدث في نهائي 2011 الذي لم يعرف إقبالا جماهيريا كبيرا من أنصار الشبيبة، فإن نهائي الموسم سيعرف ملعب تشاكر تنقلا قياسيا من الأنصار الذين قد لا تكفيهم مدرجات ملعب البليدة. تيزي وزو كلها تكتسي ألوان الفريق بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، دخلت مدينة تيزي وزو في قلب النهائي بداية هذا الأسبوع، حيث علق الأنصار رياياتهم العملاقة عبر مختلف الأحياء والجدران، ومباراة مولودية الجزائر أصبحت على كل لسان، وكل محبي "الكناري" يسعون لضمان السير الحسن لعملية بيع التذاكر التي ستنطلق بحر الأسبوع المقبل، إضافة إلى الحافلات التي ستكون تحت تصرف الأنصار للتنقل إلى البليدة، وقد انطلقت عملية التنظيم عبر 67 بلدية في ولاية تيزي وزو، ليكون التنقل كبيرا ومنظما كما ينبغي. شاشات عملاقة في المقاهي، القاعات والأحياء الشعبية رغم أن أنصار الشبيبة ينظمون لتنقل قياسي إلى ملعب مصطفى تشاكر، إلا أن العديد منهم لن يتمكن من ذلك، ما جعل "الديجياس" ومختلف الهيئات المحلية تقوم بالتدابير اللازمة حتى تسمح لأنصار الشبيبة في تيزي وزو أن يعيشوا أجواء النهائي وسط المدينة، إذ ستكون شاشات عملاقة على مستوى المقاهي والقاعات الفنية والأحياء الشعبية تحت تصرف الأنصار لمتابعة اللقاء في الهواء الطلق. هذه المبادرة التي ليست الأولى من نوعها في تيزي وزو ستكون فرصة لجميع الأنصار بمشاهدة المباراة في أجواء حماسية، وقد انطلقت عملية التحضير لها عبر مختلف المناطق القبائلية حسب ما أكده لنا محدثنا. "سامبا بويز" سيقودون التنقل من ذراع الميزان بخصوص التنقل الجماعي للأنصار إلى البليدة، تحصلنا على بعض المعلومات تفيد أن الأنصار الذين يقطنون على مستوى الجهة الجنوبية الغربية للولاية (واضية، بوغني، تيزي غنيف وذراع الميزان) فسيتجمعون في مدينة ذراع الميزان وذلك تحت قيادة "ألتراس سامبا بويز". في المقابل، هناك مجموعات أخرى ستنظم انطلاقها إلى البليدة من وسط مدينة تيزي وزو، وستكون كل الأمور جاهزة قبل يومين من موعد المباراة، لذلك سيكون في انتظار زملاء ريال مفاجآت كبيرة من طرف الأنصار، الذين سيلتحقون من مختلف المناطق أيضا على غرار بويرة، بومرداس، برج بوعريريج وولايات أخرى. من جهة أخرى، لم ينس أنصار الشبيبة الفنان الراحل معطوب الوناس الذي يعتبر رمز من رموز المنطقة القبائلية وكان قريبا جدا من شبيبة القبائل التي عشقها حتى النخاع، لذلك في لقائهم أول أمس مع اللاعبين عقب نهاية الحصة التدريبية، طالبهم الجمهور القبائلي التتويج بالكأس ونقلها مباشرة لضريح معطوب الوناس لإهدائها إلى روحه، وهي الرسالة التي فهمها اللاعبون جيدا ويعدون بتقديم أفضل ما لديهم لتتويج بالكأس السادسة للشبيبة. ------------ كعروف: "هذا النهائي يذكرني بالرجل العظيم معطوب الوناس وما فعله في النهائيات الثلاثة" "معطوب قاد مجموعة من اللاعبين إلى مدرجات 5 جويلية وأطربنا بأغنية كنزة التي كانت لم تخرج بعد إلى السوق"
عاد بنا مراد كعروف المدرب المساعد للنادي القبائلي، إلى عشرين سنة خلت وبالضبط في آخر نهائي شارك فيه لاعبا بألوان الشبيبة أمام جمعية عين مليلة، كعروف تجمعه ذكريات ستبقى محفورة في تاريخ وسجل "الكناري"، كما استعاد أيضا ذكرياته مع المرحوم معطوب لوناس والدور الكبير الذي كان يلعبه في تلك الحقبة، إلى جانب أسرار أخرى ويأمل أن يتوج هذه المرة بالكأس مدربا بعدما حصل عليها لاعبا. في البداية، كيف تقيم العمل الذي قمتم به منذ فترة توقف البطولة إلى غاية الآن؟ أعتقد أن القرار الأول الذي يقضي بإجراء تربص بالبليدة كان صائبا إلى حد بعيد وأنهيناه بنجاح على كل المستويات سواء من الناحية البدنية والفنية، والمباراتين الوديتين كانتا مفيدتين، وعلينا أن نواصل على هذا المنهج لتطوير إمكانات اللاعبين أكثر. كانت الفرصة أيضا فيه لاكتشاف اللاعبين العشب الطبيعي، هل يمكن أن نقول بأنهم تخلصوا من هذا المشكل وبإمكانهم خوض النهائي دون أية عراقيل؟ الأمر الجميل في كل هذا ليس بإجراء الحصص التدريبية فوق العشب الطبيعي فحسب، وإنما بإجراء آخر حصة تدريبية فوق الملعب الرئيسي الذي سيحتضن المباراة النهائية، لأنه هناك فرق كبير بين التدريبات في ملحق الملعب والملعب الرئيسي، صراحة أرضية تشاكر جوهرة حقيقية استمتع بها اللاعبون وأجروا الحصة بصفة تلقائية، حاولنا فيها أن نحقق مجموعة من الأهداف، أولها أن يجد رفاق بن العمري معالمهم فوق الميدان ويدخلوا في أجواء النهائي، إلى جانب تعويدهم على ميدان هذا الملعب، وأقول بأن أغلبيتهم سبق لهم وأن لعبوا على العشب الطبيعي، صحيح أنه مر وقت طويل ولم نلعب في مثل هذه الأرضية، لكن يمكن القول بأن الحصة الأخيرة في تشاكر كانت مفيدة جدا. البعض يرشح الشبيبة للظفر بالكأس بالنظر إلى طبيعية المنافسين الذين أقصيتموهم على غرار اتحاد العاصمة، "الحمراوة" وعين فكرون، مقارنة بالمولودية فهل تفكرون بهذه الطريقة؟ صحيح أننا واجهنا منافسين أقوياء، لكن منافسة الكأس تبقى بنكهتها الخاصة وبمعطياتها الخاصة أيضا، وكل فريق يملك حظوظا متساوية جدا، المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لنا في الأدوار السابقة خاصة لما واجهنا اتحاد العاصمة، مولودية وهران وعين فكرون، الحظ ابتسم لنا ومررنا إلى لنهائي وأتمنى أن تختارنا الكأس في النهائي لنحملها، وأؤكد أن الفوز والتأهل على الفرق المذكورة ليس مرجعا، أما الآن فيجب أن نبقى مركزين أكثر على البطولة ثم تنفرغ للكأس. الكثير من المتتبعين يرون أن تحضيراتكم مقتصرة على النهائي وكأنكم تناسيتم مباراة الأربعاء، فهل هذا صحيح أم أن نظرتكم مختلفة؟ في البداية، أقول أننا على علم بأنه تنتظرنا مباراة مهمة جدا أمام الأربعاء بملعب هذا الأخير، وأن التحضيرات التي قمنا بها ليست مخصصة للنهائي فقط وإنما لجميع المباريات التي تنتظرنا إلى غاية نهاية الموسم. سبق لك أن توجت بالكأس لاعبا تحت ألوان الشبيبة واليوم أنت في النهائي ودون شك تتمنى أن تتوج بها مدربا لأول مرة، صراحة هل كنت تنتظر الوصول إلى النهائي؟ أعتقد أن الوصول إلى نهائي الكأس يحدث نادرا، ولكن حصل لي شرف لعبها ثلاث مرات متتالية، بالنسبة لي مفاتيح الكأس هي التركيز، الرزانة ، ووضع خبرتنا تحت تصرف اللاعبين والتركيز على الجانب البسيكولوجي، يجب أن يكون اللاعبون أكثر انضباطا وبهذه الطريقة يمكننا الظفر بهذه الكأس، ويمكنني أن أقول بأننا في النهائيات السابقة في عهدنا لم نكن بمستوى جيد لكن حصلنا عليها بفضل المعطيات التي ذكرتها سابقا، لقد فزنا على اتحاد بلعباس في 1991، ثم أمام جمعية الشلف في 1992، والمرة الثالثة كان أمام عين مليلة في 1994 (علما أن سنة 1993 الجزائر لم تنظم منافسة الكأس) كل هذه الخبرة سنقدمها للاعبين، لأن أغلبيتهم لا يتمتعون بها وسيلعبون هذه المنافسة لأول مرة. إذا الطاقم الفني يقوم بعمل كبير في هذه الفترة بالذات، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال الطاقم الفني يلعب حاليا دور كبيرا، فكل واحد منا يقوم بعمله سواء المدرب آيت جودي الذي لعب نهائيين، مدرب الحراس حمناد الذي سبق له وأن لعب معي نهائي 1994 أمام عين مليلة، المحضر البدني بوجنان إضافة إلى سالم قاسي، صحيح أن هذا النهائي الأول بالنسبة لي مدربا، لكننا سنعمل على نقل الرسالة جيدا للاعبين وسنقول لهم أن هذا النهائي سيبقى في التاريخ، ونعمل كل ما بوسعنا لكي ندخلهم في أجواء المباراة، لكن للأسف هناك مباراة سنلعبها أمام الأربعاء ومن الصعب جدا أن تدخلهم في أجواء لقاء البطولة ومباشرة يدخلون في أجواء الكأس، ولكن سنعمل كل ما بوسعنا لكي تسير الأمور مثلما نتمناها. لقد خسرت أول نهائي لك سنة 1991 أمام اتحاد بلعباس، فكيف كان شعورك؟ ليس سهلا أن تنهزم في النهائي، صحيح لقد خسرت أول نهائي لي ، لكن أعتقد أن حياة اللاعب هي هكذا اليوم يخسر وغدا يفوز، والحمد لله لقد تمكنت من الظفر بالكأس مرتين متتاليتين مباشرة بعد نهائي بلعباس، وهذا ممكننا من اكتساب الخبرة، كما يجب أن تتقبل الخسارة من أجل الإرتقاء إلى الإنتصارات. بماذا يذكرك هذا النهائي؟ هذا النهائي يذكرني بالمرحوم معطوب لوناس، فقبل أن نبدأ في سرد ما قام به هذا الرجل العظيم، يجب أن ننوه بأنه كان بالنسبة لنا أخا كبيرا والمناصر رقم واحد للنادي القبائلي، فقد كان يتنقل معا أينما تنقل النادي لخوض مباراة معينة، وفي نهائي 1994 أمام عين مليلة، تنقل إلى العاصمة وإلى الفندق الذي كنا نتواجد فيه حاملا معه "الموندول" ، ثم بعد ذلك أطربنا أغنية "كنزة " حصريا، هذه الأغنية في ذلك الوقت كانت لم تخرج بعد إلى السوق، كما كان ذلك في مدرجات ملعب 5 جويلية وكان عدد اللاعبين حوالي عشرة، صراحة إنه شيء رائع جدا، لقد أنسانا النهائي وكان ذلك ليلة المباراة، وكان معطوب يهدف إلى إبعادنا عن الضغط "درنا قعدة من الكبار" ، الحمد لله في اليوم الموالي توجنا بالكأس. هل كنتم تنتظرون زيارة معطوب لكم إلى الفندق وفي ليلة المباراة؟ معطوب كما قلت لكم إنه المناصر الأول للنادي القبائلي وعلاقته باللاعبين تجعله في كل مرة يحاول أن يقدم لنا مفاجأة سارة، إنه شخص حساس جدا يحترم الجميع والجميع يحترمونه، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يقوم بها بمساندة اللاعبين، بل الفضل الكبير في تتويجنا سنة 1990 بالكأس الإفريقية يعود له وذلك بعدما استطاع أن يسوي المشكل الذي كان داخل التشكيلة، كما أنه كان إلى جانبنا في النهائيين أمام الشلف وعين مليلة. ماذا قال لكم بالضبط ليلة المواجهة أو يومها؟ كان دائما يوجهنا نحو التحفيز والفوز وكان يقول لنا "ترون هؤلاء الأنصار، ينتظرون منكم الفوز، حذار أن تخيبوهم " إلى غير ذلك من التوجيهات الأخرى، هذه شهادة أشهد بها للرجل كما يشهدها له أيضا جميع اللاعبين الآخرين، ودائما يوجهنا إلى الأنصار وهذا يعتبر تحفيزا إضافيا للاعبين خاصة باللغة الفرنسية الأكاديمية وبمستواه الثقافي العالي كان يعرف جيدا كيف يوجه الرسالة لنا وكنا نفهمها بسرعة. كيف تحفزون اللاعبين الحاليين؟ حتى يكون اللاعبون محفزون يجب عليهم أن يكونوا أنانيين، لكن الأنانية بمصطلحها الايجابي أي التفكير في الفوز، التركيز، التعامل مع المحيط الخارجي والإسترجاع أثناء الراحة، لأن هذا الأخير أكبر مشكل يعاني منه اللاعب الجزائري، وأقول أيضا أن ضغط المباراة النهائية ليس نفسه في مباريات البطولة، لأنه في البطولة يمكن أن تنهزم اليوم لكن تتدارك في الجولة المقبلة، أما الكأس فالأمر يتعلق بدخول التاريخ فيمكن أن تكون 90 دقيقة أو 120 دقيقة أو ركلات الترجيح كافية لترسيم نفسك بطلا، ولهذا يجب على اللاعبين أن يفهموا أن يوما واحدا كلفنا تحضير موسم كامل، وهذا اليوم هناك عدة عوامل تدخل كالتركيز والرغبة في الفوز، والتفكير في الأنصار والإحتفال معهم، ولا مجال للندم ولا يمكن لأي لاعب أن يقول لو فعلت هذا أو لو لم أفعل هذا إلى غير ذلك، لا بد عليهم أن يبرهنوا على مستوى ذكائهم فوق الميدان لأننا نحن الطاقم فني أتتمنا مهمتنا على أكمل وجه. الملاحظ أن الطاقم الفني الحالي يملك خبرة كافية لتوجيه اللاعبين إلى الفوز بالنهائي، أليس كذلك ؟ لقد تحدثت عن هذا الأمر من قبل، فبالإضافة إلى ما قلته عن آيت جودي، حمناد وعن نفسي، لا يجب أن ننسى أيضا ما يقوم به كل من سالم قاسي على مستوى الجانب النظري فهو يقوم بعمل كبير وكذلك المحضر البدني بوجنان الذي يؤدي دوره كما يجب، دون أن ننسى أيضا العمل الجبار الذي يقوم به الرئيس حناشي باعتباره عاش عدة نهائيات وبالتالي يملك خبرة كبيرة، وسنعمل كل ما بوسعنا لكي نقدم أفضل ما لدينا للاعبين قبل النهائي وأتمنى أن نقطف ثمار هذا العمل الكبير الذي قمنا به منذ بداية الموسم. بما أنكم تعرفتم على منافسكم في النهائي، هل تنوون إعادة مشاهدة أشرطة مباريات المولودية للوقوف عند نقاط قوتها وضعفها تحسبا للموعد؟ نحن لا نقوم فقط بمعاينة المولودية عن طريق الفيديو، بل هذه الخطوة نقوم بها مع كل النوادي وفي كل المباريات، هناك طاقم فني بأكمله يشرف على هذه المهمة وذلك للوقوف عند نقاط قوة وضعف المنافس، تقريبا كل يوم نقوم بها رفقة اللاعبين والآن نعمل على ذلك تحسبا للقاء الأربعاء وبعد نهاية هذه المباراة سنعاين لقاءات المولودية التي نحترمها كثيرا، ومستوى الفريقين تقريبا هو نفسه ويجب علينا أن نحترم المنافس إلى غاية يوم النهائي وبعدها أرضية الميدان هي الفاصلة فيما بيننا. هل من كلمة توجهها للاعب رقم 12 بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الموسم؟ الأنصار منذ الجولة الأولى أمام مولودية العلمة إلى غاية تأهلنا في الدور نصف النهائي أمام عين فكرون كانوا الأروع، لقد ساندونا بكل قوة وأقول لهم الشبيبة ملككم، ملك كل جزائري وكل قبائلي في ربوع الوطن، نريد أن نهدي لهم هذه الكأس، كما أستغل الفرصة وأشكر أنصار البليدة على الإستقبال الكبير وبالورود الذي خصصوه لنا وعلى المساندة القوية التي لقيناها من طرفهم، حقيقة جمهور البليدة من ذهب ولن ننسى وقفتهم هذه أبدا وسنعمل كل ما بوسعنا لكي نهدي لهم الكأس لأنهم يستحقون ذلك، أتمنى أن يكونوا إلى جانبنا يوم النهائي. ---------------- إحياء للذكرى ال 34 للربيع الأمازيغي القبائل يتمنون زيارة الكأس لضريح "معطوب الوناس" يعتبر 20 أفريل من كل سنة يوما رمزيا وتاريخيا في المنطقة القبائلية التي تتذكر دائما الأحداث التي وقعت في ربيع سنة 1980، كما أن شبيبة القبائل تملك علاقة وطيدة بهذا التاريخ، باعتبار أنها كانت دائما فرصة بالنسبة للأنصار ليعبروا عن مبتغاهم ويوجهون رسالتهم، إلا أن هذه السنة، "الربيع الأمايغي" كان له طعم خاص، لأنه تزامن مع التحضير للنهائي العاشر الذي ينشطه "الكناري" في تاريخه يوم 1 ماي أمام مولودية الجزائر في ملعب مصطفى تشاكر، إذ أن هذا الموعد منتظر من طرف أنصار الشبيبة عبر كل أنحاء الوطن وليس في تيزي وزو فقط، حيث منذ عدة أسابيع باشر الجمهور القبائلي تحضيراته لهذا الموعد التاريخي، وعكس ما حدث في نهائي 2011 الذي لم يعرف إقبالا جماهيريا كبيرا من أنصار الشبيبة، فإن نهائي الموسم سيعرف ملعب تشاكر تنقلا قياسيا من الأنصار الذين قد لا تكفيهم مدرجات ملعب البليدة. تيزي وزو كلها تكتسي ألوان الفريق بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، دخلت مدينة تيزي وزو في قلب النهائي بداية هذا الأسبوع، حيث علق الأنصار رياياتهم العملاقة عبر مختلف الأحياء والجدران، ومباراة مولودية الجزائر أصبحت على كل لسان، وكل محبي "الكناري" يسعون لضمان السير الحسن لعملية بيع التذاكر التي ستنطلق بحر الأسبوع المقبل، إضافة إلى الحافلات التي ستكون تحت تصرف الأنصار للتنقل إلى البليدة، وقد انطلقت عملية التنظيم عبر 67 بلدية في ولاية تيزي وزو، ليكون التنقل كبيرا ومنظما كما ينبغي. شاشات عملاقة في المقاهي، القاعات والأحياء الشعبية رغم أن أنصار الشبيبة ينظمون لتنقل قياسي إلى ملعب مصطفى تشاكر، إلا أن العديد منهم لن يتمكن من ذلك، ما جعل "الديجياس" ومختلف الهيئات المحلية تقوم بالتدابير اللازمة حتى تسمح لأنصار الشبيبة في تيزي وزو أن يعيشوا أجواء النهائي وسط المدينة، إذ ستكون شاشات عملاقة على مستوى المقاهي والقاعات الفنية والأحياء الشعبية تحت تصرف الأنصار لمتابعة اللقاء في الهواء الطلق. هذه المبادرة التي ليست الأولى من نوعها في تيزي وزو ستكون فرصة لجميع الأنصار بمشاهدة المباراة في أجواء حماسية، وقد انطلقت عملية التحضير لها عبر مختلف المناطق القبائلية حسب ما أكده لنا محدثنا. "سامبا بويز" سيقودون التنقل من ذراع الميزان بخصوص التنقل الجماعي للأنصار إلى البليدة، تحصلنا على بعض المعلومات تفيد أن الأنصار الذين يقطنون على مستوى الجهة الجنوبية الغربية للولاية (واضية، بوغني، تيزي غنيف وذراع الميزان) فسيتجمعون في مدينة ذراع الميزان وذلك تحت قيادة "ألتراس سامبا بويز". في المقابل، هناك مجموعات أخرى ستنظم انطلاقها إلى البليدة من وسط مدينة تيزي وزو، وستكون كل الأمور جاهزة قبل يومين من موعد المباراة، لذلك سيكون في انتظار زملاء ريال مفاجآت كبيرة من طرف الأنصار، الذين سيلتحقون من مختلف المناطق أيضا على غرار بويرة، بومرداس، برج بوعريريج وولايات أخرى. من جهة أخرى، لم ينس أنصار الشبيبة الفنان الراحل معطوب الوناس الذي يعتبر رمز من رموز المنطقة القبائلية وكان قريبا جدا من شبيبة القبائل التي عشقها حتى النخاع، لذلك في لقائهم أول أمس مع اللاعبين عقب نهاية الحصة التدريبية، طالبهم الجمهور القبائلي التتويج بالكأس ونقلها مباشرة لضريح معطوب الوناس لإهدائها إلى روحه، وهي الرسالة التي فهمها اللاعبون جيدا ويعدون بتقديم أفضل ما لديهم لتتويج بالكأس السادسة للشبيبة. -------------- كعروف: "هذا النهائي يذكرني بالرجل العظيم معطوب الوناس وما فعله في النهائيات الثلاثة" "معطوب قاد مجموعة من اللاعبين إلى مدرجات 5 جويلية وأطربنا بأغنية كنزة التي كانت لم تخرج بعد إلى السوق" عاد بنا مراد كعروف المدرب المساعد للنادي القبائلي، إلى عشرين سنة خلت وبالضبط في آخر نهائي شارك فيه لاعبا بألوان الشبيبة أمام جمعية عين مليلة، كعروف تجمعه ذكريات ستبقى محفورة في تاريخ وسجل "الكناري"، كما استعاد أيضا ذكرياته مع المرحوم معطوب لوناس والدور الكبير الذي كان يلعبه في تلك الحقبة، إلى جانب أسرار أخرى ويأمل أن يتوج هذه المرة بالكأس مدربا بعدما حصل عليها لاعبا. في البداية، كيف تقيم العمل الذي قمتم به منذ فترة توقف البطولة إلى غاية الآن؟ أعتقد أن القرار الأول الذي يقضي بإجراء تربص بالبليدة كان صائبا إلى حد بعيد وأنهيناه بنجاح على كل المستويات سواء من الناحية البدنية والفنية، والمباراتين الوديتين كانتا مفيدتين، وعلينا أن نواصل على هذا المنهج لتطوير إمكانات اللاعبين أكثر. كانت الفرصة أيضا فيه لاكتشاف اللاعبين العشب الطبيعي، هل يمكن أن نقول بأنهم تخلصوا من هذا المشكل وبإمكانهم خوض النهائي دون أية عراقيل؟ الأمر الجميل في كل هذا ليس بإجراء الحصص التدريبية فوق العشب الطبيعي فحسب، وإنما بإجراء آخر حصة تدريبية فوق الملعب الرئيسي الذي سيحتضن المباراة النهائية، لأنه هناك فرق كبير بين التدريبات في ملحق الملعب والملعب الرئيسي، صراحة أرضية تشاكر جوهرة حقيقية استمتع بها اللاعبون وأجروا الحصة بصفة تلقائية، حاولنا فيها أن نحقق مجموعة من الأهداف، أولها أن يجد رفاق بن العمري معالمهم فوق الميدان ويدخلوا في أجواء النهائي، إلى جانب تعويدهم على ميدان هذا الملعب، وأقول بأن أغلبيتهم سبق لهم وأن لعبوا على العشب الطبيعي، صحيح أنه مر وقت طويل ولم نلعب في مثل هذه الأرضية، لكن يمكن القول بأن الحصة الأخيرة في تشاكر كانت مفيدة جدا. البعض يرشح الشبيبة للظفر بالكأس بالنظر إلى طبيعية المنافسين الذين أقصيتموهم على غرار اتحاد العاصمة، "الحمراوة" وعين فكرون، مقارنة بالمولودية فهل تفكرون بهذه الطريقة؟ صحيح أننا واجهنا منافسين أقوياء، لكن منافسة الكأس تبقى بنكهتها الخاصة وبمعطياتها الخاصة أيضا، وكل فريق يملك حظوظا متساوية جدا، المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لنا في الأدوار السابقة خاصة لما واجهنا اتحاد العاصمة، مولودية وهران وعين فكرون، الحظ ابتسم لنا ومررنا إلى لنهائي وأتمنى أن تختارنا الكأس في النهائي لنحملها، وأؤكد أن الفوز والتأهل على الفرق المذكورة ليس مرجعا، أما الآن فيجب أن نبقى مركزين أكثر على البطولة ثم تنفرغ للكأس. الكثير من المتتبعين يرون أن تحضيراتكم مقتصرة على النهائي وكأنكم تناسيتم مباراة الأربعاء، فهل هذا صحيح أم أن نظرتكم مختلفة؟ في البداية، أقول أننا على علم بأنه تنتظرنا مباراة مهمة جدا أمام الأربعاء بملعب هذا الأخير، وأن التحضيرات التي قمنا بها ليست مخصصة للنهائي فقط وإنما لجميع المباريات التي تنتظرنا إلى غاية نهاية الموسم. سبق لك أن توجت بالكأس لاعبا تحت ألوان الشبيبة واليوم أنت في النهائي ودون شك تتمنى أن تتوج بها مدربا لأول مرة، صراحة هل كنت تنتظر الوصول إلى النهائي؟ أعتقد أن الوصول إلى نهائي الكأس يحدث نادرا، ولكن حصل لي شرف لعبها ثلاث مرات متتالية، بالنسبة لي مفاتيح الكأس هي التركيز، الرزانة ، ووضع خبرتنا تحت تصرف اللاعبين والتركيز على الجانب البسيكولوجي، يجب أن يكون اللاعبون أكثر انضباطا وبهذه الطريقة يمكننا الظفر بهذه الكأس، ويمكنني أن أقول بأننا في النهائيات السابقة في عهدنا لم نكن بمستوى جيد لكن حصلنا عليها بفضل المعطيات التي ذكرتها سابقا، لقد فزنا على اتحاد بلعباس في 1991، ثم أمام جمعية الشلف في 1992، والمرة الثالثة كان أمام عين مليلة في 1994 (علما أن سنة 1993 الجزائر لم تنظم منافسة الكأس) كل هذه الخبرة سنقدمها للاعبين، لأن أغلبيتهم لا يتمتعون بها وسيلعبون هذه المنافسة لأول مرة. إذا الطاقم الفني يقوم بعمل كبير في هذه الفترة بالذات، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال الطاقم الفني يلعب حاليا دور كبيرا، فكل واحد منا يقوم بعمله سواء المدرب آيت جودي الذي لعب نهائيين، مدرب الحراس حمناد الذي سبق له وأن لعب معي نهائي 1994 أمام عين مليلة، المحضر البدني بوجنان إضافة إلى سالم قاسي، صحيح أن هذا النهائي الأول بالنسبة لي مدربا، لكننا سنعمل على نقل الرسالة جيدا للاعبين وسنقول لهم أن هذا النهائي سيبقى في التاريخ، ونعمل كل ما بوسعنا لكي ندخلهم في أجواء المباراة، لكن للأسف هناك مباراة سنلعبها أمام الأربعاء ومن الصعب جدا أن تدخلهم في أجواء لقاء البطولة ومباشرة يدخلون في أجواء الكأس، ولكن سنعمل كل ما بوسعنا لكي تسير الأمور مثلما نتمناها. لقد خسرت أول نهائي لك سنة 1991 أمام اتحاد بلعباس، فكيف كان شعورك؟ ليس سهلا أن تنهزم في النهائي، صحيح لقد خسرت أول نهائي لي ، لكن أعتقد أن حياة اللاعب هي هكذا اليوم يخسر وغدا يفوز، والحمد لله لقد تمكنت من الظفر بالكأس مرتين متتاليتين مباشرة بعد نهائي بلعباس، وهذا ممكننا من اكتساب الخبرة، كما يجب أن تتقبل الخسارة من أجل الإرتقاء إلى الإنتصارات. بماذا يذكرك هذا النهائي؟ هذا النهائي يذكرني بالمرحوم معطوب لوناس، فقبل أن نبدأ في سرد ما قام به هذا الرجل العظيم، يجب أن ننوه بأنه كان بالنسبة لنا أخا كبيرا والمناصر رقم واحد للنادي القبائلي، فقد كان يتنقل معا أينما تنقل النادي لخوض مباراة معينة، وفي نهائي 1994 أمام عين مليلة، تنقل إلى العاصمة وإلى الفندق الذي كنا نتواجد فيه حاملا معه "الموندول" ، ثم بعد ذلك أطربنا أغنية "كنزة " حصريا، هذه الأغنية في ذلك الوقت كانت لم تخرج بعد إلى السوق، كما كان ذلك في مدرجات ملعب 5 جويلية وكان عدد اللاعبين حوالي عشرة، صراحة إنه شيء رائع جدا، لقد أنسانا النهائي وكان ذلك ليلة المباراة، وكان معطوب يهدف إلى إبعادنا عن الضغط "درنا قعدة من الكبار" ، الحمد لله في اليوم الموالي توجنا بالكأس. هل كنتم تنتظرون زيارة معطوب لكم إلى الفندق وفي ليلة المباراة؟ معطوب كما قلت لكم إنه المناصر الأول للنادي القبائلي وعلاقته باللاعبين تجعله في كل مرة يحاول أن يقدم لنا مفاجأة سارة، إنه شخص حساس جدا يحترم الجميع والجميع يحترمونه، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يقوم بها بمساندة اللاعبين، بل الفضل الكبير في تتويجنا سنة 1990 بالكأس الإفريقية يعود له وذلك بعدما استطاع أن يسوي المشكل الذي كان داخل التشكيلة، كما أنه كان إلى جانبنا في النهائيين أمام الشلف وعين مليلة. ماذا قال لكم بالضبط ليلة المواجهة أو يومها؟ كان دائما يوجهنا نحو التحفيز والفوز وكان يقول لنا "ترون هؤلاء الأنصار، ينتظرون منكم الفوز، حذار أن تخيبوهم " إلى غير ذلك من التوجيهات الأخرى، هذه شهادة أشهد بها للرجل كما يشهدها له أيضا جميع اللاعبين الآخرين، ودائما يوجهنا إلى الأنصار وهذا يعتبر تحفيزا إضافيا للاعبين خاصة باللغة الفرنسية الأكاديمية وبمستواه الثقافي العالي كان يعرف جيدا كيف يوجه الرسالة لنا وكنا نفهمها بسرعة. كيف تحفزون اللاعبين الحاليين؟ حتى يكون اللاعبون محفزون يجب عليهم أن يكونوا أنانيين، لكن الأنانية بمصطلحها الايجابي أي التفكير في الفوز، التركيز، التعامل مع المحيط الخارجي والإسترجاع أثناء الراحة، لأن هذا الأخير أكبر مشكل يعاني منه اللاعب الجزائري، وأقول أيضا أن ضغط المباراة النهائية ليس نفسه في مباريات البطولة، لأنه في البطولة يمكن أن تنهزم اليوم لكن تتدارك في الجولة المقبلة، أما الكأس فالأمر يتعلق بدخول التاريخ فيمكن أن تكون 90 دقيقة أو 120 دقيقة أو ركلات الترجيح كافية لترسيم نفسك بطلا، ولهذا يجب على اللاعبين أن يفهموا أن يوما واحدا كلفنا تحضير موسم كامل، وهذا اليوم هناك عدة عوامل تدخل كالتركيز والرغبة في الفوز، والتفكير في الأنصار والإحتفال معهم، ولا مجال للندم ولا يمكن لأي لاعب أن يقول لو فعلت هذا أو لو لم أفعل هذا إلى غير ذلك، لا بد عليهم أن يبرهنوا على مستوى ذكائهم فوق الميدان لأننا نحن الطاقم فني أتتمنا مهمتنا على أكمل وجه. الملاحظ أن الطاقم الفني الحالي يملك خبرة كافية لتوجيه اللاعبين إلى الفوز بالنهائي، أليس كذلك ؟ لقد تحدثت عن هذا الأمر من قبل، فبالإضافة إلى ما قلته عن آيت جودي، حمناد وعن نفسي، لا يجب أن ننسى أيضا ما يقوم به كل من سالم قاسي على مستوى الجانب النظري فهو يقوم بعمل كبير وكذلك المحضر البدني بوجنان الذي يؤدي دوره كما يجب، دون أن ننسى أيضا العمل الجبار الذي يقوم به الرئيس حناشي باعتباره عاش عدة نهائيات وبالتالي يملك خبرة كبيرة، وسنعمل كل ما بوسعنا لكي نقدم أفضل ما لدينا للاعبين قبل النهائي وأتمنى أن نقطف ثمار هذا العمل الكبير الذي قمنا به منذ بداية الموسم. بما أنكم تعرفتم على منافسكم في النهائي، هل تنوون إعادة مشاهدة أشرطة مباريات المولودية للوقوف عند نقاط قوتها وضعفها تحسبا للموعد؟ نحن لا نقوم فقط بمعاينة المولودية عن طريق الفيديو، بل هذه الخطوة نقوم بها مع كل النوادي وفي كل المباريات، هناك طاقم فني بأكمله يشرف على هذه المهمة وذلك للوقوف عند نقاط قوة وضعف المنافس، تقريبا كل يوم نقوم بها رفقة اللاعبين والآن نعمل على ذلك تحسبا للقاء الأربعاء وبعد نهاية هذه المباراة سنعاين لقاءات المولودية التي نحترمها كثيرا، ومستوى الفريقين تقريبا هو نفسه ويجب علينا أن نحترم المنافس إلى غاية يوم النهائي وبعدها أرضية الميدان هي الفاصلة فيما بيننا. هل من كلمة توجهها للاعب رقم 12 بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الموسم؟ الأنصار منذ الجولة الأولى أمام مولودية العلمة إلى غاية تأهلنا في الدور نصف النهائي أمام عين فكرون كانوا الأروع، لقد ساندونا بكل قوة وأقول لهم الشبيبة ملككم، ملك كل جزائري وكل قبائلي في ربوع الوطن، نريد أن نهدي لهم هذه الكأس، كما أستغل الفرصة وأشكر أنصار البليدة على الإستقبال الكبير وبالورود الذي خصصوه لنا وعلى المساندة القوية التي لقيناها من طرفهم، حقيقة جمهور البليدة من ذهب ولن ننسى وقفتهم هذه أبدا وسنعمل كل ما بوسعنا لكي نهدي لهم الكأس لأنهم يستحقون ذلك، أتمنى أن يكونوا إلى جانبنا يوم النهائي.