أدى ارتفاعُ سعر زيت الزيتون الذي تجاوز 700 دج للتر الواحد، إلى تعدّد أساليب الغش في هذه المادة التي باتت تُعرض للبيع على حافة الطرقات والأسواق الفوضوية... حيث استقبلت جمعية حماية المستهلكين آلاف الاتصالات من مواطنين أكدوا أنهم اكتشفوا مواد خطيرة وقاتلة في زيت الزيتون، على غرار مزجها بزيوت السيارات وحبر الجرائد، ما جعل السوق تعجّ بكميات كبيرة من زيت الزيتون المغشوشة، التي تسوّق بأثمان منخفضة تتراوح بين 500 و600 دج للتر، ما جعل الإقبال عليها كبيرا، وساهم في تزايد أعداد ضحايا الغش في هذه المادة التي لا يخلو بيتُ جزائري منها، لفائدتها الصحية ونكهتها الغذائية. وفي هذا الإطار أكد رئيس جمعية حماية المستهلكين مصطفى زبدي ل"الشروق" أن جمعيته استقبلت خلال الأيام الماضية آلاف الاتصالات من مواطنين تعرضوا للغش والاحتيال في زيت الزيتون الذي اشتروه من قارعة الطرقات والأسواق الموازية، قائلا "جمعية المستهلكين استقبلت عينات كبيرة من زيت الزيتون المغشوش، وبعد فحصها وتحليلها الأولي تبين مزجها بزيوت السيارات وحبر الجرائد، ما قد تنجر عنه أضرارٌ صحية على المستهلكين". وأضاف المتحدث المختص في الطب العام، أن زيوت السيارات وحبر الجرائد من المواد التي قد تتسبب في تسممات غذائية خطيرة "خاصة وأن زيت السيارات الممزوج بزيت الزيتون هو زيت مستعمل أسود اللون يُمزج في الزيت العادي وقليل من زيت الزيتون ليضفي اللون الأسود على الزيت، ليظهر للزبائن على أنه زيت أصلي وطبيعي، وأضاف أن بعض المحتالين يعملون على وضع أوراق الجرائد في الزيت العادي، حيث يتحلل حبر الجريدة في الزيت ويضفي عليه اللون الأسود، ويباع على أنه زيت زيتون أصلي. وأكد زبدي أن الغش في زيت الزيتون هو ظاهرة قديمة، غير أنها أصبحت أخطر بإقحام مواد جديدة وخطيرة في الزيت، محذرا المواطنين من شراء الزيوت التي تعرض في الطرقات، والتي يجهل تركيبها، وأضاف أن جمعية المستهلكين ليس باستطاعتها أن تتدخل في هذا الشأن لأن الأمر يتعلق بالتجارة الموازية التي يجهل مصدرها وأصحابها، والحي الوحيد يكمن، حسب مصدرنا، في توخي الحذر في شراء هذه المواد من المَعاصِر مباشرة أو اقتناء الزيت الصناعية التي تحمل معلومات حول تركيبها وصانعها. ومن جهته أكد مصدر مسؤول بوزارة التجارة رفض ذكر اسمه، أن ما يباع في الأسواق الموازية "خارج مسؤولية الوزارة"، و"على المواطنين توخي الحذر"، وكشف أن "80 بالمائة من المواد المغشوشة ومنتهية الصلاحية تسوّق في الأسواق الفوضوية، بسبب انعدام الرقابة"، منبّها المواطنين إلى بضرورة توخّي الحذر في شراء الأغذية التقليدية التي يكثر فيها الغش.