تفتح اليوم محكمة الجنايات بالشلف، ملف الجهاديين الجزائريين في سوريا، حيث تنظر في قضية ستة أشخاص ينحدرون من الولاية، التحقوا بالمقاتلين ضد النظام السوري في منطقة إدلب السورية. وتم توقيف اثنين من المتهمين، فيما لايزال الباقون في حالة فرار، ويتواجدون حاليا على التراب السوري، ووجهت لهم تهمة التورط في جناية الانخراط في جماعة ارهابية وتخريبية، أفعالها غير موجهة ضد الجزائر. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الشروق"، فإن انكشاف أمر هذه المجموعة، تم بعد توقيف اثنين منها ويتعلق الأمر بالمدعوين "ش.خ"، و"ب.ع"، ويبلغان من العمر 26 و29 سنة على التوالي، وذلك بعد تحريات معمقة ودقيقة قامت بها الجهات المختصة في مكافحة الإرهاب، وتوصلت قبل ذلك إلى أن هذين الشابين تربطهما صداقة قوية باثنين آخرين، كانا قبل ذلك قد سافرا إلى سوريا عبر تركيا، ومنها التحقا بالمقاتلين السوريين ضد جيش النظام السوري، ويتعلق الأمر ب"ب.خ" 29 سنة، و"ق.م" 28 سنة، واللذان قاما بالاتصال بصديقيهما، وإقناعهما، بالالتحاق بهما، من أجل تقديم يد العون والمساعدة لإخوانهم المجاهدين على حسب زعمهما ضد النظام السوري. غير أن المتهمين، وحسب تصريحاتهما، لم يمكثا سوى 15 يوما قبل ان يقررا العودة بعد ذلك إلى أرض الوطن، مرورا بتونس، وذلك بعد ان اكتشفا انهما تعرضا إلى مغالطة كبرى، وأن الامر لا يعدو أن يكون سوى تقتيل للمسلمين بعضهم لبعض. وكان هذان الشابان، قد دخلا سوريا، عبر منطقة انطاكيا التركية، ووصلا إلى منطقة ادلب، وذلك مباشرة، بعد حصولهما على تأشيرة تركية صالحة لمدة شهر من القنصلية التركية في الجزائر، وذلك في شهر مارس من السنة الماضية، وفي منطقة أدلب التحقا بمركز تابع لتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام"، المنضوي تحت لواء "القاعدة". ويدير ذلك المركز جزائري يدعى "أبو هشام" يبلغ من العمر 45 سنة، وهو ينحدر من ولاية الشلف، وقد طلب منهما تغيير أسمائهما، وأصبح "ش.خ" يدعى "أبو الزبير"، بينما اختار "ب.ع" اسم "أبو مصعب"، وفي ذلك المركز تلقوا تدريبات قتالية وعسكرية.