يعتبر اسعد ربراب ( 70 عاما) واحدا من أكبر رجال الأعمال في الجزائر. رقم أعمال مجموعته الاقتصادية يتجاوز 2.6 مليار يورو في السنة. نشاطاته متعددة من الاتجار في المواد الغذائية، إلى الزجاج، إلى الأجهزة الالكترونية، إلى السيارات. اسعد ربراب يمثل بالنسبة للكثيرين نموذجا جزائريا للنجاح، حتى وإن كان هناك من يشكك في أسباب هذا النجاح. هو أول جزائري يدخل قائمة مليارديرات العالم التي تعدها «فوربز» بثروة قدرت ب 3.2 مليار دولار. ويمثل اليوم قوة اقتصادية عابرة للحدود، فالرجل المعروف بأنه يعمل دون هوادة ودون راحة لا يعرف لطموحه سقفا، فبالرغم من أنه دخل العقد السابع من العمر، إلا أنه ما يزال يعمل أكثر من 12 ساعة في اليوم، إلى درجة أن أبناءه الذين يشاركونه إدارة المجموعة، يعترفون بأنهم يجدون صعوبة في الجري وراءه. بدأ اسعد ربراب حياته كخبير حسابات، وهي مهنة اختارها لأنه كان في القرية، التي عاش فيها طفلا، خبير حسابات يحظى بالاحترام والتقدير من الجميع، وأسس أول مكتب محاسبة سنة 1968، ثم دخل شريكا في مؤسسة صغيرة لتحويل الحديد، وبعد فترة استثمر امواله في إعادة شراء أسهم شركائه الذين انسحبوا، ولعل هذا المنطق الذي اتبعه ربراب منذ شبابه في أعماله كان سببا في نجاحه، أي إعادة استثمار أمواله، وفي بداية التسعينات أسس ربراب أكبر شركة للحديد، وظف فيها ومنذ البداية 1000 شخص، لكن هذه الشركة تحولت إلى رماد بعد سنوات قليلة بسبب تفجير مصنعها الرئيسي بعد أن وضعت جماعة إرهابية أكثر من عشر قنابل به، كما تعرض رجل الأعمال نفسه في سنة 1994 إلى محاولة اغتيال لجأ بعدها إلى فرنسا. قبل ذلك وفي عز الأزمة الأمنية كان ربراب قد حقق أرباحا ضخمة في استيراد آلاف الأطنان من الحديد، وهي الثروة التي ساعدته على تأسيس امبراطوريته في وقت لاحق. وفي فرنسا لم يضيع وقته، فقد دخل شريكا في محل لبيع اللحوم الحلال، وبعد فترة وجيزة اشترى أسهم شريكه، وامتلك العشرات من المحلات بفرنسا، وهو يؤكد أنه لم يحصل على فلس واحد من هذه المحلات، لأنه يقوم باستثمار كل ما يربحه منها، وبعد أن استرجعت الجزائر عافيتها وأمنها نسبيا، عاد ربراب إلى الجزائر، واستثمر مجددا في عدة قطاعات، حتى أصبح اليوم يدير مجموعة «سيفيتال»، ويسيطر على استيراد وتوزيع مواد أساسية مثل السكر والزيت، فضلا عن أنه الوكيل الحصري لسيارات «هيونداي»، وممثل حصري لعلامة «سامسونغ» الكورية لصناعة الأجهزة الالكترونية، التي أصبح يقوم بتركيبها في مصانعه بمدينة سطيف (300 كيلومتر شرق العاصمة)، إضافة إلى شركات أخرى، ويصل عدد العاملين في المجموعة إلى 12 ألف موظف. قرر ربراب أن يواصل مشاريعه وأحلامه خارج التراب الجزائري، فقد أعلن عن نيته شراء شركات «براندت – فاجور» الفرنسية، وذلك بقيمة تتجاوز ال 100 مليون يورو، وهو ما جعله فجأة محط اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، التي قدمته على أنه المنقذ لمئات فرص العمل التي توفرها مصانع «براندت فاجور». يؤمن إسعد ربراب بأن هناك فرصا كثيرة بين الجزائروفرنسا، فالجزائر لديها يد عاملة بأسعار تنافسية، وفرنسا لديها الخبرة والتكنولوجيا، وأن التكامل بين البلدين ممكن جدا، دونما حاجة للذهاب إلى الصين أو إلى دول آسيا الأخرى. ربراب ما زال يطمح إلى المزيد من النجاحات، ويعتقد أن الفرص التي يوفرها السوق الجزائري تستحق أن تستغل من أجل تطوير الاقتصاد وتوفير فرص العمل.