سلال ينزعج من مداخلة نائب الأفلان وولد خليفة يردّ: عادت قضية الأصول العرقية لوزيرة التربية نورية بن غبريط من جديد إلى الواجهة، لكن هذه المرة من بوابة البرلمان، بعد أن أثار نائب عن الأفلان "محمد سيدي موسى" القضية، التي أثارت جدلا واستدعت تدخل مؤرخين وأهل الاختصاص، مما دفع بالوزير الأول عبد المالك سلال للإشارة بيده لولد خليفة كي يوقف المداخلة. وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة في رده على مداخلة ألقاها النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني محمد سيدي موسى، وتتعلق بالأصول العرقية لوزيرة التربية الوطنية، "ليس لك أن تقيم وزيرة التربية، فهي مسلمة أكثر من مسلمين آخرين"، وسعى رئيس البرلمان لدفع النائب للكف عن الحديث بشأن الأصول العرقية والدينية لوزيرة التربية الوطنية، التي غابت عن الجلسة الصباحية بسبب انشغالها بامتحانات شهادة البكالوريا، علما أن ردة فعل ولد خليفة جاءت بعد أن تلقى إشارة باليد من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي يبدو أنه انزعج من مضمون المداخلة، التي أعادت إلى الواجهة نقاشا حاول أهل الاختصاص الفصل فيه ووضعه طي النسيان، غير أن الأقاويل تضاربت بين نفي الأصول اليهودية لبن غبريط وتأكيدها، ومما جاء في مداخلة النائب عن الحزب العتيد التي وجهها للمشككين في أصول وديانة الوزيرة، والتي فهم منها بأنها إدانة صريحة لوزيرة التربية وليس دفاعا عنها، بأن الفكر السياسي الإسلامي فصل منذ العهد العباسي في مسألة الوزارة والديانة، وأن المفكر الإسلامي أبو الحسن الماوردي في كتابه "الأحكام السلطانية"، وكتاب قوانين الوزارة وسياسة الملك، أنه لم يشترط في وزير التنفيذ أن يكون مسلما، بل اشترط الكفاءة والعلم، "وهذا ما تتوفر عليه السيدة بن غبريط، التي لا نشك في إرادتها القوية لإصلاح منظومتنا التربوية والغارقة في وحل الرداءة والفوضى"، مضيفا بأنه كنائب لا يشك في سعي الوزيرة لتحقيق مدرسة جزائرية أصيلة ومعاصرة، وإنشاء أجيال متمسكة بالهوية الجزائرية، وقد كانت هذه العبارات كافية ليصل مغزى وجوهر الرسالة إلى الوزير الأول، الذي رفع يده باتجاه ولد خليفة وأشار له بضرورة وقف المتدخل، وهو الأمر الذي استجاب له فورا رئيس البرلمان، الذي وصف بن غبريط بأنها مسلمة أصيلة أكثر من مسلمين آخرين. ومقابل فتور النقاش بخصوص مخطط الحكومة، بعد أن استحوذ نواب الأفلان على قسط وافر من المداخلات التي طغت عليها عبارات المدح والثناء والتثمين، طفى من جديد الصراع بين نواب هذا الحزب الذي سعى أن يظهر هذه المرة في ثوب المعارضة، وكذا بين كتلة حزب العمال، التي دخلت هذا المرة قبة البرلمان من أجل خوض معركة الانتخابات التشريعية المسبقة وحل البرلمان، وقد كان لهذه الكتلة نصيب آخر من الانتقادات من قبل نفس النائب "محمد سيدي موسى"، الذي اتهم بعض الأحزاب المعارضة بالعجز عن تقديم بدائل حقيقية للسلطة، "فأصبح بالإمكان وصفها بمعارضة بوكو كلام"، في تلميح واضح إلى حزب لويزة حنون، الذي يعايره نواب الحزب العتيد بتحقيق نتائج جد هزيلة في الرئاسيات، اعتبروها كافية لإسكات هذا الحزب الذي أضحى يتخبط بين المعارضة والموالاة، وفي تقدير نفس المتدخل فإن نتائج الرئاسيات "كانت بمثابة الضرب بالطماطم والبيض الفاسد على وجوه لم تستح، وتجاهر في المنابر والفضائيات وكأنها تمثل شيئا".