استفزت دعوات نواب حزب العمال بحل البرلمان وتنظيم تشريعيات مسبقة نواب الأفلان، وتطور الجدل إلى مناوشات كادت أن تتحول إلى مشاداة بالأيدي داخل قاعة الجلسات بالبرلمان، لولا تدخل أعوان الأمن، أمام أنظار ولد خليفة الذي عجز عن فرض النظام. وفي ظل فتور النقاش بخصوص مخطط الحكومة رغم تعدد المداخلات التي بلغت أرقاما قياسية على غير العادة، إلى درجة دفعت بالعديد من النواب إلى مغادرة البرلمان، برز إصرار نواب حزب لويزة حنون على المطالبة بحل المجلس الشعبي وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة، وهو مطلب شعر نواب الحزب العتيد بأنهم المقصودون منه، بدعوى أنهم يشكلون الأغلبية بداخله، ومعنيين بالانتقادات التي طالت الغرفة السفلى، منها تدني المستوى، بدليل أن مجرد كلمة ألقتها نائب عن حزب العمال "نادية شويتم" كانت كافية لتحول البرلمان إلى حلبة للصراع، تعالت فيها الأصوات وارتفعت فيها الأيدي، ما استدعى تدخل أعوان الأمن الذين حالوا دون تطور النقاش إلى مواجهات، وكان ذلك خلال الفترة المسائية من جلسة أول أمس، واستمرت الأجواء المشحونة إلى غاية أمس، بعد أن حمّل نائب عن حزب العمال رئيس المجلس العربي، ولد خليفة مسؤولية ما وصفه بالتجاوز الخطير الذي شهدته قبة البرلمان، معتبرا بأن ما طال زميلته في الحزب هو تهجم غير أخلاقي ضد حزبه، وينم عن استمرار ممارسات الحزب الواحد. وظهر ولد خليفة في البداية بأنه تقبل انتقادات نواب حزب العمال على مضض، لكنه سرعان ما رد عليها بنوع من التوتر والنرفزة، قائلا إن الموضوع الذي حصلت بشأنه المشاكل لا صلة له بمخطط الحكومة، واصفا التصرفات التي حدثت بأنها لا تليق بمستوى النائب، في حين أكدت النائب "نادية شويتم" بأنها وجهت انتقادات لنواب في المجلس دون أن تذكر الأفلان، الذي انزعج نوابه من إثارة قضية تنظيم تشريعيات مسبقة في إطار الإصلاح السياسي، وقالت أيضا بأنه لا مستقبل ولا شرعية لأصحاب الفكر الواحد، وأن حزب العمال لن يقحم نفسه في جو يطغى عليه القذف والبلطجية السياسية، التي اعتبرتها من الغباء السياسي، وهي القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت نواب الحزب العتيد يثورون، ويحولون قاعة البرلمان إلى ساحة للكر والفر. علما أن نواب الأفلان الذين سيطروا على الجزء الأكبر من المداخلات المتعلقة بمخطط الحكومة، والتي تراوح مضمونها ما بين الإطراء والانتقاد، تلقوا تعليمات فوقية من الأمين العام عمار سعداني للمشاركة بفعالية في النقاش، في وقت يحاول نواب حزب العمال اللعب على حبلي المعارضة والموالاة في آن واحد، من خلال تفادي انتقاد مخطط الحكومة بدليل عدم الاعتراض على استغلال الغاز الصخري، ثم المطالبة بحل البرلمان.