سلال التمس عدم التطرق لأمور الوزراء الشخصية في النقاش يرد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم على تساؤلات وانشغالات نواب المجلس الشعبي الوطني بخصوص مخطط عمل حكومته الذي عرضه عليهم بداية الأسبوع، ونوقش على مدى أربعة أيام كاملة، وستتم المصادقة عليه اليوم أيضا، وسجّلت جلسات المناقشة على مدى أربعة أيام اتجاهين كبيرين، بين نواب الموالاة الذين باركوا ما جاء في المخطط والحّوا على ضرورة الإسراع في تجسيده ميدانيا لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وترجمة تعهدات رئيس الجمهورية إلى أفعال، وبين نواب المعارضة الذين انتقدوا الكثير ما ورد في محتواه، وطالبوا الوزير الأول قبل ذلك بتقديم بيان السياسة العامة. وتخللت جلسة أمس التي ترأسها محمد العربي ولد خليفة تدخل الوزير الأول عبد المالك سلال لدى هذا الأخير يلتمس منه الطلب من النواب المتدخلين عدم التشخيص، و عدم التطرق للوزراء بالاسم سواء عند المدح أو النقد، وعدم التطرق أيضا لأصولهم أو لأي شيء شخصي متعلق بهم، وهذا خلال مداخلة نائب الآفلان محمد سيدي موسى التي تطرق فيها للنقاش الدائر حول أصول وزيرة التربية، لكن النائب أوضح بعد المداخلة أن مداخلته أسيء فهمها، حيث لم يكن يقصد منها الحديث عن أصول الوزيرة بل عن النقاش الذي أثير حول ذلك والذي اعتبره دون معنى ، وقد تدخل ولد خليفة وطلب من النائب ومن غيره من النواب عدم التشخيص عند إلقاء مداخلاتهم.وعلى مدى الأربعة أيام الأخيرة التي استغرقتها مناقشة مخطط عمل الحكومة- الذي شهد أكبر عدد من المتدخلين بلغ 330 متدخل، وهو ما لم يعرفه أي مشروع مند سنوات- تجلى الفارق في الطرح بين نواب الموالاة وهم أغلبية و نواب المعارضة، ففي الوقت الذي أيد نواب الموالاة بقوة المشروع واعتبروه متكاملا ووفاء من رئيس الجمهورية بالتزاماته التي قدمها للمواطنين خلال الحملة الانتخابية، اعتبر نواب المعارضة الممثلة على وجه الخصوص في الأففاس، تكتل الجزائر الخضراء وحزب العمال أن المخطط يعتبر تكملة للمخطط السابق ويتضمن بعض النقائص. نواب الموالاة خاصة من الآفلان و الأرندي فضلوا المطالبة بالإسراع في تجسيد المخطط ميدانيا حتى ينعكس بصورة واضحة على المعيشة اليومية للمواطن ويساهم في تحسين وضعه العام، على التطرق لجزئيات ما ورد فيه، بينما بالمقابل شرّح نواب المعارضة مضمون المخطط مبرزين ما رأوا أنها نقائص اعترته، وتقاطع نواب المعارضة مند البداية في نقطة أساسية تتمثل في التساؤل عن سبب عدم تقديم بيان السياسة العامة من طرف الوزير الأول قبل عرض المخطط الجديد. كما شكل موضوع استغلال الغاز الصخري -الذي أكد بشأنه الوزير الأول أن لا مفر منه- مادة خام أيضا بالنسبة لنواب المعارضة، فضلا عن الانتقادات الأخرى المتعلقة بمختلف القطاعات. واتضحت من خلال جلسات المناقشة مؤشرات صراع سياسي واضح بين الاتجاهين على خلفية الانتخابات الرئاسية الأخيرة والاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها تعديل الدستور، الذي نال هو الآخر قسطه من النقاش رغم أن المقام لم يكن له، وتجلت مظاهر الصراع السياسي هذا أيضا في الملاسنات التي وقعت بين نواب الآفلان ونواب حزب العمال على خلفية موقف كل منهما من مسألة إجراء انتخابات تشريعية مسبقة. وسيرد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم على كل انشغالات النواب، ووعد في كلمته عند عرض المخطط بأنه سيولي اهتماما كبيرا لكل ما سيصدر عن النواب بشأن مخطط عمل الحكومة، وتعهد بأن يكون مصغيا لهم، مؤكدا أن الحكومة ستتلقى بروح متفتحة وتقدير كامل مقترحاتهم وآرائهم، وستسهر على تقديم الأجوبة الضرورية بشأنها، ووعد بالتزام الحكومة بالعمل على تحسين تعاونها مع السلطة التشريعية وتعزيزه. وسيعرض مخطط عمل الحكومة اليوم بعد رد الوزير الأول على النواب لنيل الثقة، على أن يعرض على أعضاء مجلس الأمة الأسبوع المقبل.