أقدم رجل تونسي على حرق ابنته التي تبلغ 15 عاماً في احد أحياء العاصمة التونسية بعدما شاهدها عائدة إلى المنزل برفقة زميلها في المدرسة. وأفادت والدة الضحية بأن التلميذة آية العروسي العابد كانت على خلاف مع والدها وكانت أحيانا تهدد بالهروب من المنزل بسبب التضييق عليها وعلى تصرفاتها وتحركاتها. وأضافت أنه في يوم الحادث شاهدها والدها وهي عائدة إلى المنزل مع زميل لها في الفصل، فظن للوهلة الأولى أن ابنته ربما خططت للهروب مع هذا الشخص، فهرع إليها وضربها بعنف في الشارع أمام الناس ثم جرها إلى بناية مهجورة كانت مركزاً للشرطة تم إحراقه خلال أحداث الثورة التونسية 2010، ثم أضرم فيها النار وتركها تواجه الموت دون أن يعبأ بتوسلاتها وصراخها وغادر المكان وكأنه لم يفعل أي شيء. بعد ذلك، سمع أحد المارة صراخها فحاول إطفاء النيران لكن دون جدوى فاتصل بعناصر الدفاع المدني وأعلمهم بالأمر فوصلوا على جناح السرعة ونقلوا التلميذة إلى مستشفى الحروق والإصابات البليغة في حين ألقى رجال الأمن القبض على الوالد الذي اعترف بتفاصيل جريمته فتمّ إيداعه السجن إلى حين مثوله أمام قاضي التحقيق. دخلت آية في صراع مع الموت استمر 11 يوما ولم تتمكن من التحمل أكثر فتوفيت. يذكر أن الأب القاتل كان قليل الكلام والاختلاط بأهالي الحي وشديد الحرص على تربية أبنائه تربية سليمة. وقد تضاربت الأنباء حول صحة الأب النفسية، فبعض أهالي الحي أشاروا إلى أن الأب مريض نفسياً بسبب حالة الفقر التي يعيشها مع عائلته، وربما يكون انقطاعه عن الأدوية التي عليه تناولها من أبرز أسباب إقدامه على فعلته النكراء.